من طرف تغريد السواعير السبت أكتوبر 08, 2011 12:29 pm
ملاحظة: تم اختيار هذه القصيدة من ضمن أجمل مئة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر في كتاب يحمل العنوان نفسه ورقم القصيدة 86 في الجزء الرابع منه من منشورات دار الضياء للطباعة والنشر – العبدلي - عمان.
يمكن الاطلاع على القصيدة بالفيديو بواسظة اليو تيوب: الشاعر ياسين السعدي، وللإطلاع خلال طلب: (أجمل مئة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر) من النت (جوجل).
كالنسر كنتَ؛ شُموخاً دونك السحبُ
محلقاً في سماءِ المجدِ مرتقياً
لمَا انحنيْتَ انحنتْ هامٌ وأفئدةٌ
لمّا بدا علم (الأوغاد)1 مرتفعاً
رانَ الذهولُ؛ وقد أدمى ضمائرَنا
أبا عَدي! لقد فاضت مدامعُنا
فأين أنتَ؟ وهل للرافدين فتىً
من للعروبةِ يا صدامُ يوقظها؟
يا عاشقَ القدسِ من للقدسِ ينقذها
ومَنْ فلسطينُ، يا صدامُ، يُنْجِدُها
أبا عَديً، ستحيا في ضمائرِنا
لكَ الخلودُ بما أحييتَ من أملٍ
*****
يا يومَ بغدادَ في نيسانَ قد فُجِعتْ
تساقطت حِممُ الأحقادِ وانهمرتْ
تُفني الحضارةَ تدميراً قذائفُهُم
فتلك شيمتهُم؛ لا فرقَ بينهمُ
قد جاءَ ( بوشٌ ) 4، كما قد جاءَ والدُهُ 5
النفط غايته الأولى ومقصده
عادَ (العلوجُ)؛ كأن (الزنجَ)6 قد رجعوا
كأنما عادَ (هولاكو)7 بمنهجِه
*****
يا شاعرَ النيل 8، في بغدادَ فاجعةٌ
كأنَّ بغدادَ لا تعنيهمُ أبداً
عارُ العروبةِ أن البعضَ قد صمتوا
فأينَ جامعةٌ 9 للخيرِ تجمعهم؟
لا الدينُ يجمعهم في ظلِّ رايتِه
صاروا عبيداً لأمريكا تسخّرُهُم
أضحى اللصوصُ لهم شأنٌ ومنزلةٌ
*****
يا قومُ هذا كتابُ الله يُرشدُنا
هو السبيلُ إلى تحقيقِ غايتنا
غداً ستشرقُ شمسُ الحقِّ ساطعةً
غداً يقودُ صلاحُ الدينِ جَحفَلَه 12
غداً تعودُ إلى الأوطانِ عزتُها
يا فارسَ العُرْبِ؛ ضاعت بعدك العَرَبُ
حتى رَمَتْكَ سهامُ الغدرِ والنُّوَبُ
لهولِ ما قد رأتْ ، يغلي بها الغضبُ
وفوقَ هامتكَ الشماء ينتصبُ
إذ (العلوج) 2 على التمثال قد وثبوا
غالبت دمعي، ولكن رحت أنتحبُ
يعيدُ مجداً مضى تزهو به الحقبُ
لقد غفا القومُ، والأوطانُ تُغتصبُ
من سوف ينتظرُ الأقصى ويرتقبُ؟
إذا مضيْتَ؟ إذا الأحرارُ قد ذهبوا؟
فزعمُهمْ فيك زورٌ كله كذِبُ
والخاسئونَ 3 لهم عار بما جلبوا!
*****
به العروبةُ؛ إذ بغدادُ تلتهِبُ
كأنما قد هَوَت من أفقِها الشهبُ
كأنما هيَ طوفانٌ به العطبُ
كلُّ الغزاةِِ على التدميرِ قد دَأَبوا
من قبلُ يهدمُ أمجاداً ويستلبُ
وهدم ما شادَ صدّامٌ هو الأربُ
يدمّرونَ؛ فكم عاثوا وكم نهبوا
كأنما دجلةٌ غاصت به الكتبُ
*****
لكن إِعلامَنا يحلو له الطربُ
ليست لها راسياتُ العُرْبِِ تضطربُ
وبعضُهم في ركابِ الغدرِ قد ركبوا
أينَ العهودُ 10 التي بالأمسِ قد كتبوا؟!
ما عاد يربطُهُم دينٌ ولا نسبُ
ساد العبيدُ، وغاب السادةُ النجبُ
أما (الطراطيرُ)11، في أذيالهم، ذنبُ
*****
إلى الصراطِ، به قد عزَّت العربُ
في ظلهِ، ما لنا من غيرِهِ سببُ
والظلمُ رايته تُطوى وتَحْتَجبُ
غداً إلى القدسِ يمضي جيشُهُ اللجبُ 13
فلم يَدُمْ، أبداً، غازٍ ومغتصبُ !!
*****
الهوامش:
1- الأوغاد: واحدها الوغد وهو: (الخفيف، الأحمق، الضعيف العقل، الرذل الدنيء. وقيل الضعيف في بدنه، وقد وغد وغادة. ويقال: فلان من أوغاد القوم ومن وُغدان القوم، بضم الواو، أو ِوِغدانهم، بكسر الواو، أي من أذلائهم وضعفائهم). لسان العرب
2 - العلوج: العلج، جمع علوج: حمار الوحش السمين القوي// الرجل الضخم القوي من كفار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر عموماً). (المعجم الوسيط).
3 - الخاسئون: جمع خاسئ وهو المبعد المطرود من الخنازير والكلاب لا يترك أن يدنو من الناس. وكان الرئيس العراقي يرددها بكثرة في نهاية خطابه قائلاً: (فليخسأ الخاسئون)
4 - بوش: هو الرئيس الأمريكي الثالث والأربعون جورج واكر دبليو بوش، من 2012001 إلى 2012009م وهو الذي قاد الحرب على أفغانستان في تشرين الأول سنة 2001م، ثم الحرب على العراق في نيسان 2003م.
5 - والد بوش: هو الرئيس الأمريكي الواحد والأربعون؛ جورج هربرت واكر بوش من 1989 إلى 1993م قاد العدوان الأول على العراق في 17 كانون الثاني سنة 1991م.
6 - الزنج: هم من غير العرب، قاموا بثورة على الخلافة العباسية وسيطروا على البصرة ودمروها في سنة 255هـ
7 - هولاكو: القائد المغولي الذي احتل بغداد سنة 1258م ودمر الحضارة العربية، ولكن هزمت جيوشه في معركة عين جالوت سنة 1260م.
8 - شاعر النيل: هو الشاعر المصري المشهور؛ حافظ إبراهيم، في إشارة إلى قوله:
إذا ألمّت بوادي النيل نازلة باتت لها راسيات الشام تضطرب
9 - جامعة: هي جامعة الدول العربية
10 - العهود: المقصود معاهدات الدفاع العربي المشترك
11 - الطراطير: (الطراطير للجمع. أما مفردها فطُرطور، بضم الطاء، وليس بفتحها كما نلفظها في الدارج من القول عند التعليق على من ينطبق عليه مفهوم اللفظ. والطرطور، كما في المنجد، هو (الطويل الدقيق). أما الطراطير في المفهوم بين الناس، فهم الذين لا شخصية لهم. أو كما يقال في المفهوم العام: (لا في العير ولا في النفير)،ً
12 - الجحفل: الجيش الكبير جمعها جحافل
13 - الجيش اللجب: الكثير الصخب والضجيج لكثرة أعداده.
2542003م
لكم كل التحيات
تغريد السواعير
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني