لا تنظر إلى كل ما يرسم،،،الحسد وضيق العين
في إحدى الجلسات التقى مجموعة من الكتاب كاتباً أسميته اليوم شيخ الكتاب وهو الأستاذ محمود قطيشات فجلسوا الكتاب المميزون أبطال الحلقة هم (الأستاذ غفار أبو السمن والأستاذ نايف النسور والأستاذ فاخر الضرغام والأستاذ محمود الشمايلة والأستاذ علاء نوار والأستاذ حابس الكلوب والأستاذ عصمت العزيزي والأستاذ وليد المزرعاوي والأستاذ شفيق الدويك والأستاذ قصي النسور والأستاذ محمد النسور والأستاذ أبو المعتز بالله والأستاذ رائد العمايرة والأستاذ محمد الصمادي والشاعر العريق والرائع حسن نجيب صهيوني) يتناولون أطراف الحديث ويستذكرون الأيام الخوالي وأيام المقالات وأيام تهديدات الكتاب بالسجن وأيام ما كانت المقالات تبث على المواقع الالكترونية.
وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي وبعد عبارات التحية والمجاملة والترحاب. بدأ كل منهم يتأفف من ضغوط العمل المرهق والمضني والحياة التي أتعبتهم من شدة متطلباتها،،، والمقالات هذه الأيام وما تسبب لهم الكثير من التوتر.
وغاب الكاتب أبو العبد (محمود قطيشات) أطال الله بعمره عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا من الشاي بالنعناع ومعه أكواب من كل الألوان والأشكال من الملامين ومن الزجاج ومن البلاستيك الملون فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا وبالتالي كانت باهظة الثمن بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده بأفقر البيوت.
قال الكاتب للأصدقاء من الكتاب والقراء تفضلوا، وليصب كل واحد منكم لنفسه الشاي وعندما بات كل واحد من الضيوف المحترمين ممسكا بكوب،،،،، تكلم الكاتب الكبير مجددا،،،،
هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة هي التي وقع عليها اختياركم ؟؟؟ وأنكم تجنبتم الأكواب العادية،،،،
ومن الطبيعي أن يتطلع قدما إلى ما هو الأفضل والأجمل ولأزهى الألوان وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر وارتفاع ضغط دمكم واختلاف لون بشرتكم.
ما كنتم بحاجته فعلا هو الشاي وليس الكوب،،،،،
ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة ،،،،،،وبعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم بدأ ينظر ويراقب الأكواب بأيدي الآخرين.
فلو جدلا كانت الحياة هي الشاي،،،فان الوظيفة والمال والمنصب والمكانة الاجتماعية هي الأكواب.
وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة بداخلها ونوعية الحياة(الشاي) يبقى نفسه ونفس الطعم لا يتغير أبدا فالحياة كالقيثارة العازفة لنفس الألحان على وتيرة واحدة وان لم نغير لحنها تبقى بنفس الوتيرة المملة وإذا يتوجب عليكم التغيير وإيجاد وتيرة جديدة والبحث عن كل ما هو جديد.
وعندما نركز فقط بالكوب نضيع وقتها الاستمتاع بطعم الشاي والتلذذ بمذاقه الرائع.
وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين الملونة المبهرة الشكل وأنصحكم بالاستمتاع بطعم الشاي.
بالواقع وبالحقيقة المطلقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون من الناس.
فهناك بالاتجاه الآخر أناس لا يحمدون الله على ما هم فيه من نعمة ومن صحة ومن مال أيضا.
مهما بلغ من نجاح ومن مال ومن جاه ومن أولاد ومن صحة ومنصب جيد،،،،ولأنه دوما يراقب ما عند الآخرين
فقط فيجلس ويراقب بعض الناس ويحسدهم على زواجهم الناجح وعلى زوجته الجميلة ذات الخلق الرفيع وهو عنده الأجمل والأروع بالأخلاق الحميدة والعفة المطلقة وينظر للبيت الذي يقطنه ويحدث نفسه بأن غيره يقطن بقصر أو منزل أرقى وأفخم ويظل دائم التفكير بما لدى غيره ويقول،،،،
ليت لدي ما لديهم،،،،،
والآن أكملوا شرب الشاي وأهلا وسهلا بكم. ودعوني أقول لكم ما هي الدنيا يا أحبتي،،،،،،حقيقة الدنيا،،،
الدنيا ليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما الحقيقة تتساوى جميع الكؤوس التي يتجرعها الكل والكل في تعب مستمر.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف فلا تختلف النفوس إلا بمواقفها وليس بالشقاء والنعيم اختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدوا على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع...فتلك ديكورات وثياب تنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدوا أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم.
أما وراء الكواليس
وأما على مسرح القلوب
أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق والحقيقة فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم. وإنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن وقواعد ثابتة. الله يمد يد العون المخفية ويحنوا بها على المحرومين وينير بها ضمير الإنسان الضرير ويؤنس الأيتام والمتوحدين في الخلوات ويبشر الصابرين فالله يطمس على بصائر المترفين ويؤرق عيون الظالمين ويرهل أبدان المسرفين وتلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.
أهل الحكمة والعقل في راحة دائمة أدركوا وأيقنوا ذلك بعقولهم فجمعوا لأنفسهم بين راحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت راحة ثالثة هي راحة البدن.
وأما أهل الغفلة وهم الغالبية الغالبة فما زالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل المال ومن أجل النساء ومن أجل دونم أرض ومن أجل أطماعهم الدنيوية فقط وفي النهاية لا يجمعون سوى مزيدا من الهموم وأطنان من الخطايا وظلما لا يرتوي وجوعا لا يشبع.
فانظر إلى أي طائفة من هؤلاء أنت وأغلق عليك بابك وابك على خطيئتك فالدنيا حقا حظوظها متساوية وعادلة سبحان الله وبحمده نشكره على كل النعم.
بسم الله الرحمن الرحيم:
قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد،،،صدق الله العظيم.
بطل الحلقة الأستاذ محمود قطيشات الرائع.أطال الله بعمرك أستاذنا الكبير.مع اعتذاري لكل الحضور من الكتاب والقراء المميزين من حبي واحترامي استخدمت أسمائكم الرائعة شكرا لكم.
الداعي بالخير
هاشم برجاق
5-1-2011
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني