لن يتوقف جدل الهوية في العالم العربي، ولا يوجد بلد عربي لا يعاني من أزمة هوية، بسبب ضعف الهوية الوطنية الجامعة مقابل الهويات الفرعية طائفيا وإثنيا وجهويا وعشائريا. وحتى تتأسس
هوية وطنية بأفق عربي إسلامي مفتوح سيتجلى الجدل في توترات اجتماعية وصولا إلى حروب أهلية.
للعنصريين مفهومهم للهوية، والذي لا يختلف عن المفهوم النازي "المانيا فوق الجميع"، هوية مغلقة على ذاتها معادية للآخر مزدرية له. ولتسويق تلك العنصرية المجرمة عالميا تعلو نبرة العداء لإسرائيل. في لبنان يحرم الفلسطيني من جميع الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية باسم العداء لإسرائيل وحرمانها من تنفيذ مخططات التوطين.
ويستغل كل تصريح إسرائيلي عن يهودية الدولة أو التهجير وعدم قبول حق العودة وأخيرا قرارات الإبعاد للسبعين ألفا، للتنكيد على حياة اللاجئين الضنكة أبا عن جد، حتى حزب الله كاد يتورط في هذه اللغة السخيفة عندما حذر أمينه العام من مغبة قيام إسرائيل بتهجير مزيد من الفلسطينيين. وهي لغة تمالئ المزاج العنصري في لبنان. ولا تليق بحزب يقود المقاومة ودفع غالي التضحيات في مواجهة العدو الصهيوني.
في مصر حال الفلسطيني ليس بأحسن، وما الجدار الفولاذي وخنق الباحثين عن الحياة في الأنفاق إلا رأس جبل جديد لموقف عنصري، يدفع ثمنه نحو مليوني إنسان في غزة بشكل خاص، وكل من هو فلسطيني بشكل عام. كل ذلك باسم مواجهة إسرائيل التي ستقيم دولة فلسطينية بديلة في صحراء سيناء (هذه ليست هلوسة بل كلام يكتب في الصحافة المصرية).
ولا يخلو الأردن من أصوات عنصرية، مع أن الموقف التاريخي للمجتمع والدولة هو الشراكة مع الفلسطينيين، وكل ما بني من شراكة خلال نصف قرن بنظر هؤلاء ما هو إلا مؤامرة على القضية الفلسطينية، فالعنصري شرق النهر يرى في المواطنة التي اكتسبها الفلسطيني قبل نحو نصف قرن تصفية للدولة الأردنية لصالح إسرائيل، والعنصري غرب النهر يرى فيها تصفية للشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل. والواقع أنها أفضل تجربة وحدوية عربية لم ينهها غير الاحتلال.
العنصري ليس بالضرورة عميلا لإسرائيل وإن خدم أجندتها، كما حصل في الحرب الأهلية اللبنانية، ولكنه عدو لنفسه منقسم على ذاته، وفي النموذج اللبناني اتضح بالتجربة العملية إلى أين يمضي الانشطار العنصري، فمن قتلوا الفلسطيني في المخيمات قتلوا أبناء طوائفهم، وفي المحصلة لم يحبطوا المشروع الصهيوني.
لقد انتصرت إسرائيل علينا لأن مجتمعها هضم اليهودي اليمني والمغربي والبولندي والأميركي. وفي الانصهار ذابت لغات وعادات وألوان، وفي العالم العربي تجد إلى اليوم من يقول عن الفلسطيني "نحن وهم".
د. ماهر علوان
هوية وطنية بأفق عربي إسلامي مفتوح سيتجلى الجدل في توترات اجتماعية وصولا إلى حروب أهلية.
للعنصريين مفهومهم للهوية، والذي لا يختلف عن المفهوم النازي "المانيا فوق الجميع"، هوية مغلقة على ذاتها معادية للآخر مزدرية له. ولتسويق تلك العنصرية المجرمة عالميا تعلو نبرة العداء لإسرائيل. في لبنان يحرم الفلسطيني من جميع الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية باسم العداء لإسرائيل وحرمانها من تنفيذ مخططات التوطين.
ويستغل كل تصريح إسرائيلي عن يهودية الدولة أو التهجير وعدم قبول حق العودة وأخيرا قرارات الإبعاد للسبعين ألفا، للتنكيد على حياة اللاجئين الضنكة أبا عن جد، حتى حزب الله كاد يتورط في هذه اللغة السخيفة عندما حذر أمينه العام من مغبة قيام إسرائيل بتهجير مزيد من الفلسطينيين. وهي لغة تمالئ المزاج العنصري في لبنان. ولا تليق بحزب يقود المقاومة ودفع غالي التضحيات في مواجهة العدو الصهيوني.
في مصر حال الفلسطيني ليس بأحسن، وما الجدار الفولاذي وخنق الباحثين عن الحياة في الأنفاق إلا رأس جبل جديد لموقف عنصري، يدفع ثمنه نحو مليوني إنسان في غزة بشكل خاص، وكل من هو فلسطيني بشكل عام. كل ذلك باسم مواجهة إسرائيل التي ستقيم دولة فلسطينية بديلة في صحراء سيناء (هذه ليست هلوسة بل كلام يكتب في الصحافة المصرية).
ولا يخلو الأردن من أصوات عنصرية، مع أن الموقف التاريخي للمجتمع والدولة هو الشراكة مع الفلسطينيين، وكل ما بني من شراكة خلال نصف قرن بنظر هؤلاء ما هو إلا مؤامرة على القضية الفلسطينية، فالعنصري شرق النهر يرى في المواطنة التي اكتسبها الفلسطيني قبل نحو نصف قرن تصفية للدولة الأردنية لصالح إسرائيل، والعنصري غرب النهر يرى فيها تصفية للشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل. والواقع أنها أفضل تجربة وحدوية عربية لم ينهها غير الاحتلال.
العنصري ليس بالضرورة عميلا لإسرائيل وإن خدم أجندتها، كما حصل في الحرب الأهلية اللبنانية، ولكنه عدو لنفسه منقسم على ذاته، وفي النموذج اللبناني اتضح بالتجربة العملية إلى أين يمضي الانشطار العنصري، فمن قتلوا الفلسطيني في المخيمات قتلوا أبناء طوائفهم، وفي المحصلة لم يحبطوا المشروع الصهيوني.
لقد انتصرت إسرائيل علينا لأن مجتمعها هضم اليهودي اليمني والمغربي والبولندي والأميركي. وفي الانصهار ذابت لغات وعادات وألوان، وفي العالم العربي تجد إلى اليوم من يقول عن الفلسطيني "نحن وهم".
د. ماهر علوان
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني