إعتذار إلى أبي فراس الحمداني .. بقلم: فاطمة الخليل

بوركت هذه الكاتبة الرائعة على هذا النص الذي راق لي كثيراً



مع كل الشكر والتقدير



أشرف الجالس

اعتذار إلى أبي فراس الحمداني
من بلاد الشنقيط الى فارس بني حمدان

رهين قيود الروم يلهو بك الغَدرُ

ولا فدية ترجى ولا صولةُ بِكرُ

وأفردت في زنزانة لامؤازِراً

ومن أين تأتيك المواساة والأزرُ

ومن كل فج ترقب الفجر طالعاً

وعن نظرات القدس حجب الفجرُ

ودجلة ترنو للفرات كئيبةً

وقد إقتسما حزنا وماؤهما مرُّ
مهداة
إلى الأسرى المحررين وعلى رأسهم عميدي الأسرى ومناضليها أحمد سعدات ومروان البرغوثي
حنظلة الأبابيل الثائر
صرخة الحرية تنادي في خافق كل أسير متعب , عزله الغزاة عن أحبته .. عن حنين أشواقه .. عن معراجه وعن صهوة كل حر أبي , صرخة الحرية تسأل كل من يمر بها من خلف أسوار الأعادي : أعاد الحر أم لازال في قيد الروم فارسا منهكا , تبكيه الحمائم والمحراب العريق ؟؟!!
أبا فراس في القيود يرشف أحزانه , لا الشعر يعزيه ولا خطى عمورية تغزل راية الحق في خاطره وهو النسر الأبي .
عش يا حر ما شئت من التغاريد والهوى لا كما شاءت أقدار الروم في هذا الزمان المنهك , والدم يغزل لشعوب أكفانه ويثمل .
تعب أبو فراس ونادى :
ليت الذي بين وبينك عامرا وبيني و بين العالمين خراب
ولم يجد غير الجداران تردد صدى صرخاته , لا أبن عم هنا , ولا أخ يرجا في هذه البقاع البلقع .
لا تحزن أبا فراس فنحن في الزمن الرديء .. لا تحزن إن كنا عن صرخاتك قد تهنا وتاهت صلواتنا تبحث لها عن قبلة وأرباب آخرين , و نحن عباد الرحمن سل عنا التاريخ والحق والسنين .. عباد الرحمن الذين لهم في كل زمان صولة , وسيف عمورية يصرخ في البراري أبا فراس لا تحزن فإنا في الزمن الرديء , ماتت أشواقنا .. ماتت أحلامنا .. وماتت صلوات لنا عند كل محراب نحسبها لنا , وقطافها أوطاننا , وحميم أعمارنا على خذلاننا يشهد.
سرقوا أشواقنا وسرقوا المحراب وقالوا هو هيكلا لهم ..سرقوا صرخة الحق في خاطري , ولم يتركوا لنا غير أسمال تنشب فيها مخالب التشرذم ألفا من الحراب في هذا الزمان الرديء .
فلا تحزن أبا فراس إن خرجت ولم تجد معتصما أو سيف الدولة , فقد ضاعت على المعتصم الثغور , وضاع ابن العم في هذا الزمان الحرون .
فدع العتاب أبا فراس ونحن دون سراب وحميم , لاغت الروم والفرس فينا حتى ما عاد لدينا من يقين , ولاغت الروم أشواقنا في بغداد وطرابلس الشموخ , وعلى وعود الثعالب غفونا نحلم بالشموخ والأماني , فيما صار تاريخنا طي السحاب .
أبا فراس عذرا فالروم في كل زمان روم , ولكننا سكرنا بخمرة الغريب , حتى رحنا ننادي الروم كي يحمون ثغوري , وفوق جيادي أبا فراس ضاعت ألف أندلس , فعن أي مجد اليوم أبا فراس
أذود ؟؟؟!!!
أبا فراس عذرا فقد ضلت فينا القبلات والأماني , وما عدنا ندري أنشعل القرابين نساكا لذاك الضياع , وننادي الروم رسلا وأربابا , وعلى المحراب صيحات الله أكبر تنادي : أننا حقا في زمن الضلال .. في الزمان الرديء .
هنا أبا فراس أشعلها مشاغل نور للنصر واليقين , فنحن لازلنا نرفع الصلوات للرحمن , وننشد في المعراج نبوءات وأقمار ..
هاهنا أبا فراس أشعل فينا تلك القرابين , في ملاحم الأنبياء والنساك , في بلاد الشام لنا صولات وبشارات , ولنا في المعراج بعد ألف .. ألف صلاة تنادي فينا الجنان والسموات , فأين نحن اليوم يا بلادي.. أين نحن وقد طافت بنا الملائكة تحي ذاك الرميم فينا وقد كنا في رقاد ؟؟!!
تحمل لنا بشارة أخرى لأنجيل وقرآن , وبجناحي هذين سأنادي جناني .
ما مات أبو فراس , ولا ماتت فينا أقمار الشموخ والأمجاد .
صرخة الحرية تنادي : هل عاد النساك اليوم إلى صلواتهم .. هل عاد عباد الرحمن إلى معراجهم ؟؟!!
لقد عادوا تحملهم أناشيد الشوق والحنين في دروب الصادق الأمين .. عادوا يغرسون في القلوب زهرتين , الأولى لحريتي والأخرى تواشيحا من دعاء وصلاة , وأشواق بنا تحي فينا زمن الشموخ والفتح والتنادي .
كتائب الفتح المبين



وفقكم الله

أمين رحال