من طرف المهندس أحمد ناصيف الأحد أغسطس 21, 2011 9:15 am
في انتظار تبرئة المجرمين المخلوعين .. ربُّـنا عرفوه بالعـقـل ..
=============================== بقلم ضياء الجبالي
خلق الله للإنسان عقلاً لكي يتفكر ويتدبر به في آيات صنعه ..
إذن فالعقل هذا ليس فردة شبشب أو حذاء يوجد داخل الجمجمة ..
لذلك كان حري بابن آدم أن يستخدم عقله ويعمله للتفكر في كل شيء ..
وبالرغم من أن الله عز و جل هو أكبر حقائق الكون ؛ وهو منشئ الخلق ؛ وهو معيده ؛ وهو خالق كل شيء ؛ فلم يستطع أحد أن يرى الله جلت قدرته ؛ وعظمت مشيئته ..
حتى قصة سيدنا موسى عندما طلب أن يرى الله جهرة ؛ لكي يطمئن قلبه ؛ كان جواب الخالق لن تراني .. ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .. وذلك أمر من الله عز وجل لضرورة اعتماد مبدأ القياس ؛ والتحليل بالتفكر والتدبر ..
وحتى سيدنا محمداً عندما أسري به ووصل إلى سدرة المنتهى رأى نوراً .. لأن الله ليس كمثله شيء .. بما يؤكد حقيقة أن الله قد عرفناه بالعقل ..
لذلك وجب على الإنسان أن يتفكر ويتدبر في جميع آيات الله عز وجل ؛ بالعقل ؛ وبالمنطق ؛ وبما أصبح الآن عِلماً معروفاً ومُقنناً ؛ يُسمى علم المنطق ..
أما الذين لا يُعملون عقولهم ولا يتفكرون ؛ فمثلهم كمثل الأنعام لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون .
لذلك ومن قبيل إعمال العقل والمنطق ..
نرى أن كل ما يجري في مصر منذ تنحية المخلوع ؛ وحتى الآن ليس أكثر من بعض المسرحيات الهزلية الكاذبة ..
فشراكة المجلس العسكري لنظام الحكم السابق ؛ حقيقة مؤكدة لا تقبل الشك ؛
لذلك فمشاركة المجلس العسكري في جميع جرائم النظام السابقة بالمشاركة الفعلية أو بالتواطؤ أو حتى بالتغاضي أو بالرضا ؛ وطوال ثلاثين عاماً .. هو أمر طبيعي ومنطقي تماماً ..
أما غير الطبيعي وغير المنطقي .. أن يظن أحدٌ أن المجلس العسكري يستطيع محاكمة أي مجرم من مجرمي العهد البائد .. نظراً لتلك الشراكة السابقة المؤكدة ..
وحيث أن المجرمين لا يثقون في بعضهم البعض ؛ بالطبع ؛ فكل منهم قد أعد من الأدلة والدلائل ما يجرم به معظم من حوله من المجرمين .. إن همو غدروا به ..
لذلك فما كان لنا أن نرى كل مظاهر الاستكانة والهدوء ؛ البادية على هؤلاء المجرمين العتاة ؛ لولا أنهم قد تلقوا وعوداً مسبقة من المجلس العسكري ؛ بأنه لن يمسهم أي ضرر ؛ وأن المسألة فقط مسألة وقت ؛ وسوف يحضرون بطائراتهم ؛ لتصوير بعض مشاهد المسرحية في السجون ؛ ثم تعيدهم طائراتهم إلى قصورهم السرية مرة أخرى ؛ فرحين ؛ مطمئنين ؛ إلى حين إصدار قرارات تبرئتهم أو العفو عنهم ؛ أو تخفيف فترات بعض أحكامهم الوهمية ؛ التي سيقضونها في قصورهم ؛ وكأن شيئاً لم يكن .
ولولا ذلك لكان لكل مجرم منهم قصصاً أخرى .. فليس من السهل بالطبع أن يقبلوا أن يُعرِّضوا أنفسهم لأحكام تقارب الإعدام ؛ إضافة لمشاهد صور المذلة ؛ دون أن يستخدموا ولو بعض ملياراتهم المنهوبة والمكدسة ؛ وملفات تهديداتهم ؛ بأدلة جرائم من حولهم ؛ للنجاة بأنفسهم ..
إذن يجب إقرار الجميع بأن كل ما يجري منذ تنحية المخلوع وحتى الآن ؛
ليس أكثر من بعض مشاهد المسلسلات الهزلية الكوميدية السخيفة ..
لنجد أنفسنا أمام سؤال يطرح نفسه ؛ لماذا إذن تجري كل هذه التمثيليات ؟
وطالما أن الجميع يعرف أنها مجرد تمثيليات ؟ وأنها مجرد تحصيل حاصل ؟
والإجابة المنطقية هي أن المخرجين والممثلين ؛ هم من الغباء بحيث يزعمون ويُصدِّقون أنهم يستطيعون خداع الشعب المصري ؛ بالاستمرار في إلغاء مبدأ العقل والمنطق لديه ..
في حين يقاوم الشعب المصري أن يعود إلى غفوته وتنويمه الفكري ؛ لإلغاء عقله ومنطقه ؛ ليظن جدلاً أن ما يحدث من التضليل حقيقة وليس خداعاً ..
هذه صفحة ولوحة من صور الغزو الفكري ؛ التي ظل الحكم البائد يطبقها على الشعب المصري طوال فترة الخمسين عاماً السابقة ..
وبالطبع فإن الأمر لن ينتهي عند تبرئة المجرمين وحسب ؛
لأن تبرئة المجرمين تعني العفو عن جميع جرائمهم التي لا حصر لها ؛
لكي يبدؤوا من جديد سلاسل جرائمهم الجديدة ؛
ومادامت جرائمهم الرهيبة السابقة قد تمت تبرئتهم منها ؛ بعد إخفاء الأدلة ؛ واختزال الجرائم ؛ فجرائمهم الجديدة لن تكون مشكلة بالطبع ..
وبذلك فسوف تستمر مسلسلات الإجرام في مصر ..
لأن الشعب بالطبع لن يرضى ؛ ولن يجد المجلس العسكري سوى الشعب المصري عبيداً ليستأسد عليهم ويعتقلهم ؛ بعد فشله وتقاعسه عن مواجهة أسياده من المجرمين الشركاء ..
والأمر متروك للجميع .. فإما العودة لإلغاء العقل والمنطق ؛ والاستسلام للتعمية الفكرية ؛
وإما الصحوة ورفض ما يحدث من مهازل تعني استعمار واستحمار الشعب المصري بأكمله ..
هذا كما يجب إهداء هذه التبرئة المنتظرة ؛ وما يتبعها من جرائم جديدة ؛ باعتقال الثورة ؛
إلى جميع الإخوة الثوريين الأعداء ؛ الزعماء الوهميين المتفرقين ؛
والذين بعنادهم وتفرقهم قد أوشكوا على إضاعة ثورة يناير الخالدة ..
في انتظار زعامتهم الوهمية الحمقاء ..
فلن يسلم المجلس العسكري مصر لحكم نزيه عادل ؛ يحاكمه هو وشركاءه ..
وربنا عرفوه بالعقل ..
==========================
بقلم: ضياء الجبالي
مع خالص شكري
المهندس: أحمد ناصيف
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني