إعداد: رحمان خلیفة بشار، ماجستیر، في کلیــة الآداب واللغــات الأجنبیــة، بجامعة آزاد الإسلامیّة في کرج.
الملخص
اهتـّم علماء العرب وادبائهم بالأعياد الفارسية إهتماماً کـثیرا، و ألـّفـوا الكتب التاريخیـّة والأدبـِّیـة حول هذه الأعياد التي تـُبیـِّن ثقـافة أقوامها وحضارتها وما فيها من طقوس. ورسّمـوها في دواوینهم بأنّها رمز للخير والحبّ، ولم ينظروا إليها بتشائم، و یعتقدون بأنها عائدة الى العقائد الفارسية القديمة ؛ لذلك نشاهد أجمل قصائدهم تکون بهذه المناسبة، ويظهر لنا جلياً من التاريخ أن المسلمين والسلاطين والأمراء كانوا يقيمون الاحتفالات في هذه المواسم على أنها أعياد مباركة لا أعياد لا تمتُّ الى الاسلام بصلة،. وبهذا السبب نری التعامل الثقافي والحضاري الذي حدث بين العرب والفرس من قـِبل أعيادهم منذ الأزمنة القدیمة ، بناءً على الشواهد الشعرية والنثرية التي جاء ت في هذا المقال.
الکلمات الدلیلیة: الأعیاد الفارسیة، المهرجان، ثقافتي العرب والفرس
المقدمة
و الجدیر بالأهمیة إنّ التفاعل بين العرب والفرس يمثِّل واحدة من أعظم التجارب الانسانية التي حصلت بين امم العالم من المجالات الثقافية والحضارية والاجتماية والسياسية والدينية. وبهذا الإرتباط الروحي والعقلي إستطاعت الأمتان أن تشيّدا حضارة إنسانية نهلت منها الامم الاخری. أعطت الأعياد الفارسية أدباء العرب ثروة عظيمة في مجال الأدب؛ ففي هذا الموضوع كانت تُنشد المئات من القصائد الشعرية یتمتّع أصحابها بجمال الطبيعة الرائعة، كما تجلّى ذلك في کتابة المقطوعات النثرية، حتى أصبحت باباً مستقلاً من أبواب الأدب، بحيث يمكن أن يكوّن موضوعاً خصباً لدراسة الباحثين يطرحون فيه آرائــهم. ولهذا نذكر أحد الأعياد الفارسية التي تأثّر بها شعراء العرب، وهي: المهرجان
المهرجان في اللغة
المهرجان، كلمة معرّبة من أصلها الفارسي " مِهرْگان " [1] وهذه الكلمة الفارسية مركبة من "مهر" ومن معانيها: "المحبة والوفاء" ونور الشمس و "گان" أداة تلحق بآخر الأسماء الفارسية لتدل على مفهوم الاحتفال كَفرْوَرَدْيِنْگان و بَهْمَنْگان ، تيرگان" [2]
وقد وردت کلمـة المهرجان في الکتب ومکتوبات المؤلـّفین . و یشیر فيروز آبادي (729-817ق) في القاموس:« قدم الى عليّ شىء من الحلاوى، فسأل عنه، فقالوا: "للنيروز"، فقال: "نيروزنا كل يوم"و فى المهرجان قال: مَهرِجونا كل يوم» [3].
المهرجان، أصله و نشأته
عندما نطالع کتب التاریخ و الأدب نلاحظ کلمة المهرجان کثیرة منها: «كلمة "مهرجان" مركبة من "المهر" و معناه: الوفاء، و"جان": السلطان، ومعنى الكلمة: سلطان الوفاء. و أصل هذا العيد: ابتهاج بظهور (أفريدون) على الضحاك العلواني الذي قتل جمشيد الملك صاحب عيد النيروز. وقيل: بل هو احتفال بالاعتدال الخريفي.
لا يمنع أن يكون أصله ما ذكر أولاً لكنه وافق الاعتدال الخريفي فاستمر فيه. و الاحتفال به يكون يوم "26 من تشرين الأول من شهور السريان" وهو كسابقه ستة أيام أيضا، والسادس منها المهرجان الكبير، وكانوا يتهادون فيه و في النيروز المسك و العنبر و العود الهندي و الزعفران و الكافور» [4]. و قد جاء في تاريخ الطبري: « إن اليوم الذي غلب فيه أفريدون الضحاك كان روزمهر من مهرماه فاتخذ الناس ذلك اليوم عيدا لارتفاع بلية الضحاك عن الناس وسماه المهرجان». [5]
و قيل:« هو اليوم الذي عقد فيه التاج على رأس أردشير بن بابك، أول ملوك الفرس الساسانية، و كان لهم فيه شعائر وعادات منها: أن يدهن ملكهم بدهن ألبان تبركا فيقلده العوام في ذلك، ويتوج بتاج عليه صورة الشمس، وربما كانوا يذهبون إلى تفضيله على النيروز، و إن كان النيروز أشهر» [6]. و في العصر الحاضر لا يزال الفـُرس يحتفلون بعيد المهرجان، وهو لديهم عيد الشمس، ويذكر أنه يوافق عيد الميلاد عن النصارى [7] و ساد في عصرنا هذا عرف بين الناس يستعملون فيه كلمة المهرجان على كل تجمع ضخم، فيقولون: «مهرجان التسوق، ومهرجان الألعاب، و مهرجان التمور، ومهرجان الصيف، ومهرجان الكتب و...» [8]. فنرى المسعودي يقول: « إنّ الفرس كان لهـم ملك في قديم الزمان ، قد عمّ ظلمه خواص الناس وعوامهم، وكان يسمى مهر، فمات في النصف من هذا الشهر، وهو مهر ماه ، فسمي ذلك اليوم الذي مات فيه (مهرجان) وتفسيره نفس مهر ذهبت، لأن الفرس تقدم في لغتها ما تؤخره العرب في كلامها. وهذه اللغة الفهلوية، وهي الفارسية الأولى ». [9]
وأعياد الفرس كثيرة جداً، وقد صنف علي بن حمزة الأصفهاني فيها كتاباً مستقلاً ذكر فيه أعيادهم، وسبب اتخادهم لها، وسنن ملوكهم فيها. وقد رأيت أن أقتصر على المشهور منها، وهي ثلاثة أعياد: النيروز، والمهرجان، والسدق. [10]
« وأما المهرجان، فوقوعه في السادس والعشرين من تشرين الأول من شهور السريان، وفي السادس عشر من مهرماه من شهور الفرس. وهذا الأوان وسط زمان الخريف، وفيه يقول بعض الشعراء:
هذان العيدان أكبر أعياد الفرس وأشهرها، وعرفه العرب قبل الإسلام خاصة أهل المدينة، ولعل ذلك كان لشهرة هذين العيدين، أو لمجاورة العرب للفرس مما يجعل بعض العادات تنتقل بين الأمم والشعوب، وفي حديث أنس رضي الله عنه قال: « قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر» HYPERLINK "http://www.alukah.net/articles/1/19..." \l "_ftn1#_ftn1" \o "" [12].
و جاء في كتاب "البحار" للعلامة محمد باقر المجلسي:
قال معلى بن خنيس: دخلت على الصادق جعفربن محمد عليه السلام يوم النيروز فقال عليه السلام اتعرف هذا اليوم؟ قلت: جعلت فداك، هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه، فقال ابوعبدالله الصادق عليه السلام والبيت العتيق الذى بمكة ما هذا الامر قديم افسره لك حتى تفهمه. قلت: يا سيدي ان علم هذا من عندك احب الي من ان يعيش امواتي وتموت اعدائي! فقال: يا معلى! ان يوم النيروز هو اليوم الذي اخذ الله فيه مواثيق العباد ان يعبدوه ولايشركوا به شيئا وان يؤمنوا برسله وحججه، وان يؤمنوا بالائمة عليهم السلام وهو اول يوم طلعت فيه شمس، وهبت به الرياح، وخلقت فيه زهرة الارض، وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي، وهو اليوم الذي احيى الله فيه الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله امير المؤمنين علي عليه السلام منكبه حتى رمى اصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها، وكذلك ابراهيم عليه السلام وهو اليوم الذي امر النبي صلى الله عليه وآله اصحابه ان يبايعوا علياً عليه السلام بامرة المؤمنين، وهو الذي وجه النبي صلى الله عليه وآله علياً الى وادي الجن ياخذ عليهم بالبيعة له، وهو اليوم الذي بويع لاميرالمؤمنين عليه السلام فيه البيعة الثانية، وهو اليوم الذي ظفر فيه باهل النهروان وقتل ذا الثدية وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا وولاة الامر وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة، وما من يوم نيروز الا ونحن نتوقع فيه الفرج، لانه من ايامنا وايام شيعتنا، حفظته العجم وضيعتموه. [13]
كذلك اهتمت الدولة العثمانية قديما بعيد النيروز، حيث تقرأ فيه قصائد "النيروزية" للسلطان وتتضمن مواضيع إخضرار الشجر و تنوير الزهور و سخونة الهواء. خُلق سيدنا آدم عليه السلام و نزول سفينة سيدنا نوح علية السلام على اليابسة بالإضافة إلى ولادة سيدنا علي كرم الله وجهة في هذا اليوم. و يُعتقد أن كل مخلوقات الله تسجد له في هذا اليوم.
المهرجان فی النثر العربي
قبل ان نتکلـّم عن أثرالمهرجان فی الشر العربی نشیر ألی تبیین اثره فی النثر بشکل موجز و نقتصر علی نماذج منه، من الکتاب و الادباء و الأعلام الذین کان لهم دور أساسيّ بالنوروز، خاصة فی اوائل الدولة العباسیة بالعراق، جریاً علی کان علیه الفرس من قدیم الزمان.
ممّا قیل في المهرجــــان
1. كتب الحسن بن وهب إلى المتوكل في يوم نيروز بهذه الرقعة: أسعدك الله ، يا أمير المؤمنين، بكر الدهور، وتكامل السرور، وبارك لك في إقبال الزمان، وبسط بين خلافتك الآمال، وخصك بالمزيد، وأبهجك بكل عيد، وشد بك أزر التوحيد، و وصل لك بشاشة أزهار الربيع المونق، بطيب أيام الخريف المغدق، وقرب لك التمتع بالمهرجان والنيروز، بدوام بهجة أيلول و تموز، وبمواقع تمكين لا يجاوزه الأمل، وغبطة إليها نهاية ضارب المثل؛ و عمر ببلائك الإسلام، وفسح لك في القدرة والمدة، وأمتع برأفتك وعدلك الأمة، وسربلك العافية، ورداك السلامة، ودرعك العز والكرامة، وجعل الشهور لك بالإقبال متصدية، والأزمنة إليك راغبة متشوقة، والقلوب نحوك سامية، تلاحظك عشقاً، وترفرف نحوك طرباً وشوقاً [14].
2. و إضافة الی ذلک نری الإمام علیّا (ع) الذي یقبل الهدیة في یوم النیروز أو المهرجان حیث قد قیل: « عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد و أحمد بن محمد جميعاً، عن ابن محبوب، عن ابراهيم الكرخى، قال: سألتُ أباعبداللّه(ع) عن الرجل تكون له ضيعة، فإذا كان يوم المَهرَجان أو النَّيروز، أهدوا اليه الشىء ليس هو عليهم، يتقرّبون بذلك اليه. فقال(ع): أليس هم مُصلّين؟. قلتُ: بلى. قال: فليقبل هديّتهم و لْيُكافِهِم؛ فإنّ رسول اللّه(ص) قال: لو أهدى اليّ كراع لقبلتُ، و كان ذلك من الدين، ولو أنّ كافراً أو منافقاً أهدى اليّ وسقاً ما قبلت، و كان ذلك من الدين. أبى اللّه عزّ وجلّ لى زبد المشركين والمنافقين وطعامهم» [15].
3. یقول المقریزي: « ما رأیت قط أجمل من أیام النوروز والمهرجان. من الایام التی کانوا یسخون فیها بأموالهم... ولا یبقی صغیر و لاکبیر الاخرج الی البرکة متنزهاً» [16].
4. كتب الحسن بن وهب إلى المتوكل في يوم نيروزوالمهرجان بهذه الرقعة:
«أسعدك الله، يا أمير المؤمنين، بكر الدهور، وتكامل السرور، وبارك لك في إقبال الزمان، وبسط بين خلافتك الآمال، وخصك بالمزيد، وأبهجك بكل عيد، وشد بك أزر التوحيد، ووصل لك بشاشة أزهار الربيع المونق، بطيب أيام الخريف المغدق، وقرب لك التمتع بالمهرجان والنيروز، بدوام بهجة أيلول وتموز، وبمواقع تمكين لا يجاوزه الأمل، وغبطة إليها نهاية ضارب المثل؛ وعمر ببلائك الإسلام، وفسح لك في القدرة والمدة، وأمتع برأفتك وعدلك الأمة، وسربلك العافية، ورداك السلامة، ودرعك العز والكرامة، وجعل الشهور لك بالإقبال متصدية، والأزمنة إليك راغبة متشوقة، والقلوب نحوك سامية، تلاحظك عشقاً، وترفرف نحوك طرباً وشوقاً. وكتب في آخره:
6. و أیضا یقول: ولهم في التهنئة بالنيروز والمهرجان وفصل الربيع :
« هذا اليوم غُرَّةٌ في أيام الدهر ، وتاجٌ على مفرق العَصْر . أَسْعد الله مولانا بنَوْرُوزِه الوارِد عليه، وأَعاده ما شاء و كيف شاء إليه . أَسعد الله تعالى سيدنا بالنوروز الطالع عليه ببركاته، و أيْمنَ طائرَه في جميعِ أيامه و متصرّفاته، ولا يزالُ يلبَس الأيامَ ويُبليها وهو جديد، ويقطعُ مسافة نَحْسها وسَعْدها وهو سعيد . أقبل النيروزُ إلى سيدنا ناشراً حُلَله التي استعارها من شيَمتِه ، ومُبْدياً حالته التي اتخذها من سَجِيّتهِ ، ومستصحباً من أنواره ما اكتساه من محاسن فضلِه وإكرامه ، ومن أنظاره ما اقتبسه من جوده وإنعامه . ويوكد الوعد بطُولِ بقائه حتى يمل العمر ، ويستغرق الدهر . سيدُنا هو الربيع الذي لا يَذْبل شجرُه ، ولا يزول سَحَرُه، ولا ينقطعُ ثمرُه ، ولا يُقْلِعُ غَمَامه ، ولا تتبدّلُ أيامه؛ فأسعده الله تعالى بهذا الربيع المتشبّه بأخلاقه ، وإن لم ينَلْ قدرها ، ولم يحمل فَضْلها ، ولم يجد بُدّاً من الإقرار بها . سيدُنا هو الربيع الذي يتصل مطرُه ، من حيث يُؤمَن ضررهُ ، ويَدُومُ زهرُه ، من حيث يتعجّل ثمرُه ؛ فلا زال آمراً ناهياً ، قاهراً عالياً ، تتهيَّأ الأعيادُ بمصادفة سلطانه ، وتستفيدُ المحاسنُ من رياض إحسانِه . أسعد الله سيدنا بهذا النَّوْرُوز الحاضر، الجديد الناضر، سعادةٌ تستمرُّ له في جميع أيامه على العموم دون الخصوص، لتكونَ متشابهات في اكتناف المواهب لها، و اتصالِ المسار فيها ، لا يفرق إلا بمقدار يزيد التالي على الخالي، ويدرج الآني على الماضي ». [19]
7. ونلاحظ النصوص التي كان یستخدمها الأدباء لتهنئة بالمهرجان ومنها:
« عرف الله سيدنا بركة هذا المهرجان، وأسعده فيه وفي كل أوان وزمان و أبقاه ما شاء في ظل الأماني والأمان . هذا اليوم من محاسن الدهور المشهورة ، وفضائل الأزمنة المذكورة ، فلقي الله سيدنا بوروده ، وأجزل حظه من أقسام سعوده . هذا اليوم من غرره الدهور ، ومواسم السرور ، معظم في الأصل الفارسي ، مستطرف بالملك العربي . فوفر الله فيه على مولاي السعادات ، وعرفه في سائر أيامه البركات ، على الساعات واللحظات .» [20] وقد اعتقد كثير من الادباء تفضيل عید النيروز على المهرجان؛ علی رغم أن المهرجان يؤذن بدخول الشتاء وفصل البرد، والنيروز يؤذن بدخول الصيف والحر، وقد قیل بأن النيروز دليل على النماء والمهرجان دليل على القيامة والانتهاء.
وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يفضل المهرجان على النيروز:
المهرجان في الشعر العربي
فیـُظهر المتنبّي في هذه القصیدة مشاعره ویبیّن النوروز علی أنـّه خیر صلة بین اللغتین الفارسیّة والعربیّة ،ویشارک الفرس ،کأنّه کان یعیش في أرض فارس ، ویعلن مشارکته مع الشعب الفارسي بهذا العید السعید. بعث الحسن بن وهب (توفـّي عام 250هـ) الی المتوکّل بجام من ذهب ، فیه ألفا مثقال من العنبر ، وکتب الیه: «یا إمام الهــــدی سُعِدت َ من الــــ ـدهر بـرکن من الإله عــزیـــــــز وبــــــظلّ من النعیـــم مــدیــــــد وبحـرز من اللـیــــالي حــــریــز لاتزل ألف حـــــــجة ٍمهـرجـــان أنت تـُفضــــي بـه الـی النیـــروز ونعیم ألذّ مـــن نظـر المعـــشـوق مــــــن بــعد نـَبـــــوَة ونشــــوز» [22]
لقد استخدم ابو نواس النوروز مرادفا للمهرجان حتى انه يقارنه بعيد الفطر وعيد الاضحى لدى المسلمين حیث يقول :
«لبابُ تكبري فـــــوق الجـــواري فإن اباك اعتبه الزمـــــــــــــان متى اجمع ابا نصـــــر ومصراً مما للدهر بينهما مكــــــــــــان فتى يوماه لي فطــــر واضحى ونيروز يعد ومهرجـــــــــــان» [23] و في ديوان ابن الرومي نجد وصف المهرجان، أولاهما مقدمة قصيدته النونية التي يهنِّئ فيها عبيد الله بن عبد الله بن طاهر حاكم بغداد، إذ يقول: [24]
الأعیاد و فضائل المهرجان و النیروز عند الجاحظ
وقد جاء عن هدايا المهرجان والنيروز في کتاب التاج في أخلاق الملوك حیث یتکلـّـم عنه: « ومن حق الملك هدايا المهرجان والنيروز. والعلة في ذلك أنهما فصلا السنة. فالمهرجان دخول الشتاء وفصل البرد، والنيروز إذن بدخول فصل الحر. إلا أن في النيروز أحوالاً ليست في المهرجان؛ فمنها استقبال السنة، وافتتاح الخراج، وتولية العمال، والاستبدال، وضرب الدراهم والدنانير، وتذكية بيوت النيران، وصب الماء، وتقريب القربان، وإشادة البنيان، وما أشبه ذلك.فهذه فضيلة النيروز على المهرجان. ومن حق الملك أن يهدي إليه الخاصة والحامة » [27].
و أیضا یشیر« وكان من تقدمت له هدية في النيروز والمهرجان، صغرت أم كبرت، كثرت أم قلت، ثم لم يخرج له من الملك صلة عند نائبه تنوبه أو حقٍ يلزمه، فعليه أن يأتي ديوان الملك ويذكر بنفسه، وأن ر يغفل عن إحياء السنة ولزوم الشريعة. وإن غفل عن أمره بعارضٍ يحدث، فإن ترك ذلك على عمدٍ، فمن سنة الملك أن يحرمه أرزاقه لستة أشهر، وأن يدفعها إلى عدو، إن كان له. إذ أتى شيئاً فيه شين على الملك، وضعة في المملكة. وكان أردشير بن بابك، وبهرام جور، وأنوشروان يأمرون بإخراج ما في خزانتهم في المهرجان والنيروز من الكسى فتفرق كلها على بطانة الملك وخاصته، ثم على سائر الناس على مراتبهم. وكانوا يقولون: إن الملك يستغني عن كسوة الصيف في الشتاء، وعن كسوة الشتاء في الصيف، وليس من أخلاق الملوك أن تخبأ كسوتها في خزائنها، فتساوي العامة في فعلها.فكان يلبس في يوم المهرجان الجديد من الخز والوشي والملحم. ثم تفرق كسوة الصيف على ذكرنا. فإذا كان يوم النيروز، لبس خفيف الثياب ورقيقها، وأمر بكسوة الشتاء كلها ففرقت. ولا نعلم أن أحداً بعدهم اقتفى آثارهم إلا عبد الله بن طاهر، فإني سمعت من محمد بن الحسن بن مصعب يذكر أنه كان يفعل ذلك في النيروز والمهرجان، حتى لا يترك في خزائنه ثوباً واحداً إلا كساه. وهذا من أحسن ما حكي لنا من فضائله» [28].
الخاتمة
ولکن شعر النوروز والمهرجان في الثقافة العربیة جاء بعد قيام الدولة العباسية التي قامت على أكتاف الأعاجم، حيث كان الحکام يتلقون الهدايا ويتبادلونها في العهد الأموي والعباسي . وأنشد كثير من الشعراء في العهد العباسي بالأعیاد الفارسیة أمثال البحتري، المتنبي، ابن الرومي، أبو تمام، ابن المعتز وغيرهم؛ فإنّ العباسيين اعتمدوا على أهل فارس في تكوين دولة الخلافة العباسية، و كانت لهم مناصب الحکومیة في الدولة العباسیة؛ فأثروا عليها تأثيراً بالغاً في شتی المجالات الثقافیة والإجتماعیة والسیاسیة والأدبیة، وفي الختام نلاحظ بأنّ المؤثرات الفارسية على الآداب العربية ضئيلة جداً . والجدیر بالذکر بأنّ هذه الأعياد تکون مبنية على أنها مواسم أفراح، لا أعياد شِرك وضلال.و نحن لا نجد صداماً ثقافياً وحضارياً بين ثفافة العرب إزاء هذه الأعياد الفارسية، بل كل ما شاهدناه في الأدب العربي كان تفاهماً صادقاً في كلامهم؛ منذ الزمن القدیم الی عصرنا الحدیث.
المصادر والمراجع
1. بحارالانوار، محمد باقر بن محمد تقی مجلسي، بیروت، موسسة الوفاء، ۱۳۶۲ش – 1983م، ج56، ص 92.
2. التاج في أخلاق الملوك ، [آیین کشورداری در ایران و اسلام]، ابوعثمان عمرو بن بحر جاحظ، یافته احمد زکی پاشا، ترجمه حبیباله نوبخت، تهران، آشیانه کتاب، ۱۳۸۶.
3. تاريخ الأمم و الملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ت (310هـ) ،ط1 ،5 ج ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1987 م.
4. زهر الآداب وثمر الألباب، أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، تحقيق : أ. د / يوسف على طويل، عدد الأجزاء / 2، دار الكتب العلمية ، الطبعة : الأولى، بيروت – لبنان، 1417 هـ - 1997م.
5. ديوان أبي نواس،الحسن بن هانئ، حققه وضبطه وشرحه احمد عبد المجيد الغزالي ، دار الكتاب العربي . بيروت لبنان .
6. دیوان ابن الرومي، شرح الاستاذ أحمد حسن بسج، ثلاث الأجزاء، دار الکتب العلمیة، بیروت -لبنان،1423 هـ - 2002م.
7. سحر البلاغة وسر البراعة، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، تحقيق، عبد السلام الحوفي ، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
8. القاموس المحیط، ج2، مجد الدين محمد بن يعقوب ،ت (823هـ)، 4ج، داراحياء التراث العربى.
9. گاه شماري وجشن هاي ايران باستان ، هاشم رضي، تهران، بهجت، ۱۳۸۰.
10. لغتنامه، علیاکبر دهخدا، زیرنظر محمد معین، جعفر شهیدی، تهران، روزنه، دانشگاه تهران، موسسه انتشارات و چاپ، ۱۳۷۷ش.
11. المحاسن و الأضداد، تحقيق، محمد أمين الخانجي، مطبعة السعادة ، القاهرة، 1960م.
12. مروج الذهب ومعادن الجوهر ، المسعودي، تحقيق، شارل بلا ،مطبعة شريعت، طهران422هـ .
13. منلایحضره الفقیه، أبوجعفر محمدبنعلي بن الحسین بن بابویة القمي، طهران، مکتبة الصدوق، 4ج، ۱۳۵۲ش.
14. معجم المناهي اللفظية و فوائد في الألفاظ ، الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، دار العاصمة، 1417هـ - 1996م.
15. نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، تحقيق مفيد قمحية و جماعة، دار النشر، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى،عدد الأجزاء33،1424 هـ - 2004 م.
ملاحظة
إعداد: رحمان خلیفة بشار
ماجستیر، في کلیــة الآداب واللغــات الأجنبیــة، بجامعة آزاد الإسلامیّة في کرج
الملخص
اهتـّم علماء العرب وادبائهم بالأعياد الفارسية إهتماماً کـثیرا، و ألـّفـوا الكتب التاريخیـّة والأدبـِّیـة حول هذه الأعياد التي تـُبیـِّن ثقـافة أقوامها وحضارتها وما فيها من طقوس. ورسّمـوها في دواوینهم بأنّها رمز للخير والحبّ، ولم ينظروا إليها بتشائم، و یعتقدون بأنها عائدة الى العقائد الفارسية القديمة ؛ لذلك نشاهد أجمل قصائدهم تکون بهذه المناسبة، ويظهر لنا جلياً من التاريخ أن المسلمين والسلاطين والأمراء كانوا يقيمون الاحتفالات في هذه المواسم على أنها أعياد مباركة لا أعياد لا تمتُّ الى الاسلام بصلة،. وبهذا السبب نری التعامل الثقافي والحضاري الذي حدث بين العرب والفرس من قـِبل أعيادهم منذ الأزمنة القدیمة ، بناءً على الشواهد الشعرية والنثرية التي جاء ت في هذا المقال.
الکلمات الدلیلیة: الأعیاد الفارسیة، المهرجان، ثقافتي العرب والفرس
المقدمة
و الجدیر بالأهمیة إنّ التفاعل بين العرب والفرس يمثِّل واحدة من أعظم التجارب الانسانية التي حصلت بين امم العالم من المجالات الثقافية والحضارية والاجتماية والسياسية والدينية. وبهذا الإرتباط الروحي والعقلي إستطاعت الأمتان أن تشيّدا حضارة إنسانية نهلت منها الامم الاخری. أعطت الأعياد الفارسية أدباء العرب ثروة عظيمة في مجال الأدب؛ ففي هذا الموضوع كانت تُنشد المئات من القصائد الشعرية یتمتّع أصحابها بجمال الطبيعة الرائعة، كما تجلّى ذلك في کتابة المقطوعات النثرية، حتى أصبحت باباً مستقلاً من أبواب الأدب، بحيث يمكن أن يكوّن موضوعاً خصباً لدراسة الباحثين يطرحون فيه آرائــهم. ولهذا نذكر أحد الأعياد الفارسية التي تأثّر بها شعراء العرب، وهي: المهرجان
المهرجان في اللغة
المهرجان، كلمة معرّبة من أصلها الفارسي " مِهرْگان " [1] وهذه الكلمة الفارسية مركبة من "مهر" ومن معانيها: "المحبة والوفاء" ونور الشمس و "گان" أداة تلحق بآخر الأسماء الفارسية لتدل على مفهوم الاحتفال كَفرْوَرَدْيِنْگان و بَهْمَنْگان ، تيرگان" [2]
وقد وردت کلمـة المهرجان في الکتب ومکتوبات المؤلـّفین . و یشیر فيروز آبادي (729-817ق) في القاموس:« قدم الى عليّ شىء من الحلاوى، فسأل عنه، فقالوا: "للنيروز"، فقال: "نيروزنا كل يوم"و فى المهرجان قال: مَهرِجونا كل يوم» [3].
المهرجان، أصله و نشأته
عندما نطالع کتب التاریخ و الأدب نلاحظ کلمة المهرجان کثیرة منها: «كلمة "مهرجان" مركبة من "المهر" و معناه: الوفاء، و"جان": السلطان، ومعنى الكلمة: سلطان الوفاء. و أصل هذا العيد: ابتهاج بظهور (أفريدون) على الضحاك العلواني الذي قتل جمشيد الملك صاحب عيد النيروز. وقيل: بل هو احتفال بالاعتدال الخريفي.
لا يمنع أن يكون أصله ما ذكر أولاً لكنه وافق الاعتدال الخريفي فاستمر فيه. و الاحتفال به يكون يوم "26 من تشرين الأول من شهور السريان" وهو كسابقه ستة أيام أيضا، والسادس منها المهرجان الكبير، وكانوا يتهادون فيه و في النيروز المسك و العنبر و العود الهندي و الزعفران و الكافور» [4]. و قد جاء في تاريخ الطبري: « إن اليوم الذي غلب فيه أفريدون الضحاك كان روزمهر من مهرماه فاتخذ الناس ذلك اليوم عيدا لارتفاع بلية الضحاك عن الناس وسماه المهرجان». [5]
و قيل:« هو اليوم الذي عقد فيه التاج على رأس أردشير بن بابك، أول ملوك الفرس الساسانية، و كان لهم فيه شعائر وعادات منها: أن يدهن ملكهم بدهن ألبان تبركا فيقلده العوام في ذلك، ويتوج بتاج عليه صورة الشمس، وربما كانوا يذهبون إلى تفضيله على النيروز، و إن كان النيروز أشهر» [6]. و في العصر الحاضر لا يزال الفـُرس يحتفلون بعيد المهرجان، وهو لديهم عيد الشمس، ويذكر أنه يوافق عيد الميلاد عن النصارى [7] و ساد في عصرنا هذا عرف بين الناس يستعملون فيه كلمة المهرجان على كل تجمع ضخم، فيقولون: «مهرجان التسوق، ومهرجان الألعاب، و مهرجان التمور، ومهرجان الصيف، ومهرجان الكتب و...» [8]. فنرى المسعودي يقول: « إنّ الفرس كان لهـم ملك في قديم الزمان ، قد عمّ ظلمه خواص الناس وعوامهم، وكان يسمى مهر، فمات في النصف من هذا الشهر، وهو مهر ماه ، فسمي ذلك اليوم الذي مات فيه (مهرجان) وتفسيره نفس مهر ذهبت، لأن الفرس تقدم في لغتها ما تؤخره العرب في كلامها. وهذه اللغة الفهلوية، وهي الفارسية الأولى ». [9]
وأعياد الفرس كثيرة جداً، وقد صنف علي بن حمزة الأصفهاني فيها كتاباً مستقلاً ذكر فيه أعيادهم، وسبب اتخادهم لها، وسنن ملوكهم فيها. وقد رأيت أن أقتصر على المشهور منها، وهي ثلاثة أعياد: النيروز، والمهرجان، والسدق. [10]
« وأما المهرجان، فوقوعه في السادس والعشرين من تشرين الأول من شهور السريان، وفي السادس عشر من مهرماه من شهور الفرس. وهذا الأوان وسط زمان الخريف، وفيه يقول بعض الشعراء:
أحب المهـــرجـــــان لأن فيــهوهو ستة أيام. ويسمى اليوم السادس المهرجان الأكبر. قال المسعودي: و سبب تسميتهم لهذا اليوم بهذا الاسم، أنهم كانوا يسمون شهورهم بأسماء ملوكهم. وكان لهم ملك يسمى مهر، يسير فيهم بالعنف والعسف. فمات في نصف الشهر الذي يسمونه مهر ماه، فسمي ذلك اليوم مهرجان. وتفسيره نفس مهر ذهبت وهذه لغة الفرس الأول. وزعم آخرون أن مهر بالفارسية حفاظ وجان الروح. وقد نظم عبيد الله بن عبد الله بن ظاهر ذلك، فقال:
سروراً للملــــوك ذوي السناء
وبابـــاً للمصيـــر إلــــى أوان
تفتح فيه أبــــواب السمـــــــاء
إذا مـــــا تحقق بالمهــرجــــــــــانعيدا النيروز والمهرجان
من ليس يعــــــــرف معناه، غاظا
ومعناه أن غلب الفـــــــــرس فيـــه
فسمــــــــوه للـــروح حقاً حفاظا.» [11]
هذان العيدان أكبر أعياد الفرس وأشهرها، وعرفه العرب قبل الإسلام خاصة أهل المدينة، ولعل ذلك كان لشهرة هذين العيدين، أو لمجاورة العرب للفرس مما يجعل بعض العادات تنتقل بين الأمم والشعوب، وفي حديث أنس رضي الله عنه قال: « قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر» HYPERLINK "http://www.alukah.net/articles/1/19..." \l "_ftn1#_ftn1" \o "" [12].
و جاء في كتاب "البحار" للعلامة محمد باقر المجلسي:
قال معلى بن خنيس: دخلت على الصادق جعفربن محمد عليه السلام يوم النيروز فقال عليه السلام اتعرف هذا اليوم؟ قلت: جعلت فداك، هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه، فقال ابوعبدالله الصادق عليه السلام والبيت العتيق الذى بمكة ما هذا الامر قديم افسره لك حتى تفهمه. قلت: يا سيدي ان علم هذا من عندك احب الي من ان يعيش امواتي وتموت اعدائي! فقال: يا معلى! ان يوم النيروز هو اليوم الذي اخذ الله فيه مواثيق العباد ان يعبدوه ولايشركوا به شيئا وان يؤمنوا برسله وحججه، وان يؤمنوا بالائمة عليهم السلام وهو اول يوم طلعت فيه شمس، وهبت به الرياح، وخلقت فيه زهرة الارض، وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي، وهو اليوم الذي احيى الله فيه الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله امير المؤمنين علي عليه السلام منكبه حتى رمى اصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها، وكذلك ابراهيم عليه السلام وهو اليوم الذي امر النبي صلى الله عليه وآله اصحابه ان يبايعوا علياً عليه السلام بامرة المؤمنين، وهو الذي وجه النبي صلى الله عليه وآله علياً الى وادي الجن ياخذ عليهم بالبيعة له، وهو اليوم الذي بويع لاميرالمؤمنين عليه السلام فيه البيعة الثانية، وهو اليوم الذي ظفر فيه باهل النهروان وقتل ذا الثدية وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا وولاة الامر وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة، وما من يوم نيروز الا ونحن نتوقع فيه الفرج، لانه من ايامنا وايام شيعتنا، حفظته العجم وضيعتموه. [13]
كذلك اهتمت الدولة العثمانية قديما بعيد النيروز، حيث تقرأ فيه قصائد "النيروزية" للسلطان وتتضمن مواضيع إخضرار الشجر و تنوير الزهور و سخونة الهواء. خُلق سيدنا آدم عليه السلام و نزول سفينة سيدنا نوح علية السلام على اليابسة بالإضافة إلى ولادة سيدنا علي كرم الله وجهة في هذا اليوم. و يُعتقد أن كل مخلوقات الله تسجد له في هذا اليوم.
المهرجان فی النثر العربي
قبل ان نتکلـّم عن أثرالمهرجان فی الشر العربی نشیر ألی تبیین اثره فی النثر بشکل موجز و نقتصر علی نماذج منه، من الکتاب و الادباء و الأعلام الذین کان لهم دور أساسيّ بالنوروز، خاصة فی اوائل الدولة العباسیة بالعراق، جریاً علی کان علیه الفرس من قدیم الزمان.
ممّا قیل في المهرجــــان
1. كتب الحسن بن وهب إلى المتوكل في يوم نيروز بهذه الرقعة: أسعدك الله ، يا أمير المؤمنين، بكر الدهور، وتكامل السرور، وبارك لك في إقبال الزمان، وبسط بين خلافتك الآمال، وخصك بالمزيد، وأبهجك بكل عيد، وشد بك أزر التوحيد، و وصل لك بشاشة أزهار الربيع المونق، بطيب أيام الخريف المغدق، وقرب لك التمتع بالمهرجان والنيروز، بدوام بهجة أيلول و تموز، وبمواقع تمكين لا يجاوزه الأمل، وغبطة إليها نهاية ضارب المثل؛ و عمر ببلائك الإسلام، وفسح لك في القدرة والمدة، وأمتع برأفتك وعدلك الأمة، وسربلك العافية، ورداك السلامة، ودرعك العز والكرامة، وجعل الشهور لك بالإقبال متصدية، والأزمنة إليك راغبة متشوقة، والقلوب نحوك سامية، تلاحظك عشقاً، وترفرف نحوك طرباً وشوقاً [14].
2. و إضافة الی ذلک نری الإمام علیّا (ع) الذي یقبل الهدیة في یوم النیروز أو المهرجان حیث قد قیل: « عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد و أحمد بن محمد جميعاً، عن ابن محبوب، عن ابراهيم الكرخى، قال: سألتُ أباعبداللّه(ع) عن الرجل تكون له ضيعة، فإذا كان يوم المَهرَجان أو النَّيروز، أهدوا اليه الشىء ليس هو عليهم، يتقرّبون بذلك اليه. فقال(ع): أليس هم مُصلّين؟. قلتُ: بلى. قال: فليقبل هديّتهم و لْيُكافِهِم؛ فإنّ رسول اللّه(ص) قال: لو أهدى اليّ كراع لقبلتُ، و كان ذلك من الدين، ولو أنّ كافراً أو منافقاً أهدى اليّ وسقاً ما قبلت، و كان ذلك من الدين. أبى اللّه عزّ وجلّ لى زبد المشركين والمنافقين وطعامهم» [15].
3. یقول المقریزي: « ما رأیت قط أجمل من أیام النوروز والمهرجان. من الایام التی کانوا یسخون فیها بأموالهم... ولا یبقی صغیر و لاکبیر الاخرج الی البرکة متنزهاً» [16].
4. كتب الحسن بن وهب إلى المتوكل في يوم نيروزوالمهرجان بهذه الرقعة:
«أسعدك الله، يا أمير المؤمنين، بكر الدهور، وتكامل السرور، وبارك لك في إقبال الزمان، وبسط بين خلافتك الآمال، وخصك بالمزيد، وأبهجك بكل عيد، وشد بك أزر التوحيد، ووصل لك بشاشة أزهار الربيع المونق، بطيب أيام الخريف المغدق، وقرب لك التمتع بالمهرجان والنيروز، بدوام بهجة أيلول وتموز، وبمواقع تمكين لا يجاوزه الأمل، وغبطة إليها نهاية ضارب المثل؛ وعمر ببلائك الإسلام، وفسح لك في القدرة والمدة، وأمتع برأفتك وعدلك الأمة، وسربلك العافية، ورداك السلامة، ودرعك العز والكرامة، وجعل الشهور لك بالإقبال متصدية، والأزمنة إليك راغبة متشوقة، والقلوب نحوك سامية، تلاحظك عشقاً، وترفرف نحوك طرباً وشوقاً. وكتب في آخره:
المهرجان لنـــــــا يومٌ نســـــر بــه« لمثل هذا اليوم الجديد والأوانِ السعيد سنةٌ ، وعلى مثلي فيها أن يتحف ويُلطف ، وعلى مثل سيدنا ، ولا مِثْلَ له ، أن يَقْبَل ويشرف . لليوم رسمٌ إن أخلَّ به الأولياءُ عُدَّ هفوة ، وإن منع منه الرؤساء حُسب جَفْوة ، ومولاي يسوّغني الدّالة فيما اقترن بالرّقعة ، ويكسبني بذلك الشرف و الرفعة . الهدايا تكونُ من الرؤساء مكاثرةً بالفضل ، ومن النظراء مقارضة بالمثل، ومن الأولياء ملاطفة بالقُلّ ، وقد سلكت في هذا اليوم مع مولاي سبيلَ أَهلِ طبقته من الأرباب ، وقد حملت إلى مولاي هدية الملاطف ، لا هدية المُحتَفِل، والنفس له، والمال منه». [18]
يومٌ تعظمه الأشــــراف والعجــــم
وأنت فيه لنــــا بدرٌ يضئ كمـــــــا
أن السمــــــاء ببدر الليـــــــل تبتسم» [17] 5. و الحصري القيرواني یقول في کتابه عن إقامة رسم الهدية في المهرجان والنيروز :
6. و أیضا یقول: ولهم في التهنئة بالنيروز والمهرجان وفصل الربيع :
« هذا اليوم غُرَّةٌ في أيام الدهر ، وتاجٌ على مفرق العَصْر . أَسْعد الله مولانا بنَوْرُوزِه الوارِد عليه، وأَعاده ما شاء و كيف شاء إليه . أَسعد الله تعالى سيدنا بالنوروز الطالع عليه ببركاته، و أيْمنَ طائرَه في جميعِ أيامه و متصرّفاته، ولا يزالُ يلبَس الأيامَ ويُبليها وهو جديد، ويقطعُ مسافة نَحْسها وسَعْدها وهو سعيد . أقبل النيروزُ إلى سيدنا ناشراً حُلَله التي استعارها من شيَمتِه ، ومُبْدياً حالته التي اتخذها من سَجِيّتهِ ، ومستصحباً من أنواره ما اكتساه من محاسن فضلِه وإكرامه ، ومن أنظاره ما اقتبسه من جوده وإنعامه . ويوكد الوعد بطُولِ بقائه حتى يمل العمر ، ويستغرق الدهر . سيدُنا هو الربيع الذي لا يَذْبل شجرُه ، ولا يزول سَحَرُه، ولا ينقطعُ ثمرُه ، ولا يُقْلِعُ غَمَامه ، ولا تتبدّلُ أيامه؛ فأسعده الله تعالى بهذا الربيع المتشبّه بأخلاقه ، وإن لم ينَلْ قدرها ، ولم يحمل فَضْلها ، ولم يجد بُدّاً من الإقرار بها . سيدُنا هو الربيع الذي يتصل مطرُه ، من حيث يُؤمَن ضررهُ ، ويَدُومُ زهرُه ، من حيث يتعجّل ثمرُه ؛ فلا زال آمراً ناهياً ، قاهراً عالياً ، تتهيَّأ الأعيادُ بمصادفة سلطانه ، وتستفيدُ المحاسنُ من رياض إحسانِه . أسعد الله سيدنا بهذا النَّوْرُوز الحاضر، الجديد الناضر، سعادةٌ تستمرُّ له في جميع أيامه على العموم دون الخصوص، لتكونَ متشابهات في اكتناف المواهب لها، و اتصالِ المسار فيها ، لا يفرق إلا بمقدار يزيد التالي على الخالي، ويدرج الآني على الماضي ». [19]
7. ونلاحظ النصوص التي كان یستخدمها الأدباء لتهنئة بالمهرجان ومنها:
« عرف الله سيدنا بركة هذا المهرجان، وأسعده فيه وفي كل أوان وزمان و أبقاه ما شاء في ظل الأماني والأمان . هذا اليوم من محاسن الدهور المشهورة ، وفضائل الأزمنة المذكورة ، فلقي الله سيدنا بوروده ، وأجزل حظه من أقسام سعوده . هذا اليوم من غرره الدهور ، ومواسم السرور ، معظم في الأصل الفارسي ، مستطرف بالملك العربي . فوفر الله فيه على مولاي السعادات ، وعرفه في سائر أيامه البركات ، على الساعات واللحظات .» [20] وقد اعتقد كثير من الادباء تفضيل عید النيروز على المهرجان؛ علی رغم أن المهرجان يؤذن بدخول الشتاء وفصل البرد، والنيروز يؤذن بدخول الصيف والحر، وقد قیل بأن النيروز دليل على النماء والمهرجان دليل على القيامة والانتهاء.
وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يفضل المهرجان على النيروز:
« أخا الفرس إن الفرس تعلم إنـهو كان مذهب الفرس فيه أن يدهن ملوكهم بدهن البان تبركاً، وكذلك عوامهم، وأن يلبس القصب والوشى، ويتوج بتاج عليه صورة الشمس وحجلتها الدائرة عليها، ويكون أول من يدخل عليه الموبذان بطبق فيه أترجة،وقطعة سكر، ونبق، وسفرجل، وعناب، و تفاح، و عنقود عنب أبيض، وسبع طاقات آس قد زمزم ثم يدخل الناس على طبقاتهم بمثل ذلك. وكان أردشير، وأنوشروان يأمران بإخراج ما في خزائنهم في المهرجان والنيروز من أنواع الملابس والفرش، فتفرق كلها في الناس على مراتبهم، ويقولان: إن الملوك تستغني عن كسوة الصيف في الشتاء، وعن كسوة الشتاء في الصيف، وليس من أخلاقهم أن يخبؤوا كسوتهم في خزائنهم ويساووا العامة في فعلها. وزعم بعض أصحاب لتاريخ أن النيروز عملته الفرس قبل المهرجان بألفي سنة وخمسمائة سنة.» [21]
لأطيب من نيروزها مهرجانهـا
لإدبار أيام يغم هواؤهــــــــــــــا
وإقبال أيـــــام يسر زمانـــــــــها
المهرجان في الشعر العربي
فیـُظهر المتنبّي في هذه القصیدة مشاعره ویبیّن النوروز علی أنـّه خیر صلة بین اللغتین الفارسیّة والعربیّة ،ویشارک الفرس ،کأنّه کان یعیش في أرض فارس ، ویعلن مشارکته مع الشعب الفارسي بهذا العید السعید. بعث الحسن بن وهب (توفـّي عام 250هـ) الی المتوکّل بجام من ذهب ، فیه ألفا مثقال من العنبر ، وکتب الیه: «یا إمام الهــــدی سُعِدت َ من الــــ ـدهر بـرکن من الإله عــزیـــــــز وبــــــظلّ من النعیـــم مــدیــــــد وبحـرز من اللـیــــالي حــــریــز لاتزل ألف حـــــــجة ٍمهـرجـــان أنت تـُفضــــي بـه الـی النیـــروز ونعیم ألذّ مـــن نظـر المعـــشـوق مــــــن بــعد نـَبـــــوَة ونشــــوز» [22]
لقد استخدم ابو نواس النوروز مرادفا للمهرجان حتى انه يقارنه بعيد الفطر وعيد الاضحى لدى المسلمين حیث يقول :
«لبابُ تكبري فـــــوق الجـــواري فإن اباك اعتبه الزمـــــــــــــان متى اجمع ابا نصـــــر ومصراً مما للدهر بينهما مكــــــــــــان فتى يوماه لي فطــــر واضحى ونيروز يعد ومهرجـــــــــــان» [23] و في ديوان ابن الرومي نجد وصف المهرجان، أولاهما مقدمة قصيدته النونية التي يهنِّئ فيها عبيد الله بن عبد الله بن طاهر حاكم بغداد، إذ يقول: [24]
يَمَّـــنَ اللهُ طلعــــــــــــة المِهـــــــــرجومنها: [26]
كلُّ يُمــــــــن على الأمــــيرِ الهِجــــان
وأراهُ الســـــرورَ فيهِ خصوصـــــــــاً
عموماً في سائــــــــــــرِ الأزمــــــان
ما رأت مثل مهرجانِــــــــک عیــــناً
أردشـــــــــــیرٍ ولا أنوشیــــــروان
مهرجانٌ کأنـّمـــــــــــا صوَّرتــــــه
کیفَ شاءت مُخیراتُ الأمانــــــي [25]
أُحبُّ المهـــــرجانَ لأنَّ فیــــهفهو يحب المهرجان لأن الملوك يُسَرُّون به، ويبتهجون له، وفيه تتحقق الآمال.
سروراً للملوكِ ذَوي السنــــاءِ
وباباً للمصيـــــــر ِ إلــى أوان تُفَّتـَحُ فيـِه أبوابُ السمـــــــــاءِ
الأعیاد و فضائل المهرجان و النیروز عند الجاحظ
وقد جاء عن هدايا المهرجان والنيروز في کتاب التاج في أخلاق الملوك حیث یتکلـّـم عنه: « ومن حق الملك هدايا المهرجان والنيروز. والعلة في ذلك أنهما فصلا السنة. فالمهرجان دخول الشتاء وفصل البرد، والنيروز إذن بدخول فصل الحر. إلا أن في النيروز أحوالاً ليست في المهرجان؛ فمنها استقبال السنة، وافتتاح الخراج، وتولية العمال، والاستبدال، وضرب الدراهم والدنانير، وتذكية بيوت النيران، وصب الماء، وتقريب القربان، وإشادة البنيان، وما أشبه ذلك.فهذه فضيلة النيروز على المهرجان. ومن حق الملك أن يهدي إليه الخاصة والحامة » [27].
و أیضا یشیر« وكان من تقدمت له هدية في النيروز والمهرجان، صغرت أم كبرت، كثرت أم قلت، ثم لم يخرج له من الملك صلة عند نائبه تنوبه أو حقٍ يلزمه، فعليه أن يأتي ديوان الملك ويذكر بنفسه، وأن ر يغفل عن إحياء السنة ولزوم الشريعة. وإن غفل عن أمره بعارضٍ يحدث، فإن ترك ذلك على عمدٍ، فمن سنة الملك أن يحرمه أرزاقه لستة أشهر، وأن يدفعها إلى عدو، إن كان له. إذ أتى شيئاً فيه شين على الملك، وضعة في المملكة. وكان أردشير بن بابك، وبهرام جور، وأنوشروان يأمرون بإخراج ما في خزانتهم في المهرجان والنيروز من الكسى فتفرق كلها على بطانة الملك وخاصته، ثم على سائر الناس على مراتبهم. وكانوا يقولون: إن الملك يستغني عن كسوة الصيف في الشتاء، وعن كسوة الشتاء في الصيف، وليس من أخلاق الملوك أن تخبأ كسوتها في خزائنها، فتساوي العامة في فعلها.فكان يلبس في يوم المهرجان الجديد من الخز والوشي والملحم. ثم تفرق كسوة الصيف على ذكرنا. فإذا كان يوم النيروز، لبس خفيف الثياب ورقيقها، وأمر بكسوة الشتاء كلها ففرقت. ولا نعلم أن أحداً بعدهم اقتفى آثارهم إلا عبد الله بن طاهر، فإني سمعت من محمد بن الحسن بن مصعب يذكر أنه كان يفعل ذلك في النيروز والمهرجان، حتى لا يترك في خزائنه ثوباً واحداً إلا كساه. وهذا من أحسن ما حكي لنا من فضائله» [28].
الخاتمة
ولکن شعر النوروز والمهرجان في الثقافة العربیة جاء بعد قيام الدولة العباسية التي قامت على أكتاف الأعاجم، حيث كان الحکام يتلقون الهدايا ويتبادلونها في العهد الأموي والعباسي . وأنشد كثير من الشعراء في العهد العباسي بالأعیاد الفارسیة أمثال البحتري، المتنبي، ابن الرومي، أبو تمام، ابن المعتز وغيرهم؛ فإنّ العباسيين اعتمدوا على أهل فارس في تكوين دولة الخلافة العباسية، و كانت لهم مناصب الحکومیة في الدولة العباسیة؛ فأثروا عليها تأثيراً بالغاً في شتی المجالات الثقافیة والإجتماعیة والسیاسیة والأدبیة، وفي الختام نلاحظ بأنّ المؤثرات الفارسية على الآداب العربية ضئيلة جداً . والجدیر بالذکر بأنّ هذه الأعياد تکون مبنية على أنها مواسم أفراح، لا أعياد شِرك وضلال.و نحن لا نجد صداماً ثقافياً وحضارياً بين ثفافة العرب إزاء هذه الأعياد الفارسية، بل كل ما شاهدناه في الأدب العربي كان تفاهماً صادقاً في كلامهم؛ منذ الزمن القدیم الی عصرنا الحدیث.
المصادر والمراجع
1. بحارالانوار، محمد باقر بن محمد تقی مجلسي، بیروت، موسسة الوفاء، ۱۳۶۲ش – 1983م، ج56، ص 92.
2. التاج في أخلاق الملوك ، [آیین کشورداری در ایران و اسلام]، ابوعثمان عمرو بن بحر جاحظ، یافته احمد زکی پاشا، ترجمه حبیباله نوبخت، تهران، آشیانه کتاب، ۱۳۸۶.
3. تاريخ الأمم و الملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ت (310هـ) ،ط1 ،5 ج ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1987 م.
4. زهر الآداب وثمر الألباب، أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، تحقيق : أ. د / يوسف على طويل، عدد الأجزاء / 2، دار الكتب العلمية ، الطبعة : الأولى، بيروت – لبنان، 1417 هـ - 1997م.
5. ديوان أبي نواس،الحسن بن هانئ، حققه وضبطه وشرحه احمد عبد المجيد الغزالي ، دار الكتاب العربي . بيروت لبنان .
6. دیوان ابن الرومي، شرح الاستاذ أحمد حسن بسج، ثلاث الأجزاء، دار الکتب العلمیة، بیروت -لبنان،1423 هـ - 2002م.
7. سحر البلاغة وسر البراعة، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، تحقيق، عبد السلام الحوفي ، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
8. القاموس المحیط، ج2، مجد الدين محمد بن يعقوب ،ت (823هـ)، 4ج، داراحياء التراث العربى.
9. گاه شماري وجشن هاي ايران باستان ، هاشم رضي، تهران، بهجت، ۱۳۸۰.
10. لغتنامه، علیاکبر دهخدا، زیرنظر محمد معین، جعفر شهیدی، تهران، روزنه، دانشگاه تهران، موسسه انتشارات و چاپ، ۱۳۷۷ش.
11. المحاسن و الأضداد، تحقيق، محمد أمين الخانجي، مطبعة السعادة ، القاهرة، 1960م.
12. مروج الذهب ومعادن الجوهر ، المسعودي، تحقيق، شارل بلا ،مطبعة شريعت، طهران422هـ .
13. منلایحضره الفقیه، أبوجعفر محمدبنعلي بن الحسین بن بابویة القمي، طهران، مکتبة الصدوق، 4ج، ۱۳۵۲ش.
14. معجم المناهي اللفظية و فوائد في الألفاظ ، الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، دار العاصمة، 1417هـ - 1996م.
15. نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، تحقيق مفيد قمحية و جماعة، دار النشر، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى،عدد الأجزاء33،1424 هـ - 2004 م.
ملاحظة
إعداد: رحمان خلیفة بشار
ماجستیر، في کلیــة الآداب واللغــات الأجنبیــة، بجامعة آزاد الإسلامیّة في کرج
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني