من طرف عبد المغني شريف السبت يونيو 18, 2011 8:12 am
رواية تقص حكاية أنثى نهمة إلى المباهج، والملاذ، تفكر في خوض تجربة مع طموح القلب. ولا شيء سوى البحث عن مغامرة ما، قبل أن تهوي بـ"أجنحة قرمزية" تختلط فيها الخطايا بالرغبات والبحث عن مستقبل ما، انطلاقا من عمق البيئة الاجتماعية المغربية.
وبلغة رشيقة، تبتعد عن التكلف، يتنقل الاحسايني في اجواء تخالها قريبة من الواقع، إلا انها لا تتنكر لقضاياه وأفكاره ومداولاته، وهو يدخل إلى عالم روايته، بلسان تلك الأنثى، مباشرة. وبعين غالبا ما ترى الأشياء من فوق لتعطي صورة ذات طبيعة سينمائية للمشهد الذي تؤسسه الكلمات.
ومحمد الإحسايني روائي خبير وممتلئ التجربة، ولهذا السبب فانه لا يحاول أن يبهرك. ولكنه في النهاية يبهرك بفضل صنعة تضع عالما متكاملا بين يديك. وهو من جيل الروائيين الذي جمع بين مزايا الكلاسكية الروائية وبين تجاربها الحديثة. هنه مقتطف من أجواء هذا العمل: مقتطفات من الرواية
1- كنت أخوض أمواج بحر مزبد، وأواجه عواصف هائجة بمفردي، إلى أن رمى بي اندفاع الموج إلى اليابسة، بدون ثياب، ولا زاد، ولامال، ثم أجدني في بركة آسنة أحاول الخروج منها. كم هو فظيع أن يـُنبذ الإنسان في العراء، عاري الجسد، تحت رحمة أوراق التوت المتساقطة، خاصة إذا كان له إحساس أنثوي يحلم بالحدائق، وبولائم، وبقصائد ماجنة، بينما هو لا يزال يكابد آلم الغربة في أرض جديدة! لكنني كلما أوشكتُ على التخلص من مياه البركة، غاصت بي قدماي في الأوحال. ثم رأيتُ بركاً هاجرتها أمطار بلورية في شتاء قاس، وأن مياه المحيط تعربد في صمت وانتشاء، بلا وليمة، وأنني أتسكع في ارتخاء الظهيرة. جاءت حشود من أهل "الأرض" يحرقون بَخوراً في الفضاء تمجيداً لرغبات كامنة في اللازورد المتباعد عند حلول الغسق، اجتزت معهم حياً ورائياً مهمشاً بين الأحياء، فشعرت إذّاك برهبة وقشعريرة، ثم صرختُ:
"من أي باب أنطلق إلى مدن الشمس، أمن طريق البر، أم من طريق البحر"؟ ناداني صوت يشبه هدير موج صاخب من أقاصي المحيطات:" من يمتلك تسخير هذه الأمواج، هو من يستطيع أن يخوض غمارها بقوة"!...
2- استيقظتُ منـزعجة، سمعتُ بايا كأنما تحادث بدورها شخصاً آخرغيري:"من الذي باع واشترى يامدينة غبية مغبونة"؟ حركنها، لكنها لا تريد أن تستيقظ، إذّاك، صرختُ:
أنا "المدينة" المنتهكة، أنا المخدوعة عن طيب خاطر، أنا الثائرة المقموعة، أنا الصبية اللعوب، جالبة المتعة، والهزات البيولوجية، أنا المدللة بكلمات بحارة الميناء"!
3- تبعثر أمامي ألف ألف صورة "للموريسكي" المهجر، بيده عود لواه فالتوى، بيده قيثار حنا عليه فانحنى، بيده كل شيء: المال، والنساء، والكأس، والدبلوماسية، والتجارة، والصنعة، والمهارة، والخيار، والاضطرار، والأمانة، والخيانة.
هنا انتهت أهم مقولات " أريسطوطاليس".
"غرناطة"، حبيبتي ! آه يا"غرناطة" !
وبدت "المدينة" مكتظة بكل مكوناتها...
المنشدون لم يرتحلوا، ولكن الذين ارتحلوا بهذه الطريقة، أو تلك، هم "خوسيفا" وأشباهها! حملتْ معها أوراق العرافة، قد ترميها عند الاضطرار، في ظلمات البحار.
منقولة
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني