نامُوا وَغُطوا عَلَيْكمْ ناحَتْ الرُتَبُ

هَلا صَحًوْتُمْ أمْا اسْتَشْرى بِكُمْ عَطَبُ


يا ظالمين شُعوُباٌ تَبَّ ظالِمُها

وَسائِمينَ نُفُوساٌ شابَها رَهَبُ


وظاعِنِينَ صَحارى الزيَّفِ تُرْعِبُكُمْ

ضَلَّ اْلحُداةُ بِظَعْنٍ ظَعْنُهُ خُطَبُ


تُبارِكُونَ رِياءَ الْخَصمْ صانِعُكُمْ

حَياتكُمْ كَسَرابٍ شانهُ صَخَبُ


تَلُوتَكُمْ " فِتْنَةُ " الأغراب فاتِكَةٌ

أَتَتْ بِكُمْ لِلرَّدَى تَهوي وَتَنْقَلِبُ


عَشِقْتُمُ الّذلَّ ظَناٌ فِيهِ راحَتُكُمْ

وَالْخَصْمُ دَجَّنَكُمْ أَنتُمْ لَهُ سَلَبُ


الله أكبَرُ ما هذا الهَوانُ سِوى

جاء العِقابُ مِنَ البارِي كَما يَجِبُ


فاسْتَغْفِروهُ لَقَدْ ضاقَتْ بِكُمْ سُبُلٌ

هُوَ الْمُفرَجَُّ مَهما حَطَّكُمْ عَطَبُ


لا تَبْتَغوا الْخَيْرَ مِنْ أَعْداءِ رايَتكُمْ

واَلْخَيْرْ
دَوْماً بِالاِسْتِغفارِ يَنْجلِبُ

فَلَنْ تَذلوا وَعَيْنُ الله ساهِرَةٌ

وَلَنْ تَهونوا وَثديُ الدين يَنْحَلِبُ


لمْ يَبقْ شَيءٌ مَنَ الحكامِ يُرْهِبنا

لَقَدْ صَحَوْنا بِجيِلٍ شاءَهُ غَضَبُ


هيَ الْمعالي فَكَمْ دالَتْ لِطالِبِها

في مُلْتَقى الْجَمعِ حينَ الْدمْ يَنْسَكِبُ


كَمْ غادَرَ الْجُبنُ شَعْباً كانَ متشعباً

لماّ تَوَحَدَ عادَ الشَّملُ يَصْطَخِبُ


لا يَصْدُقُ الْفَوْزَ إِلآ ضَرْبُ قاصِمَةٍ

تَهْوي عَلى الْخَصمِ أَيُّ الْوَجْهِ يَنْتَقِبُ


مِنا الدماء ُإِذا عَزَّتْ سَنَدْفَقُها

في السَّاحِ حَتى نَرَى الراياتِ تَخْتَضِبُ



فَلَنْ تَصِحَّ لنا مِنْ دَهْرِنا فُرَصٌ

سِوَى الْوُثُوبُ فَكُونوا الْيَوْمَ مَنْ وَثَبوا


أَرْضَ السَّماءِ صَليلُ الْبيضِ طَهَرَها

فَكَيفَ نَرْضى سَليلَ الْغَرْبِ يَغْتَصِبُ


تَهوي الْسُّيوُفُ عَلى الأنْذالِ تَصْرعُهُمْ

لِلعِزَّ هَيا نَدَعْ مَنْ ذَلَّ يَحْتَجِبُ


دَهْرٌ تَواطَأَ مَع " كافور " نَكْبَتِنا

دَهْرٌ تُدَوَّي بِهِ الثاراتُ تَنْطَلِبُ


كَمْ نَمَصَ بِالنَذلِ ثَأْرٌ لا يَهِمُّ بِهِ

وَقامَ لِلثَّأرِ نَدْبُ لِلْوَغَى يَثِبُ


يا صاحِبَ الْحَقَ خَيْرٌ أَنْ تَقُومَ لَهُ

وَأَلْفَ شَراً إذا ما غالَكَ الرَّهَبُ


يَلُوِحُ لِلْحُرِ في الأَحْداثِ هاجِسُهُ

وَلَنْ تَخيبَ لَنا في هاجِسِي أَرَبُ


سِلاحُنا الْحَقُّ أَمْرٌ نَسْتَقيمُ بِهِ

وَذادُنا الصَبرُ حَتى يَصْدُقَ الْغَلَبُ


لا " لِلأَساطِيلِ " لا لِلنَّذْلِ يَطْلُبها

لا " لِلمهُزَّوِزِ " بِالأَعذارِ يَحْتَجِِبُ


لا " لِلمُخَنَثِ " يَوْمَ الْخَطْبِ يَخْطُبها

لا " للرَّبِيبِ " لِصَكِ الذُلِ يُنْتَدَبُ


عاشَ الْمُشَمَرُ لِلأَمْرِ الَّذي ابتَدَروا

عاشَ الْمُجهِزُ لِلْفادي إِذا سَلَبوا


يا مَنْ عَهِدْتُمْ إَلى الأْغْرابِ لَمَتَكُمْ

لِكَيْ تُجَزُ ، فَكَمْ جَزَّوا وَتَنْتَحِبوا ؟


هَلاَّ صَحَوْتُمْ مِنْ نَوْمٍ يُرابُ لَهُ

إَنْ لَمْ تَفيقوا ، شَكَكْنا أَنَّكُمْ عَرَبُ




كتبها: د. محمد ناصر الخوالدة