فجوة الأجيال،،،وخدمة العلم
وأقصد هذا الجيل مقارنة بالجيل المنصرم من الرجال الأشداء من رجال نذروا أرواحهم ودمائهم فداءا لأوطانهم .
فكانت خدمة العلم بالأردن لها نكهة خاصة وصقلت جيل من الرجال لا مثيل له.
فكان لخدمة العلم طعم مفعم بالتعب والمتعة بآن واحد بآن واحد فكان الجيل المنصرم يحترم القوانين والأنظمة وغاية بالترتيب وكانوا يصنعون المجد لأوطانهم.
فكانت الطاعة أساس حياتهم والنظافة والاعتماد على الذات دون كلل أو ملل مع حلاقة رؤوسهم وذقونهم وحسن خلقهم وروعة ثيابهم ولمعان تيجانهم يا لتلك الأيام كم كانت لها ذاكرة ماطرة وملهبة بالصداقة والأخوة وأذكر كثير من الأصدقاء لبومنا هذا من أطيب العناصر التي شاركتها طعامي وشرابي ومنامي.وكم تعلمنا من خدمتنا العسكرية كيف تصنع الرجال وكيف نثقف أنفسنا بالعلوم العسكرية ومعرفة الرتب والأوامر العسكرية والتحية والوقوف والصبر تحت أشعة الشمس الحارقة وشرب المياه المالحة وتنظيف الحمامات والأحمال الثقيلة والركض وكيف يكون عصيان الأوامر عقابه وكيف الوقوف لفترة منتظرين الطابور الطويل للحصول على الوجبة وكيف ننظف الأواني وكيف نقذف ببقية الطعام ببراميل مخصصة للخبز للاستفادة منها لإطعام الدواب وبعضها مخصصا للحريق.
فكانت الخدمة العسكرية ومدتها عامين تصقل الرجل وتصنع منه رجلا يعتمد عليه فلا يعرف الخوف ولا الوقوف وحيدا بالظلام ولو فكرت بإعطاء الحق للكتابة عن محاسن الخدمة العسكرية لاحتجت مئات من الأقلام والدفاتر.
فأين هذا الجيل من الأجيال التي لا نستطيع تمييز البعض هل هو شاب أم فتاة.
وبعض الشباب الذين لا يعتمد عليهم لقذف النفايات بالمكان المخصص لها.
والخوف من أبسط الأشياء البسيطة وعدم قدرة البعض منهم لكي ملابسه ولا حلاقة ذقنه حتى
وقلة انتماء البعض لعائلاتهم وأوطانهم وقلة احترامهم لمن يكبروهم سنا وعدم قدرتهم على الصمت عندما يتكلمون الأشخاص الذين يكبروهم سنا وقدرا.
فهل يصح بالقول بأن الجيل الحديث غير مقنع لبعض الفتيات وخصوصا عند تقدمه للزواج
لا طبعا فهم قلة من الناس ولا يعني الجيل بأكمله.
ولكن المفارقة عجيبة فبعض الشباب مستهترين ولا يستمعون ولا ينصتون وطريقة ارتدائهم لملابس غريبة عجيبة ليس لها وجود بقواميس الثياب التي تخص الرجال فثيابهم غريبة ولغتهم لا تخصنا لا من قريب ولا من بعيد.
فبعض هذا الجيل ينام بالنهار ويصحوا لوجه الصبحية على مواقع التعارف بحثا عن فتيات وهمية من دول أجنبية لا نعرف حتى ديانتهم ولا لغتهم.
فهم يرتدون سراويل لا ترتفع ولا حتى بالأيدي وتراه قادما من بعيد تحسبه وكأنه رجل وهو ليس إلا شاب عنيد ورافض كل الثياب التي تخص الرجال.
فهو ذاهب ومفقود ويحمل من الموبايلات كل جديد بدون رصيد مباهاة ليس إلا وينتعل بصطار من حديد ويحمل جنبه كل الأدوات من أجهزة الصوت والصورة تحسبه أحيانا مخرجا أو منتجا لأفلام الجيمس بوند ويحمل من النظارات الشمسية كل ما هو جديد ويضع يديه بابريز الكهرباء للحصول على أروع تسريحة منافسا لموديلات الشعر بايطاليا وفرنسا وباحثا عن كل جديد.
فلا يؤتمن حتى على قذف كيس فارغ بالحاوية ولا يأكل من الطعام إلا القليل وتكلمه وتحسبه مستمعا وبالحقيقة يكون غارقا بالتفكير أين السهرة لهذه الليلة ومع من وأي فيلم سيحضر وأي ثياب سيرتدي ضاربا بعرض الحائط أي مسؤولية تجاه أسرته وأخوته.
فهل المقاهي والنوادي الليلية والكافيهات الممتدة على جميع الطرقات تصنع الرجال؟؟؟
يغريك ببعض شباب هذا الجيل بسرعته فقط بمعرفته بالكمبيوتر وسرعته بالبحث عن مواقع التعارف والبحث الشرس عن كل جديد بعالم الاتصالات وعالم التكنولوجيا.
فهو يعيش بهذه الدنيا كالأثير فهو يضر ولا ينفع ويذهب ولا يرجع وينام ولا يصحوا ويعمل ولا يربح
فهو يعيش على المساعدات الأسرية متقاعسا لا يعتمد عليه بأي مهمة سهلة
فهو غارقا بسباق التسلح بكل ما يلزم من أجهزة تمكنه من التواصل مع بعض أبناء جيله.
وهناك الكثير ولكن لا نقصد هنا بالجيل بأكمله ولكن بفئة معينة وشريحة مستهترة فقط..
هل من وسيلة لاسترجاع هذا المصنع وأبني الوحيد أول الأشخاص الذين أتمنى لهم الخدمة العسكرية فهي رائعة ولها قيمة معنوية عند الجميع وأشكر مدربي العريف ياسر الخوالدة على ما قدمه من تعب وقهر طوال أشهر ليخرج بأجمل مجموعة للتخريج،،،كم أتمنى أن أعود للوراء وأشتم رائحة طعام الجيش ورفاق السلاح بالجيش العربي.
وكان الله بعونكم وعوننا.
هاشم برجاق
27-8-2010
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني