بدنا فزعة الأستاذ محمد القلاب بهالموضوع

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابيه يتجه مرشحو البرلمان نحو التشابه في القواسم المشتركه للعمل النيابي منذ الاعلان عن الترشح ولحين لحظة الفوز بمقعد التمثيل النيابي مروراً بالاداء والحراك الوظيفي تحت القبه المنشوده , وغالباً تتسيد لدى المرشحين مقوله مشتركه على اختلاف اطياف المجتمع الاردني نسمعها كثيراً من ذات المرشحين تُعّبر عن حاله من الافلاس في العمل البرامجي والحزبي لنواب الوطن واتجاهاً نحو العمل بروح العشيره الواحده والمصلحه الواحده , فعبارة ( بدي فزعتكوا ) التي تترأس اللقاءات الشعبيه بين المرشحين وجمهور الناخبين منذ لحظة تدشين الترشح ( بالمناسف ) ولغاية لحظة تتويج الفوز ( بالكنافه ) تأتي انسجاماً مع الحاله المترديه للعمل الحزبي لدينا والذي من المفترض ان تنبثق من برامجه فكرة خوض الانتخابات واختيار المرشحين تشبهاً بالدول الديموقراطيه في العالم .

عبارة ( بدي فزعتكوا ) الاصيله في قاموس المجتمع الاردني تأتي مع اشخاص انولدت طموحاتهم خارج رحم الولاء الوطني والهم العام وتبلورت لاحقاً خططهم البرامجيه ضمن عقلية ( الفزعه ) و ( الهوشه ) حتى يصلوا لمقاعد تؤهلهم لان يكونوا نواب ( خدمات ) ومصالح عائليه ضيقه محسوبين على الوطن ويمثلون الشعب بئسما تمثيل .

( بدي فزعتكوا ) تفتح المجال نحو الحديث عن واقع الاحزاب الاردنيه وعقليات نواب( ونائبات ) الوطن الذين أسسوا قواعد المنفعه الشخصيه وابتكروا مبدأ التوزيع الجغرافي للوظائف العليا على اختلاف مجالس النواب السابقه والتي ستأتي لاحقاً في حال استمرار نفس الافكار التي تحكم توجهاتهم وتكتلاتهم الضيقه داخل القبه فكان الوطن والمواطن هما الخاسر الاكبر والنتائج معروفه لا يختلف عليها اثنان .

غالبية الاحزاب الاردنيه ( وازلامها القياديه ) جاءوا بطريق التجمع والتكاثف والتعيين لجماعة الاصدقاء والمتنفعين واعضاء آخرون عباره عن ( تكميل عدد ) واعضاء جاءوا لقتل حالة الفراغ ( والبطاله السياسيه ) وأسسوا فكرة الاحزاب لديهم على مبدأ ( سلامة خيرك يا باشا ) والذي تم افراغ قيادة الحزب له حتى يتسنى له التربع على قيادة الحزب بانزال مظلي وتوريثه لاحقاً ان تطلب الامر , في حين اكتسبت الاحزاب الديموقراطيه في دول العالم حيويتها من فكرة وعقيده ثابته تصب في مصالح الوطن مروراً بقواعد شعبيه عريضه تتبنى الافكار وتؤمن بها حين تتجه للادلاء بالاصوات ضمن قاعدة الولاء الحزبي لحصد غالبية المقاعد البرلمانيه والرجوع للفكره الرئيسيه للحزب لوضع الخطط والبرامج لصالح الدوله ورعاياها .

رثاثة العمل الحزبي لدينا ناتج عن الخلل في التأسيس ونوعية الاعضاء كما ذكرت سابقاً بالاضافه لنوع البرامج الحزبيه المكتوبه والتي تأخذنا بعيداً ( لعصور الصحابه ) والجمهوريات الافلاطونيه الفاضله وتفتقر للتناغم مع الواقع والممكن والصالح للتطبيق دون ان نستثني بعض الاحزاب الناشطه على الساحه المحليه والتي ترتبط بعلاقات ( لاسلكيه ) مع دول مجاوره تستثمر برامجها في جهل الناس ودغدغة عواطفهم للوصول للغايات المطلوبه منها , ومن هنا تميزت غالبية الاحزاب الاردنيه ومفرزاتها من المرشحين للبرلمان بحالة من الافلاس من العمل البرامجي القابل للتطبيق وفشلوا في استقطاب جمهور الناخبين بناءاً عليه واتجهوا للعمل بروح الفزعه واستبدال الحزبيه بالعشائريه والمصالح الخاصه الضيقه واعتمدوا عليها بشكل اساسي وخيار وحيد للفوز بمقاعد ( التشريف ) تحت القبه , حتى اننا لم نسمع عن مرشحين ( غير حزبيين ) لديهم ادنى تصور او حلول عمليه لمشاكل الوطن من فقر وبطاله وشح الموارد المائيه وحاجتنا الملحه لامتلاك مفاعلات نوويه سلميه للاكتفاء بالطاقه وتصديرها او وضع تصورات للحد من هدر المال العام والتلاعب باموال الوطن او خلق جبهه برلمانيه لمكافحة الفساد بشكل حيادي ومعلن بدلاً من الجهود الخجوله والانتقائيه التي تقوم بها المؤسسات المعنيه بمكافحة الفساد على استحياء بين فتره واخرى وبدلاً من التكتلات البرلمانيه الهشه التي تولد على( مائدة عشاء ) .

ستبقى عبارة ( بدي فزعتكوا ) سيدة الموقف والبرنامج الانتخابي الاوحد لغالبية نوابنا القادمين في ظل غياب العمل الحزبي المنظم او اضمحلال الروح الوطنيه للمرشحين المستقلين سواء , وسوف يكون الناتج المقبل برلمان لا يسمن الوطن ولا يغني المواطن عن جوع كحال سابقيه .

نرجو من الأستاذ محمد القلاب فزعة

وهو أهل لذلك

تحياتي

ساره صالح