إليك يا غزة

تحية الاسلام
جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم وعليكم
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلها اليكم
بكل ود وحب وإخلاص..
...تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام لكم جميعا..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمتم بخير
رحم الله والديكم ووالدي
كل عام وانتم الى الله اقرب
الحاج لطفي الياسيني
شهيد المسجد الاقصى المبارك الحي
الذي ينتظر لقاء وجه ربه بشغف وشوق
عذرا لتكرار الردود فانا قعيد ومشلول

شكراً للكاتب والناقل على هذا المقال الجميل المحزن

ولك الله يا غزة

يوسف سماوي

إليك يا غزة حديث طويل .. و بوح محبة و عناق كلمات مشوبة بالألم و الامل .. فأنت في كتاب الله آية الفتح و النصر المبين و في خارطة الوطن مساحة حب ومسافة حنين و سنديانه عشق صوفي مولعة بحب الشهادة وعبق الرجولة .

إليك تهفو القلوب و تشخص الابصار و انت قلعة حصينة مسورة بالحب حب ملايين العرب وعصية على الدخلاء و المرتجفين في هذا الزمن الرديء زمن الردة العربية و عصر الجاهلية الثاني و سادته أسياد البترول و عبيد الدولار المرصعة صدورهم بأوسمة و نياشين البيت الابيض الذي انعم بها عليكم بعد ان نلتم الرضا و حسن السلوك و انتم في مواجهة شعوبكم لكسر ارادتها في الحرية و السلام .. اليك ياغزة حديث يطول .. حديث الرجال للرجال ، حديث الرجال الذين ضحوا و صمدوا امام العاصفة و في وجه الريح العاتية لم ترهبهم قنابل الحقد و لا همجية العدوان و لم يخافوا جولة الباطل فإن للحق جولات و جولات .. حديث للنساء اللواتي زغردن للشهادة و الشهداء حديث للأطفال الذين تحدث عيونهم شهوة الانتقام و شبق العدوان حديث لاشجار الليمون و البرتقال التي تنبت كل يوم ألف الف مقاتل و للمقاومين الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا مع الحق و كان الحق معهم .. رجال ليسوا بالخائفين و لا بالمترددين صناع حرية و مشاريع استشهاد ليسوا هواة قتل او تدمير بل يدفعون الموت عن انفسهم و اهليهم و ديارهم رجال آمنوا بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة و آمنوا بأن اليد المرتجفة لا تصنع الحرية و ان السلام مع القوة الغاشمة محض أوهام و استسلام مجاني و أن الممانعة هي الطريقة الصحيحة و الحبل السري الذي يفدي عزيمة الرجال وارادة الصمود و المقاومة و ينفخ في روحهم قوة التحدي و الاصرار ... ليهزموا وجه القوة ويقطعوا يد الغدر و يبصقوا في وجه العملاء المتباكين على فرص السلام الضائعة في دروب الوهم و احلام الكوابيس ..‏

ستون عاماً و فلسطين تقف بين خط النار و خط الدم و تذبح كل يوم على يد الجلاد القادم من شتات العالم و يقتلع من ارضها البشر و الشجر فلا يجدي معه عناق المستسلمين و لا ابتسامة المتخاذلين الذي تنكروا لدماء الشهداء و دموع الثكالى ... ستون عاماً و شلال الدم يتدفق انهاراً في كل مدن فلسطين و قصباتها حتى اشجار الزيتون و البرتقال لم تسلم من عدوانه و انتم ايها السادة الصامتون المتوارون خلف صمتكم حتى ضج الصمت و بات يخجل من صمتكم ، ترجون القاتل ان يمنحكم ورقة التوت التي تستر عريكم وعاركم فليهنأ بوش بوكلاء اعماله في المنطقة العربية الذين اهدوا له السيف العربي سيف القادسية ليرقص به طرباً فوق ارض كرمها الله بالرسالة و بجانب اول بيت وضع للناس ثم يعطي اشارة البدء لذبح اخوانكم في غزة المحاصرة بحقد الاعداء و جفوة الاهل اما انتم يا أهل غزة ورجال المقاومة في كل فلسطين من البحر الى النهر ماأروعكم وانتم تتصدون بصدوركم العارية و العامرة بالايمان لموجات الغدر و جحافل الطغيان وتفشلون بإرادة الايمان بالله والارض وبروح الشهادة والدم القاني محاولات العدو البائسة وأحلامه اليائسة في الانتصار عليكم وانتم منزرعون في أرضكم رماحا وسيوفا تفقأ عيونهم حتى أصبحتم اسطورة هذا الزمن بما تمثلونه من رفض الأمة وعزيمة الثبات وعزة التاريخ ورايات الفخار .‏

أما انت ياصاحب البيت الفلسطيني فأي عار أشد من عاركم ويدك تصافح اليد التي تلطخت بدماء الاطفال والنساء فاعلم بأن التاريخ لايرحم العملاء وإن الذئب لايلام في عدوانه إذ كان الراعي عدوا للغنم .‏

فسلام على غزة وعلى مآذن القدس وكنائس بيت لحم وتراب رام الله وكل ارضك يافلسطين وسلام عليكم ياأهلنا الصابرين على دم الشهداء على موعد دروب الانتصار .‏


مع كل الشكر
هاني السيد