من طرف خليل طباطبي السبت أكتوبر 01, 2011 9:25 am
بقلم بهاء رحال
لا يزال المشهد حياً في ذاكرة العالم الذي شاهد وسمع تلك الصورة البشعة التي تمثلت في قتل الطفل محمد الدرة وهو بين احضان والده يحاول الاختباء من رصاصات الجيش الاسرائيلي الذي كان يطلق النار عليه بشكل جنوني مع سبق الاصرار والترصد وكان على بُعد أمتار قليله منه ، حاملاً حقيبته المدرسية حيث أنهى يوماً دراسياً وكان في طريق عودته الى البيت ، ولم تشفع له صيحات وصرخات الاستجداء التي كان يطلقها والده ومقولته كانت ولا تزال في أذهاننا حتى يومنا هذا " مات الولد" ، كما لم تشفع صرخات الطفل محمد الدرة الذي كان جسده يمتلأ بالرصاص حتى سقط شهيداً ورفت روحه الطاهرة في السماء محلقة في مشهد تقشعر له الأبدان وتنتفض البشرية حزناً على ما جرى وحقداً على دموية الجند القاتلين .
مات الولد ، الطفل محمد الدرة الذي إمتلأ جسده بالرصاص وتطايرت أشلاءه في المكان ، حيث قرر الجند اعدامه بقرب والده الذي إحتضنه وصدح صوته بالصراخ والاستجداء ، فيما لم تشفع له طفولته وحقيبته المدرسية ولم يكترث الجند القاتلون الذين داسوا على كل القيم الأخلاقيه والإنسانية وظلوا يطلقوا رصاصاتهم حتى فتت جسده الصغير وغرق بالدماء .
مات الولد ، الطفل محمد الدرة العائد برفقة والده من المدرسة ، سائراً على رصيف الشارع المؤدي للبيت يحمل حقيبته المدرسية على ظهره ويمسك بيد والده ، مبتسماً لأنه أنهى يوماً دراسياً سيتمكن بعده من ممارسة اللعب ، فلم يكن يدرك أن القتلة يتربصون له بالطريق لسرقة أحلامه وحياته وروحه ، لم يكن يعلم بعد أن الطفولة في هذا الوطن مهدده وممنوعة ولم يكن يعلم أن هؤلاء القتلة يتربصون له لأن العابه تزعجهم ، وحقيبته المدرسة تزعجهم وأن كل أحلامه تزعجهم ، فقرروا وبدم بارد إطلاق النار عليه دون أي واعز أخلاقي أو إنساني ، فكانت الصورة التي تناقلتها كل الفضائيات شاهدة على دموية الإحتلال وجنوده ، وكان محمد الدرة الطفل الشهيد الذي إغتالته رصاصات الإحتلال أحد الشواهد الحية التي لا تزال تنتظر أن ينصفها العالم الدولي ويحقق العادلة المنقوصة بمعاقبة المجرمين الذين سرقوه من طفولته وقتلوه دون ذنب .
اليوم وفي الذكرى الحادية عشرة لإستشهاد الطفل محمد الدرة لا يزال الجند الذين ارتكبوا جريمتهم بدون حساب ، لا يزالون يقتلون ويمارسون مهنتهم القديمة الجديدة في القتل ، لا زالت ثقافة الموت العنصري ودموية الإحتلال بدون حساب ، يصمت العالم ويسكت أمام كل هذه الجرائم التي أرتكبت وترتكب ولا يتخذ أي فعل تجاه القتلة ، وأمام هذا الصمت العالمي وفي خطوة من خطوات عديدة اتخذها جيش الاحتلال وقادته فقد أعطى الإحتلال الضوء الأخضر للمستوطنين هذه الأيام ومعهم كلابهم ليعثوا بالأرض والإنسان الفلسطيني وينكلوا في كل ما هو فلسطيني .
إحدى عشر عاماً مرت على تلك الجريمة التي هزت عرش الإنسانية وكانت الصورة تظهر همجية الجند الذين وقفوا يتسابقون لاطلاق الرصاص على الطفل محمد الدرة ووالده في إشاره منهم وقرار مع سبق الاصرار والترصد بأن الطفوله ممنوعة ويجب قتلها وهذا ما فعله جنود الإحتلال ليس فقط مع محمد الدرة بل إن هناك العديد من الشواهد التي تثبت الثقافة التي يحملها أولئك الجنود .
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني