من طرف ثابت قدوره الخميس أبريل 28, 2011 11:20 am
(1)
تفاصيل الوجع أعظم من أن
تذكر في بيانات السجين!
تفاصيل الوجع أكبر من أن
تسكب في صفحات الحنين!
كنا نحسب الأيام ثم الشهور
فإذ بنا لا نحصي السنين !
والبؤس ينحت في وجوهنا
خرائط مملكة النازفين
والفقد يخلف ثغرة في القلب تتعاظم ,
لايرتقها العابرين
لم نكن يوماً لاجئين
لم نكن يوماً مفسدين أو محرضين
أصيلين أوفياء لو خُذلنا
فنحن أبناء الوطن المخلصين
هل يذكرني الوطن :
هناك كومة بشر كومة جراح المحرومين
خذ يا وطن كل ماوهبته من مكافآت
وهات أبي هات أخي ليسحق الحزن الدفين!
بودي أتصنع الفرح
لكن هل حقاً أني من الأحياء
أم أني في عداد الميتين؟
لم نسمع ذكراً
غير قذف الشامتين الكاذبين
أفتروا عليك ياوطن وصدقت أنهم أوفياء صادقين
إيه يا رويبضة قلب الصور
فلسوف يأتِ الله بالعلم اليقين
لتشرق شمس الحق و تعرف ياوطني
كم أجحفت السجين!
كم أضعت السنين
كم اتهمت المخلصين
كم قتلت المتفائلين !
فـ جُد ياوطن لأقبل أرض انتمائي أرض الحرمين
جُد لأهطل لك تفانياً وذوداً عنك من المعتدين
لأستنشق الحرية وأخرّ لله شكراً : لك الحمد يامعين ..
14/4/1432
(2)
وجدت هذه القصة التي كتبتها قبل مايقارب 3 أعوام
حين اختُطف الـ ... ابننا ! وقد جعلتها تحكي حال أمي
ربط الله على قلبها و على القلوب المفجوعة المكلومة
.
.
.
.
عيناك الناعستان تلاحقني بعتب : اِفعلوا شيئاً ؟
آخ يا بني تخيلت خيالاً أنك اتصلت من تلك الأقاصي
ووجدت الخط مشغولاً ,,
فاضطرم ضميري ولم أعد أشغله ,
وما إن يتصل أحد حتى أغلقه ..!
لم أعد أصبر ..
بحثت عن الرقم ’ طلبته , وشحيح من أمل بأن سترق قلوبهم
وستأتي بك المعجزة لـِ ترُد لعل بضع فرح يسترد ’
فقط أريد دقيقة من محادثة
أن أفعل شيئاً مستحيلاً , كما حاولنا من قبل حتى يئسنا
_ ااء لو سمحت أريد معايدة ابني
كل السجناء اتصلوا بأهاليهم إلا هو؟
- لحظات
"أستشم رائحة الظلم تخرج من سماعة الهاتف
وقلوب سوداء خلتها هناك
تعاملهم من أبشع مايكون ’ ليت صوتي يصله لأصرخ :
أن صبراً صبراً ولنتلاقى بالدعوات بني"
خفقات قلبي لا تكف ,,
أتاني الرد .. خذي هذا الرقم ....
سجلته بحماس وشكرته
اتصلت ’ لا .. رد
بعد عدة محاولات رد أخيرا ..
اتصلي صباحاً
أترقب خيوط الصباح إلى أن انتصفت الشمس في السماء
اتصلت ..
رد , سألني عدة أسئلة ,
تعشمت فيها أن سيأتي الآن يحادثني ..!
لكن فاجأني بقولة : " لم يسمح له حتى الآن .."
عندما شعر بي أتهاوى وأتلعثم :
" ااا ياهذا أي سماح وقد قارب تمام الشهر
ولا أعرف عنه شيئا ؟ ولم أعرف بأي ذنب أُسر ؟
بادرني بدعوات لاتتعدى اللسان ولاتنبعث من القلب :
ستعرفين قريباً فرج الله عنك يا أختي
وددت لو أخبط سماعة الهاتف
على رأسه بدلاً من الهاتف المسكين ..
ويمر شهر آخر وأنا لا أزال أنام وأصحو
عند سماعة الهاتف ..
وشهر آخر وآخر وآخر وعيـــد آخر ولم يأتني صوته ..
وعندما بلغ السيل الزبى
اتصلت بكل آلامي لا أرجو صوته فقد يئست ,
لكني أريد أن أعزيهم
بموت القيم الإنسانية لديهم
لا مشاعر أمومة و لاغيرها تنبض لديهم ..
- يا أختي لم ينته التحقيق
- خمسة أشهر ولم ينته التحقيق!
ذلك دليل على فشل المحقيقن!
اِتضح ارتباكه
لكنه بادرني بإغلاق السماعة !!
وللمرة المليونية تطوف ذات اللوعة بي وإن لم تكن تغادرني
من يوم أن اقتادوه من صلاة التروايح وهو يصلي ..!
طفلي هذا لم يتعدى ال19 عاماً ..!!
كان جذلا بالسيارة الجديدة التي اشتريناها له ..
لايطفق أن يغسلها ويلمعها ثم يعود ليغبرها !! ..
كان بي بصيص أمل أن سيأتي غدا ليقودها ويطرب أسماعنا بأذانه
هرعت أغسل السيارة بيداي التي ذوت وجفت
برعاية صغاري ثم يأتي هؤلاء بكل سهولة
ليأخذوا غرسا أنهكت في رعايته!!
ليس ذلك فحسب بل يمنعوني من أبسط حقوقي
"مهاتفتة" !!
خرج بقية أبنائي يتضاحكون عليّ
-ماما تغسل السيااارة
وعند المساء نمت والأمل يسكنني ..
فزعت عند أذان الفجر
أنه صوته صوته العذب الشجي يأذن!!
رددت الأذان خلفه وقلبي يكاد يندفق شوقا
وإذا بصوت يحول بيني ويبنه
-أنك تحلمين يا امرأة , ماذا حل بك؟
اختفى صوت أذانه وتلفت لاشيء
غير الظلام والساعة تشير للثالثة صباحاً!
وأنا لازلت أغيب في أحلامي
التي بذات الحلم!!
كنت أحلم بحلمي بأنه سيأتي بعد أذانه
أعانقه وأشتمه !!, حتى أحلامي لاترويني !!
اتجهت لرب العباد وأنا أبكي له ظلم العباد
نمت بعد أن ناجيته سبحانه وأديت صلاة
الفجر نمت وأنا منهكة من الشوق والبكاء ..
لم يكن رنين الهاتف الذي أيقظني في الثامنة صباحاً
ولاصوته الذي ناضلت لأجله
لم يكن حلماً كان .. حقاً هو ..!
لكن ... صوتي حينها كان قد اختنق ...!!
(3)
وإن هبت أعاصير لتسحقني
لتسقط بعض أغصاني وأوراقي
فالجذر يمتد في أرض وطني
يعلن للظى السجن أن الوفاء باقي
وإن بصم الظلم بأنني جاني
فالصبر والأمل يشع أعماقي
وإن رماني فأس عن أهلي وخلاني
وإن جار الخلق فهذه أقداري
يرفعني الإله بسكينتي وإيماني
بعلمي أن الفرج آت رغم احتراقاتي
منقول
ثابت قدوره
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني