وقفة بين صفحات نيسان

شكراً أستاذنا العظيم عبد الفتاح

أحبك وأحترم طرحك الراقي



لؤي الصيفي

ها هم اليوم يقفون وقفة رجل واحد لقول لا في وجه الظلم والظلام .........يحملون أفكارهم أفكار العز والشموخ



نص راقي

وكلمات جميلة



شكراً

نهضت ذات صباح كعادتي أتجول بين صفحات الانترنت ، اقرأ منها الصحف والأخبار أعيش تلك الأحداث وكأنني أنا من أعدها وأبحر بها بسفينتي الصغيرة . لكن شراع تلك السفينة أبى إلا الوقوف عن الحركة عند ذلك الخبر الذي قرأت من بين سطوره أن ثمة حاقدين يمضون إلى إسكات صوت الحق في المسيرات الشعبية وينتعونها بأبشع الصور التي هي منها براءة فغارت دمعتي على كبسات ذاك الآلي وعادت بي الذاكرة إلى ذلك اليوم النيساني الذي ارتفع فيه الصوت الحر رغماً عن كاتم الصوت الذي لم يحدّ من أشواقنا للحرية، إنه نيسان الذي أبى إلا أن يهدي لقلوبنا ربيعه الدامي ، نيسان الذي غرس في دروبنا دحنوناً وزهراً وأبى إلا أن يكتسي باللون الأحمر إكراما للدم المسفوك في الشارع المنتفض ....نيسان الذي تجاهلته صفحات كتاباتهم تلك .
أعود ثانية إلى حيث قصة نيسان وأبطالها والتي عشتها في ذاك الوقت ، قصة العز والبطولة التي سطرها شرفاء وطني الحبيب فما اكتبه اليوم ما هو إلا تعبيرا واضحا بسرد تلك الأحداث التي طالما حدثت نفسي عنها خوفا من أن تبعثر الأحداث وتزور تلك الحقائق فلا يجدها أبناؤنا من بعدنا ليردوا بها على تلك الكتابات التي تهاجم المسيرات وأهلها الشرفاء والتي جعلتني استذكر اليوم نيسان مع شهيد من شهدائها الأبرار في بلدي لأنشد القول : "هكذا هم أبناؤك يا وطني .......... هكذا هم الشرفاء ............شعب وفي ..... شعب يهوى النضال ضد المستعمرين الفاسدين ........... ثائرون ثائرون .......... أتراهم اليوم يا يعقوب نيسان ............ أتراهم اليوم يلتفون حول راية زيد وعبد الله وجعفر وروحك تلف معهم أيضا ..........لم ولن ينسوك يا يعقوب ولم ينسوا كل قطرة من دمائك الزكية ودماء أصدقائك الشجعان ..........


ها هم اليوم يقفون وقفة رجل واحد لقول لا في وجه الظلم والظلام .........يحملون أفكارهم أفكار العز والشموخ ويرسمون بأياديهم معالم رسم النضال ضد الفاسدين المفسدين من باعوا الوطن وحاربوا المواطن بلقمة العيش ورغيف الخبز طوبى لتلك الأيادي وألف تحية إكبار وإجلال إلى هاماتهم المرفوعة بالعز أينما ارتحلوا واينموا سكنوا ومعهم إنا ماضون" تلك المسيرات الإصلاحية في بلدي تجيد رسم نفسها من جديد في كل مرة ،ونيسانها يحمل طيوب الشهادة كفرحه بالدحنون والياسمين والخزامى. فإذا كان يعقوب وغيه من شهداء الوطن قد ضحوا بدمائهم للوطن وأهله ففي جنات الخلد سنلقاهم بإذن الله وعزاؤنا في دنيانا هذه إنها أوجدت لنا يعقوبين وأحرار من بعدهم فنعم الأهل في وطني ونعم الرجال الرجال من شرفاء الوطن الذين نذروا أنفسهم لقيادة مسيرات ضد الظالمين, يطرزون بشعاراتهم أمل الإصلاح المتربع على الدحنون والياسمين, ليجعلوا منه حنظلاً مزروعاً في طريق أولئك الظالمين.


نعم مؤتة كاليرموك , هي معراجنا إلى لحظة النصر المنشودة، فجعفر وزيد وعبد الله يرفعون الراية ، وخالد فتى النصر العظيم ينثر في الأرض دم الشهداء الذي سيورد يوما دحنوناً يختزن لنا الآتي الجميل. ذاك الدحنون الذي سيجعل الشرفاء من أوراقه سحباً تغطي الوطن وتغمره كفيض مياه البحر الميت يجمعون الملح وجذور ذلك الدحنون معا ليصنعوا منهما ملح البارود الذي سيلتهب نارا في وجه أعداء الله والوطن وسيقيمون على ارض مؤتة واليرموك خيمة عز تجمع الرجال الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم , تعانق خيمتهم خيم مجد سطره أجدادهم وأهلهم الطيبون زرعوا فيها أروع ملاحم النصر والشهادة فيرصد التاريخ قصص مجد جديدة , الأردن عنوانها وأهله الأحرار حروفها وهم ملتفون حول تلك الرايات وبالقرب من ذلك المشهد الشامخ بشموخ الأجداد والآباء والأبناء. تلك الكلمات ورد وزهر أهديه لنيسان بهبتها ولشهدائها ووفاء لوطني الأردن وأهله الطيبين فو الله إننا بتنا في زمن الآن هو من يشدنا إلى تذكر نيسان , لنذكر الذين تجاهلت أقلامهم قيم العز لمسيرات الشرف التي تدعو إلى الذود عن الوطن والدعوة لصلاحه وتطهيره من الفاسدين واستعادة خيراته نذكرهم ونذكر أقلامهم معهم بأحداث لن تغيب عن التاريخ وعن أذهاننا معه ليأخذوا منها العبر والأمثال وليتقوا الله فيما ينعتون بالوصف الذي يهاجم تلك المسيرات الحرة الشريفة .