في رثاء الشهيد صدام حسين/ للشاعرة أنمار محاسنة

القصيدة العراقية
*في رثاء الشهيد البطل الراحل الباقي القائد صدام حسين رحمه الله.
بحر الطويل

على قدر أهل الشـتـم تأتي الشـتـائـم
وتـأتـي على قـدر الشـيـوخ العــمـائـم
وتـعـظم في عـين الضعيف جـنـايـةٌ
وتصغــر في عـيـن الوزيـر الجـرائـم
نفاقٌ ... وتسـيـيـسٌ ... وفـتـنـة أمـة
وسـمٌ مـحـاكٌ ... تـحـتـويـه المــبـاسـم
فـيـسـقـونـهـا سـمّ الخــيانـة سـاعــةً
كـؤوسـاً بـهـن النـصـر فـجـرٌ مـسـالـم
وإذ تحتسي من شربة النصر رشفةً
يصارعـهـا ذلٌّ ... وضـعــفٌ يــداهــم
تـراهـا هـدايـا سـاقـهـا الــذلّ للـعــدا
على كـفّ مـسـرورٍ ... وثـغـره بـاسـم
فيلتفّ جـمـعٌ ... والأقـارب حـولـهـا
فــهــذا يُــعــرّيــهــا ... وذلـــك لاثـــم
وأبناء عمٍّ ... إذ يـبـيـحـون طهـرهـا
وكــلٌّ على صدر الذبــيــحــة حــائــم
فمـن ذا يـسـلـّـيـها فـيـأخـذ درهــمــاً
وآخر يـسـبــيـها ... فتـعـلـوا الدراهــم
تُـسـائـلُ بـغـداد الهــوى كـلّ فـيــنـةٍ
عـن الفــارس الصـدّام من بــه عالـــم
فتمشي الهـويـنى والجراح مـخـالـبٌ
عـلى أوجــه البــاغــي رعـتـها المـآتم
فكــلّ شــهــيــدٍ يــســتــقــرّ كمخلبٍ
وكــلّ خـئــونٍ قــطـّـعــتــه الصـوارم
هل المــتــنــبـي يــعــلــم اليـوم أنـنا
قـتـلـنـا فـتـاة النـور ... والقـلـب نـاقــم
أسـرنـا حـبـيـبـاً كـان يـومـاً عـقـالـنا
رجــمـنــاه حـتـى فـارقــتـه العــزائــم
أقـاربُ أغـرابٌ يـعـضـّون لـحــمــه
كـــلابٌ عــلى آســــادهــا تــتــحــاوم
ألا لا تــصـالـح كــلّ كــلـبٍ ســافـــلٍ
تــدنـّـسـه الأطـمـاع ... والغـدر قـائـم
فأذنــاب أمــريــكــا تـبـيـح جـهـارةً
دمـاءك يـوم العـيـد ... والشعب واجم
ألا لا تــصـالح فـاسـقـاً باع عِـرضه
وشـيـخـاً زنـيـمـاً تـحـتـويـه العـمـائــم
أزالوا غـطاء السـتـر عن كل حــرّةٍ
فصـارت لـعـوبـاً يـشـتريها المـسـاوم
فقلتَ "نـسـائـي مـاجـداتٌ كــرائــمٌ"
فأصبـحـن هُــنّ المـاجـنـات النــواعـم
ألا لا تــصالـح أمـّــةً هــي عــاقـــرٌ
فلا الغـيـث يـأتـيـهـا ... ولا الجوّ غائم
ومـا دام أذنــاب العــراق بـأرضهـا
فليست ولود النصر ... والليـل جـاثــم
فـأذّن بـهـم يـأتـيـك كـامـل خـيـرهـم
وإذ مـن نــواصـيــهـا تـجـرّ الغـمـائـم
إذا مات نـجـمٌ سـوف يـبـقـى ضوءه
على لـوحـة الآفـــاق ... رسـمـه دائــم
كـذلك تـبـقـى في القـلـوب مـعـلـّـمـاً
وغيرك مـَيْـتٌ ... في الهـلاك يـزاحـم