عندما يراهق الكبار
في البداية هو من مواليد برج الدلو وهذا يعطيكم انطباع من هو فمواليد هذا البرج عندهم بعض الغرور بأنفسهم ويحبون الظهور وبعض الأنانية. وبصراحة أكثر( نسونجية).
هو يعمل في منظمة غير حكومية منذ عشرين عاما وعلاقاته وارتباطاته بالناس جدا طيبة وتعلقه بالجنس اللطيف....يا لطيف تلطف مش طبيعية .
وعمره من السنوات أربعة وخمسون عاما . وورث العادات الطيبة والمجاملات القاتلة بعض الأحيان لدرجة أنه تخطى حاجز مسيلمة الكذاب ومن خلال عمله على الكمبيوتر فتحت له أبواب خارجية من جميع الدول وكثير من مواقع التعارف.وبشهادة بعض زميلاته بأنه يمتلك أساليب إقناع غير عادية وبنظرات جذابه وملامح رجولية نادرة الوجود وبأن أناقته المتميزة تلفت الانتباه ووجود الشعر الأبيض كان له الأثر.الكبير لوجود عدد كبير من المعجبات لهذه الشخصية الكرتونية.
وبدأ بأخذ صور بمناظر مأخوذة بعناية فائقة ووضعها على مواقع التعارف العالمية مثل (التاجد والفيس بوك الملعون والهاي فايف)
وما أجمل تلك الصور والتعليقات الرائعة التي اخترعها وكذبات بيضاء قد حللها لنفسه واستعملها لعدد يفوق الألف صبية وأصبح له( ماسنجر وسكايب وياهو) ووقته ضيق لا يحب بأن يطلب منه إحضار أغراض أو زيارات فجائية وقليل الكلام وقليل الأكل ويحب الهدوء المطلق وكل طلبات زوجته مجابه المهم تنام قبله ويقوم بعمل مشروباته المفضلة بنفسه وإحضار عدد كافي من كروزات الدخان وينصح زوجته بزياراتها الدائمة للجيران وأجمل يوم عندما تتلقى العزائم عند أهلها وكان كأسد ينقض على فريسته بإيصالها إلى بيت أهلها وإقناعها بإرضاء والديها وبمساعدة نسوان أخوتها وإذا تطلب الأمر للنوم عندهم لا مانع عنده فلا يهمه الأكل كثيرا بوجود علب التونا والأكل الجاهز المهم تروح من وجهه.
عدد الصبايا على الماسنجر أكثر من عدد الشعرات المتبقية على صلعته اللامعة. دوما وبدون أن يطلب منه شيء كانت تحضر له زوجته النسكافيه والقهوة والزهورات وتذهب للنوم هالمسكينه.
كان يشفق عليها من البلاوي اللي بيعملها من ورآها الله يقطع الرجال وعمايلهم وكان لاسم. (الحب الكبير على الهوت ميل دوت كوم) يطلب منه إضافته وبدون وعي ومشاعر الغرور التي تنتابه أضافها على( الهوت ميل ) خاصته وكانت ألصوره التي موجودة لها على البروفايل التي وضعتها أجمل من نساء القياصرة .وكانت تختار اللون الأحمر للكتابة وكانت تبعث له القبل والصور الغير عادية وعمل على إلغاء الصوت من جهاز الكمبيوتر المحمول خاصته وطلبت منه فتح الكاميرا وتردد في البداية ولكن بحركة استثنائية مشى مثل ما بمشوا الحرامية على روس أصابعهم وارتدي ملابس شبابية وألوانها زاهية وربطة عنق خمرية وأضاء التيبل لامب لإضفاء نوع من الرومانسية وخلفه صور عائلية تدل على مدى حبه وتعلقه بعائلته.
وبأحلام وردية وعدته بشراء كاميرا ليتمكن من مشاهدتها فكانت كتاباتها تغريه وكأنها أزالت الصدأ الذي تراكم منذ سنين وكانت تكتب له بلغة انجليزية فائقة الدقة وكان قد تعلم منها كتابة الكلمات بالشكل الصحيح.وكان يترجم أغاني كاظم الساهر وهاني شاكر للغة الانجليزية. وبدأت بفتح الماسنجر ويا لهول ما سمع من أعذب الكلمات وصوت الضحكات وكان وصفها له بأنه أجمل الرجال في هذا الكوكب وأكثرهم وسامة زاد وصفها لدرجة أنها أقنعته بأنه يشابة (مايكو كيلوني) فأصبح يراقب هذا الرجل ماذا يلبس وماذا يؤكل وتفاصيل حياته بدأ يفكر بزراعة الشعر على (الصلعة) وكيف سيكون منظره الوسيم وبدأت ملابسه تبدوا مثله تماما حتى فكر بتغيير اسمه من (أبو عفاش إلى مايكو) هذا كان طلبها.
وكان يقضي وقته على (المراية) أكثر من طاولة السفرة للتخلص من (الكرش) اللعين وكانت قد ألحت عليه المحافظة على رشاقته المتناهية وسجل بنادي للياقة البدنية كرمال عيونها واشترى كمان بدلة رياضية. والغريب في كل الموضوع انها أصبحت تعرف عنه كل شيء ماذا يحب وماذا يكره وما هي أكلاته المفضلة واسم عطره ولون غياراته الداخلية وبيجامته العجمية وأنواع ساعاته المفضلة من الماركات السويسرية حتى أنها من شدة تعلقها بحبه كانت تعرف قياس حذائه والوانه المفضلة وفي كل المرات كانت تطلب منه لباس لون معين للظهور على الكاميرا .
وكان (الشات) هو أهم شيء في حياة هذا (العجوز المتصابي) وكان يذهب للاماكن التي يوجد بها انترنت فقط ومن كثر إصراره لمشاهدة ذاك الوجه المشرق حول لها مئة دولار لشراء أروع الكاميرات الحديثة الخاصة بالانترنت وقامت بإرسال الاسم ورقم الحساب العائد لها وبالفعل حول المبلغ بدون تردد وكان يتمنى لو طلبت روحه وقتها أو مفتاح غرفة نومه وأصبح يستحم أكثر ويسمع أغاني أليسا و وائل كفوري والفيس بريسلي وسيلين ديون ومايكل بولتون يا لولعه وجنونه وتعلقه بهذه المرأة الخيالية وكان كلما فتحت (الماسنجر الملعون) ومشاهدة اسمها باللون الأحمر دلالة على أنها موجودة كان يحمد الله بأنها كانت تفتح عندما تذهب (المسكينه اللي عنده للنوم) للنوم العميق وكانت درجة حرارته وقتها كفيلة لغلي ركوة القهوة خاصته وكانت قد وعدته بالمجيء لبلده والإقامة معه وبعدها السفر معها بعد عمل فيزا خاصة له.وبعد ستة شهور ستصدر له جواز سفر أمريكي يصلح للسفر لكل الدول ووضع مبلغ من المال بحسابه البنكي.
ومن شدة جمالها وصورها على البحر وصور البركة الداخلية وكانت امرأة جدا غنية ووعدته بإرسال مبلغ كبير من المال لتمكنه من شراء منزل خاص به في بلده للتمكن من قضاء الليالي الوردية عندما تحضر عنده وأصبح يعمل على إشعال فتيل الحرب المنزلية وإقناع زوجته بأن المنزل متسخ دوما وبأن الأكل ما عاد لذيذا وبأن الأولاد تراجعوا في دراستهم وبأنها ما عادت جميلة ولها رائحة كريهة وشعرها مثل (ليفة الحمام) وتجاعيد وجهها مثل خارطة العالم وعند النوم يوجه وجهه (للحيط) وصار عنده إحساس بالرغبة لوضع السم القاتل لها ليتسنى له الزواج من حبيبته الخيالية صاحبة السيقان المخروطية ولباس البحر خاصتها لا يغيب عن خياله وملابسها الرائعة ومنزلها الأروع وخصوصا البركة الدائرية. كل يوم كان يسبح في خياله وينتظر قدومها بفارغ الصبر لم يعد يقدر على احتمال قهره وضاق صدره وفي يوم ذهبت زوجته لبيت أهله وقالت له بأنها ممكن أن تنام عندهم ويا لسعادته لسماع خبر كهذا وقام بإيصالها لمتحف الشمع الذي يخص أهله وعند عودته قرر ولأول مرة شراء مشروب ينعش وحدته وانتظار صديقته. وصل منزله وخلع ما تبقى عليه من ملابس وأحضر ( التي شيرت) الجديد و(بوكسر) من اللون الفاقع لهذه المناسبة الاستثنائية وقام بتقشير بعض الفواكه (مازة) مع الإنارة الخافتة ووضع شمعتين للدلالة على الرومانسية وقام بتشغيل (الهوت ميل الملعون) وكان اسمها باللون الأحمر وصورتها البهية .
وفاجأته بأنها اشترت كاميرا لا مثيل لها وهي جاهزة لفتح الكاميرا ولكن بعد قليل وفي الأثناء كان قد شرب ما يكفي من (المشروب).ملامح وجهها وجسدها كانت تغريه لدرجة أنه تملص من كل الأخلاق التي كان قد تعلمها وعلمها لأولاده.
بدي البس ملابس الإغراء خاصتي وكان مش ملحق محارم لمسح جبينه آه لحنينه
واشترطت عليه التجرد من ملابسه والنوم بالفراش وهذا كان شرطها الوحيد وبدون تردد قال لها نعم نعم نعم نعم جاهز.
وقام باستدعائها على الكاميرا وقامت بالرفض لدغدغة أحاسيسه.
وفي تلك الأوقات كانت درجة الحرارة عنده بحاجة إلى إبرة (ريفانين) وكمادات ميه باردة وقام بالتوسل لها كطفل حرمته أمه من صدرها ويا لهول اللحظة التي تمت فيها إرسال الكاميرا وقام بالموافقة على كبس جميع أزرار وكبسات الكمبيوتر وفتحت الكاميرا وكانت صورة زوجته وأولاده وأخوه وزوجة أخوه وأمه وأبيه فقال أكيد هذا من فعل زجاجة (المشروب) اللعينة وقام بفرك عيونه مره أخرى وبقرص خده المخدر من فعل المشروب.
وبصوت جماعي لا مثيل له كالنشيد الوطني وبصوت واحد.......
يا مراهق يا مراهق عيب عليك اكبر. أولادك صاروا طولك وبدهم جيزه. ويا لسكرته الأولى ويا لخجله من زوجته ومن أولاده وأهله . حتى طفلته الصغيرة بدون معرفة ماذا يحصل كانت تضحك والله لا يحطكم محله الموت أهون من شماتة مرته.
وما زال ينتظر وجود فتاه أخرى لإضافة اسمها على (الماسنجر)
وكانت زوجته المستفيد الأول من تجديد شيخوخته ولا يوجد عنده القدرة لرفض طلباتها فهي حبيبته وكانت قبل أيام مهجته فشعره المستعار ملكها وملابسه الداخلية الجديدة من حقها كان الله في عونه وعونها.
الداعي بالخير
هاشم برجاق
15-6-2010
الموقع الخاص بالكاتب
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني