عندما يجتاحنا حزنٌ لسببٍ ما .. سرعان مايتوارى ذلك السبب .. لتطل آلاف الأسباب برأسها فتبدو وكأنها تنتظر منذ زمن .. وتسرع الذاكرة لتمارس هوايتها في اجترار أحزاننا واحداً تلو الآخر متجاهلة أي لحظة فرحٍ مرت بنا..فتجعل منا -بانتقائيتها- ملائكة أمام أنفسنا … منا من يأخذه صمته ليغوص داخل نفسه مستعرضاً كل مامر به من آلام وأحزان .. فيكتشف في نهاية رحلة الغوص أنه أحد ضحايا هذا الزمان فتأخذه الرأفة والشفقة على نفسه وقد تعبر عنها دموعٌ مشبعة بظلم العالم بأسره… و منا مَن لم تعوده أيامه بعد على التغلب على حزنه فيصيغها غضباً على من حوله .. وهم في الغالب أعزاءه .. ليعود بحزنٍ جديدٍ يضيفه إلى مخزون أحزانه .. ومنا مَن يهرب منه ويتجاهله ..دون أن ينسى أو يغفر.. إلى اليوم الذي لايستطيع فيه فعل ذلك والذي لن يتأخر كثيراً!!.. ومنا من يتسامى على أحزانه ويواصل دون كلل او ملل ..فيركنها في زاوية معتمة من ذاكرته فلاتلبث أن تحتضر وتموت..ومنا من وهبه الله القدرة على الإعلان عن أحزانه بعمل بديع … فيخلق من حزنه عملاً فنياً يسعد به الالاف بل الملايين من البشر وكيف لا والحزن سيد المشاعر القادرة على خلق الجمال والسعادة والبهجة ..لدى آخرين!!
أكثر مايؤثر بي من سلوك للبشر تجاه حزنهم -من يحتضنه داخله ويخفيه عن من يحب … ويحاول جاهداً إدخال البهجة وبث الفرح والحياة في قلوبهم ..بينما يفتك به الحزن والألم والمرض .
إن من يستطيع فعل ذلك لابد أنه يحب من حوله أكثر بكثير من حبه لذاته … ومع ذلك ليس كل من يحب من حوله أكثر من ذاته يستطيع فعل ذلك .
وحيث أن الحزن سيبقى رفيقنا طالما بين جنباتنا قلب ينبض .. فلابد لنا من نسج علاقة ما بيننا وبينه لكي لايفتك بنا ويقهرنا ويمس بمن نحب .. وقد يتم ذلك باستخدام وسيلة أفضل في التعبير عنه .. فعلاقتنا الحالية معه وطريقة التعبير عنه ليست قدراً .. إن إضفاء تغييرات إيجابية على وسيلة تعبيرنا ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً إن توفرت الإرادة والرغبة في ذلك.
فليس أروع من أن نستخدم حزننا لخلق مايمكن أن يسعد أحداً …
طاب صباحكم
وإلى اللقاء
أم فؤاد
أكثر مايؤثر بي من سلوك للبشر تجاه حزنهم -من يحتضنه داخله ويخفيه عن من يحب … ويحاول جاهداً إدخال البهجة وبث الفرح والحياة في قلوبهم ..بينما يفتك به الحزن والألم والمرض .
إن من يستطيع فعل ذلك لابد أنه يحب من حوله أكثر بكثير من حبه لذاته … ومع ذلك ليس كل من يحب من حوله أكثر من ذاته يستطيع فعل ذلك .
وحيث أن الحزن سيبقى رفيقنا طالما بين جنباتنا قلب ينبض .. فلابد لنا من نسج علاقة ما بيننا وبينه لكي لايفتك بنا ويقهرنا ويمس بمن نحب .. وقد يتم ذلك باستخدام وسيلة أفضل في التعبير عنه .. فعلاقتنا الحالية معه وطريقة التعبير عنه ليست قدراً .. إن إضفاء تغييرات إيجابية على وسيلة تعبيرنا ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً إن توفرت الإرادة والرغبة في ذلك.
فليس أروع من أن نستخدم حزننا لخلق مايمكن أن يسعد أحداً …
طاب صباحكم
وإلى اللقاء
أم فؤاد
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني