من طرف فردوس عبد الصمد الأحد فبراير 13, 2011 12:27 pm
النقد
الانطباعي والنقد المنهجي حين نريد ممارسة عملية
النقد لأثر فني ما.. ـ كنص من النصوص الأدبيةـ يواجهنا شكلان متباينان يمثلان مدرستين مختلفتين:
الأول: النقد الانطباعي:
وينطلق من ذات الناقد وتأثره، وما تركه فيه الأثر من عواطف وانفعالات ومشاعر، ويسعى للتعبير عنها ببيان الانطباعات التي خلقها في ساحة نفسه، ونقشها على مرآة قلبه.
الثاني: النقد المنهجي:
ويستند في عمليته النقدية إلى (معايير موضوعية) يتم تطبيقها على النص ـ مثلاًـ من ناحية الشكل والمضمون والتعبير (الهدف)، .. على الأسلوب، وموقف الأديب من الحياة، وعلى الظاهرة الجمالية والموضوعية.
إنّه يتكئ على (معايير) وآليات ومناهج علمية، ومبادئ نقدية، تنطلق من العقل، في سعي حثيث لتلمُّس مواقع الجمال، وتذوقها، وتفسيرها، وتعليلها، وتحليلها، وربما تقويمها والحكم عليها بدليل وبرهان.
وهي (موضوعية)؛ لأنّها تنطلق من معايير قانونية خارجية، تستمد حيويتها من قواعد العلم والفن، وليس من مجرّد انطباعات نفسية تمليها مشاعر أولية قد لا تتسق مع حقيقة واقعية في النص، ولا تؤيدها القراءة المتأنية له.
وهكذا نصل إلى فرق جوهري مفصلي بين نوعي النقد يتمظهر في المنطلق والأداة والنتيجة المستخلصة منهما، .. وهذا الفرق يكمن في أنّ النقد المنهجي ـ ومن اسمه ـ يستمد حيويته وطاقته من (مناهج) تتبدى على شكل (معايير علمية) نابعة من صميم علمي وفني محايد، لا من ذاتية الناقد.
أما الانطباعي ـ ومن اسمه أيضاً ـ فهو مجرد انطباعات وملاحظات شعورية تستند إلى ذات الناقد وآرائه الشخصية دون أن يضفي عليها قواعد منطقية مقنعة.
النقد المنهجي يقول لنا: هذا جميل، وذاك قبيح، ولا يقف عند هذا الحدّ، بل.. يمضي؛ ليبين لنا (لماذا هو كذلك؟)، أي هو يعطي حكماً معللاً، يشخِّص الظاهرة، ويستنطق أسبابها وخلفياتها.
بينما النقد الانطباعي يقول: هذا جميل، أو قبيح دون أن يوضِّح (لماذا هو كذلك؟)، ويفتح بدوره المجال واسعاً للجدل السجالي، فشخص يقول: هذا فاتن خلاب، والآخر يرد: بل.. فاتر باهت، وتظل الدوامة نمطية في استعادة نقاش (مكرور) ليس من خلفه طائل، ولا مرجعية يحتكم إليها.
إنّه كلام ذوقي غير برهاني، والأذواق ـ دوماً ـ متباينة، تُسلِم السفينة إلى موج متلاطم لا تقف فيه عند شاطئ سلام، .. شاطئ ـ على الأقل ـ إنْ لم يقبل المختلف فيه وجهة النظر، ينشئ فيه من نفسه مبرِّراً لفكرة الآخر ما دامت رجله تقف على (جودي) يمثِّل (حجة) في مقام الاختلاف.
وختاماً: يبرز أمامنا سؤال ملح عن أكثر ما نراه من نقد:
هل هو منهجي أم انطباعي؟
وكيف نؤسس ونؤصل للنقد المنهجي؟
علّنا نسدي بذلك خدمة للنص، ولمبدعه، وللمتلقي، على أرضية القول الصادق: "لا يقوم نقد مبدع إلا بوجود أدب مبدع، ولا يتطوّر أدب مبدع إلا بوجود نقد مبدع".
منقول
فردوس عبد الصمد
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني