من طرف إشراق حنفي السبت مايو 07, 2011 9:20 am
مسرحية ملف لم يفتح بعد !!!
تأليف عدي المختار
المشهد الأول والأخير
شخوص المسرحية :
1- الرجل الأول ... مبتور القدم .
2- الرجل الثاني....أعمى .
3- الرجل الثالث....اخرس .
4- الرجل الرابع...مبتور اليد.
(اغنية للبداية يدخل بها الممثلون ويتوزعون على زوايا المسرح ووسط المسرح سلم ذو وجهين ).
الأعمى : (يجلس امام مهد ويحركة بيده ويغني) كانت تداعب أسماعي بهذه الكلمات ... دللول ..دللول ..شفت الهوى حرك الباب لبالي دشة احباب ثاري الهوى والباب جذاب .. (يكلم نفسه ) هي حب كنت أتحسسه لكن لم أره... أخر مرة ضمتني لصدرها ... أحرقت بدموعها وجنتي..لم اعرف سببا لحزنها ذاك ..ألا بعدما شعرت بأني لا استطيع أن أتحسس الضوء.
الرجل الأول: حينما ودعتني صباح ذلك اليوم..رمت على اثر خطاي قطرات الماء ..كانت تستنجد بهذه القطرات وتدعوها لحراستي ... ولطالما كانت تتأمل بي ..وارى حبها وهيامها من خلال نظراتها ..وحينما ودعتني ساقي المحاربه ..كانت لي هي الساق التي لم تخذلني أبدا .
الأخرس : (يومئ بحركاته لام تحمل طفل تحاول تنويمه ومن ثم يعبر بحركاته عن ان الطفل كبر وأصبح رجلا أحب فتاة ولم تحبه لخرسه فعاد لمهده وتنويمه أمه ).
الرجل الرابع : (يضحك) قطع الساق أهون على الأم .... والظلمة هي أفضل الحلول للابتعاد عن رؤية مظالم هذا العالم .. وهجرة الكلام يعني الخلاص من معاصي اللسان ..لكن كيف بمن قطعت يده التي كان يكتب فيها أجمل القصائد والإشعار.. وأخر مرة كتبت فيها كانت رسالة لامي من ارض المعركة..كتبت( أمي الغالية ...أتحسس وجودك في كل مكان ..قد يطول الفراق لكن حتما سأعود .. انا بأمس الحاجة لدعواتك ... امي قبلي لي حبيبتي وطمئنيها بأني عائدا لا محالة (يبكي) فعدت وياليتني لم اعد ..عدت بلا يد احضن فيها من احب ..وحتى القلم خذلني بعدما خذلتي اليد .
الاعمى : كل الالام تتشابه ...الظلمة تشبه نصف الجسد ..ولا صوت كذلك يشبه الظلمة ونصف الجسد .
الاثنين: عدنا ويا ليتنا لم نعد .... عدنا ويا ليتنا لم نعد
(حركات مع الأغنية)
الرجل الرابع : مجرد معوقون لا حول لنا ولا قوة..
الاخرس : (يومئ بحركاته رافضا هذه العبارة ) .
الاعمى : لم ترفض هذا الكلام ..هذا ما يقوله العقل والمنطق ..نحن لسنا سوى معوقين ومواطنين من الدرجة ...أو ألا درجة .
الرجل الرابع : لا بل قل نحن بقايا مواطنون ولسنا أسوياء .. السوي من يمتلك نعم الله بلا نقص ..
الرجل الاول : لماذا هذا التشأوم ؟؟
الاخرس : (يوميء بحركاته عن فرحة ورضاه عن كلام الاول ).
الاعمى : لا بل قل لهم لما هذا التجاهل ؟؟؟
الرجل الرابع : ولما هذا الجحود .
الرجل الاول : التجاهل والجحود نحن فرسانه ...تقاعسنا في البحث عن ذاتنا بدعوى نحن لسنا أسوياء .
الأخرس : (يومئ بحركاته واصوات عالية يعبر بها عن فرحة ورضاه عن كلام الاول ).
الأعمى : لا تفرح أيها الأخرس فأن هذا الكلام المعسول لا يجعل منك مسئولا رفيعا ...لأنك لا تنطق والمسؤولية بحاجة للسان يتقن فن الشعارات والتنظير .(يقف على منصة يحاول تقليد السياسيين ) أدين قتل الأبرياء .. واستنكر القوى المفرطة ضد المجاميع المسلحة ... أنا مع المقاومة ولكن مع الوطن ..وأنا مع الوطن ولكن أنا مع المقاومة .. أنا ضد الحزام الدموي وأنا معه أن كان يخدم قضيتنا العادلة ..
الرجل الرابع : وأنت أيضا يا أخي لأعمى لا يغرك هذا الكلام لأنك لا ترى والمسؤولية بحاجة لأربعة أعين كي (يمثل حركات سرقة بالجيب ) .
(أثناء كلام الرجل الرابع ينزوي الأعمى وهو يحطم مجموعة من الكتب التي جمعها الاخرس بفأس فيغضب الاخرس وتدور مشاده بينهما واضحة من صوت الاخرس وحركاته واستغراب هذا الفعل من الاخرين )
الأعمى : لست وحدي من لا يرى..فهذه الكتب لا ترى ألا ذاتها ...ولا تريد أن تقتنع ألا بحبرها .
الرجل الرابع: من يرى بعين واحدة هو أعمى بصر وبصيرة.
الرجل الاول: الأعمى من لا يريد ان يقتنع بضوء او ظلمة الآخرين ... والمعاق ..معاق العقل لا الجسد..
الاعمى: العقل لا يرى لذا لن نخجل من أعاقته يوما .
الرجل الرابع: أعاقة الباطن...أهون من أعاقة الظاهر..
الرجل الاول : هذا التفكير لا ينم عن منطق حكيم وعقل حاذق .
الاعمى : المنطق يقول أننا معوقون ..
الرجل الرابع : فاقد الشيء لا يعطيه .
الرجل الأول: لسنا وحدنا نحن من نحمل العوق كشارة حرب ..فهنا في القاعة معاق من نوع أخر وهو من يحمل عوق العمر الذي أودع في زنزانته كل أيام شبابه لأنه قال كلمة رفض في زمن الصمت ...الله لا ينظر لأجسامكم بل لقلوبكم وعقولكم.
الاخرس : (يوميء بحركاته عن فرحة ورضاه عن كلام الاول ).
الاعمى : هذه شعارات ..
الرجل الرابع : لا بل تنظير فضفاض...(يكلم الرجل الأول ) لا تقلدهم يا أخي لان مصيرك سيكون مصير ممثل فاشل .يحاول ان يؤدي شخصية راقصة بمسرحية دراما دنص ولا يجيد السيطرة على جسده ألا بهذه العكازين .
الاعمى : لسبب بسيط ..انك ناقص الأجزاء...
الرجل الاول : هذا ليس تقليد او تنظير ..بل هذا مقياس الحياة .
الاعمى : (يضحك ) مقياس الحياة ...مقياسك كتب علينا أن نبقى مجرد رعايا في وطن هم اهله كيف يأكلون ليناموا ... وكيف يأكل الكبير الصغير .. مقياسك حرمنا نحن المعوقون من ابسط حقوقنا وأصبحنا مجرد دموع يتاجر بها الكل .
الرجل الرابع : مقياسك كتب علينا ان نهدي أجزائنا لهذا الوطن الذي تجاهلنا وتركنا اوسارى الجوع والفقر والعوز ... يحكمنا من لا حكم له على نزواته .
الرجل الاول : لا بل بالعكس مقياس الحياة يقول تأديتك للواجب يعني انك عرفت كيف تطالب بحقوقك.
الأخرس : (يومئ بحركاته عن فرحة ورضاه عن كلام الأول ).
الأعمى:انك تضحكنا..أي واجب يريد مني الوطن وأنا رهبن الظلمة .
الرجل الرابع : الم نضحي للوطن ..هل كتب علينا ان نقيم فروض الطاعة ولا نأخذ منها سوى السجون والقتل والدمار والتشريد في الفلوات والكل يحز رؤوس الكل ...ألا يكفي أني فقدت يدي وقلمي ونشوة الإحساس بتكاملي من اجل الوطن.
الاخرس : (يومئ بحركاته شاكيا حاله فيمثل حركات تشير الا انه كان ضد النظام وخرج ذات مره بتظاهرة يهتف فيها فعتقل وقطع لسانه وأحدى أذنيه ).
الرجل الاول : واجبنا اذا ان نطالب بحقوقنا ونحن من نجزم بأننا من أعطينا للوطن حقه ..(يكلم الاعمى )أجمل شيء هو أن يعيش الإنسان في الظلمة ونبراسة الوطن ..(يكلم المعوق الرابع )وان يقدم جزءه للوطن ووطنة هي كل اجزاءه .(يكلم الاخرس) علينا ان نتفق بأننا نحيا ونموت من اجل هذه الارض.
الاخرس : (يوميء بحركاته عن فرحة ورضاه عن كلام الاول ).
اغنية (عن الفداء للوطن يرددها الممثلون)
الاعمى : وطن ....وطن ....وطن أي وطن هذا الذي لا يفتقد أبنائه.
الرجل الرابع : (مقاطعا الاعمى مع صور للمعوقيين والشحاذين ) هل ناموا جياع؟؟؟ أم بطونهم ملاءا ؟؟؟؟..وهل احتضن نومهم دار؟؟؟ ام توسدوا الرصيف؟؟؟ ...
الاعمى : (صور لمرضى الجذام) الا يعلم الوطن ان له ابناء ..مبعدون عن الناس في صحاري فلوات الطيب ..بلا مأوى او أي شيء يشير لا ادميتهم ..كل ذنبهم هو ان القدر ابتلاهم بمرض اصفر (الجذام).
الرجل الاول : في كل زمن سوط وجلاد ... وفي كل زمن مقصله وسجان ... وكل يوم يأتينا بجديد لم نألفه .بات القتل وقطع الرؤوس والجثث التي بلا عنوان والشهداء الذين بلا اكفان الحاضر الذي لا مفر منه , اما نحن فأننا ومن دون شك أعطينا للوطن حقه وعلى الوطن ان يمنحنى حقوقنا ..لذا علينا أن نطالب ونبحث عن حقوقنا ..
الاعمى : اين نبحث ونطالب والكل يبحث عن مطالبه .انبحث في اقاصي الشمال الذي نجهل نواياه ..
الرجل الرابع : ام نبحث في اقاصي الجنوب الذي نعرف نواياها ونجهل صدقه ...
الرجل الاول : البحث في كل مكان هو طريقنا للوصول لما نريد
( مع أغنية يحاولون صعود السلم اوشبكة كبيرة )
الاعمى: هل تتحسسون ضوء في نهاية الظلمة ؟؟؟
الرجل الرابع : الكثير من الخيبات والقليل من الامل ..
الرجل الاول : اليأس هو الطريق المؤدي للعتمه .
الاعمى : الخيبه والخذلان اشد من اليأس.
الرجل الرابع :اليأس رفيقنا الدائم والخيبه النهاية المعهودة لكل مساعينا وسعينا الذي لا ينتهي .
الرجل الاول : ماخاب من سعى لمجده .. لا بد من البحث .(يسقطون )
الاعمى : اين نبحث ونطالب والشعارات اصبحت لغة العصر ..
الرجل الرابع : لا صدى لمطالبنا سوى الوعود ...
الرجل الأول : لا تيأسوا ..بقي أن نبحث هنا في القاعة بين هؤلاء الناس (يشير للجمهور ) هنا ..أو هناك ...تعالوا نبحث عن شخص لازال يحتفظ بإنسانيته ووطنيته ليمنحني حقوقنا وحتما سنجده...
(ينزلون للجمهور يبحثون عن مخرج المسرحية يصعدوه لخشبة المسرح).
الاخرس : (يوميء بحركاته عن فرحة ورضاه عن كلام الاول ).
الاعمى : هذا هو من ساعدنا لنيل حقوقنا ..على اقل تقدير قدم هذه المسرحية لنطالب من خلالها بحقوقنا.
المخرج: أيها الجمهور العزيز... أخرجت لكم هذا العمل كي أطالب بحقوق هذه الشريحة أولا و أوحد هذه الشريحة ثانيا بجسد واحد فالجزء يكمل الكل ...(يبدأ المخرج بجمع الممثلين فوق السلم الذي في وسط المسرح ليصنع منهم جسد واحد ) واعتقد أذا ما اتحدت اليد مع البصر والبصر مع الساق فأن جسد العراق سيتكامل ..(يرفع نص المسرحية والممثلون يرفعون أضابير ذات لون اصفر تشير لمعاملاتهم ) لكن يبقى هذا الملف ملف لم يفتح بعد ...فتحناه ليوم هنا على خشبة هذا المسرح ..كان علينا طرحه كقضية ..والقول والفصل لكم (ينزل جميع الممثلون لتقبيل خشبة المسرح ومن ثم ينزلون يوزعون للجمهور أضابير تحوي صور ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى الجذام والمهجرون مخطوط على الأضابير عبارة (من يعيد لهؤلاء أدميتهم )
النهاية
للكاتب: قاسم مطرود
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني