رن جرس الهاتف يوما وإذا بي أسمع صوتا هادئا مريحا يقول لي بنبرة دافئة: أين أنت وكيف حالك؟ فأجبتها: الحمد لله، ثم سألت من معي؟ فأجابيني: إنسانة تحبك جدا!
وبعد بضع عبارات تعرفت على صوتها وومضت إلى ذاكرتي صورتها فأسرعت قائلة: مُنى
ابنة عم والدتي؛ شابة في الأربعينات.. إنسانة رقيقة وراقية في كل شيء: أسلوبها المهذب، شخصيتها الودودة، إيجابيتها المعهودة، وقلبها الكبير المملوء بالحب لكل من حولها. كل هذا طرأ إلى ذهني بمجرد تعرفي على صوتها الصدوق المفعم بالبهجة والحيوية التي تمتاز بهما دائما. وكم سعدت بمكالمتها التي تحمل رسالة حب صادق تدعوني من خلالها إلى صلة الرحم وإلى زيارتها في منزلها بالحي السادس من أكتوبر؛ ذلك المكان الراق الهاديء الملائم لطبيعتها التي جبلت عليها والذي تزدان فيه البيوت بالحدائق من كل جانب ووعدتني بأن زيارتي لها سوف تسعدني أنا وأولادي وأنها ستكون فرصة لأولادنا للتعارف والتقارب وتعويدهم على صلة الرحم وانتهت المكالمة تاركة في نفسي أجمل الأثر وأنه لازال في الحياة أشخاص يحبونني دون نفاق أو مصالح أو غرض يرجونه، وتكررت مكالمتها العذبة مرة واثنين وثلاثة كما تكررت دعوتها لي بالزيارة دون كلل وكأنها لن تتركني ولن تهدأ إلا بزيارتي لها والتي طالما وعدتها أنها ستكون قريبا بمشيئة الله تعالى. ثم تأخذني مشاغل الحياة من جديد ويبزغ كل يوم بأحداثه ومطالبه ومشاكله في دوامة لا أول لها من آخر...
وفي يوم جديد كنت أستعد فيه لحضور حفل زفاف، رن جرس الهاتف وإذا بها شقيقتي تخبرني بوفاة مُنى هذه الشابة الرقيقة التي أتمت عامها السابع والأربعين وأبى القدر أن يمهلها ثلاث سنوات أخر لتكمل عامها الخمسين أو أن ترى ولديها في المرحلة الثانوية من الدراسة وبرغم انتظارها لزيارتي مرارا إلا أن الزمن أثبت لي بكل قسوة أنه لا ينتظر أحدا.
واستبدلت ملابسي البيضاء المرصعة التي أعددتها لحضور حفل الزفاف في المساء بملابس الحداد السوداء وذهبت لعزاء والديها وولديها لأجد نفسي أتلفت في أرجاء المنزل منتظرة إياها أن تطل علينا من إحدى غرفاته مرحبة بزيارتي التي وعدتها أنها ستكون قريبا فحتى هذه اللحظة لم أستطع استيعاب خبر وفاتها إلى أن رأيت جميع الأقارب يبكونها مرتدين ملابس الحداد كما أرتديها ويستمعون معي إلى القرآن الكريم الذي أفاقتني منه الآية الكريمة: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية" أستغفر الله العظيم- إنا لله وإنا إليه راجعون-
وبعد انتهاء مراسم العزاء بات وأصبح لايفارقني شعور بالندم والتمني التي هيهات أن ينفعان بشيء! فتمنيت لو يعود الزمن يوما واحدا لأسترد منه ساعة واحدة أفي بها بوعدي لها بالزيارة في منزلها بالسادس من أكتوبر حيث نسترق من حياتنا المزدحمة بالأعباء وقتا قصيرا لأنفسنا ولتعارف أولادنا على بعضهم البعض ..............
وبعد بضع عبارات تعرفت على صوتها وومضت إلى ذاكرتي صورتها فأسرعت قائلة: مُنى
ابنة عم والدتي؛ شابة في الأربعينات.. إنسانة رقيقة وراقية في كل شيء: أسلوبها المهذب، شخصيتها الودودة، إيجابيتها المعهودة، وقلبها الكبير المملوء بالحب لكل من حولها. كل هذا طرأ إلى ذهني بمجرد تعرفي على صوتها الصدوق المفعم بالبهجة والحيوية التي تمتاز بهما دائما. وكم سعدت بمكالمتها التي تحمل رسالة حب صادق تدعوني من خلالها إلى صلة الرحم وإلى زيارتها في منزلها بالحي السادس من أكتوبر؛ ذلك المكان الراق الهاديء الملائم لطبيعتها التي جبلت عليها والذي تزدان فيه البيوت بالحدائق من كل جانب ووعدتني بأن زيارتي لها سوف تسعدني أنا وأولادي وأنها ستكون فرصة لأولادنا للتعارف والتقارب وتعويدهم على صلة الرحم وانتهت المكالمة تاركة في نفسي أجمل الأثر وأنه لازال في الحياة أشخاص يحبونني دون نفاق أو مصالح أو غرض يرجونه، وتكررت مكالمتها العذبة مرة واثنين وثلاثة كما تكررت دعوتها لي بالزيارة دون كلل وكأنها لن تتركني ولن تهدأ إلا بزيارتي لها والتي طالما وعدتها أنها ستكون قريبا بمشيئة الله تعالى. ثم تأخذني مشاغل الحياة من جديد ويبزغ كل يوم بأحداثه ومطالبه ومشاكله في دوامة لا أول لها من آخر...
وفي يوم جديد كنت أستعد فيه لحضور حفل زفاف، رن جرس الهاتف وإذا بها شقيقتي تخبرني بوفاة مُنى هذه الشابة الرقيقة التي أتمت عامها السابع والأربعين وأبى القدر أن يمهلها ثلاث سنوات أخر لتكمل عامها الخمسين أو أن ترى ولديها في المرحلة الثانوية من الدراسة وبرغم انتظارها لزيارتي مرارا إلا أن الزمن أثبت لي بكل قسوة أنه لا ينتظر أحدا.
واستبدلت ملابسي البيضاء المرصعة التي أعددتها لحضور حفل الزفاف في المساء بملابس الحداد السوداء وذهبت لعزاء والديها وولديها لأجد نفسي أتلفت في أرجاء المنزل منتظرة إياها أن تطل علينا من إحدى غرفاته مرحبة بزيارتي التي وعدتها أنها ستكون قريبا فحتى هذه اللحظة لم أستطع استيعاب خبر وفاتها إلى أن رأيت جميع الأقارب يبكونها مرتدين ملابس الحداد كما أرتديها ويستمعون معي إلى القرآن الكريم الذي أفاقتني منه الآية الكريمة: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية" أستغفر الله العظيم- إنا لله وإنا إليه راجعون-
وبعد انتهاء مراسم العزاء بات وأصبح لايفارقني شعور بالندم والتمني التي هيهات أن ينفعان بشيء! فتمنيت لو يعود الزمن يوما واحدا لأسترد منه ساعة واحدة أفي بها بوعدي لها بالزيارة في منزلها بالسادس من أكتوبر حيث نسترق من حياتنا المزدحمة بالأعباء وقتا قصيرا لأنفسنا ولتعارف أولادنا على بعضهم البعض ..............
رحمك الله يا من كنت تسعين إلى صلة الرحم .. وأضاء قبرك بحلو كلماتك.. وآنس وحدتك بعملك الصالح. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين يا أرحم الراحمين.
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني