من طرف أحمد عز الدين السبت يناير 08, 2011 10:48 am
مجموعة (باب الصّمت) للبحريني: جاسم الحاجي
نصوص شعريّة تأمليّة في فلسفة الوطن، الانتماء.. والمنفى
بقلم: زينب ع.م البحراني
على حافّة خليطٍ من رائحة التّاريخ، ومذاق الأساطير، وفجائع الماضي، وأوجاع الحاضر، تقف بنا مجموعة (باب الصّمت) للبحريني (جاسم الحاجي) بنصوصها الشّعريّة المعجونة بمرارة المنفى ومشاعر الغربة في قلب الوطن تحت ثمانٍ وأربعين عنوانًا تتربّع فوق نصوصٍ يتقاسمها الشّعر والنّثر، وتُهيمن عليها روح الفلسفة والتأمّل العميق في حياة الإنسان. ثمّة رحلةٌ معنويّة للبحث عن الوطن الدّاخليّ المُتمثّل بالذّات، وأكثر من وطنٍ خارجيّ يتمثّل بالأهل والأحباب وأرض الميلاد وكلّ ذاتٍ أخرى تنتمي لها روح الإنسان وقلبه قبل انتماء جسده. ففي نص (وطن مر.. نص
آخر) يُعرّفنا بوطنٍ يُعاني هو الآخر من الغربة مع أبنائه حين يقول:
"أوطنٌ هذا الذي مرّ فشاطرني الملجأ؟
وهل تربض على شريط رمله المأخوذ خفايا التكوين والمنشأ؟!
هل عاد للهيئة الأولى؟!
أم تشابهَت عليّ الصّور فما اجترأت
وتداعيت حتّى تشعّبت بقاياي في صهيل التّنحّي
وهي تستغفر لوعة العصيان....... صـ 45".
ونجد جواب السؤال الكبير المرير في نصّ (هلالٍ مُخضّب) :
"لم يعُد ذلك وطنًا
لم تعُد تلك القصبات عشقًا
فقد سارت إليّ كُلّ الجحافل
وأمسيتُ أقلّب الطّرف
طريدًا
في غياهب التشرّد
هل أبقي عليّ شيئًا من شغف الخلود
أم ألقي بأوصالي أقطار العالم
وأنهزم؟!... صـ 78"
بينما نرى سجنًا مُتنكّرًا تحت اسم الوطن في نصّ (تقية الجاحدين) حين نقرأ:
"أخذتنا الغفلة
حتى أفقدتنا البوصلة الوجهة
ومضينا حيث يُسمّى السّجن بلادًا
قعدنا نرتقب ونزرع الحلم
فتراءت ظُلمة الفجر
وتلاشت سحابة الوعد
فبُعدًا لهذا الشّتات.... صـ 58"
وليس بوسع تلك الأوطان إلا أن تتمخّض عن شعوبٍ تُشبهها، إن لم يكُن حاضرها قد وُلِد هو الآخر على أيدي شعوبٍ تُشبهها، فالذّات التي تهتف قائلةً (لا ينبغي لي الخروج/ ولستُ أرفض قيدي) على لسان فردٍ في نص (طين الرّماح)، تجتمع بشقيقاتها هاتفة في نص (تقيّة الجاحدين):
"نحن الحشد المُشرّد من منظومة الهيكل
مارقون
يُبعث فينا الخطاب، وآيات الهوان..... صـ 55"
ثمّ مُعترفةً في نصّ (حديث السّكارى في الغابة الهشّة):
"نرتع..!
ولم نرتشف أقداح الصّمت
بل عتقنا ألسنتنا
ورمينا حدس القضبان وراء ظهورنا
كم تبقى زهرة جلجامش لتهيّج كُلّ هذا الرّفض؟!... صـ 63"
وقد تصل تلك الرّحلة الطّويلة للبحث عن وطنٍ منشود إلى لا شيء، لا وطن، لا أمل، بعد عُمرٍ من أكله التنقّل والرّحيل حسًا ومعنى:
" لن تنسى خباؤك وفيه الطّواف الأزلي، وددت لو أمدت السّماء في رمقك وأذابت صقيع عمرك وأرجأت كلّ ما فيك حتّى توصلك إلى ما لا طريق... صـ 75"
بينما توصلك بقيّة نصوص المجموعة إلى رؤى فلسفيّة وإنسانيّة قادرة على طبع بصمةٍ جديدة في عقل القارئ وروحه انطلاقًا من فكرة الوطن والإنسان، مرورًا بالمنفى والحريّة والحياة.
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني