أصحاب النخوة والرشوة

أصحابُ النخوة ... والرشوة
يا أقصى!!
قل لي: مَن باعك
فِيْمَن باعك ...
غيرُ رُعاةِ النخوة
من أصحابِ الشرفِ الساميِّ
المُضَّرجِ جُيوباً بالرِّشوة
ليست كلَّ الرشوة
ذاك حرامٌ ...
بل بضعَ دراهمَ من خيطِ الرشوة
والرشوةُ قوتٌ في بلدي
تُقترف كلقمةِ عيشٍ
تُسْمِنُ زَغلول الحلقوم...
وتُغْنينا عن أَطيَبِ أَطيابِ الحلوى
أَتعرفُ يا ولدي ما معنى النخوة؟؟
في موطننا تَكثُرُ أكشاكُ الباعةِ
للأُنْسِ .. على أفخاذِ الأنثى
والأنثى في كلِّ حضارتها
حِكْرٌ للعُهرْ
والأنثى في كلّ معانيها
كالنقطةِ في أردافِ السطرْ
والعُهْرُ بوطني ...
مَلْحمةٌ كبرى
سطّرها أصحابُ الرغبةِ والنخوةِ
حيناً بالطَّوْعِ وحيناً بالقَسْر
حيناً بالمَدِّ وحيناً بالجَزْر
حتى السيّافُ اللاهثُ
لم يَنْسَوا رغبَته
في فَضَلاتِ بَقِيّاتٍ نُهِشَتْ
مِمَّن كانت أنثى
فاستمتع مخموراً فيها ليلَتَه
وإذا بَزَغَ الفجرُ
توشَّح سيفَ البأسَ لِقطع الرأسْ
يا حَظِّيْ العاثرَ يا ولدي
يَعقِرُه سلطانُ الغَدْر!!
يا حَظّي العاثرَ
أنّي أَتَجَرَّعُ ذاك الصَّبْر!!
القصةُ يا وطني
تكمنُ في أعماق النفس
وبذا تَخْرجُ من مفهوم اللغة ومفهومِ السَّرْد
والقصةُ تاريخٌ يحكي شِرذمةً
تتكالبُ مثلَ كلابٍ
تَشتاظُ سُعاراً حدَّ البأسْ
أولئك قومٌ قطعوا رأسَ المُرسلِ (يحيى)
وانداحوا في حائطِ مَبكاهم طَلَبَ الصفح
أولئك أنذالٌ، لكني ..
لم أجرؤْ يوماً في بلدي لأُحاجِجَهم
وأقاضيهم، حتى أمامَ النفسْ!!
فحدِّثْ عنهم في منفاك، ولا حَرَجٌ
أن تنطقَ خارجَ دائرةِ القدس
فأينَ القدس؟!
أين القدس؟!
وسؤالي يفقدُ صبرَه
حَسْبيْ أنّي الناظرُ من شُرْفات الأقصى
لم أحظَ بضوءِ الشمس
أسمعتم وطناً ليس له في خارطة العالم ذكر!!
ماذا نَنعتُ من حَلَّ عزائمنا
حيناً بالتخريب
وحيناً بالتدمير
وحينا بالرعب؟!
ماذا ننعت من أقحم في طهر معاقلنا
ثالوثَ الكفر؟!
ماذا ننعت من قيَّأ فينا حشرجة البؤسِ
وذاك البدرَ المنسلَّ وراءَ الهمس!!
وهذا الحزنَ القابعَ في أوصالِ النفس!!
يا مَنْ قَمَعَ الإنسانَ بسيف القَمْع
أدرِكْ حَتْفَكَ من فاجرتي
إنّي أعلنتُ الحربْ
لا تسخرْ مني
فيدايَ هما كالرعد
أدميتَ بأرضي آلاماً
فلتخرجْ منها...
إني أعلنتُ الحرب
لم أُكملْ تلكَ الجملةَ..
واحربي !!...
حتى الجملةَ لم أكملْها بعدْ..
إذ أنَّ السيّاف تَغَشَّى بابَ البيت
هل تذكرُ يا ولدي ذاك السيّاف؟؟
ذاك المؤمنَ بالسيفِ وبالأنثى...
مِن أَخْمصِ قدميه إلى الرأسْ
لا أذكرُ..
هل كان لبيتيَ بابٌ..
أم من طَرْقِ السياف تداعى البابُ ...
وخَرَّ أمام السيف؟!
ماذا قلتْ؟؟
إنّي أسمُعك تنادي:
إحملْ سيفَك واتبعني
هل ذاك صحيحٌ
أخبرني؟؟...
أم ضَرْبٌ من عَبَثِ السَمْع؟؟
يا ولدي..
هل تدركُ ما يعني أن يبقَ الإنسانٌ طريداً
بين العيش وبين المَحْق
بين الرِّق وبين العِتْق
ملعونٌ من نطق بِشَفَةِ الحقْ
موؤود من جنَّح صَوبَ الصِدقْ
حتى الإيماءُ بوطني خطٌ أحمرَ
مَن يجتازُ الخطَ الأحمرَ
غيرُ دُعاةِ النخوة؟!
والنخوةُ سَبَقَ وعَرَّفناها ...
لا داعي للذكرْ
وهل النخوة أن ندفن أحياءً في كُربتنا
فإذن: ما نفعُ العيش؟
وهل النخوةُ أن تُسْبَ كرامتُنا
إنْ بَقِيتْ تُقتاتُ بِطعمِ القهر؟!
وهل النخوةُ أن يبقَ الأقصى
مخبوءاً في غَيْباتِ الدهر؟!
هل صُمنا يوماً أو صلّينا
غيرَ صلاةِ المَمْهورِ بِشَرْدِ الذهن!!
ما نحنُ إذن يا ولدي؟؟
خذني أُنبيك الساعةَ مَن نحن:
أسَمِعتَ بِكَرَمِ الطائِيِّ
وجُرأةِ عُمَرَ
وصدقِ مُسيلمةََ القُرَشِيّ؟؟
نحنُ كذلك يا ولدي
نُثري أنفسَنا كَرَماً مِن مَنْحِ الأقصى
مَن قال بأن الأقصى مُغْتَصَبٌ؟!
تلك دَعِيَّاتٌ داحضةُ واهيةُ الفِكْر
فالغَصْبُ لَمفهومٌ ذهنيٌ لا يأتي من غير القََسْر
وهو رديفُ اللفظِ لِمعنى (مُحتلٍّ) في السطر
أما نحن، أهل نحتاج لذاك الأمر؟!
نحو وهبناً الأقصى في نَخوةِ حاتَمَ
وقَمَعْنا في جُرأةِ عُمَرَ دُعاةَ التحريرِ
بِحَجْبِ الرأيِ وطَمْسِ الحِبٍر
ونَطَقنا مِن فِيهِ مُسيْلمةََ (الصِدْق)
كم سأُعيدُ كلامي كي تفهمَ معنى الغَصْب؟؟؟
فاسرُدْ يا ولدي ذلك في آذان الصَحْب
وانفض عنك الساعةَ ...
كلَّ غبارِ الكَرْب
إني أمّّنْتُك...
فاحملْ حُزنك والحقني
إني أعلنتُ الحرب.


حسن محمد نجيب صهيوني
Hmns_najeb@orange.jo