من طرف abdallah الخميس أغسطس 11, 2011 9:27 am
دِمـَـشـْـق
دمـشـقُ يـا أوّلَ الـتـاريـخِ والـحِــقـَبِ
يـا تـُربـةً عـنـدَنـا أغـلـى مِـنَ الذهـبِ
لــو لـَـم تـكــونـي لـَمَـا كـُنـّا إذن أبـداً
وفـيـكِ مَـحـشـَرُنـا فـي آخِـرِ الـنـُّـوَبِ
لـو لـَم تـقـومـي لمَا قـامـت قـوائِـمُـنـا
وإن تــُســائـي نـَـرُدَّ الــدَّمَّ لـلــرُّكـَـبِ
أنـتِ الـعـريـنُ لـعِـزِّ الـعـُرْبِ كـُلـِّهـِمُ
وإنـّكِ الـسـَـكـَـنُ الـبــاقـي لـكـُلِّ أبـي
كـُلُّ الـمَــداخِــلِ والأبـوابِ مُـغــلـَقـَةٌ
لِـمَـسـجـِدِ العُـرْبِ إلا بابُـكِ الـعـربـي
لا يـَجـرُمَـنـَّكِ بـعـضُ الـشـانِـئيـنَ لنا
فــلا يُـحـــبُّــكِ إلا مُــؤمِــنٌ ونـَــبــي
دمـشـقُ يـا أجـمـلَ الأبـيـاتِ مَنـزِلـُها
بـالـيـاسَـمـيـنِ وبـالـنـَّارِنـجِ والـعِـنـَبِ
وبـِرْكـَةُ الـبـيــتِ بُـركـانٌ بـأوســطِـهِ
مِـيـاهـُه كـصـقـيـعِ الـثـلـجِ لا الـلـَّهَبِ
كـالعـيـنِ تـَطفـو ورود فـيـه هـائـمـةً
تـضُمُّ أحـبـابَـهـا في صـدرِه الرّحِـبِ
دمـشـقُ يـا لـوحـةً حـسـناءُ تـرسُـمُها
جـمـالـُها لـَوعـةٌ للـحـسـنِ تـُولـَعُ بـي
عـيـناكِ أجمَـلُ أم عَـينـَا صَبا بَرَدَى؟
حُـمِـيـتِ مِن أعـيُـنِ الحُسّادِ والرُّقـُبِ
أغـصـانـُهـا كـذراعٍ يـعــتـلـي كـتِـفـاً
كـمـا تـُلـَفُّ بـأزهـارٍ عـلـى الخـشَـبِ
قـطـوفـُهـا كـجَـنـا الـجــنـاتِ دانــيــةٌ
مِنَ الـعـرائـشِ نـَجـنِـيـهـا بـلا تـَعـَـبِ
كـأنـه شَـعــرُ حــســنــاءٍ تـُـســرِّحـُـه
في ليلِ أنسٍ مِنَ الأطـيـابِ والطـِّيـَبِ
حـوريـةٌ مـُـنـذُ آلاف الـسـنـيـنَ رَوَت
حـبـيـبَها خيرَ غُصنٍ ما يزالُ صـبـي
إذا عَـطِـشـتِ فـهـاكِ الــدَّمَّ مُـرتـَـوِيـاً
مِـن فـَيـضِ خـيرِكِ يا مَروِيَّـةَ الكتـُبِ
ذاتِ الـصـنـاديـدِ والأمـجـادِ والكُرَما
كـَكـَثرَةِ الـكـُرُمِ الـدانـي مِـنَ الـعِـنـَبِ
أحببتُ أغصانـَكِ الخـضـراءَ زاهـيـةً
أحببتُ ما فيكِ مِن طيرٍ ومِن سُـحُـبِ
أحـبَـبـتُ أرضَـكِ والـجُـدرانَ عالِـيـةً
حولَ الحواري كحِصنٍ شامِخِ الهِيَبِ
كـُلُّ الوُجودِ انبرى مِن حـولِه ورَبـى
فالكـَونُ مِثلُ الرَّحى والشَّامُ كالـُقطُبِ
دمـشـقُ فيكِ التـَقـَى الرأسانِ للـشُّرَفـا
هل تجـرُؤُ النارُ أن تدنـُوكِ باللهب؟!
الحـشـرُ والنـَّشـرُ والتـاريـخُ مَـنــشَـأُه
في زهرتـَي ياسَيمينٍ عـابـِقِ الطـِّيَبِ
مِن جَنةِ الـرَّوحِ والرّيـحـانِ جـِئـتِ به
يـا قِـبلةَ القـلبِ في المثـوى ومُنقـَلـَبي
هـذا الــتــُّرابُ جـبــيـنُ الـعِـزِّ أرفـعُـه
حـتـى أقــبـِّـلَ عَـلــيـاه كـَـكـَـفِّ أبــي
ألا أقـَـبـِّـلُ تـُـرْبــاً فـوقـَـهـا عـَـبـَـرَت
بـِنـتُ الـنـبـيِّ بعَـبـْراتٍ مِـنَ الـكـُرُبِ
عـَـدَدتُ أحـجـارَهـا حـتـى وجـدتـُهُـمُ
كـعِـدَةِ الأنـجـُمِ الـبـيـضـاءِ والـشُّهُـبِ
عــرفــتُ أنـَّـكِ سِــرٌّ لـلـســمــاءِ بــه
تـفـَجَّـرَ الـكـونُ مَولـُوداً مـنَ الـتـُّرُبِ
فـيـها تـُحـَـطُّ مِـنَ الـدنـيــا رحـائِــلـُـه
يَـعـودُ مِـن رَحـمِـه كـالـطـيِّ للكـُتـُبِ
للشاعر: عبد الرحمن البطـَرني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني