من طرف صلاح سالم السبت أكتوبر 09, 2010 4:27 pm
لست هنا في مقام من يريد التحدث عن معني الحب، أو حكم الإسلام في الحب، أو ماذا يعني الحب في الإسلام، لأننا جميعا ندرك قيمة الحب بمفهومه المقدس الناصع، لا الحب الهابط المحصور في الأجساد والشهوات، فمن نظر إليه من هذا الجانب الشهواني، فهو أقرب إلي البهائم منه إلي بني الإنسان !.
وإذا كان هناك بعض الذين حُسبوا علي الحب والمحبين، وخولوا لأنفسهم وأعطوها حق التحدث والتنظير في هذا الباب، وحاولوا أن يزرعوا في بلادنا الإسلامية فلسفات وافده، وتعريفات مائعة لهذه اللفظة السامية، وأحدثوا لها أعيادا مشئومة مسمومة، من أمثال ( عيد فالنتاين ) في الرابع عشر من فبراير، وخيلوا لمن لم يحتفل معهم بإحيائه أنه عدو للحب..
مطموس الضمير..
ميت الإحساس..
دنيا النفاق تقلب الحقائقا وتجعل العلقم حلواً رائقا
والذي يعلمه الجميع ونعلمه، أن الإسلام لا يحارب الحب والمحبين، ولا يحاصر المشاعر الرهيفة، والأحاسيس الدافئة، ولا يجفف منابع الحب والاشتياق، ولكنه هذب كل ذلك، وجعل هاتيك المعاني محكومةً بضوابط ربانية، وبأسوار شرعية، درءاً للمفاسد، وتحقيقا للمصالح، ولكي ينأى بالمسلم وبالمسلمة عن الوقوع في المحظور.
وإذا تأملت في كتاب الله المجيد فإنك واجدٌ ( لفظة الحب ) ومشتقاتها، قد وردت في أربع وثمانين موضعاً، ناهيك عن ورودها مئات المرات علي لسان سيد الخلق ( صلي الله عليه وسلم ) وما ذالك إلا لبيان قيمة الحب ووجوده في شريعتنا الغراء.
فليس من العيب في ديننا أو من الحرام، أن تحمل المرأة الحب والتقدير والإعجاب لرجل ما، وكذلك لا تثريب علي رجل أعجبته امرأة ووقعت في نفسه الموقع الحسن (فالأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) أو كما قال عليه السلام، فالقلوب ليست ملكا لأصحابها ( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك ) ولكن الذي ينبغي أن يكون ماثلا وحاكما ومقررا لظاهر أمرنا وباطنه، ومكنونات أفئدتنا، هو الشرع والدين، فلا نتقدم ولا نتأخر، إلا بنورٍ من الله وكتاب مبين.
ولقد وجد الصحابة الكرام في أنفسهم العنت والضيق وشكوا إلي نبيهم الكريم كونهم يحدثون أنفسهم بأشياء يستحون من ذكرها بين يديه.
ليسألهم صاحب القلب الكبير : أوجدتموه ؟
فيجيبوا : أي نعم ؟
فيربط علي قلوبهم بقوله : (ذاك صريح الإيمان، إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل ).
ومما زادني شرفا وفخــرا وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا
وفي المقابل نرى بعضا من الناس يصفون الحب والحديث عنه بأنه منقصة ومذمة، وعليه فلا يجوز عندهم التودد إلي الزوجات، ولا يعرفون لسماحة العشرة سبيلا، ولا للمداعبة والملاطفة طريقا، بل يذهب البعض منهم إلي ما هو أبعد، عندما يتصور الغلظة والفظاظة مع الزوجة من صفات الفحولة، وشيم الرجولة، علي خلاف ما كان عليه البشير النذير من ضرب لنا أروع الأمثلة وأبهاها، في كيفية ملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها، بل وكيفية اللعب معها، وتدبير شؤون المنزل ومعونتها فكان يحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويمازحهن ويمازحنه في أدب ووقار، وكان يوصي بذلك من أراد الزواج بقوله: ( هلاّ بكراً تلاعبها وتلاعبك ) !
وإنني لأعجب من رجال، يتحرجون من إظهار اللطف مع الزوجة، ويتعمدون ذكرها بالكناية والتبطين، أو بالإشارة إليها بألفاظ مطلية بطلاء التعفف والتأفف، فأحدهم تقول له أين كنت ؟
فيجيبك بقوله : كنت ( أكرمك الله ) مع حماتك !!!
والأخر : كنت مع ( الحكومة ).!
وثالثٌ : مع ( الهم والنكد ) ! الخ.
بل لازلنا في بعض المناطق الزوج يتعمد وضع زوجته في المقعد الخلفي من مركبته، وفي بعض الأحيان ولا سيم إذا كانوا ذاهبين في واجب اجتماعي قد تبصر الزوجة المسكينة( وقد وضعت بجانب الخروف جنبا إلي جنب )، وقس علي ذلك كثيرا من المظاهر والألفاظ والأساليب، التي يتفنن أربابها في كيفية ازدراء الزوجة وانتقاصها قولا وفعلا، سرا وإعلانا !.
وفي هذه الأسطر أود أن أضع بين يدي القارئ والقارئة، لوحة مضيئة، في سماء الأدب العربي عامة، والليبي بصفة خاصة، لوحة متمثلة في محاولة شعرية جريئة، عكست نُبل من قدمها، ألا وهو الشاعر الليبي ( راشد الزبير السنوسي ) الذي قدم ( 14 ) ديواناً شعرياً للمكتبة العربية، جاء السادس منها، والذي نشرته الدار الجماهيرية للإعلان عام 1999 م بعنوان ( رسائل إلي زوجتي )، أهداه من أوله إلي أخره لزوجته ( ثريا )، وضم الديوان بين دفتيه ( 15 ) قصيدة، في ( 64) صفحة، صب من خلالها مشاعره الصادقة، وحبه الأبدي لرفيقة دربه، يحدثها من خلاله عما عاناه من البعد والوحشة والفراق، عندما كان سجينا لأكثر من ( ثمانية عشر عاما ).
وفي مقدمة إهدائه يقول : ( إلي أم الأحبة، إلي ابنة أكرم الرجال، إلي زوجتي ثريا، أهدي باقة حنان وهمسة وفاء … هذه المجموعة من القصائد ربما تكون الأولي من نوعها التي تقدم ديوانا مستقلاً، يعبر فيه شاعر ليبي من خلال حديث موجه إلي زوجته عن مشاعره)...
ناقلاً صور من معاناته خلال تجربة السجن التي مر بها، ولن تصاب عزيزي القارئ بالدهشة وأنت تري عبارات الحب تتنفس طبيعيا، وتزهو فوق السطور دون وجل أو خجل.
ونعلم أن الزوجة بقيت عند عدد من الشعراء منطقتا محظورة لا يمكن كشف المشاعر نحوها إلا فيما ندر، وقد سُئل سيد الخلق ( صلي الله عليه وسلم ) من أحب الناس إليك ؟ فأجاب :عائشة، قيل ثم من ؟ قال : أبوها.
وما دام التعبير لا يخدش الحياة، ولا يفسد الذوق، فأحري بنا أن لا نتردد في البوح به.
ويستطرد راشد الزبير فيقول لزوجته ( …… وحسبي أني جعلت من رفيقة عمري ملمحا بارزا في إنتاج الشعر، وعبر عدد من القصائد التي آثرتها بديوان مستقل، إن كان قليلاً في عدده، فهو كبير وكثير في مشاعره، وصدق رؤيته، وعساه يكون إشارة البدء لإبداعات يسهم بها شعراء آخرون، في هدم جدار جثم علي الصدور، وحبس الكلمات في الحلوق، حتى نرسخ في قاموسنا الشعري لفظة مازالت تبرز في حساب، وما زلنا نفتقدها، وهي جوهر الكون، وإكسير الحياة، إنها بكل وضوح كلمة الحب ) انتهي كلامه.
وأحسب - علي قلت اطلاعي – أن هذا الديوان يُعد المحاولة الأولي في الشعر العربي، يصدره شاعرٌ، ويوجهه إلي زوجته بأكمله.
صحيح هناك من الشعراء من تحدث عن زوجته بقصيدة، أو بعدد من قصائده، ولكن أن تري ديوانا كاملا في هذا الشأن فهذا ما لم أقف عليه وقد يكون استقرائي ناقصا.
والقارئ لهذه المجموعة المتميزة من القصائد، التي نظمها راشد الزبير بالشعر العمودي، وبشعر التفعيلة، ليجد نفسه يعيش ما عاشه الشاعر بتفاصيل ذعر الليل، وهواجس النهار، ومشاعر القرب والبعد، والحزن والفرح، والطيف والفكر، والدفء والبرد، في ثنائيات جميلة تنساب في سهولة ممتنعة، من شاعر صادق إلي زوجة ودودة.
ولقد فكت محنة الشاعر في سجنه عقدة لسانه، فبددت وحشة ذاك المكان، والكآبة التي تملأ أجواءه، رغم ما يبعث في النفس من صمت رهيب، وبلادة في الحس، وموات في المشاعر، إلا أن الشاعر حوّل السجن وأجواءه إلي إلهام بذكر عاطفة الحب،( من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشربين )، رافضا أن تحبس الكلمات في الصدور، مبرزا إياها بلا عد ومن غير حساب، فعبر عن مشاعره تجاه شريكة عمره ورفيقة دربة، محافظا علي الحياء، مراعيا للذوق والأعراف، الأمر الذي دفعه لطرح كل ما لديه، فجاشت مشاعره خفافا وثقالا، مدللا للقارئ علي عظم هذه العاطفة، تجاه مخلوق رهيف، عاطفة نادت بها الرسالات السماوية واحتضنتها كل الحضارات القديمة منها والحديثة، باختلاف وسائل البيان والتبيين.
وسوف نرى كيف بين راشد الزبير حديثه عن حبه لزوجته، بكل ما أوتي من عبارات وألفاظ وأساليب، بإحساس صادق لا يقبل التحريف ولا التزييف !
(1)
قصيدة بعثها الشاعر إلي زوجته من زنزانته وفيها ما فيها من المعاني والمثل
وسائلتكــــم لم لا تكتبـــون
وسـاءلتني لــــم لا تكتـــــــب ؟
وقد سد ذاك الجدار الطـــــريق
وصار اللقاء هو الأصـــــــــــعب
وغابت قصائدك الحــانــــيات
وكانت بوحشـتـــنــا تعـــــــذب
يمـــر الصباح فمـا نـلـتـقـي
ومن حزنــــنا ليلـنا يـــــــهرب
ونــــرفع أعينـــنـا للسـماء
لعـــل شـــــآبيبـهــا تســكـب
وتستخبـر النجـــــم أن قد رآك
فلا النجم يصغي ولا الكوكـــــــــب
يخـافــان إن أبـــديا رقــــة
يغـلـــل خـطــوهـما الغيـهــــب
فــمـــاذا أقــول وقـد أجـدبت
حـــدائق شعـــــــري فمـا تنجـب
ولو كنت تدرين أن المعــــــاني
التي أتــخــيـــرهــا تــهـــرب
يُلحن كسرب العصافير يغــــــدو
بحــب فيحضــــــنـــه المتعــب
يسرق من عمره لحـــــــــظة
يعـانــــــق أشـــواق لا تكـــذب
ويستنطق الكلمات اللواتـــــــي
عبــــرن بعــــاطفــــة تلهــب
فتورق فوق السطور الحـــــروف
وتـــزهـــر حبــا وتعشــوشــب
فأغـرق عينــي فـــي دفئـهــا
وتســكب في الروح ما تســـــكــب
تخــالطني فــأحس الجـــــدار
تقلــص كــابــوسـه المــرعـــب
ويــا أم صــديـق قد صبّحـــتك
عـرائــس شعــري بمــا أرغــــب
تهـــادين من ثمـــل راويـــات
بفيـــض من الحـــب لا ينــضـــب
لتصفـيك أعـــذب ما عنــــدها
وتهــديك أطيــب مــا يــوهــــب
فـــأنت شــبــابي بأحـلامــه
وضـــوء حيــاتـــي التــي أرقـب
وأم الاحبـــا مــن فــي الفـؤاد
يحلـــون وهـــو لـهــم مـلـعــب
ومـنــي إليــك أرق الـســـلام
بـــه قـــد خـتــمــت الـذي أكتب
(2)
وفي قصيدة ( عروس الشعر ) أفاض الشاعر أحاسيسه فانهالت تتقاطر علي أبياته وفيها يناجي قلب زوجته بما يحمله قلبه لها فقال :
يا عروس الشعر يا حلم السهـــاري
علــق الكـون بعينيـك انبهـارا
يا رضــابـا ثمـل الكأس بــــه
وتهادت مهج منــه سكــــارى
يا شـذي الــزهر وأهات الهــوى
فيك يغفو الحسن إن أوقد نـــارا
(3)
هذه القصيدة بعنوان ( رفيقتي ) أرسلها شاعرنا إلي زوجته بعد (13) سنة مكثها في السجن فقال :
رفيقتي
ثلاث عشرة انقضت
طويلة بسهدها، ضنينة بوعدها
تترع من فؤاد الكؤوس الشجن
تعبنى بلا ثمن
وليلها يزحمه الملال والإحن
وكل ليلة تموت دون أفق فجرها
يوقرها الآسي فتحتمي بخدرها
تنفث ما بصدرها
فتنطق الجراح من حرارة الألم
حين يضيق الجدار عينية ولم ينم
وكل ما يشدني إلي رحابكم حلم
يرحل بي إليكمو حين يهدني السأم
وقد خبرت ما يكابد المشوق من ألم
حين يرى طموحة قبل أوانه نهدم
ثلاث عشرة انقضت
(4)
وهذه قصيدة ( عيد الميلاد الحزين )، التي يبعث بها الشاعر من وراء الجدران إلي زوجته التي كانت سنده في حياته، وركن شديد يأوي إليه كلما علت أمواج الحياة، وادلهمت خطوبها، يطلب منها نبذ الحزن والهم، بأنه يتأذي من ذلك ويؤكد لها بأنها وأبناءها حاضرون في وجدانه، في أحلامه، غير أن الشاعر يطلب منهم جميعا التضرع إلي الله، عسي الشمل يوما أن يجتمع، وعسي منامات الليل يبزغ من بعدها الفجر، الذي يداوي الجراح، ويجبر المكسور، حيث يقول :
ويا أم صديق وقــد كنت دائمــــا
رفيقـــة هــذا القلـب في القـــــرب والبعد
دعي الهم والحزن الذي لا اطيـــقـه
يغشيك واستوصي بمن حبــــــهم وجــــدي
وإني وإن رانت علي العين غيــــمة
أراكــم بأحلامي ويصحــو بكم ســـــــهدي
وأطيافكم لا تبرح الفكر دائــمــــا
أظـــل أنــاجيهـــا لتبــقـي علـي العـهد
فلا تبعدوا عني فمـالــي سواكـــم
وصـلـــوا فعـــل الله يـــأذن بالـــعــود
وإني لأرجو الله أن تصــــدق الرؤى
فــتــدفئ لقــيــاكم قـشـعــريرة البـــرد
(5)
وفي قصيدة ( نحمد الله ) لا يخفي الشاعر فرحته العارمة بعودة رفيقة العمر، من سفرها بعد تماثلها للشفاء، وتمتعها بالعافية، بعد أن زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، خوفا عليها وقلقا علي صحتها، فجاءت أبياته ترقص فرحا بما من به المولي وتفضل عندما قال :
نحمد الله إذ انزاح الخــــطر
وإليــنـــا عـــدت يا أم عمــر
ها هو العش الذي ظـللـتـــه
بجناحـيــك للـــقـيـاك ســهـر
بادي الفرحة ميــــاس الرؤى
بـيــن نــاي وحنــان ووتـــر
وتلقتك قلوب نــبضـــهــا
صــادق الــود والله شــــكــر
وهتــفـنـــا بنـداء ضـارع
شق جـــوف اللـــيل فانزاح كدر
مرحبا والعود محمود الخـــطى
فهو عطر ورحيـق ومـطــــــر
هذه نفثات رائعة وغيض من فيض زهر راشد الزبير السنوسي، أردت من ورائه لفت النظر إلي عاطفة مكبوتة في صدور الكثيرين، يستحون من الإشارة إليها، وكأنها جرم مشين، في الوقت الذي نري فيه كثيرين ممن جمعت بينهم روابط مشبوهة يجاهرون بالتحدث عنها.
صارت مشرقةً وصرت مغرباً شتان بين مشرقٍ ومغرّب
جمعني المولي بكم دوما علي دروب المحبة والمودة
[/center][/center][/color][/size][/center]
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني