ذات مساء ، وفي ذلك الزقاق الضيق في تلك المدينه المكتظه بالسكان ، خرجت أصوات أوجاع تلك المرأه التي تنتظر مولودها الثاني ، إنتصار المرأه التي تجاوزت الثلاثين بقليل وزوجها عبدالله الذي يقارب الاربعين ينتظرون إبنهم على أحر من الجمر ، وزهره الطفله ذات السبع سنوات تنتظر أخاها أيضا بلهفه.
وبعد عناء ومشقه رأى ذلك الطفل الذي سبقه أسمه الى هذه الحياه النور ، فوالده كان مصرا على أن يسميه صلاح الدين ، وكان يدعو الله بينه وبين نفسه أن يأخذ صلاح الدين الصغير شيئا من اسمه فيكون مصلحا للدين ، وأن يأخذ الصغير من صلاح الدين الكبير محرر القدس شيئاً من شجاعته وقوته وإيمانه.
تمنى الاب ذلك ودعا ربه كثيرا عندما رأى إبنه يخرج الى هذه الدنيا، هذه الدنيا المليئة بالقهر والتعب والعناء، فأبو صلاح يعمل في منجره لرجل متسلط لا يتقي الله في الناس ، وأم صلاح مجرد ربة بيت أميه لا تقرأ ولا تكتب ، ويسكنون بالإيجار عند إمرأه لا تزعجهم إلا إذا تأخروا في دفع الإيجار، فالدنيا عندها في كفه والتأخر يوم عن دفع الإيجار في كفة أخرى.
مضت الايام يوماً .. فيوم ٌ.. فيوم .. وصلاح الدين يكبر ويكبر ويكبر، وعائلته تهتم به أيما إهتمام، الأب يبذل كل طاقته والأم تهتم بشؤون بيتها على أكمل وجه ، حتى زهره الطفله تعتني بأخيها الصغير إعتناء الأم له.
وصل صلاح الدين الى السن الذي يبدأ معه مشوار الدراسه ، الصف الأول الابتدائي ، وذهب الابن بصحبة أبيه الى المدرسه وأخبره أباه أنه سوف يذهب لوحده غدا الى المدرسه حتى يبدأ بالإعتماد على نفسه.
دخل صلاح المدرسه وبدأت إجراءات بداية العام الدراسي ، رحبت مديرة المدرسه بالطلاب وقسمتهم على الغرف الصفيه ، وقد كان صلاح يأمل أن يكون بالمقاعد الاولى كما أخبره أباه، ولكنه للأسف لم يستطع ذلك لأن المعلمه قسمت الطلاب حسب أطوالهم فجاء بالمقاعد المتوسطه، وهذه أول حكاية الوسط والتوسط مع صلاح...
وزعت المعلمه الكتب على الطلاب وأخبرتهم أن يحافظوا عليها من التمزق والتلف، تخيلوا أخبرتهم المعلمه أن يحافظوا على الكتب من التمزق والتلف ولم تخبرهم أن يفهموا ما في داخل هذه الكتب ،،!!!
اللغة الإنجليزيه ، والرياضيات ، والعلوم ، والإجتماعيات ، واللغة العربيه ، وآخيرا التربيه الإسلاميه، نعم أخيرا التربيه الاسلاميه ، حتى بتوزيع الكتب التربيه الاسلاميه تأتي أخيرا ، يا لهذا الزمان كم هو مجحف بحق الدين.
كانت المعلمه المس نهله ذات النظارات الطبيه العريضه شديدة اللكنه وكأنها تخاطب مساجين محكوم عليهم بالأشغال الشاقه، أي ولد سأسمع صوته سوف أجعل هذه العصاه تعلم في يديه وأقدامه، أريد صمتا وسكوتا وهدوء تام ولا أريد أن أسمع أي صوت أو كلام من أحد مفهوم،،؟؟؟ هكذا كان أول كلام المعلمه لطلابها الذين يبدأوا باكورة دراستهم ، المطلوب منهم الصمت ، ولا شيء غيره.
وأريد منكم أيها الأولاد أن تركزوا على الرياضيات والإنجليزي والعلوم ، فهذه المواد هي أهم مواد وهي التي ستساعدكم على أن تصبحوا أطباء ومهندسين، أدرسوا على هذه المواد بجديه وأفهموها جيدا .
عاد صلاح الدين الى البيت بعد أول يوم شاق من أيام الدراسه، فإستقبلته أمه بشوق ولهفه كأنه غائب عنها منذ سنه ، وحضّرت له الغداء وجلست بجانبه تسأله مئة سؤال في الدقيقه، حبيبي كيف المدرسه، ما اسم المعلمه، أين جلست، ..... إلخ من هذه الأسئله المعتاده، فشرح لها صلاح كل ما حصل معه في المدرسه ، فقالت له الام نعم يا بني إفعل كما قالت المعلمه أهم شيء الرياضيات والإنجليزي والعلوم حتى تصبح طبيبا إن شاء الله.
صلاح طفل صغير وعقله طري كعظامه، وهو عجينة سوف تشكل حسب المؤثرات الجانبيه المحيطه به.
وبعد أن عاد ابوه من عمله عاد صلاح يشرح له ما حصل معه في المدرسه ، وأيضا أبوه الذي كان عند مولد صلاح الدين يتمنى أن يأخذ إبنه شيئا من صفات جده الأيوبي ، أيضا هو قال له نعم يا بني إفعل كما تريد المعلمه ويا لفرحتي يا بني إذا رأيتك طبيبا أو مهندسا، ونسي الوالد التربيه الاسلاميه واللغة العربيه.
كبر صلاح يوما بعد يوم وسنة بعد سنه ، وتخطى الصفوف صفا بعد صف ، وبالفعل كان متفوقا بالمواد العلميه والرياضيات والانجليزي ، ولكنه كان ضعيفا في الدين والعربي ، حتى صلاته كان مهملا بها ، ولم يعر أبوه وامه لهذا الموضوع أي إهتمام، بل كانا فخورين بإبنهما الذي يحرز علامات شبه كامله في المواد المهمه والتي يتطلبها العصر..!!
وصل صلاح الى الثانوية العامه وهو سائر على هذا النهج، يأكل كتب الرياضيات والعلوم ويقرأ الدين والعربي كقراءة الجرائد، وما كان يهمه هو التفوق في المواد العلميه والرياضيات والانجليزي أما الدين والعربي فالنجاح فيهما يكفي، حتى صلاته أصبحت شيئا روتينيا عاديا ، ولم يكن يحفظ من كتاب الله شيئا ولا من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وجاء يوم النتائج، ونجح صلاح الدين بتفوق ودخل كلية الطب ، وإجتهد في تلك الكليه كل الإجتهاد وبذل كل ما بوسعه حتى يتفوق فيها ، وخلال دراسته للطب نسي تماما أي شيء غيره، لا صلاة ولا حديث ولا تربيه ولا شيء من هذا القبيل.
حتى معاملته مع والداه أصبحت سيئه وجافه ، فقد كان يعتبر والداه متخلفين عن هذا التطور الموجود في العالم وكثيرا ما كان يردد لهما أنهما يعيشون في عالم ثاني غير عالمنا.
تخرج الدكتور صلاح وسافر أمريكا لتكملة تخصصه وبرع في الطب كل البراعه، وتزوج إمرأة أمريكيه وعاد معها الى وطنه بعد أن أمضى خمس سنوات في بلاد الغرب لطلب علوم الطب الحديثه، وفتح عياده في وطنه وبدأ يعالج أوجاع الناس الجسديه ولكنه بالتأكيد عاجز كل العجز عن علاج أوجاع الامه الدينيه والسياسيه والاجتماعيه والتي هي أهم من أوجاعهم الجسديه.
معاملته مع والديه العجوزين أصبحت أسوأ فأسوأ ، حتى أنه صار يتذمر كثيرا إذا طلبا منه أي طلب، وكثيرا ما كان يقترح عليهما أن يستأجر لهما شقه لوحدهما ويحضر لهما خادمه ترعاهما ، ولكنهم كانوا يرفضون ذلك وكانت أمه إذا سمعت منه ذلك تجهش بالبكاء فيخرج من المنزل غاضبا.
حتى جاء ذلك اليوم الذي إنهدمت فيه كل أحلام الأب ، ذلك اليوم الذي إنهارت فيه كل آمال الأم، فقد جاء صلاح الدين البيت متجهما وقال لوالديه لم يعد هناك حل، لقد قررت أخذكم إلى دار رعاية المسنين وسأظل أزوركم كل فتره، ولا يوجد عندي غير هذا الحل وإلا سأهاجر من هذه البلاد وأعود لبلاد الغرب ولن تروا وجهي بعد اليوم.
بالطبع دموع الأم إنهمرت وهذا شيء طبيعي ، ولكن الحرقة كل الحرقة عندما حبس أبوه تلك الدموع الحارقه في عيونه ودعا ربه أن لا تفضحه عيونه ، ولكن من شدة أسى قلبه وحرقته إنهمرت تلك الدموع من عيونه وزلزلت جنبات بيته ولكنها لم تحرك في قلب إبنه ذرة من إحساس، لأن إبنه لا يعرف ما معنى بكاء الرجال ، فكيف إذا كان هذا الرجل هو أبوه..؟؟!!!
لملم الابن أغراض والديه ووضعها في السياره وطلب منهما الصعود، وقاد السياره بإتجاه دار الرعايه، والصمت مخيم على الجميع إلا من آآهات كانت تخرج من صدر أمه وكانت تسكتها نظرة حازمه من الأب.
وصلت السيارة الى الدار ونزل الجميع منها، وأنزل الابن العاق حقائب والديه بسرعه وسلمها للمسؤولين في الدار وأوشك أن يغادر، فقال له أبوه إنتظر يا صلاح، أريد أن اقول لك كلمه ، يا بني أنت أتيت بنا الى هنا واريد منك أن لا تعود لزيارتنا مهما حدث ، حتى تسمع بوفاة أحدنا أو كلينا فتأتي لأخذ عزائنا ، وأريد أن أقول لك أن الذنب ليس ذنبك بل ذنبنا نحن وذنب معلمتك الاولى لأننا نحن من صنع منك إبنا عاق وإنسانا فاقدا لكل أنواع الصلاح، أتدري يا ولدي ماذا تمنيت عند ولادتك ، تمنيت أن تكون مثل صلاح الدين الأيوبي لذلك أسميتك صلاح الدين ، ولكن شتان بينك وبينه، واحسرتاه يا بني ، أين أنت من صلاح الدين الأيوبي.
أتدرون ماذا كان جواب الأبن..؟؟؟ نظر الى والده بإستغراب وقال له من صلاح الدين الايوبي يا أبي..؟؟!!!!!
__________________________________________
خلاصه....
أريد اولا أن أقول للجميع أن التركيز على العلم لا يتعارض مع الدين ، وأنه ليس بالضروره إذا وصل الانسان مرحله متقدمه من العلم أن يكون ناسيا لأمور دينه.
وثانيا الطفل من بداية حياته يكون مثل العجينة الطريه تشكلها الظروف المحيطه والتنشئه وتحدد هوية الشخصيه التي يكون عليها الطفل في المستقبل.
ثالثا إن إهمال المجتمع للتربية الإسلاميه هو من يصنع أبناءا بهذا الشكل، فليس مهمّاً أن يكثر الاطباء والمهندسين والعلماء في بلدنا إذا كانوا هؤلاء العلماء لا تهتز لهم شعره عند رؤية دموع الاب والام تنهمر على وجوههم من ألم قلوبهم، والأهم من ذلك فليذهب الى الجحيم كل طبيب أو مهندس أو أي كان يعق والديه ولا يعرف من هو صلاح الدين الأيوبي......... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلتها لكم
علي المحسيري
وبعد عناء ومشقه رأى ذلك الطفل الذي سبقه أسمه الى هذه الحياه النور ، فوالده كان مصرا على أن يسميه صلاح الدين ، وكان يدعو الله بينه وبين نفسه أن يأخذ صلاح الدين الصغير شيئا من اسمه فيكون مصلحا للدين ، وأن يأخذ الصغير من صلاح الدين الكبير محرر القدس شيئاً من شجاعته وقوته وإيمانه.
تمنى الاب ذلك ودعا ربه كثيرا عندما رأى إبنه يخرج الى هذه الدنيا، هذه الدنيا المليئة بالقهر والتعب والعناء، فأبو صلاح يعمل في منجره لرجل متسلط لا يتقي الله في الناس ، وأم صلاح مجرد ربة بيت أميه لا تقرأ ولا تكتب ، ويسكنون بالإيجار عند إمرأه لا تزعجهم إلا إذا تأخروا في دفع الإيجار، فالدنيا عندها في كفه والتأخر يوم عن دفع الإيجار في كفة أخرى.
مضت الايام يوماً .. فيوم ٌ.. فيوم .. وصلاح الدين يكبر ويكبر ويكبر، وعائلته تهتم به أيما إهتمام، الأب يبذل كل طاقته والأم تهتم بشؤون بيتها على أكمل وجه ، حتى زهره الطفله تعتني بأخيها الصغير إعتناء الأم له.
وصل صلاح الدين الى السن الذي يبدأ معه مشوار الدراسه ، الصف الأول الابتدائي ، وذهب الابن بصحبة أبيه الى المدرسه وأخبره أباه أنه سوف يذهب لوحده غدا الى المدرسه حتى يبدأ بالإعتماد على نفسه.
دخل صلاح المدرسه وبدأت إجراءات بداية العام الدراسي ، رحبت مديرة المدرسه بالطلاب وقسمتهم على الغرف الصفيه ، وقد كان صلاح يأمل أن يكون بالمقاعد الاولى كما أخبره أباه، ولكنه للأسف لم يستطع ذلك لأن المعلمه قسمت الطلاب حسب أطوالهم فجاء بالمقاعد المتوسطه، وهذه أول حكاية الوسط والتوسط مع صلاح...
وزعت المعلمه الكتب على الطلاب وأخبرتهم أن يحافظوا عليها من التمزق والتلف، تخيلوا أخبرتهم المعلمه أن يحافظوا على الكتب من التمزق والتلف ولم تخبرهم أن يفهموا ما في داخل هذه الكتب ،،!!!
اللغة الإنجليزيه ، والرياضيات ، والعلوم ، والإجتماعيات ، واللغة العربيه ، وآخيرا التربيه الإسلاميه، نعم أخيرا التربيه الاسلاميه ، حتى بتوزيع الكتب التربيه الاسلاميه تأتي أخيرا ، يا لهذا الزمان كم هو مجحف بحق الدين.
كانت المعلمه المس نهله ذات النظارات الطبيه العريضه شديدة اللكنه وكأنها تخاطب مساجين محكوم عليهم بالأشغال الشاقه، أي ولد سأسمع صوته سوف أجعل هذه العصاه تعلم في يديه وأقدامه، أريد صمتا وسكوتا وهدوء تام ولا أريد أن أسمع أي صوت أو كلام من أحد مفهوم،،؟؟؟ هكذا كان أول كلام المعلمه لطلابها الذين يبدأوا باكورة دراستهم ، المطلوب منهم الصمت ، ولا شيء غيره.
وأريد منكم أيها الأولاد أن تركزوا على الرياضيات والإنجليزي والعلوم ، فهذه المواد هي أهم مواد وهي التي ستساعدكم على أن تصبحوا أطباء ومهندسين، أدرسوا على هذه المواد بجديه وأفهموها جيدا .
عاد صلاح الدين الى البيت بعد أول يوم شاق من أيام الدراسه، فإستقبلته أمه بشوق ولهفه كأنه غائب عنها منذ سنه ، وحضّرت له الغداء وجلست بجانبه تسأله مئة سؤال في الدقيقه، حبيبي كيف المدرسه، ما اسم المعلمه، أين جلست، ..... إلخ من هذه الأسئله المعتاده، فشرح لها صلاح كل ما حصل معه في المدرسه ، فقالت له الام نعم يا بني إفعل كما قالت المعلمه أهم شيء الرياضيات والإنجليزي والعلوم حتى تصبح طبيبا إن شاء الله.
صلاح طفل صغير وعقله طري كعظامه، وهو عجينة سوف تشكل حسب المؤثرات الجانبيه المحيطه به.
وبعد أن عاد ابوه من عمله عاد صلاح يشرح له ما حصل معه في المدرسه ، وأيضا أبوه الذي كان عند مولد صلاح الدين يتمنى أن يأخذ إبنه شيئا من صفات جده الأيوبي ، أيضا هو قال له نعم يا بني إفعل كما تريد المعلمه ويا لفرحتي يا بني إذا رأيتك طبيبا أو مهندسا، ونسي الوالد التربيه الاسلاميه واللغة العربيه.
كبر صلاح يوما بعد يوم وسنة بعد سنه ، وتخطى الصفوف صفا بعد صف ، وبالفعل كان متفوقا بالمواد العلميه والرياضيات والانجليزي ، ولكنه كان ضعيفا في الدين والعربي ، حتى صلاته كان مهملا بها ، ولم يعر أبوه وامه لهذا الموضوع أي إهتمام، بل كانا فخورين بإبنهما الذي يحرز علامات شبه كامله في المواد المهمه والتي يتطلبها العصر..!!
وصل صلاح الى الثانوية العامه وهو سائر على هذا النهج، يأكل كتب الرياضيات والعلوم ويقرأ الدين والعربي كقراءة الجرائد، وما كان يهمه هو التفوق في المواد العلميه والرياضيات والانجليزي أما الدين والعربي فالنجاح فيهما يكفي، حتى صلاته أصبحت شيئا روتينيا عاديا ، ولم يكن يحفظ من كتاب الله شيئا ولا من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وجاء يوم النتائج، ونجح صلاح الدين بتفوق ودخل كلية الطب ، وإجتهد في تلك الكليه كل الإجتهاد وبذل كل ما بوسعه حتى يتفوق فيها ، وخلال دراسته للطب نسي تماما أي شيء غيره، لا صلاة ولا حديث ولا تربيه ولا شيء من هذا القبيل.
حتى معاملته مع والداه أصبحت سيئه وجافه ، فقد كان يعتبر والداه متخلفين عن هذا التطور الموجود في العالم وكثيرا ما كان يردد لهما أنهما يعيشون في عالم ثاني غير عالمنا.
تخرج الدكتور صلاح وسافر أمريكا لتكملة تخصصه وبرع في الطب كل البراعه، وتزوج إمرأة أمريكيه وعاد معها الى وطنه بعد أن أمضى خمس سنوات في بلاد الغرب لطلب علوم الطب الحديثه، وفتح عياده في وطنه وبدأ يعالج أوجاع الناس الجسديه ولكنه بالتأكيد عاجز كل العجز عن علاج أوجاع الامه الدينيه والسياسيه والاجتماعيه والتي هي أهم من أوجاعهم الجسديه.
معاملته مع والديه العجوزين أصبحت أسوأ فأسوأ ، حتى أنه صار يتذمر كثيرا إذا طلبا منه أي طلب، وكثيرا ما كان يقترح عليهما أن يستأجر لهما شقه لوحدهما ويحضر لهما خادمه ترعاهما ، ولكنهم كانوا يرفضون ذلك وكانت أمه إذا سمعت منه ذلك تجهش بالبكاء فيخرج من المنزل غاضبا.
حتى جاء ذلك اليوم الذي إنهدمت فيه كل أحلام الأب ، ذلك اليوم الذي إنهارت فيه كل آمال الأم، فقد جاء صلاح الدين البيت متجهما وقال لوالديه لم يعد هناك حل، لقد قررت أخذكم إلى دار رعاية المسنين وسأظل أزوركم كل فتره، ولا يوجد عندي غير هذا الحل وإلا سأهاجر من هذه البلاد وأعود لبلاد الغرب ولن تروا وجهي بعد اليوم.
بالطبع دموع الأم إنهمرت وهذا شيء طبيعي ، ولكن الحرقة كل الحرقة عندما حبس أبوه تلك الدموع الحارقه في عيونه ودعا ربه أن لا تفضحه عيونه ، ولكن من شدة أسى قلبه وحرقته إنهمرت تلك الدموع من عيونه وزلزلت جنبات بيته ولكنها لم تحرك في قلب إبنه ذرة من إحساس، لأن إبنه لا يعرف ما معنى بكاء الرجال ، فكيف إذا كان هذا الرجل هو أبوه..؟؟!!!
لملم الابن أغراض والديه ووضعها في السياره وطلب منهما الصعود، وقاد السياره بإتجاه دار الرعايه، والصمت مخيم على الجميع إلا من آآهات كانت تخرج من صدر أمه وكانت تسكتها نظرة حازمه من الأب.
وصلت السيارة الى الدار ونزل الجميع منها، وأنزل الابن العاق حقائب والديه بسرعه وسلمها للمسؤولين في الدار وأوشك أن يغادر، فقال له أبوه إنتظر يا صلاح، أريد أن اقول لك كلمه ، يا بني أنت أتيت بنا الى هنا واريد منك أن لا تعود لزيارتنا مهما حدث ، حتى تسمع بوفاة أحدنا أو كلينا فتأتي لأخذ عزائنا ، وأريد أن أقول لك أن الذنب ليس ذنبك بل ذنبنا نحن وذنب معلمتك الاولى لأننا نحن من صنع منك إبنا عاق وإنسانا فاقدا لكل أنواع الصلاح، أتدري يا ولدي ماذا تمنيت عند ولادتك ، تمنيت أن تكون مثل صلاح الدين الأيوبي لذلك أسميتك صلاح الدين ، ولكن شتان بينك وبينه، واحسرتاه يا بني ، أين أنت من صلاح الدين الأيوبي.
أتدرون ماذا كان جواب الأبن..؟؟؟ نظر الى والده بإستغراب وقال له من صلاح الدين الايوبي يا أبي..؟؟!!!!!
__________________________________________
خلاصه....
أريد اولا أن أقول للجميع أن التركيز على العلم لا يتعارض مع الدين ، وأنه ليس بالضروره إذا وصل الانسان مرحله متقدمه من العلم أن يكون ناسيا لأمور دينه.
وثانيا الطفل من بداية حياته يكون مثل العجينة الطريه تشكلها الظروف المحيطه والتنشئه وتحدد هوية الشخصيه التي يكون عليها الطفل في المستقبل.
ثالثا إن إهمال المجتمع للتربية الإسلاميه هو من يصنع أبناءا بهذا الشكل، فليس مهمّاً أن يكثر الاطباء والمهندسين والعلماء في بلدنا إذا كانوا هؤلاء العلماء لا تهتز لهم شعره عند رؤية دموع الاب والام تنهمر على وجوههم من ألم قلوبهم، والأهم من ذلك فليذهب الى الجحيم كل طبيب أو مهندس أو أي كان يعق والديه ولا يعرف من هو صلاح الدين الأيوبي......... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلتها لكم
علي المحسيري
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني