حياتنا تجسيد لتصوراتنا

ما بين التفاؤل والتشاؤم سيف حاد يتجه إما لصالحنا أو ضدنا ، فأي فكرة تخطر ببالنا لن تكون مجرد فكرة تسرح في الخيال ، ولا مجرد معلومة تأتي من بحر الحقائق ؛ إنّما هذه الفكرة تملك كلّ شيء ابتداء من مشاعرنا التي ترافق هذه الفكرة ؛ فأنت يا أيها الإنسان على الحالة التي ترى نفسك عليها ، أفكارك هي من تصنع مشاعرك ، ومشاعرك هي من تحركك .

عندما يتعايش الإنسان مع مجتمعه فإنه يكتسب أفكارا ومعتقدات عن الحياة ، وهذه مع الأيام تغدو تصورات ، هذه التصورات تكون الغذاء الروحاني للعقل الباطن الذي يكون بمثابة سجل يسجل كلّ كبيرة وصغيرة في حياتنا وما ينعكس عنها من آثار علينا تتمثل بشعورنا وسلوكياتنا .
وعليه فإن تصوراتنا تحكم حياتنا ؛ هذا ما يقوله ” قانون الجذب ” ، إذن حتى نتحكم بحياتنا لابد لنا من التحكم بتصوراتنا ، هذا الأمر يبدو مستعصيا على البعض !
لكن في الحقيقة هي ليست كما تعتقدون ؛ إنما تصوراتنا هي ملكنا ، نحن نصنعها ونحركها كيفما نشاء ، علينا فقط بشكل أساسي أن نراقب كلّ فكرة تخطر ببالنا ، ذلك بأن نبتعد عن الايحاء السلبي الذي يسيطر على أذهان الأغلبية ، وأن نتجه للإيحاء الإيجابي بعبارات تحفيزية مناسبة .
أكثر ما يحطم الإنسان هي تلك النظرة البائسة التي تحلق في فكره فتغمم على عينيه بين الحين والآخر ، فيجب أن نتخذ لأنفسنا الصورة الإيجابية وأن نؤمن بأننا قادرون على تحقيق جميع أهدافنا وطموحاتنا ، وأن نأخذ بالأسباب التي توصلنا لمبتغانا ، وأن نتخيل ونتصور أنفسنا أننا قد حققنا ما نطمح إليه دوما .
يمكنك أن تسرح بخيالك وتتصور نفسك ، وبإمكانك أن تقوم بخطوة لا تقل أهمية عن أي شيء آخر ، وهي أن تدوّن جميع أهدافك ومخططاتك ، وأن تتخيل وترى نفسك فيها ، واحرص دوما أن تكتبها بصيغة المضارع وبلغة إيجابية ومحفزة نحو الحياة المتطلعة للغد الأجمل ، وانتزع من جلدك ثوب البؤس والتشاؤم ، وتحرر من مخاوفك جميعها التي أغلبها هو الوهم ، وثق تماما بأن من خلقك لن ينساك .

يوسف سماوي