من طرف أمجد البوريني الخميس أكتوبر 13, 2011 9:40 am
يمتنُّ الله - تعالى - على أهل مكَّة إبان بعثة النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين أبْدل جُوعَهم شبعًا، وخوْفَهم أمنًا، ممَّا يعني أنَّهما مطلبانِ رئيسان لا قوام لمجتمعٍ بدونِهما.
لقد بيَّن القرآن الكريم: أنَّ ثمَّة تلازُمًا بين الأمْن والإيمان، والكفر والخوف والجوع؛ ? وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ? [النحل: 112].
ولما كان المجتمع الإسلامي مُجتمعًا مؤمنًا ملتزمًا، كان بالضَّرورة مجتمعًا آمنًا، لقد تحقَّقت صفة الأمْن هذه للمجتمع الإسلامي بعدَّة طرق.
أوَّلُها: عن طريق سلامة منهج الفرد واستِقامة سلوكه؛ لأنَّ الأصل في الفرْد المسلم أنَّه لا يحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدَّولة لكي يرتدِع عن الجرائم؛ لأنَّ رقابة الإيمان أقْوى، والوازع الإيماني في قلْب المؤمن حارسٌ يقِظ، وهو ما عملت على إيجاده مئات النصوص الشرعيَّة.
ثانيها: عن طريق المجتمع، فالمجتمع الإسلامي في أصْل تكوينه ما هو إلا أعدادٌ كبيرة من الأفْراد الأسوياء، تكوَّنت بهم ومنهم أُسَر نشأت على هُدى من الله - تعالى - فقامت بدوْرِها المنوط بها في رعاية أفرادِها، يُضاف إلى هذا أنَّ المجتمع الإسلامي تَحكُمه ضوابطُ، وتسود فيه روابط اجتماعيَّة، مردُّها كلُّها الإيمان، وهي بمجموعها تزيِّن لأبناء المجتمع الخير بكلِّ أشْكاله، وتحثُّ عليه بالتَّرغيب، وتقبِّح الشَّرَّ بكلِّ صُوَرِه، وتحذِّر منه بالتَّرهيب، وهذا كلُّه ينتظم في تشريع الأمر بالمعْروف والنهْي عن المنكر، الذي امتاز به المجتمع الإسلامي عن غيره، والذي يعدُّ بمثابة السياج والعلاج.
إنَّ المجتمع الإسلامي بمواصفاته المتميِّزة يرعى أبناءَه، ويُحاصر فيهم نزعة التفرُّد والتمرُّد، ويعزِّز في نفوسهم احترام القِيَم الجماعيَّة، وهذا يسهم إلى حدٍّ بعيد في توفير الأمن لهذا المجتمع.
ثالثُها: عن طريق العقوبات، فهي موانع لفئة من النَّاس عن المساس بأمن المجتمع، فإن الإسلام لا يركن في هذا المقام إلى الوازع الفرْدي ورقابة المجتمع فحسْب مع أهمِّيَّتهما؛ لأنَّ بعض النفوس تَميل إلى حب السيْطرة والعدوان، ولا تكفي - والحالة هذه - صيحات التَّهذيب والترهيب، فلا بدَّ من رادع مادي وعقاب عاجل؛ كي تنْزجر هذه الفئة ويعيش المجتمع آمنًا.
إنَّ العقوباتِ التي شرعها الله تعالى بشروط وضوابطَ هي غاية في الاحتِياط - تُعَدُّ رحمةً من الله تعالى؛ لأنَّها تحفظ على المجتمع أمْنه، إذا أضيفت إلى الوازعيْن السابقين.
طاب نهاركم بذكر الله تعالى
أمجد البوريني
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني