وفاء كلب،،،لصديقه الإنسان
يا لهذا المخلوق الرائع الوفي،،،تغّنت الناس سابقا بالكلب وأطلقوا الأسماء ككليب وكليب فكان الكلب سابقا حارساً شرساً وفي قوي على كل الصعاب وأكثر من هذا ليكون رفيقاً في أغلب الأحيان للإنسان بحال مرضه أو عجزه عن المشي أو بعدم قدرة الإنسان على الإبصار.
وتغّنت به الأشعار ليقال بقصيدة رائعة،،، لبيت تعصف الأرياح به أحب إلي من قصر منيف،،،ولبس عباءة وتقرُ عين أحبُ إلي من لبس الشفوف،،وكلب ينبح الطرّاق دوني أحب إلي من قط ألوف.
ففي يوم من الأيام كان هناك رجل كهلاً يعيش وحيداً،،،من غير أنيس ولا رفيق، سوى كلبه الوفي
فكان الكلب قنوعاً بما يقدم له من طعام وشراب ،،،وكان حارساً شرساً محباً شغوفاً لذلك الرجل الكهل الذي خانته الأيام والسنون وخانه الأصدقاء ليبقى وحيداً ،،،
فكان يعيش الرجل على الفتات،،،ويقاسم كلبه بعض اللقيمات المتبقية ليمسي ويصبح بجوار الرجل.
فكان الكلب ذكياً جداً يحضر من الدكان ما يحتاجه الرجل بالكتابة على ورقة ليحملها ويحضر المواد التموينية للرجل ويمشي أغلب الأحيان بجواره بالقرب من عكازه الخشبي ليكون بمثابة رجله ويده وعقله.دون مخالفة القوانين ودون أن يقترب على أحد من المارة وكان محباً للأطفال.
بعد عدة أشهر كانت صحة الرجل بتراجع فأصبح قليل الحيلة وقليل الحراك.
وفي ليلة من الليالي العاصفة،،،برد ،زمهرير،برق ،ورعد،وقع الرجل أرضاً ليصاب بوعكة صحية خطيرة وبدأ يصرخ على كلبه وما أن شاهد الكلب صديقه بهذا الحال،،،بدأ بالنباح والعواء الشديد،،،فلا يوجد مجيب،،،وتعثرت خطوات الكلب وبدأ بالأنين وصوت بكاء ونحيب،،،ليقرر الكلب الذهاب بأقصى سرعة لمنزل صديقه البعيد ،،،ليضنيه التعب والبلل من الشتاء المنهمر على شعره الناعم،،،دون كلل أو ملل بتصميم ولا أروع لإنقاذ صديقه ولكن،،،،،
فبدأ بالنباح الشديد والبكاء ليفهم عليه الرجل الذي كان يعرفه تماماً وفهم الرجل بأن هناك حدث ما حصل وثمة مصيبة بالأفق وقعت لصديقه،،،ولكنه تخاذل كعادته ولم يأبه بكل النباح وبكل الأنين ليرجمه بالحجار وحاول قنصه ببندقيته ليبتعد الكلب ويعود لصديقه الذي أتعبه المرض فلا مجيب هناك ولا أحد يسمع نداء الاستغاثة.وتقطعت به كل السبل.
وحاول الكلب مراراً وتكراراً وضع الماء على جبين الرجل الذي يحتضر من شدة المرض ليفارق الحياة بعد عدة ساعات قليلة،،،
وما كان من الكلب سوى النحيب والنباح الشديد لتقفز دموعه على الرجل ويقوم بلعق صديقه من أرجله باكياً مستاءاً من كل الذي حدث ليجلس بجوار الرجل معلناً الموت المشرف بجواره،،،
ليموت الكلب بعد عدة أيام وقد أضناه الجوع والمرض من قلة الطعام على أن لا يفارق صديقه
فمات بأحضان الرجل مسجلاً وفاءاً ما بعده وفاء وتضحية ما بعدها تضحية. يا لهذا المشهد الرائع
هذه الدنيا وهذه الصداقة ليموت الإنسان بجوار أخيه الإنسان دون أن يهتز له حاجب ويفقد بعض البشر كلمة الوفاء فهذا الذي نقول بأنه حيوان عمل كل هذا،،،بعد كل هذا من هو صاحب الوفاء يا ترى،،،
واللبيب من الإشارة يفهم ،،،
المتحدث الرسمي باسم الحيوانات الوفية.
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب هاشم برجاق
6-12-2010
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني