من طرف م. سعيد حجيلات الأحد يناير 30, 2011 12:18 pm
عاد مساء إلى بيته ليجدها قد رحلت وأخذت ابنهما معها. لم تترك أية رسالة توضح سبب تركها البيت، لكن كان واضحا أنها لن تعود فقد أخذت معها كل متاعها ومتاع ابنهما الصغير ابن الثماني سنوات. لم ترد على اتصاله بها مما أثار شكوكه، هل حصل شيء معها ومع ابنهما رتشارد؟ اتصل بأمها على الفور في ولاية كلورادا التي تبعد أكثر من ألف ميل عن مكان إقامته في ولاية وسكنس، سألها: - هل اتصلت بك جودي؟ - جودي تركت البيت ولن تعود إليك؟ - هل تعرفين أين هي الآن؟ _ فقالت له بجلافة: - أعرف ولا أريد أن أخبرك لأنها لا تريدك في حياتها. - لماذا؟ ما الذي حصل يا إلهي؟ - أنت رجل عنيف... _ صمتت لثانية ثم تابعت: - ربما لأنك جئت من وراء الجمال. - لماذا هذه الشتائم، متى ستفهمون أن بلادنا فيها مدن وحضارة وشوارع وليس صحراء وجمال؟ - ها ها ها كلكم نفس الشيء... - هل من سبب؟ - أنت تعرف السبب. - لم يحدث بيننا شيء بالأمس. - أتنكر؟ أرأيت لأن العنف جزء من حياتكم، ألا تفجرون أنفسكم لتقتلوا الآخرين؟ _ اشتد غضبه فقال لها: - أعرف أنك حقودة تكرهين العرب والمسلمين، أين أستطيع أن أرى جودي ورتشارد؟ - لن تراهما. - صدقيني لم يحدث شيء. - أنسيت من ضربت؟ - ضربتها؟ والله لم أضربها اسألي رتشارد؟ - أعرف أنك لم تضرب زوجتك... _ قاطعها قائلا: - إذن ضربت من؟ - ضربت (سندي). - سندي؟ تقصدين القطة. - لماذا تقولها بقرف؟ نعم القطة الجميلة المسكينة. - حتى القطة لم أضربها. - ألم تسقط على الأرض بسببك؟ - لم أقصد ذلك، فقد كنا مشغولين بالحديث عن الحرب في العراق، وموت آلآف الأبرياء هناك. - تتضامن مع الإرهابيين في العراق... _ قاطعها: - أنا لا أتضامن مع إرهابيين، أنا أتضامن مع الضحايا الأبرياء. - كلهم مجموعة يستحقون القتل، أنسيت ما حصل بالحادي عشر من أيلول؟ - وما ذنب الشعب العراقي بما حدث في الحادي عشر من أيلول؟ - كلكم إرهابيون مجرمون، يكفي ما فعلته بالقطة المسكينة. - أريد التحدث مع ابني. - ابنك؟ إنه ابن جودي، ليس بينكما سوى المحكمة للطلاق وحضانة الابن. - سآخذه رغما عنها. - ها ها ها، وهل تعتقد أن المحكمة ستحكم لصالحك بعد أن تستمع لما فعلته مع القطة؟ - كل هذا من أجل قطة؟ - لقد أبلغتك أن لا تتصل هنا مرة أخرى وإلا قدمنا شكوى ضدك إلى الشرطة، أنت إرهابي. ثم أغلقت الخط. نظر إلى هاتفه النقال، أغلقه وأعاده إلى جيبه. جلس على المقعد العريض يفكر بما سيفعله بعد رحيل زوجته مع ابنه بدون عودة. _ حمل ريموت التلفزيون، ضغط الزر، بحث عن القنوات العربية التي كان نادرا ما يشاهدها بسبب زوجته التي لا تفهم العربية، لأول مرة يشعر بحرية في التنقل بين القنوات، والفضائيات. فجأة توقف عند إحدى الفضائيات التي تعرض مسرحية لعادل إمام ثم انفجر ضاحكا إثر أحد المشاهد الفكاهية، ظل يضحك بصوت عال، وتواصل ضحكه حتى كادت أنفاسه تنقطع، قال لنفسه: - اللهم اجعله خيرا، لأول مرة في حياتي أضحك مثل هذا الضحك منذ زواجي بجودي قبل عشر سنوات. _ هز رأسه ثم تابع: - لولا هذه القطة ما ضحكت أبدا!!
شكرا
م. سعيد حجيلات
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني