هنا السؤال
يجب ان نعيش (امل التغيير), وان لا نفقد الامل بالشعوب .. الشعوب كالمحيطات.. ولو كانت بعض قطرات الماء في المحيط فاسدة, فهذا لايعني على الاطلاق بان المحيط بكل ما يحمل من قطرات ماء فاسد.. يجب ان نؤمن بارادة الشعوب, فهي وحدها القادرة على قلب المسرحيات الحياتية التي نعيش..
منذ منتصف ديسمبر الماضي والحراك الشعبي لا يهدأ في بعض بلدان المحيط, حراك يطلق عليه البعض (ثورات) واخرون يحجمونه بـ مصطلحات كـ (احتجاجات, مطالبات, تطلعات).. ايا تكن التسميات , فـ المحصلة تصيح باعلى صوتها : (التغيير قادم) والشعوب هي من تصنع التغيير ..
هنا السؤال: لماذا الشعوب في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن ثارت على العام والخاص؟!..
سؤال كبير يأتي بعد واقع مرير, واقع لا مثيل لـ بشاعته في التاريخ ..
أنسأل الشعوب ام نسأل الماضي.. لماذا لا نسأل الايام.. لماذا لا نسأل القلوب المنطفئة .. لماذا لا نقف جميعا في صف واحد ونسأل السماء.. وقبل ان نقول : (الى اين تأخذنا الاسئلة) تصفحوا تاريخ الخليفة الذي كان (او مازال) يحكم !..
في السؤال ظن, وفي الظنون اثام .. ولكن عندما تدخلنا اسئلة تتعلق بـ (الخلفاء الجمهوريين) الى عالم الظنون, فصدقوني بان لا (اثم) في الامر.. الاثم هنا (حسنه) والحسنة تقودنا الى الحق..
فـ عندما ياتي (خليفة) كما كان الحال في تونس ومصر وحتى في ليبيا, ليلغي ما قبله , وليضرب النشيد الوطني, ويفصل كلمات والحان على هواه.. ليغير علما وطنيا عظيما حمله المجاهدون ضد (الاستعمار اللعين) وصبغ بلون الدم الطاهر, ياتي ليستبدله بلون واحد يوحي بـ الكآبة .. هنا, يحق للشعوب ان تصيح على (الالغاء والضرب والتغيير السلبي والاستبدال اللعين)..
عندما يأتي (الخليفة) في زمن لا خلفاء فيه, ليطلق على نفسه الالقاب , وليقول (انا ولا شيء سواي) ..عندما يلغي هو ورجاله الشعب باكمله ويتخذ الارض (دمية) له.. يحق للشعوب ان تصيح..
عندما يضرب بعرض الحائط التاريخ والجغرافيا, ليفصل تاريخا على مزاجه الخاص, ويفرض كتبا (خضراء وصفراء) تحمل افكارا بالية يفرضها على مناهج العلم (ظانا نفسه فيلسوف الامة) .. يحق هنا للشعوب ان تصيح..
عندما يحاسب الشعب على (الهمس والغمز) .. عندما يشعر المرء بان (نجوم السماء) تراقبه , ليختار المنفى مكانا للتنفس.. عندما يكون لا معنى لحرية الكائن ولا لكلمتة.. عندما تسلب الارادة وتلغى قواعد الحوار والنقد والتوجيه.. عندما تنظر الشعوب الى العالم الحر, لتقول (يا ليتني من العالم الحر) .. هنا يحق للشعوب ان تصيح..
يحق للشعوب ان تصيح على اشياء كثيرة..
عندما يأتي (خليفة) ليكون نظاما سياسيا خاصا به, معلنا ان (التحزب كفر, والراي الاخر كفر, وعدم الطاعة كفر, والكفر يستحق العقاب الاليم).. وان مقاصل الاعدام وعواصم النفي بانتظار كل من لا ينتظم (بنظامي) .. عندما يكون الاعتراض درب من دروب الفوضى, والتجرؤ بـ (لا) يعني الذهاب خلف السماء البعيدة .. عندما تجمد فعاليات المؤسسات والدوائر ولا تتحرك سوى دائرة الخليفة..
تبقى فكرة الحديث..
هناك خلفاء لم تصلهم بعد فكرة ان (الله خلق الناس احرارا) ففهموا ماذا تريد شعوبهم متأخرا, وهناك من يظن نفسه صانع الحرية ولا حرية للشعوب سوى التي يهبها , ونسي بان الحرية تنتزع ولا تمنح, وبان هناك شعوبا قد سخرت من كل انسجام مع عبودية مفروضة او مختارة..
كتبها: عناد السالم
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني