المعلم المصري عندما يبيع "الأحذية" !!! قصة حقيقية

رائعة

رائعة



مشكوررررررررررررررررررررين

عقبال عندكم جميعاً أخدنا مكافأة الامتحانات والحمد لله مكافأة محترمة لرجل يعمل بالتعليم منذ 22 سنة على الدرجة المالية الأولى وبلا فخر تحت مسمى معلم أول "أ" .. !!!




وأصارحكم القول أني خططت أن أخصصها هذا العام لشراء أحذية لي ولأولادي الثلاثة بمناسبة العيد وبالمرة المدارس .. اصل أهم حاجه دلوقتي هي الجزم .... وكل سنة وانتم طيبين جميعاً ....




وبصفتي راجل معلم !! أخذت أبحث عن الأرخص والأجود - والأسعار طبعاً الكل عارفها ، واكتشفت أنني الوحيد اللي مش عارفها لأني بصراحة لا أتردد على الأسواق كثيراً ....




وفجأة تذكرت زميلي وهو معلم أول وهو رجل أمين ومحترم ويعمل في محل أحذية ، وبدون تفكير وعلى الفور - ولأني لم أسأله عن المحل ومكانه قبل ذلك - اتصلت به لينقذني من هذه الورطة ، المهم إن والدته هي اللي ردت علىً بأنه في المحل ونسي تليفونه المحمول ... فقلت لها أنا زميله ولما يوصل البيت خلليه يتصل عليًه !!! وانتهت المكالمة ...




وبعد أن أنهيت المكالمة سألني أولادني مين يا بابا اللي انت اتصلت بيه فجأه وتركتنا كده ؟؟؟

فدارت بي الأرض ورحت في تفكير عميق !!!




ماذا أقول لأولادي ؟ ماذا لو كان رد عليًه وذهبت للمحل وحمل الأحذية وحاول مساعدة أولادي في قياسها ؟ هل سأقبل عليه ذلك وهو عمل محترم بلا شك ؟ وهل سأسرع بالتدخل وأمنعه من آداء عمله وأحرجه وأحرج نفسي ؟ هل سأقبل على زميلي المحترم أن يأتيني بالحذاء وأعيده به إن لم يعجبني ؟ .....

هذا معي ونحن نحترم بعض !!! فماذا لو أتى له طالب عنده ونحن نعلم النوعية الحالية لبعض طلاب الصناعي بأنها نوعية سيئة !!! كيف يكون الوضع ؟؟؟




ودار بي رأسي عندما تذكرت أنه أيام عز الدولة الإسلامية ورقيها وتقدمها كان من الشرف أن يحمل الطالب الحذاء لأستاذه – أيامها كانت أوروبا في الظلمات ونحن الذين أنرنا لها طريق العلم .....




يا بابا ... يا بابا .... انت سرحت في إيه ؟؟؟ وأفقت على صوت أولادي ... وبسرعة دخلت على أحد المحلات واشتريت ومنه !!

وعندما اتصل بي صديقي قلت له حبيت أسلم عليك واطمئن عليك !!!




من فعل بنا هذا ؟؟ وهل هناك أمل لتصحيح الأوضاع ؟ هل هناك أمل في أن يتقدم التعليم المصري ونحن نعامل هكذا !!! وأولادنا ومناهجنا ومدارسنا بهذا الوضع ؟؟؟؟ أي مستقبل ينتظر أولادي بعد كل هذه السنوات وكل هذا العناء ؟؟؟ مجهول في مجهول في مجهول والمسرحية الكوميدية ما زالت مستمرة العرض !!!!




من أين نبدأ ؟ سأقول لكم من أين نبدأ عندما تتوقف المسرحية حتى لا أقطع على الوزارة ولا على الشعب المصري لذة الاستمتاع بالمشاهدة !!! وقد قاربت المسرحية على الانتهاء ..



قصة منقولة

مع كل الشكر والتقدير

عدنان يحيى