من طرف أشرف الجالس الإثنين يناير 31, 2011 1:17 pm
مساؤك ثورة...
إنها تمطر بالخارج,ونسيت آخر مرة رأيت غيث الرحمة فيها ,انكببت على الكتابة كالمنكب على قصعة أكل ,صرت اشتهي عزلتي للكتابة ,يقولون أنها تمرين جيد لمعالجة آلام أطراف الشعر المتقصف من فرط الحزن ,نتيجته نقية ,جريئة , وكثيفة ها أنا ذا أجرب الوصفة علي أشفى بالكتابة إلى كلينا,منضر قطرات المطر وهي تهوي على زجاج النافذة ممتع, أحسها تتلصص النضر داخل الغرفة ,سكن المكان قبل قليل عندما رحلت الصغيرة نادين بعد ان كان البيت يضج بصياحها وانبهارها بمنظر الثورة المصرية ,البث المتواصل للثورة على المباشر يثير حنينا خاص لأمر ما يسكن أرواحنا , فرعون مصر البغيض يتفنن في صناعة طوق نجاة من طوفان الحرية التي بدأ في تونس وعرج على الجزائر واختار الإقامة بأرض الكنانة ,ثورة مباركة ضد الفرعون غير المبارك الخطى حيث ما حل,لا قبل الله له دعاءا ولا عورة ستر...والدتي تتابع الأخبار بشهية الجائع إلى نفس الطبق"الحرية"لسان حالها يردد "متى يحين دوري؟"
تجعلني ابتسم واعزيها بالصبر فالصبر مفتاح الفرج إلا أن الصبر وحده لا يكفي لا بد من ثورة منظمة لإسقاط كل العصي التي تترصد عظامنا بالسحق.
بيوتنا العربية لا تختلف في أي حال من الأحوال عن السياسة العامة للأقطار العربية,قمع وسطو وقهر وألم وكتم للأنفاس والآراء وقنوات حوار أحادية الجانب تصم أذانها عن صوت الأخر وتتحدث نيابة عنه, وأمي لا تختلف كثيرا عن كل الشعوب المطحونة تحث أنياب السطوة الذكورية...تبا للسياسة والساسة ورائحة الحريق وعدتك ألا أتحدث في أمر هذا المخلوق البغيض صاحب البذلة السوداء ونظارات ري بان المثيرة ,هذه هي السياسة كما أراها اسم أنثى وروح رجل أنيق يجيد فن النصب والاحتيال لكننا لا ننفك عن الحديث عنه ولا متابعة تحركاته كنجم استعراض مثير يحرك فينا بعض المكنونات والهواجس...بيوتنا أوطاننا وأوطاننا بيوتنا فلما يستغربون ردة فعل البسطاء مريدي العتق والتحرر؟ولما يستغربون سطوة الحكام وجبروتهم؟
إنها جينات ثوارتناها أبا عن جد منذ آلاف السنين ,طبيعة العربي ابن العربي ,الذي لا يرضى بالذل والمهانة وولي الأمر الذي يضن نفسه والدا للكل وعليهم طاعته والإنابة ,لهذا بعث فينا ذاك النبي الأمي ,نحن امة اصطفاها الله دون غيرها لعلمه بطبيعتها الغريبة علاقة البنوة المتوارثة منذ قرون...ان الله يختبر مدى قدرتنا على تجاوز هاته العلاقة المحرمة في الحكم
ولا اعرف حقا ان كنا قادرين على العيش في نسق آخر من العلاقات السياسية التي يحكمها العقل والمصلحة بعيدا عن صورة الأب التي تحاصرنا صوره في الشوارع وتذكرنا دائما بواجب الولاء اتجاهه وعدم الخروج عن طاعته لأنه 'ولي الأمر'.
أضنني أتابع الأخبار بنوع من البرود مما جعلني انتبه لبعض التفاصيل ولا ادري ان كان غيري يرى ما أراه ألان متمثلا في خمس نقاط جوهرية أراها تطبع الشأن العربي العام في كل محاولاته للتحرر والعتق من نار ولي الأمر الطاغية.
أحزاب المعارضة,وسائل الإعلام بكل أنواعها,والموالون للأنظمة من الطغمة الفاسدة
في هذا المشهد الثوري المثير,وموقف الجيوش العربية الباهث المعالم,وقوات الامن الخاصة من اللصوص والنهاب والإرهابيون,أحزاب معارضة صنفتها الأحداث الى صنفين ,المعارضة الدمية التي يتحكم الحكام بخيوطها في كل حفل انتخابي يحضرونه ليشهدوا عملية اغتصاب الشرعية , ومعارضة عاجزة عن تقنين ثورة الشعب وتنظيمها حتى لا تتوحش وتحيد عن طريقها ,هاته المعارضة الحاضرة الغائبة تجعلني اشعر بالغثيان هذا ما جعلني لسنوات أحجم عن التعاطف مع أي منها واحمد الله كثيرا على عذريتي السياسية التي لم تمسسها السياسة ألاثمة.
أما وسائل الإعلام التي عايشناها لسنوات وسنوات فقد أدركنا أخيرا مدى عجزها عن صناعة الحدث واكتفائها بنقل الحدث ,تلك الأبواق المأجورة التي لا هم لها سوى التغزل بصفات حكامنا
ونقل مناسبات عهرهم السياسي وانفلاتهم الثقافي ومجونهم الاقتصادي الذي خرب بيوت جيوب الفقراء ,سحقا لتلك الأبواق ,عل الله يعجل بسدها في القريب العاجل ,ريح صرر تعصف بها ولا تدر ,ولا تبقي منها إلا ما نذر , هالني موقف الجيوش العربية بدو كقطعان مرتزقة رغم صمتهم الرومنسي الحزين تنتظر فوز احد الأطراف لتعلن ولاءها بعد ذلك للمنتصر, تبا لهم يتقاضون أجورهم ثمن معاناتنا وبؤسنا وفقرنا وحاجتنا ولا يحركون ساكنا لحمايتنا وقت الشدة الآن فقط عرفت لما لم تتحرر القدس !إليك الطامة الكبرى التي لم يتوقعها احد ولم يكتشفها مجهر المحللين السياسيين الذين أمطرونا لسنوات بتحليلاتهم العقيمة المستهلكة ,من كان يعلم بوجود قوات امن سرية تطلق كالكلاب لتشويه الانتفاضات الشعبية وتلبسها ثوب العنف والفوضى!!اختراع عربي بامتياز تفنن في صياغته أولي الأمر والنهي وبارونات المخابرات والريع العام.
إليك بعض الطرافة بعد هاته الجولة الموجعة في تحليلي السياسي المتواضع للمشهد أولائك الانتهازيون المقربون للبلاط بدءوا تغيير أثوابهم لتتلاءم مع الثوب الجديد لأرقى بيوت التحرر فعلا ما أغباهم , أراهم يشيحون بوجوههم عن ولي النعمة ويعتلون الموجة الجديدة ,منظرهم سخيف وبعض الأمور السخيفة مضحك أحيانا ,علينا أن نبتسم حتى في مثل هذا الوقت العصيب نحتاج إلى مهرجين يصنعون ابتسامة سخرية من أوضاعنا المزرية
أمي لا زالت تردد عبارتها تلك بكثير من الشوق والمحبة لذلك الكائن الملائكي الرائع الحرية
الملاك الأحمر ذي اللون القاني لون الدم...صديقي لازالت الأحداث تتوالى هناك وننتظر هنا بداية الغيث لعل السماء تمطر دما بلوح الحرية.وأنا سأذهب للنوم الآن كفانا حديثا في السياسة
اشعر بالغثيان ولا رغبة لي في الموت الآن.
منقول
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني