منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

ملتقى أدبي يهتم بفنون الأدب العربي من شعر قديم ومعاصر ويحوي عدداً من التراجم والسير الأدبية والمقالات والقصص والروايات

بعد التحية على الزوار الراغبين بالإنضمام لهذا المنتدى التسجيل بأسمائهم الحقيقية أو ألقابهم أو أي اسم أدبي يليق بالمنتدى بعيداً عن أي أسماء تخل بسمعة المنتدى وتسيء إليه، وسوف تقوم إدارة المنتدى بالرقابة على الأسماء غير اللائقة أدبياً ثم حجبها ..... إدارة المنتدى

المواضيع الأخيرة

» ملحمة شعرية مهداة الى الشاعرة عائشة الفزاري / د. لطفي الياسيني
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» وما غير الطبيعة من سِفر
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» طال ابتهال المصطفى
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Emptyالأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

التبادل الاعلاني


3 مشترك

    حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني

    avatar
    وجه البدر


    عدد المساهمات : 61
    نقاط : 26816
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/04/2010

    حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Empty رد: حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني

    مُساهمة من طرف وجه البدر الخميس ديسمبر 23, 2010 3:35 pm

    شكراً يا عبر على هذا الحوار المنقول
    تحياتي

    واقبلي احترامي
    avatar
    تامر معاطي


    عدد المساهمات : 44
    نقاط : 26627
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/05/2010

    حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Empty رد: حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني

    مُساهمة من طرف تامر معاطي الأربعاء ديسمبر 22, 2010 9:23 am

    الأخات الفاضلة عبير
    تحية طيبة وبعد

    كطنت قد قرأت هذا الحوار سابقاً
    وأنت بدورك الآن أعدت لي ذاكرتي عن هذا الأديب أيمن ذو الني

    تحية لك ولنشاطك المتجدد
    واقبلي مني الاحترام والتقدير

    أخوكم
    تامر معاطيا
    avatar
    abeereid_2007
    مشرف


    عدد المساهمات : 285
    نقاط : 27293
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 10/04/2010
    العمر : 45

    حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  Empty حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني

    مُساهمة من طرف abeereid_2007 الأحد ديسمبر 19, 2010 9:59 am

    القراءة... غذاءٌ للفكر والروح، وضياءٌ للبصيرة؛ إن كانت هادفةً ذات مضمون يرتقي بالقارئ ولا يهبط به.

    ولقد عاشت الأمةُ الإسلامية وما زالت مرحلةً عزف أكثرُ أبنائها عن القراءة القيمة، أو عكف بعضُهم على تلك التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع للعلم الصحيح وللمعرفة التي تسيرُ بصاحبها نحو أهدافه؛ فقد ذكر التقريرُ العربي الأول للتنمية الثقافية لعام 2007م الذي صدر عن مؤسسة الفكر العربي: أن هناك كتابًا يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، في حين هناك كتاب لكل 500 إنكليزي، ولكل 900 ألماني؛ أي معدَّل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% منه في إنكلترا على سبيل المثال.

    وأوردت جريدةُ القبس الكويتية بتاريخ 11 آذار 2007م: أن معدَّل القراءة للفرد في العالم العربي في العام الواحد يبلغ 6 دقائق، مقابل 200 ساعة في أوربة وأمريكا!

    ونشرت صحيفةُ الرأي الأردنية دراسةً عن معدَّلات القراءة في الوطن العربي، أظهرت أن القارئ العربي يقرأ في كل عام نحو ربع صفحة، في حين معدَّل قراءة الأمريكي 11 كتابًا، والبريطاني 7 كتب في العام!

    وهذا واقع يحتاج إلى خطط تربوية عملية لتغييره.

    ولمعرفة خلفيات التراجع الثقافي لدى الأمة وأسبابه وانعكاساته على واقعنا، ولاقتراح الأساليب التي تجذب شبابَ هذا الجيل إلى الشغف بالقراءة، كان لنا حوار مع الأديب الشاب الأستاذ أيمـن بن أحمد ذوالغـنى:
    1- منبر الداعيات: سُئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري، فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرؤون". فهل إغراق سوق الإعلام العربي بهذا الكمِّ الوافر من المواد الإعلامية الهابطة يقع ضمن مخطط تفريغ العقل الإسلامي العربي لتنحيته عن قيادة البشرية؟
    لا ريب أن إغراق الإعلام العربي بنتاج وافر من الموادِّ الهابطة (فكريًّا وأخلاقيًّا) هو من وسائل تفريغ العقل المسلم من كلِّ ما يمكن أن يعصمَه من الانحدار والوقوع في براثن التبعيَّة الفكرية والثقافية للغرب.

    وللحصول على المناعة الفاعلة للحيلولة دون انحلال الشخصية وتحلل الهوية لا بد من معرفة ما نقرأ وكيف نقرأ. وإن لم نحصل على هذه المناعة فسنبقى أمةً ضعيفة منهزمة نفسيًّا مطأطئة أبدًا للأجنبيِّ القويِّ ولفكره وثقافته، عاجزةً عن أن يكونَ لها أثر حقيقيٌّ في قيادة البشرية؛ إذ القيادةُ لا تلقي عِنانَها إلا للأقوياء في ميادين الحياة كافَّة.

    وأنصح بمطالعة الكلمة النفيسة التي قدَّم بها شيخ العربية العلامة محمود محمَّد شاكر كتابه العظيم ((المتنبي)) والتي جعل عنوانها ((رسالة في الطريق إلى ثقافتنا))[2] فقد ذيَّلها بفصل مهم جدًّا أسماه (قصة التفريغ الثقافي) روى فيه كيف وصل حال المسلمين إلى جيل مفرَّغ من كل أصول ثقافة أمته، ((فالأديبُ مصوِّرٌ بقلم غيره، والفيلسوفُ مفكِّرٌ بعقل سواه، والمؤرِّخُ ناقدٌ للأحداث بنظرٍ غريبٍ عن تاريخه، والفنَّانُ نابضٌ قلبُه بنبضٍ أجنبيٍّ عن تُراث فنِّه)).

    2- منبر الداعيات: ما الانعكاسات الخطيرة لظاهرة عزوف الشباب عن القراءة على حاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها؟
    إن عزوفَ الشباب عن القراءة منذرٌ بخطر حقيقي؛ بدأنا نبصرُ مظاهرَه في حاضرنا، وسيتعمَّق أثره في المستقبل أكثر وأكثر؛ لأن الذي يطالعُ ويقرأ يضيف إلى عمره أعمارًا، وإلى خبرته خبرات، ومن ثَمَّ فإن تراكم قراءاته ومطالعاته سيرتقي بمعرفته ووعيه وفهمه لكلِّ ما يجري حوله. أما من استدبر جادَّة القراءة فإنه سيُراوح مكانه أبدًا. وأمة لا تقرأ هي أمة -بلا شك- لا تفهم، ولن تفهم.

    وعند كلٍّ منا أمثلةٌ لأزَمات سياسية وهزائم عسكرية حاقت بأمتنا، كان السببَ فيها عدمُ القراءة، وعدمُ الوعي بما نقرأ. وهذا ما حمل أحدَ زعماء الكِيان الصِّهْيَوني على السخرية من العرب، بقوله: العربُ لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون!

    3- منبر الداعيات: هل أزمة القراءة في العالم العربي: هي أزمة كاتب وكتاب؟ أم أزمة جيل لا يحب القراءة؟
    أرى أن أزمة القراءة عندنا مردُّها إلى جيل غير محبٍّ للقراءة، وهو في هذا ضحيةُ تربية هشَّة لم تُشعِره منذ طفولته بأهميَّة الكتاب والمطالعة، ولم تُزيِّنهما له، ولم تُهيِّئ له أسبابَ القراءة الجادَّة الواعية المنتجة! وهذا لا يعني أننا لسنا بحاجةٍ إلى مزيد من الكتَّاب المتميِّزين الذين يُحسِنون عرضَ الأفكار الإصلاحيَّة والإيجابيَّة بأسلوب جيِّد مشوِّق يجتذبُ أبصارَ القراء وبصائرَهم، فالميدانُ ما يزال رحبًا ينتظر الكثيرَ من الكتابات الجادَّة المثمرة.

    4- منبر الداعيات: "أمة اقرأ لا تقرأ" عبارة اعتدنا سماعَها سنين طويلة، كيف يمكن أن تتحوَّل العبارة إلى: "أمة اقرأ تحب أن تقرأ، وتعرف كيف تقرأ"؟ وبمن ستُناط مهمَّة التحوُّل هذه؟
    عبارة (أمة اقرأ لا تقرأ) هي -ويا للأسف- عبارةٌ صادقة تصوِّر واقع أمَّة العرب اليوم، ولا يتطلَّب الوقوف على حقيقة هذا الواقع المخجِل سوى إلقاء نظرة عَجْلى على تقارير بعض المنظمات الدولية عن إحصاءات القراءة في بلدان العالم المختلفة، لنرى البونَ البعيد بين حالنا مع القراءة وأحوال الأمم الأخرى.

    وتغيير هذا الواقع المخزي إلى أن يصير: (أمة اقرأ تُقبل على القراءة، وتعرف كيف تقرأ) يتطلَّب تضافرَ جهود المربِّين في المنزل والمدرسة والمسجد والنادي، وأول ما يجب فعله هو تربية النشء على القراءة بالقدوة، وإن أسلوب التربية بالقدوة من أنجع أساليب التربية، وهذا ملاحَظ بيِّن؛ فإن الأسر التي يهتمُّ فيها الوالدان بالقراءة والمطالعة نجد الأولادَ فيها -غالبًا- قرَّاء نَهِمين، قد غدت القراءة جُزءًا ثابتًا من نشاطهم اليومي.

    ولقد ذكر المفكرون والمربون غيرَ ما سبب من أسباب الجفاء القائم بين أبنائنا والكتاب، واقترحوا لذلك بعضَ الحلول العمليَّة، بيد أني أرى أن خيرَ من وقف على حقيقة الدَّاء ووضع العقَّار النافع له هو أستاذنا الكبير المربي د. عبد الله الدنَّان رائد تعليم العربية بالفطرة والممارسة، إذ ذهب إلى أن أعظمَ ما يَحول بين أبنائنا والكتاب، ويُقيم جدارًا عازلاً بينهما، هو أن لغةَ الكتاب ليست اللغةَ الأمَّ التي اكتسبوها في طفولتهم الأولى، فأبناءُ العرب في أقطارهم المختلِفة تلقَّوا جميعًا اللهجات العاميَّة في بيئاتهم التي نشؤوا فيها، وحين بلغوا السابعةَ ودخلوا المدارس فوجئوا أن لغةَ الكتاب مُباينةٌ لما أَلِفُوه من لسان آبائهم وذَويهم! ومن هنا بدأت الحواجزُ النفسية تُشاد بينهم وبين الكتاب، وكلما أمعنوا في التقدُّم في صفوف الدراسة ازدادت الهوَّة عمقًا؛ فلغة الكتاب لا تُستخدَم إلا عند القراءة والكتابة، أما لغةُ الخطاب والتواصل في المدرسة والبيت والشارع وكلِّ مكان فهي لغتُهم الأمُّ التي فُطروا عليها!

    وإذا ما أردنا تحبيبَ الكتاب إلى أطفالنا، وجعلَ القراءة عادة لهم، وثقافة راسخة لديهم، فأولُ ما يجب أن نقومَ به هو العودة بهم إلى لغة القرآن، وبلاغة النبيِّ العدنان، ولسان أجدادهم من أهل الفصاحة والبيان. وقد خطا أستاذُنا الدنان خطوات واسعةً في هذا المضمار، بتجرِبته الرائدة في إكساب الأطفال العرب -في سنيهم الأولى- اللغةَ العربية الفصيحة، وقد نجحت طريقتُه نجاحًا باهرًا فاق التوقعات، وكان من أُولى ثمرات هذا النجاح ومن أعظمها وأجداها نفعًا = تعلقُ الأطفال الشديدُ بالكتاب، والرغبةُ الوثيقة لديهم في القراءة والمطالعة.

    إن تطبيقَ هذه الطريقة، وهي التواصل الدائمُ مع الطفل بالعربية الفصحى، هو بلا ريب الحلُّ الأمثل والأقرب لبناء جيل قارئ واع فَهِم مبدع.

    5- منبر الداعيات: ومَن لم يتسنَّ له تطبيق طريقة الدكتور الدنان، أما من سبيل لتنشئة أولاده على حب القراءة؟
    من لم يتسنَّ له تطبيق هذه الطريقة، فعليه أن يعوِّض بأمور أُخرى، من أهمِّها:
    1- توفير القصص الجميلة الملوَّنة للطفل من نعومة أظفاره، يقلِّبها بيدَيه الغضَّتين، ويتأمل في صورها، حتى يصيرَ الإمساك بها وتقليبُ صفحاتها عادة له.
    2- قراءة القصص للأبناء، خصوصًا قُبيل النوم، التي غالبًا ما يحبونها ويتعلَّقون بها.
    3- ومع تقدُّم الطفل في العمر يَحسُن اصطحابه بين حين وآخرَ إلى المكتبة ومعارض الكتب، ومساعدتُه في اختيار ما يُناسب عمرَه منها.
    4- تخصيص جُزء من مكتبة الأسرة للطفل يضع فيها قصصَه وكتبه، ويُفضَّل أن يكون له مكتبةٌ خاصة به في غرفته.
    5- تعويد الطفل ادخارَ جزء من مصروفه لأجل اقتناء القصص والكتب النافعة.
    6- جعل القراءة ثقافةً منزلية ثابتة، بأن تُخصَّص ساعة يوميًّا تسمى ساعة القراءة، يجلس فيها أفراد الأسرة يقرأ كلٌّ منهم ما يحب، وفي أحد أيام الأسبوع تكون ساعةُ القراءة جماعية، تشترك فيها الأسرة في قراءة كتاب واحد.

    6- منبر الداعيات: هل برأيك هناك أسباب اقتصادية لعزوف الشباب عن القراءة؟
    لا تَعْدو الظروف الاقتصادية المتردِّية عمومًا في عالمنا العربي أن تكونَ سببًا ثانويًّا لظاهرة عزوف الشباب عن القراءة؛ لأن الإنسان المحبَّ للقراءة لن يعدمَ سبيلاً للحصول على كتاب شهريًّا. حتى لو أُغلقت الأبوابُ في وجهه ماديًّا فإن أبوابَ المكتبات العامَّة مفتوحةٌ له ولغيره، وسيجد فيها كلَّ ما يرغب فيه وتشتهيه نفسُه. إن الأمر يتعلق بالرغبة والإرادة ولن تحولَ الظروف الاقتصادية دون القراءة، وقد نشأ سيِّدي الوالد وكثيرٌ من شيوخنا في ظروف عيش صعبة يغلب عليهم فيها قلةُ ذات اليد، فلم يمنعهم ذلك من ارتياد قاعات دار الكتب الظاهرية، واستعارة الكتب العلمية النافعة من بعض المكتبات وقراءتها ونسخها في كرَّاسات للرجوع إليها متى شاؤوا.

    ودونَكم قصة فيها دليلٌ على أن مشكلتنا هي مشكلةُ وعيٍ بأهمية القراءة وإدراك لضرورتها: كنت في إحدى المكتبات الكبرى بالرياض أتخيَّر لولدي بعضَ المجموعات القصصيَّة، وكان إلى جواري والدٌ يبحثُ لولده عن قصة، وكلما اختار الولدُ واحدةً نظر الأب في ثمنها فاستغلاه! مع أن القصة لم تكن تزيد على 15 ريالاً (4 دولارات)! وبعد تقليبٍ للنظر وتفكُّر وتدبُّر اقتنى قصةً تجارية زهيدةَ الثمن لا خيرَ فيها ولا فائدة تُرتجى منها! وقدَّر الله أن أجتمعَ بهما مرَّة أخرى عند المحاسب ففوجئت بالأب قد اشترى من صنوف البَخور والعطور ما دفع قيمته أمامي أربعة آلاف ريال (أي أكثر من ألف دولار)! فعجبتُ لمن يجود بهذا المبلغ الكبير لما يُستهلَك ويفنى، ثم يبخلُ على ولده بما يبقى أثرُه ويدوم نفعُه!

    وإن شبابنا اليوم ليُنفقون من المال الكثير ثمنًا لبطاقات الجوَّال واشتراكات شبكة (الإنترنت)، فضلاً عن الكماليَّات وما لا طائل وراءه! فهل يُعجزهم أن يجعلوا جزءًا من مصروفهم لما ينهضُ بمعرفتهم، ويُثري ثقافتَهم، ويسمو بوعيهم؟!

    7- منبر الداعيات: إلى أي مدى أثَّرت مصادر المعرفة الإلكترونية في الإقبال على الكتاب؟
    أرى أنها قد أثَّرت أثرًا بعيد الغور خطير النتائج، فعموم شبابنا اليوم اتخذوا من الحواسيب خَدينًا، يقضون أمام شاشاتها ساعات طويلة، وليت قليلاً من هذا الوقت يُصرَف في مطالعة مواقعَ هادفة نافعة! فقد بينت بعض الإحصاءات أن أكثر المواقع إقبالاً من فئات الشباب في عالمنا العربي هي مواقع الأفلام الأجنبية والموسيقا، والمواقع الرياضية، والمواقع الإخبارية، والإباحية!!

    أما أثر مصادر المعرفة الإلكترونية في إقبال الشباب الناضج الواعي على الكتاب، فهو فيما أرى إيجابي، لأنها تكون حافزًا لهم إلى مزيد من المطالعة واقتناء الكتب وتتبُّع الجديد منها، وقد وقفتُ على بعض الدراسات يذهب فيها أصحابها إلى أن نشر الكتب إلكترونيًّا لن يحول أبدًا دون النشر الورقي، بل سيكون دعاية ودعمًا له، وأنا أميلُ إلى هذا الرأي لأنني أرى من نفسي ومن كثير من إخواني المحيطين بي اقتناءَ الكتب والاحتفاظ بها في مكتباتنا الخاصَّة بعد مطالعة تعريفات بها، أو دراسات عنها، أو موضوعات تتصل بها في مواقع إلكترونية.

    8- منبر الداعيات: هل هناك علاقة بين صلة المسلم بالكتاب وصلته بربِّه؟
    أجل العلاقة جدُّ وثيقة، وكيف لا تكون كذلك وأولُ ما نزل على قلب رسولنا المعظَّم - صلى الله عليه وسلم - قولُ الحقِّ سبحانه: {اقرَأ باسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَق * خَلَقَ الإنسانَ من عَلَق * اقرَأ ورَبُّكَ الأكرَم * الَّذي عَلَّمَ بالقَلَم * عَلَّمَ الإنسانَ ما لم يَعْلَم}. إن هذه الآيات دعوةٌ صريحةٌ واضحة إلى القراءة والتعلُّم والاستزادة من المعرفة أبدًا.

    ومن جهة أخرى إن القراءة الواعية المتأمِّلة في شتَّى جوانب العلوم والفنون تكون سببًا من أسباب الصلة بالله سبحانه؛ لأنها تزيدُ من وعي الإنسان بنفسه وبما حوله، وكلما ازداد الإنسانُ معرفةً ازداد يقينًا وإيمانًا بالله جلَّ وعلا، ودليلُ ذلك قوله سبحانه: {إنَّما يَخشَى اللهَ من عِبادِهِ العُلَماءُ}، وهل يحظى المرءُ بشرف أن يكون عالمًا إلا بمداومة القراءة وصحبة الكتاب!

    9- منبر الداعيات: ربط الله بين العلم والإيمان رافعاً من شأن العلماء المؤمنين بقوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وبرغم هذا الحافز الإلهي نجد عزوفاً جليًّا عن طلب العلم؛ فما أسباب ذلك برأيك؟ وكيف ينمِّي المسلم علمه؟ وما أهم منابع ارتوائه بالعلم؟
    الحوافز في الكتاب والسنة إلى طلب العلم كثيرة وافرة، ومنها قوله سبحانه: {فلولا نَفَرَ من كلِّ فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقَّهوا في الدِّين وليُنذِروا قومَهُم إذا رَجَعوا إليهم لعلَّهم يحذَرون}، وقول الصادق الأمين - صلى الله عليه سلم -: ((مَن يُردِ الله بهِ خَيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين))، بل قد جعل نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - طلبَ العلم فريضة لازمة، رغَّب فيها وحثَّ عليها بقوله: ((طلبُ العلم فَريضةٌ على كلِّ مسلم)). حينما نرى هذه النصوصَ الصريحة في الترغيب في طلب العلم، ثم نرى النكوصَ المُريعَ عن سبل العلم، والاستدبارَ لجادَّته فإن ذلك يكونُ -بلا ريب- مظهرًا من مظاهر غفلة المسلمين، وابتعادهم عن دينهم القويم الذي هو مصدرُ سعادتهم في الدنيا والآخرة.

    إن الحديثَ عن أحوال المسلمين اليوم، وما يعيشونه من ضياع بجنوحهم عن الصِّراط المستقيم حديثٌ ذو شجون، وإن عزوفَ المسلمين عن طلب العلم الشرعيِّ هو من نتاج ذلكم الجنوح والتنكُّب بلا شك. وحينما تحصل الهداية ويكون الالتزام يشعرُ المرء بضرورة طلب العلم ليعبدَ الله على بيِّنة، كما يحبُّ ربنا ويرضى.

    وعلى الدعاة والمربين أن ينشَطوا في بيان ضرورة أن يستزيدَ المسلم من العلم الشرعيِّ، وإن أولى ما يوجَّه إليه معرفةُ الوَحيين، الكتاب والسنَّة، إذ هما المصدران الرئيسان للتشريع، وهما سبيلُ النجاة للمسلمين، وقد قال سبحانه: {إنَّ هذا القُرآنَ يَهْدي للَّتي هيَ أقوَم}، فمن رامَ سبيل الهداية الأقوم فعليه بالقرآن فهو نور وهدًى للمتقين. والسنَّة النبوية المطهَّرة مبيِّنة للكتاب لا يكتمل دينُ المرء إلا بمعرفتها والعمل بما صحَّ منها. وإني لأدعو إخواني من طلاب العلم إلى العناية بنشر الأحاديث الصحيحة الثابتة من مصادرها المعتمَدَة الموثوقة، والتحذير من خطر الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يروَّج لها في رسائل البريد الإلكتروني كلَّ حين!

    ولا يخفى على ذي لبٍّ أن طلب العلم لا يكون إلا بملازمة العلماء العاملين، الذين يربُّون طلابهم بحالهم وقالهم، فليَحرِص الشبابُ على صحبة العلماء ذوي الاستقامة، والإفادة من علمهم، والتأسِّي بأخلاقهم المستقاة من هدي النبيِّ الكريم- صلى الله عليه وسلم -.

    وقد لخَّص الإمام أبو المعالي الجُوَيني رحمه الله سبلَ تحصيل العلم بقوله:

    أخي لن تنالَ العلمَ إلا بستَّةٍ سأُنبيكَ عن تَفصيلِها ببَيانِ
    ذَكاءٌ وحِرصٌ واجتِهادٌ وغُربةٌ وصُحبَةُ أُستاذٍ وطُولُ زَمانِ


    10- منبر الداعيات: أخيراً، ماذا تقترح لتحبيب جيل الشباب بطلب العلم والإقبال عليه بشَغَف، والتضحية بالوقت والجهد والمال من أجل تحصيله والانتفاع به؟
    أرى أن على إخواننا من الدعاة، ولا سيما الشباب منهم، مسؤوليةً كبرى في الأخذ بأيدي إخوانهم ممَّن لم يوفَّقوا للهداية وسلوك طريق الاستقامة والعلم، والتلطُّف معهم ما أمكن، وتحبيب الالتزام إليهم، ومهما وصل الشاب المسلم إلى درجة من الغفلة والانحراف إن في قلبه لنقطةً مضيئة على الدعاة أن يبحثوا عنها، وأن ينطلقوا منها للمضيِّ به إلى رياض الالتزام والاستقامة.

    وألفت نظر إخواني طلابَ الجامعات الملتزمين من الشباب والشابات ألا يُضيعوا فرصة الدراسة الجامعيَّة فهي مرحلة مهمة جدًّا، وخصبة للدعوة إلى الله، وليضع كلٌّ في حسبانه أن يكسبَ قلبَ أخ واحد على الأقل في كلِّ فصل دراسي، لو فعل كلُّ شاب ملتزم وكلُّ شابة ملتزمة ذلك، لتخرجوا في الجامعة فائزين بخير عميم، أما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لأَنْ يهديَ الله بكَ رجلاً واحدًا خيرٌ لكَ من حُمْر النَّعَم))؟!

    وبعد التزام الشباب بدينهم، والإقبال على الله بالطاعات، والشعور بلذَّة العبادة والإيمان سيكون من اليسير أن نحبِّب إليهم طلبَ العلم، لأن الشابَ الملتزم الصالح يكون متَّقدَ الحماسة للفوز برضا الله والجنة، فإذا علم أن ((مَن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنَّة))، وأن ((الملائكة تضَعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يصنع)) فإنه لن يُبطئَ في تلمُّس طرق العلم، والعلمُ -كما قيل- نور وفي تحصيله لذَّة، وكلما حصَّل المرء منه ازداد شوقًا إلى الاستزادة.

    ومن سبل تحبيب العلم للشباب أن نجعل لهم نصيبًا منه في المخيَّمات الصيفية، مع مداومة التذكير بأهميته، وسرد قصص علماء الأمَّة من السلف والخلف مع العلم، وكيف ارتقى بهم ومنحهم من العزَّة في الدنيا قبل الآخرة.

    ومن وسائل تحبيبهم بالعلم: إجراء مسابقات تفاعلية بينهم يخامرها التنافس والمرح بأساليبَ مختلفة، منها تلخيص بعض الكتب النافعة، ثم إلقاء أصحاب التلخيصات الفائزة ما لخَّصوه على زملائهم. وإقامة مسابقة للقارئ النَّهِم، يفوز فيها أكثرُ الشباب قراءة في مدَّة زمنية محددة؛ شهرين أو ثلاثة، مع كتابة ملخَّص لفكرة كل كتاب قرأه في صفحتين أو ثلاث صفحات. وإجراء مسابقة في إعداد بحوث علمية وشرعية وتربوية مختصرة، في موضوعات تهم الشباب، على أن توفَّر لهم مصادرُ البحوث على اختلاف موضوعاتها.

    ومن وسائل تحبيبهم بالعلم أيضًا: اصطحابهم في زيارات دورية إلى كبار العلماء، ليتعرَّفوهم من قرب، فلا يخفى ما يخلِّف ذلك من أثر إيجابيٍّ في نفوسهم، يدفعهم إلى الاقتداء بهم في صلاحهم وتحصيلهم للعلم.

    ورحم الله الإمام الزمخشريَّ ذا الهمَّة العالية في طلب العلم والتصنيف فيه، فله أبياتٌ جميلة يوازن فيها بين لذَّة طلب العلم ولذَّات الدنيا يقول:

    سَهَري لتنقيحِ العُلومِ ألذُّ لي مِن وَصلِ غانيةٍ وطِيبِ عِناقِ
    وتَمايُلي طَرَبًا لحلِّ عَويصَةٍ في الدَّرسِ أشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
    وصَريرُ أقلامي على صَفَحاتِها أحلى مِنَ الدَّوكاءِ والعُشَّاقِ
    وألَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لدُفِّها نَقْري لأُلقي الرَّملَ عن أوراقي
    أأَبيتُ سَهرانَ الدُّجا وتَبيتُه كسَلاً وتَبغي بعدَ ذاكَ لَحاقي؟!

    ختامًا، نشكر ضيفنا الكريم الأستاذ أيمـن بن أحمد ذوالغـنى على هذا الحوار القيِّم، مشيرين إلى أن المعرفة هي أولى مقوِّمات النهوض، والقراءة الجادَّة المثمرة إحدى وسائلها؛ لذا فشبابنا مدعوُّون اليوم للاختيار بين الإبقاء على الواقع الذي يشهدُ على التقهقر الثقافي والحضاري للأمة الإسلامية، أو السعي لتغذية عقولنا وقلوبنا بروافد المعرفة المختلفة لمحاربة أعدائنا بهذا السلاح الفتاك مضافًا إلى ذاك الذي تُدار به المعارك.



    حوار مع الأديب أيمن بن أحمد ذو الغني  1-2-3

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:20 pm