أغنيةٌ إلى الحياة


عبد الغفور الخطيب
إهداء إلى أمي حفظها الله وإلى الأمهات في العالم أجمع

مَنْ يشعر بي؟!
مَنْ يحسُّ بوجودي ؟!
مَنْ يعطيني حبّاً؟!
مَنْ يبيعُني حياةً ؟!

قلبٌ واحدٌ كقلبِ أُمّي
هو ما أريدُه..!
قلبٌ رؤومٌ عطوفٌ
يُعطي بلا حدودٍ..
يَهَبُ بلا مِنّةٍ..
أبحثُ جاهداً ولا أجدُ كأمّي
رحمةً
حناناً
دفئاً
حياةً
رقّةً وعذوبةً..
قلبٌ كقلبكِ يا أمي
جِدِيهِ لي..
جِدي لي صدراً رحباً كصدركِ..
ويداً طريّةً حانيةً كيدِكِ..
جِدي لي من يشبهُكِ.
* * *
غارقٌ في دموعي
محترقٌ بأحزاني
ذاهلٌ بحبّي..
فهل ثغرٌ يُمطرني حبّاً كثغرِ أمّي
أَنَّى لي بأناملَ رقيقةٍ
تغسلني بعطرِ الرّوحِ
تمسحُ عن وجهي الحزنَ..؟
أينَ أجدُ يداً تدفعُ عنّي الأذى..
تنفضُ غبارَ معركةِ الحياةِ؟!

ابنُكِ وحيدٌ وغريبٌ أُمّي
لا صديقَ
ولا...! حبيبَ؟!
ابنُكِ حزينٌ أُمّي
أشقاهُ النَّأيُ والهجرانُ
فمن لي بعدَكِ يؤنسني،
يملأُ وَحْدَتي.
مثلَك يا أُمّي أُريدُ..
قدرةً في الحياةِ
وخلوداً في الأبديِّة.

كفكفي دموعَكِ أُمّي
يا نبعَ الحياةِ المتجدِّد فيّ
يا حقيقةَ وجودي
وشهادةَ إشراقي
وميلادي.



طبتم

خيري غول