من طرف م. سعيد حجيلات الأحد ديسمبر 05, 2010 11:07 am
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى
الملتقى: مرحلة الطفولة دائمة الحضور. ماذا تحمل الذاكرة من تفاصيلها؟
*هي غنية بكثير من الصور الرائعة التي انطلقت فيها على سجيتي كيفما كان
أي طفل في سني مثل له البحر والنخيل والظلال والطيور والشروق والغروب
والنجوم عالما فريداً؛ كانت هذه أناشيد يومية أمامي دون أن أفطن لوجودها
الفني كما هو الحال الآن؛ لكنها كانت حاضرة على الدوام كل صباح
ومساء،وكان أول حضور لي مع الشعر كان أخواي الكبيران منهمكين في حفظ
نشيدين مدرسيين تحت ضوء مصباح الكيروسينْ حيث كانا في الصف الثاني
الابتدائي فالتقطت ذاكرتي الصغيرة هذين النشيدين أو القصيدتين ليعودا إليها
حينما أصبحت في نفس الصف بعدهما بأربع سنوات وقد علقت الأبيات في
الذاكرة إلى الآن..وكما كانت القصائد المدرسية حاضرة بجودة اختيارها وغنى
مفرداتها مما كان له أكبر الأثر في إغناء ذاكرتي الصغيرة وقلبي بحب الشعر
العربي
الملتقى: رحلتك الأولى مع الحرف، كيف انطلقت؟وهل هو مشروع في الثقافة أم لغة للروح ؟
كانت المحاولة الأولى لي في قرض الشعر حينما
كنت في الصف (الثامن)الثاني الإعدادي عندما انصرفت إلى البيت
ظهراوأنامتشبع بتجليات قصيدة درستها ذلك اليوم، فكتبت متأثرا بها قصيدة
أذكر منها:
كفاكم نوماً يا عرب......قوموا وانهضوا للعلا
وارفعوا الشأن بينكم....واطرقوا الخلدَ منزلا
وقد آثرت وقتها عدم تناول الغداء إعجابا بما كتبت وانشغالا بنسخها بخط اليد
ثم توزيعها على الأصدقاء لأكافأ منهم بالسخرية والاستهجان.
بعد ذلك استمرت الكتابات البسيطة حتى كانت الدراسة الجامعية والتخصص
معينين على نوع من التقويم الذي استمر ما يقارب السنتين بعد تعلم العروض
وأصول النحو العالي وشيئا من لمحات الأدب ، وساعد على ذلك أساتذة اهتموا
بتوجيهي شعريا كالدكتور محمد خير الحلواني رحمه الله، والدكتور يوسف
عزالدين، مد الله في عمره،وأخي الأكبر واستاذي الدكتور وليد قصاب الذي
لازال موجها لي في كتابتي الشعرية..ولا أنسى دور اساتذة أفاضل لي في
المدرسة غرسوا في وجداني حب الأدب.
الأدب بالنسبة لي كما يقول هوراس"الشعر حلو مفيد"أي أنه متعة ورسالة في
الوقت ذاته..لذلك أحاول تحقيق هذا الأمر ما أمكن في كتاباتي ..
الملتقى: شخصيات كان لها أثر في العناية
بأحرفك وتشجيعها،وأخرون كان لهم أثر في مسيرتك الأدبيةبصفة عامة
إن كل من حمل في قلبه تقديرا لحرفي فهو ذو
فضل علي لا أنساه،ولا أنسى رسالة رائعة من شاعر الإمارات الكبير حمد بن
خليفة بوشهاب طيب الله ثراه الذي أطرى ديواني الأول بقصيدة لا أنساها
نشرها في أحد الملاحق الأدبية، وكثير من الحفاوة التي سايرت مسيرتي في
عالم الحرف من أناس هم أكثر من أن يحصيهم قلبي.
الملتقى: عندما خُطت أحرفك الأولى في وسائل
النشر ما الأصداء التي تركتها في نفسك؟
كان شعورا رائعا أن يجد القراء والمهتمون صوتا
جديدا جادا جعلني أكثف من كتاباتي وحضوري الشعري والنثري بالقصائد
والمقالات ،وشكري موصول إلى صديقي الشاعر عارف الخاجة الذي كان
مسؤولا عن القسم الثقافي في صحيفة البيان الإماراتية الذي أوجد مناخا أدبيا
وقت ذاك بتشجيعه واهتمامه واستقطابه للجادين.
هذا دفعني إلى المواصلة والاستمرار...
الملتقى: عندما تفتش في ديوان الأدب هل تجد
نفسك شاعرا أم كاتبا؟
قبل هذا وذاك في انطلاق عيوني في ديوان
الأدب أستشعر أنني عاشق للكلمة متذوقا لها في المقام الأول..والكلمة الرائعة
هي التي تملي علي محاكاتها ومجاراتها وقراءتها بروح الأديب او المتذوق او
العاشق أو القارئ العادي....
الملتقى: هل تزور الشعر أم يزورك؟
أنا والشعر بين زائر ومزور ومشتاق ومشوق
وعاشق ومعشوق؛ تمر على شهور أنتظره فلا يأتي،فأطرق بابه شوقا وعتابا
فلا يجيب ..وأحيانا تبل قلبي زياراته لكثرتها بيتا بيتا أو قصيدة قصيدة..هناك
أمر جدير بالحديث عنه حين أكتب وهو وجود باعث على الكتابة أو موقف يسبب
هيجانا وفورانا في أعماق الشاعر عندي ؛كان تهزني قطعة نثرية رائعة
مرتبطة بموقف أو قصيدة جميلة أجد قلبي تابعا لكلماتها دون أن تكون له حيلة
في السيطرة على نفسه؛ فلا أجد مناصا من ترديد بيت يهزني في هذه
القصيدة فأجيله في قلبي إعجابا كل ثانية وأخري كأني استعمله طعما أغري
به وجداني للخروج من مكمنه؛ فأحس حين يقع في شرك الكلمة أن الخواطر
تبدأ بالانثيال علي رويدا رويدا حتى أحس بالتفجر الشعري في داخلي.
وفي أحيان أخرى أطرق باب الشعر حين أشعر بواجب الكتابة فأحس به
يجاريني تكرما ببيت او بيتين لا يلبثان أن يتلقفا إخوة آخرين يتكدسون في
محضنهم بكل محبة..
الملتقى: عندما يزورك الشعر بانفعالاته وشحناته
فمن يتحكم في الآخر؟
سؤال أعترف بصعوبة الإجابة عليه أو شرح
جوابه؛لكن يمكنني القول إن الشعر حين يأتين لا اتحكم في ولوجه قلبي؛ فهو
المسيطر وقتها؛لكنني أنا الذي أتحكم أحيانا في كيفية وجوده بعد دخوله من
حيث الموضوع أو البحر والقافية..هذا أحيانا؛إلا أنني أعترف أنني أصبح
مشلولا أحيانا من حيث دخوله أو وجوده....
يتبع بإذن الله
م. سعيد حجيلات
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني