الصحــــــراء
هي تلك الصحراء (العجيبة الماتعة ) أحيانا ، و(المرعبة المخيفة) في أحايين أخرى وعلى أطرافها تنمو بعض الأحراش الممتدة تزينها بعض الأعشاب الخضراء( الباهتة) وبعض انواع من (الحطب ) .. الذي ينمو بها منذ سنيين غابرة ، الهدوء يلف المكان ، ولا شيء متغير أو يتغير هنا منذ أزل بعيد بعيد ، وعلي هذه البقعة نسجت قصص وحكاوي عدة ، منها المؤلم الأليم ومنها الماتع ذات النهايات السعيدة .. الصحراء .. إنها المعجزة الإلهية العجيبة ، يدعي من لا يعرفها أنها ميتة لا حراك فيها ، ولكن حقيقتها عكس هذا الادعاء ... فمن سكون مرعب الي حراك قاتل ولا تزال هذه الصحراء هادئة وفي سكون مؤنس ...
العاصفة
وفجأة تعكر صفو الصحراء ، و(من قال أن الصحراء دائما صامتة ؟ ) ، لقد أماطت (هذه الصحراء) عن لثامها المختبئة خلفه ، ولاح في الأفق بدايات عاصفة محتقنة ، كل الكائنات المنتشرة في حضنها - فترة ما قبل الظهيرة - أصابها الجفل من التحول المباغت في السكون الخريفي الآمن ، ولجأت كل الحيوانات نحو أوكارها أو أي ملجأ قريب يقيها عواقب هذه العاصفة المرعبة ... وفي هذه الأثناء ثمة ( ذئب ) وقع للتو علي فريسة له يلتهمها فأنتبه إلي الضجيج وجلبة الحيوانات الهاربة من العاصفة فرفع رأسه بحركة سريعة وأدرك بأنه إن لم يعفل شيئا فان العاصفة سوف تسحقه وتقتله .. وكانت العاصفة وقتئذ علي مقربة منه وتعصف بكل شئ أتي في طريقها ، فلم يجد ذلك ( الذئب ) الممتلئ بالرعب سوي أن يركض أمام العاصفة عله يجد ملجأ من هذا الغضب العارم الذي يداهمه.
الركض و الفزع
وظل الذئب يركض ويركض .. ويبذل كل ما بطاقته آملا أن يسبق العاصفة إلي أي مكان يحتمي به .. لكن العاصفة القاتمة تلاحقه بسرعة مذهلة ، ولم يعد يعرف انه يقترب منها أو أنها هي التي تقترب منه لتغتال روحه وتسحق جسده النحيل ، كل ذرة فيه ترتعد رعباَ من النهاية المأسوية الشرسة ... انها العاصفة التي تحصد كل شئ أمامها ، إنها تدمر مدننا وقري بأسرها وتقضي علي حضارات قد شيدت منذ آلاف السنين .. وظل الذئب يتخيل كل هذه المظاهر وهو يري الآثار تتناثر وتتطاير أمامه من جراء العاصفة .. يركض من مصير مجهول إلي مصير آخر مجهول وبغتة أحس بدنو العاصفة فلم يدري ما الذي يفعله .. لكنه كل ما هو مصر عليه هو عدم الاستسلام كما تستسلم له تلك الفرائس الضعيفة بين فكيه .
الشجرة
لم يتمني أن يكون يوما في وضع كهذا الوضع ، يقع فريسة مستسلمة لفكي العاصفة الشرسة ... وفجأة اصطدم جسده بجدع شجرة ضخمة بدت قوية وصامدة في وجه هذه العاصفة ، وفي غمضة عين وجد نفسه في وسط العاصفة متشبثا برجليه وقدميه بجدع تلك الشجرة وتمر عليه تلك العاصفة برمالها وأحجارها المتناثرة زاده قوة العاصفة قوة في التشبث بجدع تلك الشجرة زاد إصراره في المواجهة وبذات الوقت أحس بان العاصفة تسلخ وبره ولكن ذلك لم يثنيه عن المواجهة والتصدي ، وقال لنفسه فليذهب وبري لا يهم المهم هو النجاة بجسدي ، اما الوبر فسينمو في فصل الربيع ... لكنه امتلاء رعبا حينما اكتشف ان العاصفة تسلخ جلده بعد وبره ويشعر بحرقة لم يذقها طوال حياته لكن الأمر لم يزده إلا إصرارا ما مادمت لديه القدرة علي المواجهة والصمود في وجه العاصفة
لحظات النهاية
وأحس بان جلده طار من جسده تماما ، وأصبح جسدا بلا جلد ويواجه في نفس الوقت هول العاصفة الهوجاء المدمرة ، مرة لحظات مزلزلة علي روحه الذي ضاق بها ، وضاقت به ... وهنيهة هنيهة أخذت نيران العاصفة تخمد عليه وهو يرى بصيص ضوء يلوح من بعيد وكأنه ضوء قادم بعد دهر من ظلام ترك يديه وقدميه من غصن تلك الشجرة ليجلس على ذيله ويرد أنفاسا طويلة , وعندها قال لنفسه : كم أنت قوي أيها الذئب , وكم أنك متشبث بالحياة0 ولكنه وبخ نفسه على لحظات الرعب التي عاشها قائلا : لو كنت أعرف حجم هذه القوة في جسدي لما انهزمت من العاصفة 0 تساقط رذاذخفيف من السماء وسطعت الشمس مرة أخرى على الأرض خرجت على إثرها الحيوانات من مخابئها , أحس الذئب بجوع ورغبة في التقاط فريسة , لكنه تذكر قوته الهائلة التي يتمتع بها وقال: وأنا بكل هذه القوة الهائلة , كم كنت جبانا في افتراس تلك الحيوانات الضعيفة الواهنة , إنني خجول من كل هذه القوة التي اكتشفتها في طاقتي ، وهمهم لنفسه : لن يكون الجوع أشرس من تلك العاصفة ، ومن يومها وهو يقاوم رغبة الافتراس كلما لاحت له فريسة ليصبح يوماَ بعد يوم نباتياَ ويزداد قوة على قوة .
لكم مني كل تحياتي
نضال ملص
هي تلك الصحراء (العجيبة الماتعة ) أحيانا ، و(المرعبة المخيفة) في أحايين أخرى وعلى أطرافها تنمو بعض الأحراش الممتدة تزينها بعض الأعشاب الخضراء( الباهتة) وبعض انواع من (الحطب ) .. الذي ينمو بها منذ سنيين غابرة ، الهدوء يلف المكان ، ولا شيء متغير أو يتغير هنا منذ أزل بعيد بعيد ، وعلي هذه البقعة نسجت قصص وحكاوي عدة ، منها المؤلم الأليم ومنها الماتع ذات النهايات السعيدة .. الصحراء .. إنها المعجزة الإلهية العجيبة ، يدعي من لا يعرفها أنها ميتة لا حراك فيها ، ولكن حقيقتها عكس هذا الادعاء ... فمن سكون مرعب الي حراك قاتل ولا تزال هذه الصحراء هادئة وفي سكون مؤنس ...
العاصفة
وفجأة تعكر صفو الصحراء ، و(من قال أن الصحراء دائما صامتة ؟ ) ، لقد أماطت (هذه الصحراء) عن لثامها المختبئة خلفه ، ولاح في الأفق بدايات عاصفة محتقنة ، كل الكائنات المنتشرة في حضنها - فترة ما قبل الظهيرة - أصابها الجفل من التحول المباغت في السكون الخريفي الآمن ، ولجأت كل الحيوانات نحو أوكارها أو أي ملجأ قريب يقيها عواقب هذه العاصفة المرعبة ... وفي هذه الأثناء ثمة ( ذئب ) وقع للتو علي فريسة له يلتهمها فأنتبه إلي الضجيج وجلبة الحيوانات الهاربة من العاصفة فرفع رأسه بحركة سريعة وأدرك بأنه إن لم يعفل شيئا فان العاصفة سوف تسحقه وتقتله .. وكانت العاصفة وقتئذ علي مقربة منه وتعصف بكل شئ أتي في طريقها ، فلم يجد ذلك ( الذئب ) الممتلئ بالرعب سوي أن يركض أمام العاصفة عله يجد ملجأ من هذا الغضب العارم الذي يداهمه.
الركض و الفزع
وظل الذئب يركض ويركض .. ويبذل كل ما بطاقته آملا أن يسبق العاصفة إلي أي مكان يحتمي به .. لكن العاصفة القاتمة تلاحقه بسرعة مذهلة ، ولم يعد يعرف انه يقترب منها أو أنها هي التي تقترب منه لتغتال روحه وتسحق جسده النحيل ، كل ذرة فيه ترتعد رعباَ من النهاية المأسوية الشرسة ... انها العاصفة التي تحصد كل شئ أمامها ، إنها تدمر مدننا وقري بأسرها وتقضي علي حضارات قد شيدت منذ آلاف السنين .. وظل الذئب يتخيل كل هذه المظاهر وهو يري الآثار تتناثر وتتطاير أمامه من جراء العاصفة .. يركض من مصير مجهول إلي مصير آخر مجهول وبغتة أحس بدنو العاصفة فلم يدري ما الذي يفعله .. لكنه كل ما هو مصر عليه هو عدم الاستسلام كما تستسلم له تلك الفرائس الضعيفة بين فكيه .
الشجرة
لم يتمني أن يكون يوما في وضع كهذا الوضع ، يقع فريسة مستسلمة لفكي العاصفة الشرسة ... وفجأة اصطدم جسده بجدع شجرة ضخمة بدت قوية وصامدة في وجه هذه العاصفة ، وفي غمضة عين وجد نفسه في وسط العاصفة متشبثا برجليه وقدميه بجدع تلك الشجرة وتمر عليه تلك العاصفة برمالها وأحجارها المتناثرة زاده قوة العاصفة قوة في التشبث بجدع تلك الشجرة زاد إصراره في المواجهة وبذات الوقت أحس بان العاصفة تسلخ وبره ولكن ذلك لم يثنيه عن المواجهة والتصدي ، وقال لنفسه فليذهب وبري لا يهم المهم هو النجاة بجسدي ، اما الوبر فسينمو في فصل الربيع ... لكنه امتلاء رعبا حينما اكتشف ان العاصفة تسلخ جلده بعد وبره ويشعر بحرقة لم يذقها طوال حياته لكن الأمر لم يزده إلا إصرارا ما مادمت لديه القدرة علي المواجهة والصمود في وجه العاصفة
لحظات النهاية
وأحس بان جلده طار من جسده تماما ، وأصبح جسدا بلا جلد ويواجه في نفس الوقت هول العاصفة الهوجاء المدمرة ، مرة لحظات مزلزلة علي روحه الذي ضاق بها ، وضاقت به ... وهنيهة هنيهة أخذت نيران العاصفة تخمد عليه وهو يرى بصيص ضوء يلوح من بعيد وكأنه ضوء قادم بعد دهر من ظلام ترك يديه وقدميه من غصن تلك الشجرة ليجلس على ذيله ويرد أنفاسا طويلة , وعندها قال لنفسه : كم أنت قوي أيها الذئب , وكم أنك متشبث بالحياة0 ولكنه وبخ نفسه على لحظات الرعب التي عاشها قائلا : لو كنت أعرف حجم هذه القوة في جسدي لما انهزمت من العاصفة 0 تساقط رذاذخفيف من السماء وسطعت الشمس مرة أخرى على الأرض خرجت على إثرها الحيوانات من مخابئها , أحس الذئب بجوع ورغبة في التقاط فريسة , لكنه تذكر قوته الهائلة التي يتمتع بها وقال: وأنا بكل هذه القوة الهائلة , كم كنت جبانا في افتراس تلك الحيوانات الضعيفة الواهنة , إنني خجول من كل هذه القوة التي اكتشفتها في طاقتي ، وهمهم لنفسه : لن يكون الجوع أشرس من تلك العاصفة ، ومن يومها وهو يقاوم رغبة الافتراس كلما لاحت له فريسة ليصبح يوماَ بعد يوم نباتياَ ويزداد قوة على قوة .
لكم مني كل تحياتي
نضال ملص
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني