في مستهل عصر النهضة قام كثير من الشعراء إلى الاتيان بالمواضيع الجديدة دون أيٌ إبداع في القالب الشعري فسٍمٌوا بالمجددين في التقليد. ثم ظهر جيل آخر جعلوا للخيال والعواطف الفردية أو المشتركة مع عواطف المجتمع، المكانة الأولي في إنتاجاتهم الأدبية. فأطلق عليهم بالرومانسيين. ثم غلب آخرون علي الجو الشعري ووجدوا الرومانسية تغفل عما تجري في المجتمع العربي من واقع الحياة فلوٌنوا أشعارهم بالألوان الواقعية واشتهروا بالواقعين وتابعهم آخرون احتلٌ الرمز المكانة الاولي في اشعارهم عرفوا بالرمزيين.
الكلمات الدليلية: الرمزية، الأسطورة، الصورة الشعرية.
الرمزية
الرمزية اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال علي كل ماعداه سيطرة تجعل الرمز دلالة أولية علي ألوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية.
وطغيان عنصر الخيال من شأنه أن لايسمح للعقل والعاطفة إلا أن يعملا في خدمة الرمز وبواسطته، إذ عوضاً أن يعبر الشاعر عن غرضه بالفكرة المباشرة، فإنه يبحث عن الصورة الرامزة التي تشير في النهاية إلى الفكرة أوالعاطفة [1]
المدرسة الرمزية
المدرسة الرمزية هي إفراز حقيقي للثورة العلمية والتطور التقني والتكنولوجي الذي ساد في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بعد أن أحرزت العلوم التجربية تقدماً ملموساً في تلك الفترة مما حدا بالفيلسوف أوجست كونت إلي تأسيس الفلسفة الوضعية التي نادي بها ووضع قواعدها سنة 1839 م.
بعد ذلك بفترة قصيرة ظهرت عدة مدارس أدبية هامة كان لها أثرها الكبير علي إحداث تغييرات في التوجهات الأدبية فيالعالم. وهذه المدارس هي الواقعية والبرناسية والطبيعية، وقد تأثرت تأثراً واضحاً بتلك العلوم التجربية وبتلك الفلسفة الوضيعة فكانت دعوتهم في جوهرها تنادي بعدم الإيمان إلا بما يقع تحت الحس البشري ويخضع للملاحظة والتجريب بحواس الإنسان؛ بمعنی هذا أنهم يغلبون المادة ويعتبرونها الأساس لكل الأفكار [2]
فالرمز شيء مألوف في تعبيرالأنسان وفي طبيعة الإنسان، ولكنه مألوف علي حالة واحدة لايخلومنها معرض الرمز والكناية، وهي حالة الإضطرار والعجز عن الإفصاح، فلم يرمز الأنسان قط وهوقادر علي التصريح والتوضيح، ولم يجد كلمة واضحة لمعنی واضح ثم آثر عليها الإلتواء شغفاً بالإلتواء.
فاذا لوحظت هذه الحالة فالرمز أسلوب متفق عليه لايحتاج إلي مدرسة تنبه الأذهان إليه. فالخيال لايستشير مدرسة من المدارس لتشير عليه أن يحلم بالصور والتشبيهات أويحلم بقواعد التحليل والتركيب في معامل الكيميا، والشاعر لايُعاب إذا مثل لنا الكواكب والأزهار فألبسها ثياب الأحياء، ومن ضاق به اللفظ فعمد إلى التخييل والتشبيه فالناس لايحسبونه من هذه المدرسة أوتلك، لأنٌ المدرسة التي يصدر عنها في هذه الحالة هي مدرسة البديهة الإنسانية حيث كان الإنسان وبأيٌ لغة من اللغات، ألغز وأبان . [3].
لماذا جاءت المدرسة الرمزية
نظراً لفشل التجربة المادية وعلماء التجريب في كشف خبايا النفس البشرية، كما فشلوا في اشباع الرغبات الإنسانية الملحٌة في استطلاع اسرار الكون، جاءت المدرسة الرمزية كرد فعل لهذا الفشل والإفلاس العلمي والمادي. و كان من طلائع المفكرين أدباء وكتاب: الالماني جوته والأمريكي إدجار آلن بووتبعهما فيما بعد كتاب وشعراء أمثال شارل بودلير، صاحب ديوان أزهار الشر، وهوشاعر فرنسي مات صغيراً بعد أن أحدث أثراً كبيراً في الشعر العالمي، وكذلك ميلارميه الفرسني ووليم بلاك الإنجليزي. وعلی يد هؤلاء الرواد استطاعت المدرسة الرمزية ان ترسي قواعدها وترسخ افكارها وتكشف عن هويتها في المجال الادبي. وقد أنحسر مفهومها في نقل الإبداعات الأدبية من تاثير المدارس الطبيعة والواقعية والبرناسية التي حصرت نفسها في إطار العالم الحسي المحدود وإنتقل إلى عالم أوسع وأرحب و هوعالم النفس والروح والغيب. [4]
اما المذهب الرمزي في الأدب فهوغيرذلك. ومن المستحسن ان نسميه المذهب الإيجايي لكي تتضح طريقته. ومعناه باختصار شديد، التعبير عن المعاني الكامنه في النفس، التي لاتستطيع اللغة بصورتها المعتادة الكشف عنها، ولذلك يعمد الاديب إلى استخدام ايحاء الكلمات وايقاعها وظلالها، ورسم صور ظليلة وتعيبرات مفاجئة، ليضع القاريء في دائرة الشعور الذي يحب أن يوصله إليه. [5]
الرمزية في الأدب العربي
لم يكن الأدب العربي بعيداً عن حركة التحول إلى المدرسة الرمزية التي عزت وطغت علی الادب العالمي والفكر الغربي، فانتقلت الرمزية إلى الأدب العربي علی يد أدباء ورواد، أمثال عبدالرحمان شكري واحمد زكي أبوشادي.
ففي الأدب العربي لم تظهر الرمزية مذهباً محدوداً كما ظهرت المذاهب الأخری بل دخلت أعمال أدباء العرب من خلال أطلاعهم علی الثقافة الغربية. وتجد أمثلة كثيرة للمذهب الرمزي في قصائد الشعرالحر الذي مال اليه معظم الشعراء المعاصرين، مثل صلاح عبدالصبور، محمود درويش، وعبدالوهاب البياتي ونازنك الملائكة، وفدوی طوقان، وبدرشاكر السياب وغيرهم. [6]
الصورة الرمزية
يقيم الكاتب نوعاً من التوافق بين اقتران بالمجاز واعتمادها علي مكنونات حسية ويضفي علي الصورة أبعاداً رمزية، من حيث أنٌ الصورة «رمز يتأثر بحالة روحية، فهي صورة تعبيرية وليست صورة سببة» [7]
والشاعر لايخلق صورة من عدم، وإنٌما يختار من الإمكانات المتاحة في اللغة ويستعين بمدركاته الحسية المختزنة ويقيم تفاعلاً من نوعٍ خاص، ليشكل نظاماً لغوياً قادراً علي إبزار الدلالات التي تحتويها التجربة الشعورية والفنية، [8]
ذلك لأنٌ «اللغةفي أصلها رموز اصطلح عليها لتثير في النفس المعاني والعواطف. [9].
وإنٌما يلجأ المبدع لايمكن التعبير عنها الٌا بالصورة الرمزية دون غيرها، فهي «ذات ايحاء جمٌ، ومظهر ايجاز واضح» [10]
الرمز والاسطورة من أبرز الظواهر الفنية التي تلفت النظر في تجربة الشعر الجديدة الإكثار من استخدام الرمز والاسطورة أداة للتعبير. وليس غريباً ان يستخدم الشاعر الرموز والأساطير في شعره، فالعلاقة القديمة بينهما وبين الشعر ترشح لهذا الاستخدام، وتدل عندئذٍ علی بصيرة كافية بطبيعة الشعر والتعبير الشعري. [11]
وطبيعة الرمز طبيعة غنية ومثيرة، تتفرق دراستها في فروغ شتٌی من المعرفة، في علم الديانات والأنثروبولوجي وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم اللغة نفسه، ولكن طبيعة هذاالكتاب بعامة، وطبيعة هذاالفصل بخاصة، لاتسمح بتمثل طبيعة الرمز وكذلك الأسطورة في أطر هذه المعارف المتخلفة، وإنما يهمٌنا هنا ان تتفهم الطبيعة، «الرمز الشعري».
هل للرمز الشعري طبيعة تخلف عن طبيعة الرموز في المجالات الأخري، كالمجال الديني، (اوالصوفي) والمجال العلمي (اوالرياضي) والمجال اللغوي (الصرف)؟
إنٌ الرغبة الدائمة الملحة علي الانسان هي رغبة الوجود. وكل مغامرات الانسان الطويلة ليست في أقصی غاياتها إلٌا طريقاً لتحقيق وجوده، ومن ثم لإدراك معني هذاالوجود. [12]
الصورة الشعرية
وليس غريباً ان يلتقي الدارس بتعريفات شتی متعددة للصورة حتي «صار غموض مفهومها شائعاً بين قسم كبير من الدارسين. [13]
ولم يقتصر الإختلاف حول مفهوما، بل يطال كذلك محاولة تاصيلها وتتبع تطورها إذ يؤكٌد عدد من الدارسين إصالة مفهوم الصورة وعمق تجذره في التراث [14]
وينفي آخرون هذه الصلة ويعدون الصورة مصطلحاً وافداً من الحضارة الغربية. [15]
ويبدوأنٌ وظيفة الشعر، آنذك التي كانت تتمحور حول التعليم والإمتاع والدعوة والإمتناع، قد ساهمت في إغفال دور المبدع وتجربته الشعورية، ومدی ملائمة العمل الادبي لها وتبعيره عنها. [16]
الصورة والرمز
اللغة الشعرية لغة إيحائية تحفل كثيراً بالكلمات الثرية ذات الدلالات المتنوعة ليست لأنٌها كلمات خاصة تصلح لان تكون شعرية، فليس ثمة كلمات شعرية وأخری غيرشعرية في طبيعتها المعجمية، وإنٌما تكتسب هذه الصفة من خلال استخدام المبدع لها استخداماً خاصاً يضفي عليها جمالاً ويسمها بالشعرية التي «تمتنع إذا ظلٌ الإختيار الإفرادي في منطقة «المواضعة» واذا ظلٌ الإختيار التركيبي في منطقة «المالوف» بل لابدٌ من مغادرة مثل هذه المناطق،وزرع الدالٌ في وسط تعبيري يعمل علي تفريغة من دلالتة جزئياً اوكلياً»، فلغة الشعر تبتعد عن الإستخدام النمطي، وتعمد علی تجاوز الإشاري إلى الإنفعالي، لتأخذ من العالم الخارجي صورتها العيانية، ومن العالم الداخلي بعدها الإنفعالي المختلط، حيث تختلط فيه عوالم الأحلام والواقع واللاواقع وتسعی إلى تشكيل خلق جديد من علاقات جديدة في طريقة جديدة من التعبير، وعندها لاتكتفي اللغة الشعرية بالصورة، بل تتعداها في بحثها عن الإيحاء والتوسع والشمول، إلى الرمز «وطبيعة الرمز طبيعة غنية مثيرة» تضعيف إلى السياق الذي يردفيه رحابةً وعمقاً، وتتسع ساحته «إلى حد استيعاب الدلالات المتقابلة اوالمتناقضة» فتلبي اللغة عن طريق الرمز رغبة الشاعر في ايجاد اسلوبه الخاص، وتعود العجز الذي قد ينشاء عن حدة التجربة الشعورية وغموضها، فيضطر «إلى اللجوء لتركيبات لغوية متناقضة كانت ام متضادة وحتي بعيدة عن المالوف، تستطيع، فحسب ان تنقل الاحساس الخاص الدقيق الذي يعانيه» [17]
كان الشاعر سعيد عقل من الذين أثرت ثقافته الفرنسية في افكاره وتزعم فكرة الكتابة الأدبية بالأساليب الفرنسية والتحرر من قيود الشعر مما مهد لقصيدة النثر. كما عالج الكتابة العربية بالأبجدية اللاتينية وهكذا الكتابة باللهجة العامية كما استهوته المدرسة الرمزية فعمد إلى الغموض والتعقيد في شعره. نموذج من شعره:
الكلمات الدليلية: الرمزية، الأسطورة، الصورة الشعرية.
الرمزية
الرمزية اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال علي كل ماعداه سيطرة تجعل الرمز دلالة أولية علي ألوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية.
وطغيان عنصر الخيال من شأنه أن لايسمح للعقل والعاطفة إلا أن يعملا في خدمة الرمز وبواسطته، إذ عوضاً أن يعبر الشاعر عن غرضه بالفكرة المباشرة، فإنه يبحث عن الصورة الرامزة التي تشير في النهاية إلى الفكرة أوالعاطفة [1]
المدرسة الرمزية
المدرسة الرمزية هي إفراز حقيقي للثورة العلمية والتطور التقني والتكنولوجي الذي ساد في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بعد أن أحرزت العلوم التجربية تقدماً ملموساً في تلك الفترة مما حدا بالفيلسوف أوجست كونت إلي تأسيس الفلسفة الوضعية التي نادي بها ووضع قواعدها سنة 1839 م.
بعد ذلك بفترة قصيرة ظهرت عدة مدارس أدبية هامة كان لها أثرها الكبير علي إحداث تغييرات في التوجهات الأدبية فيالعالم. وهذه المدارس هي الواقعية والبرناسية والطبيعية، وقد تأثرت تأثراً واضحاً بتلك العلوم التجربية وبتلك الفلسفة الوضيعة فكانت دعوتهم في جوهرها تنادي بعدم الإيمان إلا بما يقع تحت الحس البشري ويخضع للملاحظة والتجريب بحواس الإنسان؛ بمعنی هذا أنهم يغلبون المادة ويعتبرونها الأساس لكل الأفكار [2]
فالرمز شيء مألوف في تعبيرالأنسان وفي طبيعة الإنسان، ولكنه مألوف علي حالة واحدة لايخلومنها معرض الرمز والكناية، وهي حالة الإضطرار والعجز عن الإفصاح، فلم يرمز الأنسان قط وهوقادر علي التصريح والتوضيح، ولم يجد كلمة واضحة لمعنی واضح ثم آثر عليها الإلتواء شغفاً بالإلتواء.
فاذا لوحظت هذه الحالة فالرمز أسلوب متفق عليه لايحتاج إلي مدرسة تنبه الأذهان إليه. فالخيال لايستشير مدرسة من المدارس لتشير عليه أن يحلم بالصور والتشبيهات أويحلم بقواعد التحليل والتركيب في معامل الكيميا، والشاعر لايُعاب إذا مثل لنا الكواكب والأزهار فألبسها ثياب الأحياء، ومن ضاق به اللفظ فعمد إلى التخييل والتشبيه فالناس لايحسبونه من هذه المدرسة أوتلك، لأنٌ المدرسة التي يصدر عنها في هذه الحالة هي مدرسة البديهة الإنسانية حيث كان الإنسان وبأيٌ لغة من اللغات، ألغز وأبان . [3].
لماذا جاءت المدرسة الرمزية
نظراً لفشل التجربة المادية وعلماء التجريب في كشف خبايا النفس البشرية، كما فشلوا في اشباع الرغبات الإنسانية الملحٌة في استطلاع اسرار الكون، جاءت المدرسة الرمزية كرد فعل لهذا الفشل والإفلاس العلمي والمادي. و كان من طلائع المفكرين أدباء وكتاب: الالماني جوته والأمريكي إدجار آلن بووتبعهما فيما بعد كتاب وشعراء أمثال شارل بودلير، صاحب ديوان أزهار الشر، وهوشاعر فرنسي مات صغيراً بعد أن أحدث أثراً كبيراً في الشعر العالمي، وكذلك ميلارميه الفرسني ووليم بلاك الإنجليزي. وعلی يد هؤلاء الرواد استطاعت المدرسة الرمزية ان ترسي قواعدها وترسخ افكارها وتكشف عن هويتها في المجال الادبي. وقد أنحسر مفهومها في نقل الإبداعات الأدبية من تاثير المدارس الطبيعة والواقعية والبرناسية التي حصرت نفسها في إطار العالم الحسي المحدود وإنتقل إلى عالم أوسع وأرحب و هوعالم النفس والروح والغيب. [4]
اما المذهب الرمزي في الأدب فهوغيرذلك. ومن المستحسن ان نسميه المذهب الإيجايي لكي تتضح طريقته. ومعناه باختصار شديد، التعبير عن المعاني الكامنه في النفس، التي لاتستطيع اللغة بصورتها المعتادة الكشف عنها، ولذلك يعمد الاديب إلى استخدام ايحاء الكلمات وايقاعها وظلالها، ورسم صور ظليلة وتعيبرات مفاجئة، ليضع القاريء في دائرة الشعور الذي يحب أن يوصله إليه. [5]
الرمزية في الأدب العربي
لم يكن الأدب العربي بعيداً عن حركة التحول إلى المدرسة الرمزية التي عزت وطغت علی الادب العالمي والفكر الغربي، فانتقلت الرمزية إلى الأدب العربي علی يد أدباء ورواد، أمثال عبدالرحمان شكري واحمد زكي أبوشادي.
ففي الأدب العربي لم تظهر الرمزية مذهباً محدوداً كما ظهرت المذاهب الأخری بل دخلت أعمال أدباء العرب من خلال أطلاعهم علی الثقافة الغربية. وتجد أمثلة كثيرة للمذهب الرمزي في قصائد الشعرالحر الذي مال اليه معظم الشعراء المعاصرين، مثل صلاح عبدالصبور، محمود درويش، وعبدالوهاب البياتي ونازنك الملائكة، وفدوی طوقان، وبدرشاكر السياب وغيرهم. [6]
الصورة الرمزية
يقيم الكاتب نوعاً من التوافق بين اقتران بالمجاز واعتمادها علي مكنونات حسية ويضفي علي الصورة أبعاداً رمزية، من حيث أنٌ الصورة «رمز يتأثر بحالة روحية، فهي صورة تعبيرية وليست صورة سببة» [7]
والشاعر لايخلق صورة من عدم، وإنٌما يختار من الإمكانات المتاحة في اللغة ويستعين بمدركاته الحسية المختزنة ويقيم تفاعلاً من نوعٍ خاص، ليشكل نظاماً لغوياً قادراً علي إبزار الدلالات التي تحتويها التجربة الشعورية والفنية، [8]
ذلك لأنٌ «اللغةفي أصلها رموز اصطلح عليها لتثير في النفس المعاني والعواطف. [9].
وإنٌما يلجأ المبدع لايمكن التعبير عنها الٌا بالصورة الرمزية دون غيرها، فهي «ذات ايحاء جمٌ، ومظهر ايجاز واضح» [10]
الرمز والاسطورة من أبرز الظواهر الفنية التي تلفت النظر في تجربة الشعر الجديدة الإكثار من استخدام الرمز والاسطورة أداة للتعبير. وليس غريباً ان يستخدم الشاعر الرموز والأساطير في شعره، فالعلاقة القديمة بينهما وبين الشعر ترشح لهذا الاستخدام، وتدل عندئذٍ علی بصيرة كافية بطبيعة الشعر والتعبير الشعري. [11]
وطبيعة الرمز طبيعة غنية ومثيرة، تتفرق دراستها في فروغ شتٌی من المعرفة، في علم الديانات والأنثروبولوجي وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم اللغة نفسه، ولكن طبيعة هذاالكتاب بعامة، وطبيعة هذاالفصل بخاصة، لاتسمح بتمثل طبيعة الرمز وكذلك الأسطورة في أطر هذه المعارف المتخلفة، وإنما يهمٌنا هنا ان تتفهم الطبيعة، «الرمز الشعري».
هل للرمز الشعري طبيعة تخلف عن طبيعة الرموز في المجالات الأخري، كالمجال الديني، (اوالصوفي) والمجال العلمي (اوالرياضي) والمجال اللغوي (الصرف)؟
إنٌ الرغبة الدائمة الملحة علي الانسان هي رغبة الوجود. وكل مغامرات الانسان الطويلة ليست في أقصی غاياتها إلٌا طريقاً لتحقيق وجوده، ومن ثم لإدراك معني هذاالوجود. [12]
الصورة الشعرية
وليس غريباً ان يلتقي الدارس بتعريفات شتی متعددة للصورة حتي «صار غموض مفهومها شائعاً بين قسم كبير من الدارسين. [13]
ولم يقتصر الإختلاف حول مفهوما، بل يطال كذلك محاولة تاصيلها وتتبع تطورها إذ يؤكٌد عدد من الدارسين إصالة مفهوم الصورة وعمق تجذره في التراث [14]
وينفي آخرون هذه الصلة ويعدون الصورة مصطلحاً وافداً من الحضارة الغربية. [15]
ويبدوأنٌ وظيفة الشعر، آنذك التي كانت تتمحور حول التعليم والإمتاع والدعوة والإمتناع، قد ساهمت في إغفال دور المبدع وتجربته الشعورية، ومدی ملائمة العمل الادبي لها وتبعيره عنها. [16]
الصورة والرمز
اللغة الشعرية لغة إيحائية تحفل كثيراً بالكلمات الثرية ذات الدلالات المتنوعة ليست لأنٌها كلمات خاصة تصلح لان تكون شعرية، فليس ثمة كلمات شعرية وأخری غيرشعرية في طبيعتها المعجمية، وإنٌما تكتسب هذه الصفة من خلال استخدام المبدع لها استخداماً خاصاً يضفي عليها جمالاً ويسمها بالشعرية التي «تمتنع إذا ظلٌ الإختيار الإفرادي في منطقة «المواضعة» واذا ظلٌ الإختيار التركيبي في منطقة «المالوف» بل لابدٌ من مغادرة مثل هذه المناطق،وزرع الدالٌ في وسط تعبيري يعمل علي تفريغة من دلالتة جزئياً اوكلياً»، فلغة الشعر تبتعد عن الإستخدام النمطي، وتعمد علی تجاوز الإشاري إلى الإنفعالي، لتأخذ من العالم الخارجي صورتها العيانية، ومن العالم الداخلي بعدها الإنفعالي المختلط، حيث تختلط فيه عوالم الأحلام والواقع واللاواقع وتسعی إلى تشكيل خلق جديد من علاقات جديدة في طريقة جديدة من التعبير، وعندها لاتكتفي اللغة الشعرية بالصورة، بل تتعداها في بحثها عن الإيحاء والتوسع والشمول، إلى الرمز «وطبيعة الرمز طبيعة غنية مثيرة» تضعيف إلى السياق الذي يردفيه رحابةً وعمقاً، وتتسع ساحته «إلى حد استيعاب الدلالات المتقابلة اوالمتناقضة» فتلبي اللغة عن طريق الرمز رغبة الشاعر في ايجاد اسلوبه الخاص، وتعود العجز الذي قد ينشاء عن حدة التجربة الشعورية وغموضها، فيضطر «إلى اللجوء لتركيبات لغوية متناقضة كانت ام متضادة وحتي بعيدة عن المالوف، تستطيع، فحسب ان تنقل الاحساس الخاص الدقيق الذي يعانيه» [17]
كان الشاعر سعيد عقل من الذين أثرت ثقافته الفرنسية في افكاره وتزعم فكرة الكتابة الأدبية بالأساليب الفرنسية والتحرر من قيود الشعر مما مهد لقصيدة النثر. كما عالج الكتابة العربية بالأبجدية اللاتينية وهكذا الكتابة باللهجة العامية كما استهوته المدرسة الرمزية فعمد إلى الغموض والتعقيد في شعره. نموذج من شعره:
اليل والدنيا ريب
تقولها تنزٌلت
عذراء عن راحة رب
وهذه الشمس التي
تغيب... تغوي.. تغتصب..
رمانة تفلٌجت
أو قلب عذراء انعطب.
تحياتي
مع إغفال الهوامش
تغريد السواعير
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني