الأحزاب المصرية والنظرة الكليلة

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأحزاب المصرية والنظرة الكليلة
د.عصام شاور
تسعة أشهر ولم تختلف نظرة الأحزاب الوطنية والعلمانية المصرية إلى ما يُهدد مصر من مؤامرات خارجية وداخلية، فما زالت عيون تلك الأحزاب معلقة على الانتخابات وتقاسم "الكعكة" التي تركها النظام السابق، فهم يتداعون إليها وكل همهم إبعاد التيار الإسلامي أو بالأحرى جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل الحزب الأكبر على الساحة المصرية دون منازع أو منافس. قد نلاحظ أن الإخوان يتعاملون بروية وحكمة مع المجلس العسكري الأعلى في مسائل
خلافية كثيرة، تعدها باقي الأحزاب مهادنة أو ربما "مؤامرة"، وذلك لأن جماعة الإخوان تنظر إلى مصدر الخطر الحقيقي وهو الكيان الغاصب (إسرائيل) وكذلك الغرب وأطماعه في مصر، إضافة إلى فلول الحزب الوطني البائد وبعض الأحزاب الناشئة من أجل خلافة الوطني في تبعيته للخارج، تلك الأخطار لا تلاحظها الأحزاب الوطنية والعلمانية في مصر وهي مستعدة لزعزعة الصف الداخلي وتعريض مصر لكل الأخطار، من أجل تقاسم الكعكة التي أعلنت جماعة الإخوان زهدها بها وقد تعرضنا لأسباب ذلك الزهد في مقالات سابقة. إن انتصار الثورة في مصر واقتلاع الطاغية لا يتطلب فقط
إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية والعودة بالأمور إلى طبيعتها كما كان الحال عليه قبل الثورة، فمصر بحاجة إلى التخلص من عجزها الاقتصادي حتى لا تظل رهينة للمساعدات الخارجية الأمريكية التي تسلب مصر القدرة على اتخاذ القرارات السيادية، وما نية الإفراج عن الجاسوس الصهيوني إلا أحد مظاهر الإذعان لرغبة المانحين، وكذلك فإن العدو الصهيوني يتربص بمصر ويعد العدة لمواجهتها إن تحولت إلى دولة معادية، فهل تم إعداد الجيش المصري لمثل هذه الحالة؟، وهناك الاختراق الداخلي من قبل الغرب ودولة الاحتلال (إسرائيل)، وهناك فلول نظام الحزب الوطني وهي على
أتم الاستعداد للتعاون مع الشيطان وضد مصلحة مصر من أجل العودة إلى سدة الحكم ووقف الملاحقات القانونية والانتقام ممن حرموهم من التمتع في إمبراطورية الفساد، وكذلك هناك بعض الأحزاب التي تلتقي مع الغرب في المبادئ والقيم وتريد مصر علمانية منزوعة الدين والأخلاق وتلك لديها ذات الاستعداد لتضر بمصر وأهلها. إن مصر بحاجة إلى غرس بذور القمح والمقاومة حتى تتخلص من التسول والتهديدات الصهيونية المستمرة وخاصة في المناطق الحدودية، فيجب أن تزرع سيناء بالمقاومين كما في جنوب لبنان وقطاع غزة التي أذاقت الاحتلال الصهيوني الويلات وطعم
الهزيمة على ضعف إمكانياتها، أما بذور الشر والهزائم والنكبات فيجب حرقها وحرق رموزها، فالشعب المصري ليس بحاجة إلى استنساخ عبد الناصر والسادات ومبارك ومن سبقهم، ونقول"كفى استدعاء لرموز ومقومات الهزيمة بعد أن طوتهم الأرض وطواهم التاريخ".

منقول عن الكاتب عصام شاور