منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

ملتقى أدبي يهتم بفنون الأدب العربي من شعر قديم ومعاصر ويحوي عدداً من التراجم والسير الأدبية والمقالات والقصص والروايات

بعد التحية على الزوار الراغبين بالإنضمام لهذا المنتدى التسجيل بأسمائهم الحقيقية أو ألقابهم أو أي اسم أدبي يليق بالمنتدى بعيداً عن أي أسماء تخل بسمعة المنتدى وتسيء إليه، وسوف تقوم إدارة المنتدى بالرقابة على الأسماء غير اللائقة أدبياً ثم حجبها ..... إدارة المنتدى

المواضيع الأخيرة

» ملحمة شعرية مهداة الى الشاعرة عائشة الفزاري / د. لطفي الياسيني
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» وما غير الطبيعة من سِفر
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» طال ابتهال المصطفى
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Emptyالأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

التبادل الاعلاني


2 مشترك

    الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم)

    avatar
    دعاء عودة الله


    عدد المساهمات : 58
    نقاط : 26605
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/05/2010

    الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Empty رد: الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم)

    مُساهمة من طرف دعاء عودة الله الأربعاء نوفمبر 10, 2010 8:50 am

    مشاركة جميلة
    دائماً تأتينا بكل ما هو جديد في عالم الشعراء يا ناجي

    رغم أني لا أعرف هذا الشاعر أبي الامتياز
    لكن شكرا لك لتعريفي بذوقه وحسه الشعري

    واقبل مني كل احترام

    دعاء عودة الله
    avatar
    ناجي سكيك


    عدد المساهمات : 40
    نقاط : 25796
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010

    الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم) Empty الرحلة في أدب أبي الامتياز (ع. س. مسلم)

    مُساهمة من طرف ناجي سكيك الأحد نوفمبر 07, 2010 8:49 am

    الرحلة
    في أدب " ع . س . مسلم "

    " أبو الامتياز ع . س . مسلم " واحد من كبـار شعـراء الأردية الباكستانيين المخضرمين ، ولقبه " أبو الامتياز " . ولد في الثامن من أبريل عام 1822م بقرية من قرى مدينة " جالندهر : الهند حالياً " في أسرة متدينة تعمل بالتجارة ، ولها اهتمامات أدبية وسياسية . حصل " ع . س . مسلم " على الثانوية العامة عام 1942م ، ثم انقطع عن مواصلة تعليمه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهتها أسرته في ذلك الوقت ، وبالتالي كان عليه أن يدخل إلى ميدان العمل ، وذلك في فترة كانت تشهد تطورات متلاحقة على الساحة السياسية عالمياً ومحلياً ، حيث كانت رحى الحرب العالمية الثانية دائرة ، وكانت المطالبة بإنشاء وطن مستقل للمسلمين في شبه القارة الهندية " باكستان " على أشدّها .
    ولما حدث تقسيم شبه القارة الهندية إلى " باكستان والهند " عام 1947م تفرقت أسرة " ع . س . مسلم " بين البلدين ، إلى أن استقر به المقام في مدينة " كراتشي " الباكستانية ، ثم أخذ يبحث عن باقي أفراد أسرته الذين بقي بعضهم في مدينة " جالندهر " ، والبعض الآخر في مدينة " بنارس " . وهكذا عاش " ع . س . مسلم " وقتاً عصيباً بلا عمل أو دخل ينفق منه ، إلى أن استطاع بعد تقلب في أعمال مختلفة أن يلتحق بوظيفة في شركة نرويجية بمدينة " كراتشي " تعمل في مجال استيراد الورق .
    وبدأت حالة " ع . س . مسلم " المادية تنتعش شيئاً فشيئاً ، إلى أن أصبح في وقتنا الحاضر من كبار رجال الأعمال في باكستان ، وامتدت شركاته إلى خارج بلاده ، حتى أصبح مقرها الرئيسي الآن في مدينة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ، كما أنشأ العديد من المشروعات الخيرية في طول باكستان وعرضها ، مثل المستشفيات ودور الأيتام والأرامل وغيرها ، وتزوج " ع . س . مسلم " عام 1950م ، وأنجب ولدين وبنتين ( ) . وفي عام 1956م قرر " ع . س . مسلم " مواصلة تعليمـه ، إلى أن حصـل على الليسانس في علـم الاجتمـاع من جامعـة " كراتشي " عام 1960م .
    هذا وقد كتب " ع . س . مسلم " في ميادين الأدب المختلفة ، وخاصة ميدان الشعر الذي كان أكثر ما كتبه فيه في المديح النبوي ، ومع ذلك فقد كتب في الأصناف الشعرية الأخرى كالغزل والنظم ، وفي النثر قصصاً قصيرة ومقالات صحفية وغيرها ، هذا بالإضافة إلى رحلاته وأسفاره في بلاد العالم . وفيما يلي ذكر لبعض مؤلفاته :
    1 – ايكـ تهنى كـ بهول : ورود غصن واحد – مجموعة قصصية – 1956م .
    2 – اوس اور كرنين : الأشعة والندى – غزليات ومنظومات وأغاني – 1962م
    3 – حمد ونعت : مجموعة شعرية في حمد الله تعالى ومدح النبي صلى الله عليه وسلم – 1984م .
    4 – كاروان حرم : قافلة الحرم – رحلة حجازية منظومة – 1987م .
    5 – الله ورسول – مجموعة شعرية في حمد الله تعالى ومدح النبي صلى الله عليه وسلم وأغراض شعرية أخرى – 1993م .
    6 – كعبه وطيبه – مجموعة شعرية في حمد الله تعالى ومدح النبي صلى الله عليه وسلم وأغراض شعرية أخرى – 1993م .
    7 – زمزمهء سلام – مجموعة شعرية في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم – 1993م .
    8 – زمزمهء درود – مجموعة شعرية في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم – 1993م .
    9 – بركـ تر : أوراق نديّة – منظومات وأغاني ودوهات – 1995م .
    كما ألّف " ع . س . مسلم " سلسلة للأطفال شعراً تضم عشرة كتب صغيرة في موضوعات دينية ووطنية ، نذكر منها :
    1 – همارا دين : ديننا . 2 – هماري تعليم : تعليمنا . 3 – هماري هدايت : هدايتنا . 4 – هماري ملت : ملتنا . 5 – همارا باكستان : بلدنا باكستان . 6 – هم باكستاني بجــ : نحن أطفال باكستان . 7 – هماري سائنس : علمنا . 8 – هماريـ كيت : أغانينا .
    زار " ع . س . مسلم " بحكم عمله أحياناً ، وبغرض السياحة أحياناً أخرى معظم دول العالم شرقه وغربه ، فزار مصر و إيران و العراق و لبنان و تركيا و سوريا و الأردن و الإمارات و قطر و الكويت و إنجلترا و فنلندا و السويد و النرويج و فرنسا و الدنمارك و ألمانيا و النمسا و بلجيكا و لكسمبورج و هولندا و سويسرا وغيرها .
    وقد دوّن " ع . س . مسلم " رحلاته التي قام بها في أربعة كتب هي :
    1 – " كاروان حرم : قافلة الحرم " : نظم فيها رحلته إلى الأراضي الحجازية .
    2 – سفر نامه محبوبيه " : رحلة كتبها نثراً دوّن فيها بعض أسفاره إلى دول العالم ، وخاصة الأراضي الحجازية ودول الشرق الأوسط ، وطبعت عام 2004م .
    3 – " سفر اندر سفر : سفر في سفر " : ودوّن فيها أسفاره إلى دول أوروبا الغربية وجنوب آسيا ، وطبعت عام 2004م .
    4 – " كشــور كســرى تا سونار ديس : من أرض كسرى إلى بلاد الذهب " : ودوّن فيه رحلته إلى إيران وبنجلاديش ، وطبعت عام 2000م .
    وسوف نتحدث في بحثنا هذا تفصيلاً عن هذه الرحلات وأهميتها على الساحة الأدبية .
    سفر نامه محبوبيه :
    وتحدث فيها عن رحلته إلى تركيا عام 1961م ، وكانت هذه أولى زياراته لها . وكان سعيداً بها غاية السعادة ، فما أن وطئت قدماه أرض مطار مدينـة " استنبول " حتى اجتاحه شعور من السعادة بوصوله إلى أرض " تركيا " ، وطن " نور الدين زنكي " و " صلاح الدين الأيوبي " ، أرض أسرار ومعارف " مولانا جلال الدين الرومي " المرشد الروحي لحكيم الأمة " العلامة إقبال " ، أرض " شمس تبريزي " ، وأرض " التين والزيتون " . ثم بـدأ حديثـه عن مدينة " استنبول " ، هذه المدينـة التاريخيـة التي كانت تسمى " القسطنطينية " في القديم ، وأورد أشعاراً للعلامة " إقبال " قالهـا عن " القسطنطينية " ، ثم عبّر عن ما يحملـه بداخلـه لمدينة " استنبول " ، فأكـد أن " تركيا " ظلت لقرون عدة مركزاً للخلافة الإسلامية ، ومهداً لحضارتها ومدنيتها ، ومحوراً لأماني وآمال العالم الإسلامي بعد سقوط " غرناطة " ، وأن " تركيا " كانت نبض مسلمي شبه القارة الهندو باكستانية على وجه الخصوص . ثم يستعيد " ع . س . مسلم " ذكريات طفولته حين كانت والدته تهدهده عند نومه بأغنية يقول مطلعها :
    آه أيها المجاهد مصطفىكمال باشا .
    فليبعد الله عنك كل بلاء .
    وقد عبر " ع . س . مسلم " عن مدى حبه الشديد لتركيا ، وكيف كانت صور رموز تركيا في أوائل القرن العشرين مثل " مصطفى كمال " و " أنور باشا " و " عصمت أنونو " وغيرهم تثير الحمية والحماس في قلوب مسلمي شبه القارة الهندو باكستانية ضد الاستعمار بأنواعه ، فخلق ذلك في نفسه حباً لتركيا منذ طفولته لم يتغير إلى الآن ، رغم أنه عرف بعد أن شب عن الطـوق أن " كمال أتاتورك " أتى بتصرفات لم يكن يدرك مخاطرها حينذاك ، مثل " إلغاء الخلافة " و " فرض العلمانية " في البلاد ، و " تغيير الخط العربي " الذي كانت تكتب به اللغة التركية إلى الحروف اللاتينية وغيرها ، وربما كان هذا الحب الذي يكنـه " ع . س . مسلم " لتركيا هو الذي جعله يختار عنوان الجزء الخاص برحلته هذه " مثلاً " باللغة الفارسية ، يستخدمه أهل اللغة الأردية بلفظه وهو " زبان يار من تركي ، ومن تركي نمي دانم : لغة حبيبي التركية ، وأنا لا أعرف التركية " ، وقد اكتفى " ع . س . مسلم " في العنوان بجزء من هذا المثل وهو " زبان يار من : لغة حبيبي " . وظل " ع . س . مسلم " يدلل على حب مسلمي شبه القارة الهندو باكستانية لتركيا ببعض الأحداث التاريخية التي وقعت في بداية القرن العشرين ، وذلك كله بأسلوب به مسحة من الخطابة ، وهو أثر لنشأته وتربيته وثقافته .
    لقد كان " ع . س . مسلم " في حديثه عن تركيا مدفوعاً بعاطفته تجاه هذا البلد الذي أطلق عليه وطنه الثاني ، ووصف أهله بأنهم " أصحاب دماء حامية " مثلما وصف أهل مصر فيما بعد بأنهـم " أهل ابتسامة " .
    وكثيراً ما غلبت ميول " ع . س . مسلم " التجارية عليه ، فانعكست بشكل تلقائي في تعليقاته ، وفي التفاصيل التي يذكرها ، فوجدناه يحرص على الحديث عن " سعر الدولار بالليرة التركية " حين زارها ، ويذكر أن الدولار الواحد يساوي أحد عشر ليرة بالسعر الحكومي في ذلك الوقت ، بينما قيمته في السوق السوداء ثمان عشرة ليرة .وأن سعره الآن – وقت تدوين الرحلة في صورة كتاب عام 2003م - أكثر من مليون ونصف ليرة .
    ثم ما لبث " ع . س . مسلم " أن صب جام غضبه على " كمال أتاتورك " والحكومات التركية المتعاقبـة التي حرصـت على التخلـص من كل ما هو إسلامي ، واللجوء إلى الغرب الذي لا يزال هو الآخر يرفض قبول " تركيا " ضمن الاتحاد الأوروبي ، برغم تضحيات الحكومات التركية بكل غال وثمين من تراثها وحضارتها الإسلامية التي لو اهتمت بها حق الاهتمـام لوصلت بها إلى الثريـا . وقد زار " ع . س . مسلم " في استنبـول " مسجد سليمانية " ، و " ضريح أبي أيوب الأنصـاري " و " قصر توبكابي " و " ضريح بلال " .
    وكانت الرحلة التالية في كتاب " سفر نامه محبوبية " لـ " سوريا " ، وكانت لعدة ساعات ، زار خلالها بعض المعالم التاريخية في " دمشق " العاصمة ، وخاصة " المسجد الأموي " الذي استفاض المؤلف في الحديث عنه تارخياً ، وأورد أشعـاراً تشـير إلى الأحـداث التاريخية التي وقعت آنذذاك ، مثل " حادثة كربلاء " ، و " استشهاد الإمام الحسين " عليه السلام .
    وكانت الزيارة التالية لـ " لبنان " ، وبنفس الطريقة تحدث المؤلف عنها تاريخياً ، وخاصة مدينة " بعلبك " ، ثم ذكر بعض الأكلات والأطعمة التي تذوقها هنا ، وظل يحرص على تناولها فيما بعد كلما أتيحت له الفرصة ، مثل " حمص الشام " .
    ثم كانت زيارته لـ " القاهرة " ، وكانت لعدة ساعات هي الأخرى ، وبدأها بوصف مصر جغرافياً ، وإبراز أهمية موقعها هذا بين ثلاث قارات ، وأكد أنه لا يمكن لمن يسافر إلى أي مكان في العالم أن لا يتمنى زيارة مصر . ثم استفاض " ع . س . مسلم " كثيراً في الحديث عن قصة " يوسف " عليه السلام ، و " فرعون موسى " ، مستعيناً في ذلك بأشعار بنجابية كثيرة ، وبعض الأشعار الفارسية ، هذا بالإضافة إلى استشهاده بآيات القرآن الكريم ، وهو ما جعـل الرحلة في بعض الأحيان تبدو تأليفاً ، وليس تسجيلاً لمشاهدات على أرض الواقع . ومع ذكر فقـد ذكـر " ع . س . مسلم " أنه زار " المتحف القومي " ، وشاهد " المومياوات " ، كما ذكر أن هناك آثاراً مصرية فرعونية كثيرة سرقها الإنجليز من مصر واستولوا عليها ، وهي موجودة في قاعات عرض خاصة بها في " المتحف البريطاني " بالعاصمة الإنجليزية " لندن " ، وهي من الكثرة والجمال بحيث تحتاج إلى وقت كبير لمشاهدتها ، والتأمل في عظمتها .
    كما زار " ع . س . مسلم " و " أهرامات الجيزة "،و " أبا الهول "،و" نهر النيل " ، واستفاض في الحديث عنهما تاريخياً وحضارياً ، وحاول ربطهما بما ورد في القرآن الكريم عن " مصر " . ثم تحدث المؤلف عن " تاريخ مصر الحديث " ، وعن " ثورة 23 يوليو 1952م " ، وعن " محمد نجيب " و " جمال عبد الناصر " و " القومية العربية " و " الاتحاد بين مصر وسوريا " و " الصدام بين الحكومة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين " ، وما لحظه من خوف المصريين إذ ذاك من الحديث في السياسة ، وقارنه بما حدث في " باكستان " أيام " ذو الفقار علي بوتو " ، كما زار المؤلف " مسجد الأزهر وجامعتـه " ، و " مسجد عمر بن العاص " ، وأشار إلى الحال السيئ التي كان عليها هذا المسجد إذ ذاك .
    وكانت المحطة التالية في هذه الرحلة هي " الأردن " ، حيث زار منطقة " أصحاب الكهف " و " مرقد النبي شعيب " ، وتحدث عنهما من الناحية التاريخية . ثم زار " ع . س . مسلم " الإمارات العربية المتحدة ، وتحدث عن إماراتها المختلفة ، ولقائه فيها بالعديد من الشخصيات المعروفة مثل " الشيخ أحمد ديدات " وغيره . وفي نهاية الكتاب تحدث " ع . س . مسلم " عن زيارتـه لـ " الأراضـــي الحجــازية " ، وعن " مكــة المكرمــة " و " المدينة المنورة " ، و " المسجد النبوي " ، وغيره من الأماكن المقدسة . وقد أحاطت هذه الرحلة بما يزيد على ثلث الكتاب .
    كشور كسرى تا سونار ديس :
    في هذا الكتاب تحدث " ع . س . مسلم " عن مجموعة من البلاد التي زارها ، وقسم الكتاب إلى قسمين ، في كل قسم رحلة رئيسية إلى دولة ما ، زار في إطارها مجموعة أخرى من الدول زيارة عابرة ، وخاصة في القسم الأول الذي كانت الرحلة الرئيسية فيه إلى " إيران " ، وكانت رحلته هذه إلى " إيران " عام 1953م ، هي الأولى له خارج بلاده ، ودوّنها عام 1999م ، وأحاطت هذه الرحلة بنصف الكتاب تقريباً ، ولم تكن بقصد السياحة ، وإنما القيام بمهمة تجارية كلفته بها الشركة النرويجية التي كان يعمل بها ، وزار خلالها مدناً إيرانية عديدة . وقد تحدث " ع . س . مسلم " بإفاضة عن " الأحوال السياسية " لإيران إذ ذاك ، وربط بينها بين الأحوال السياسية في بلده باكستان ، وخاصة " سياسة التأميم " ، و " الكبت السياسي " في تلك الفترة ، وقد حرص " ع . س . مسلم " في رحلته هذه على اقتناء نسخاً فاخرة من " كلستان سعدي " و " بوستان سعدي " و " رباعيات الخيام " المترجمة إلى اللغة الأردية والعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية ، ويذكر المؤلف أنها كانت رخيصة للغاية ، ولم تكلفه سوى عدة مئات من الروبيات الباكستانية . ثم زار " ع . س . مسلم " " العراق " ، وخـاصة مدن " الكــوفـة " و " بغـــداد " و " كـربــلاء " و " البصرة " ، وتحدث عن المزارات المقدسة فيها حديثاً تاريخياً يفيض بالمعلومات الموثقة ، والاستشهادات العديدة من القرآن الكريم والشعر الفارسي والأردي ، ودعّم كل هذا بالصور الفوتوغرافية له أمام المزارات والأماكن التاريخية ، ومع الشخصيات الهامة والبارزة في عصرها . ولم ينس " ع . س . مسلم " أن يتطرق إلى الحديث عن الظروف السياسية للبلاد العربية إذ ذاك ، والصراع العربي الإسرائيلي ، وملوك العراق وحكامه ، والتقلبات السياسية في الدول العربية ، ويربط كل هذا بما يحدث في بلاده باكستان . ومن العراق اتجه " ع . س . مسلم " إلى الكويت التي قال عنها أنها كانت في ذلك الوقت مثل الريف المتطور بعض الشيء ، وقال إن السور الذي كان يحيط بالمطار الكويتي حينذاك كان عبارة عن براميل بترول رصّت بجانب بعضها البعض ، لكنه يذكر أيضاً أنه وجد الكويت قد تغيرت تماماً حين زارها للمرة الثانية عام 1975م .
    أما القسم الثاني من الكتاب فكان عن رحلته إلى " بنجلاديش " في الثالث عشـر من شهر نوفمبر عام 1997م ، وكانت بقصد المشاركة في المؤتمر الأسيوي الثالث عشر للمعاقين ذهنياً ، وللمؤلف في هذا الخصوص تجربة شخصية ، وهي أن ابنه الأكبر " نياز " مصاب بهذه الحالة ، وقد أثر ذلك فيه كثيراً ، فأخذ على عاتقة خدمة المعاقين ذهنياً في بلاده ، وأنشأ جمعية باسم " جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة : Society For Children In Need Of Special Attention " ، والمعروفة اختصاراً باسم : "SCINOSA " ، وأنشأ داراً لتربية وتعليم هؤلاء الأطفال في باكستان تعتبر هي الأولى من نوعها في هذا الميدان .
    وقد اختلفت مشاعر " ع . س . مسلم " في سفره هذا إلى " بنجلاديش " عنها في أي سفر آخر إلى دولة أخرى ، إذ أن " بنجلاديش " كانت حتى عام 1971م جزءاً من باكستان ، وكانت تسمى " باكستان الشرقية " ، ثم انفصلت عن " باكستان الغربية " بعد تآمر وتدخل من " الهند " إثر أزمة سياسية داخلية في باكستان . ولهذا اختار " ع . س . مسلم " عنواناً لرحلته هذه هو " أول رحلاتي إلى باكستان الشرقية السابقة : مشرقي باكستان مرحوم كا بهلا سفر " ، ولا يزال أهل باكستان إلى اليوم يطلقون على بنجلاديش " المرحومة باكستان السابقة " ، ولهذا فاضت مشاعر " ع . س . مسلم " بالحسرة والحزن ، جعلته يتجنب استخدام لفظ " بنجلاديش " لأنه ينكأ جراحه ، ويثير أشجان الماضي ، ولهذا جاءت هذه الرحلة خالية من مشاهدات " ع . س . مسلم " كسائح ، واقتصرت على الحديث عن وقائع المؤتمر الذي كان هدف الزيارة ، ثم الحديث عن الحال السيئة التي آلت إليها اللغة الأردية في " ينجلاديش " ، وتقصير الحكومة الباكستانية في مدّ يد العون لأقسام اللغة الأردية في الجامعات البنغالية .
    سفر اندر سفر :
    وهو الكتاب الذي دوّن فيه " ع . س . مسلم " رحلاته المتعددة إلى بلاد أوروبا ، والتي زار فيها " النرويج " و " فنلندا " و " فرنسا " و " إيطاليا " و " النمسا " و " سويسرا " في أوقات مختلفة ، ومع ذلك فقد ضمّن " ع . س . مسلم " كتابه هذا رحلة أخرى إلى بلد غير أوروبي هو " سريلانكا " في زياراته المتعددة لها ما بين عامي 1979م و 1983م .
    ويبدو " ع . س . مسلم " في رحلاته إلى أوروبا سائحاً محباً للسفر والترحال ، وحريصاً على مشاهدة مظاهر الجمال فيما يزور من البلاد ، والاستمتاع به ، رغم أن أسفاره إلى أوروبا هي الأخرى كانت في معظمها بغرض تجاري أو رسمي ، لكنك تشعر معه أنك في بلد أجنبي ، بينما لا تشعر بنفس الشعور في رحلاته إلى البلاد العربية والإسلامية ، إذ يتحدث عنها كأنه في جزء من وطن كبير هو " الوطن الإسلامي " . ومع ذلك لم تختلف طريقة " ع . س . مسلم " في تناوله لهذه البلاد الأوروبية عن طريقة تناوله للبلاد العربية والإسلامية ، حيث يستفيض في الحديث عن الدولة تاريخياً وحضارياً ، ويتناول أغراضه التجارية أو الرسمية التي سافر من أجلها ، ثم هو يستحضر بلده باكستان دائماً أمام عينيه ، فكلما رأى أمراً حسناً تمناه لبلده ، وكلما رأى أمراً سيئاً حمد الله على خلو بلده منه ، ثم دعّم مشاهداته بالصور ، ولم ينس الحديث عن المسلمين في أوروبا .
    كاروان حرم :
    نظم فيه " ع . س . مسلم " رحلته إلى " الأراضي الحجازيــة " عام 1983م في قالب " المثمن " ، ولهذا عرف هذا الديوان باسم آخـر هـو " مثمن مسلـم " على غرار " مسدس حالي " الذي نظمه الشاعر الكبير " ألطاف حسين حالي " في قالب المسدس بعنوان " مدّ وجزر إسلام " ، لكنه عرف باسم " مسدس حالي " ، مع الفارق بينهما من حيث الموضوع والزمن .
    والرحلة في " كاروان حرم " ليست رحلة بالأرجل ، بقدر ما هي رحلة بالقلب ، يصف فيها " ع . س . مسلم " مشاعره خلال هذه الزيارة المقدسة ، لكنه لا ينسى الحديث عن حال المسلمين الذي آلوا إليه الآن ، بعد أن كانوا أصحاب تاريخ مجيد ، وحرص المؤلف على توثيق الأحداث التي وردت في رحلته هذه ، وخاصة عند حديثه عن الأماكن والمعالم والأحداث التاريخية المقدسة مثل " ماء زمزم "،وقصة السيدة " هاجر " وسيدنا " إبراهيم " وابنه سيدنا " إسماعيل " عليهم جميعاً السلام و" بناء الكعبة" و " تحويل القبلـة " و " غزوة بدر " و " غزوة أحد " وغيرها . ثم اختتم " ع . س . مسلم " رحلته هذه بالدعاء بالمغفرة له ولوالديه وللمسلمين جميعاً .
    وبعد ... من الاستعراض السابق يتضح لنا :
    1 - إن رحلات " ع . س . مسلم " تضع نصب عينيها دائماً هدفاً عريضاً هو إبراز الجانب الإسلامي حيث ذهب ، وهو لا يصف الأماكن ويتحدث عن مشاعره تجاهها ، بقدر ما يؤصل لهذه الأماكن تاريخياً وحضارياً .
    3 – غزارة المعلومات ووفرتها في رحلات " ع . س . مسلم " الذي بدا وكأنه يترصد الفرص لبث المعلومات في ثنايا الرحلة ، فما أن يأتي اسم مدينة ، أو مكان ، أو علم من الأعلام ، أو حركة من الحركات ، حتى يفيض في الحديث عنها تاريخياً ، ويحاول أن يحيط القارئ علماً بأكبر قدر من المعلومات عن موضوع حديثه ، فجاءت كتابته موسوعية إلى حد كبير ، وهو في كل هذا لا يفارق وطنه باكستان خياله ، فيقارن ما يرى في بلد من البلاد بنظيره في بلاده ، وهذه المقارنة لا تكون في صالح باكستان في الغالب ، ولا يتردد " ع . س . مسلم " في أن يعترف بما يراه في بلده من عيب أو نقص ، ويأمل لو تمّ تلافيه والقضاء عليه .
    4 - يعضد " ع . س . مسلم " رحلاته بالصور الفوتوغرافية التي التقطها لنفسه في كل مكان ذهب إليه .
    5 - لا ينسى " ع . س . مسلم " في كل مرة توجيه النقد إلى الأوضاع السيئة في بلده " باكستان " ، وحثّ حكوماتها على تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها هذا البلد العظيم ، ويضرب لذلك مثالاً بالإهمال الذي تلقاه اللغة الأردية في باكستان ، حتى أنها إلى الآن لم تصبح اللغة الرسمية للدولة ، ويذكر في هذا الخصوص الخطاب الذي أرسله إلى " نواز شريف " حين كان رئيساً للوزراء ، ورجاه فيه أن يثلج صدور الباكستانيين بجعل اللغة الأردية اللغة الرسمية للبلاد ، مثلما أثلج صدورهم من قبل بالتفجيرات النووية التي أجراها في مايو من عام 1998م .
    6 - كثيراً ما غلبت ميول " ع . س . مسلم " التجارية عليه ، فانعكست بشكل تلقائي في تعليقاته ، وفي التفاصيل التي يذكرها ، وبعض رحلاته التي قام بها إلى عدد من الدول جاءت نتيجة هذه الميول مثل رحلته التي زار فيها " القاهرة " و " دمشق " وهو في طريقه إلى أوروبا ، حيث يقول : " لقد اشتريت – بناءاً على نصيحة مكتب السفريات – تذاكر السفر إلى أوروبا على خطوط الطيران التي تمرّ ببلاد عدة وتنزل فيها دون زيادة في الأسعار ، ورغم أن زيارتي لمثل هذه البلاد بهذه الطريقة لم تتح لي السياحة فيها بالمعنى المعروف ، لكن ذلك كان في حدّ ذاته فرصة لا تعوض ، إذ أن بعض هذه البلاد لم تتح لي فرصة السفر إليها ثانية مثل سفري إلى " القاهـرة " و " دمشـق " و " بيروت " أيضاً .
    7 – استعان " ع . س . مسلم " في رحلاته بأشعار أردية وبنجابية كثيرة ، وبعض الأشعار الفارسية ، هذا بالإضافة إلى استشهاده بآيات القرآن الكريم ، وهو ما جعل الرحلة في بعض الأحيان تبدو تأليفاً ، وليس تسجيلاً لمشاهدات على أرض الواقع .
    8 - اهتم " ع . س . مسلم " بزيارة الأماكن التاريخية ، وخاصة الإسلامية منها ، ولم يحدثنا كثيراً معتمداً على مشاهداته هو ، وإنما اعتمد على معلوماته وقراءاته التاريخية والدينية .
    9 - سجل " ع . س . مسلم " رحلاته هذه بعض أن قام بهـا بما يقرب من نصف قرن ، وهو في الثمانين من عمره ، وهذا يعني اعتماده بالدرجة الأولى على ما بقي منها عالقاً بذاكرته التي لا نستطيع أن نجزم أنها لم تخنه في بعض الأحيان ، أو سقطت منها مشاهد كثيرة ، رغم قوة ذاكرته التي يغبط عليها .
    10 – وبالتالي كان من عيوب رحلات " ع . س . مسلم " أنه لم يدوّنها عند القيام بها ، أو حتى بعد وقت قصير من إتمامها ، وإنما بدأ تدوينها بعد ما يقرب من نصف قرن من القيام بها كما سبق أن ذكرنا ، ومع ذلك فقد كان لذلك بعض الجوانب الإيجابية ، منها أن كتابتها بعد هذه الفترة ، وفي هذا العمر الذي بلغ فيه قمة نضجه الفكري ، مكنته من صياغتها في ضوء المتغيرات التي حدثت فيما بعد على الساحة المحلية والدولية ، بما يتوافق مع وجهة نظره السياسية والدينية والاجتماعية ، فظهر كـ " شاهد على العصر " ، يحلل ما شاهده بنفسه ، ويدلي فيه بدلوه ، ويبدي فيه رأيه ، مفسراً إياه في ضوء مشاهداته التالية ، ومع ذلك فقد بدت الرحلة في بعض الأحيان كمجموعة من القضايا يناقشها المؤلف ، وهو ما أفقدها في بعض الأحيان أيضاً جاذبية الرحلات والأسفار التي تخلق لدى القارئ نوعاً من التشوق لمعرفة الكثير عن واقع البلاد التي يقرأ عنها ، وكذلك عن شعوبها .
    11 - تميزت رحلات " ع . س . مسلم " بأسلوبها الأدبي الرفيع ، وبغزارة المعلومات فيها ، ووفرة الاستشهادات الأدبية – شعراً ونثراً – والدينية من القرآن والسنة وكتب التفسير والحديث وغيرها .
    12 - حرص " ع . س . مسلم " على أن يبدأ رحلاته هذه ببعض أشعار في حمد الله تعالى ومدح نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو تقليد حرص عليه " ع . س . مسلم " في معظم كتبه ومؤلفاته .
    13 - تبنى " ع . س . مسلم " في رحلاته أسلوباً استطرادياً ، بمعنى أنه لا يترك حدثاً دون أن يستطرد إلى أصله وحقيقته وتفاصيله ، ثم هو لا يترك شيئاً دون أن يبدي رأيه فيه ، وهو ما يعكس شخصية " ع . س . مسلم " التي تجنح دائماً إلى إثبات وجودها .

    والله وليّ التوفيق ،،،
    ناجي سكيك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:19 pm