........ لا أظن أن ما سكتوا ويسكتون على اغتصاب أوطانهم واحتلال بلدانهم،سيكونوا قادرين على الدفاع عن عقيدتهم ومقدساتهم،فهم فاقدي الإرادة والقرار ولا يملكون أكثر من بيانات الشجب والتنديد والاستنكار ومقولات ليست مسنودة بالفعل مثل "للبيت رب يحميه"،فالذين سكتوا وشاركوا على وفي اغتصاب فلسطين والعراق،كيف لهم أن ينتصروا لعقيدتهم ومقدساتهم؟ فالمسجد الأقصى أحرق في 21 /8/ 1969،ورئيسة الوزراء الإسرائيلية المغدورة "غولدا مائير" لم تنم الليل خوفاً من ردة الفعل العربية والإسلامية على تلك الجريمة،وتوقعت أن تبدأ الجيوش العربية هجوماً على دولتها غداة ارتكاب الجريمة ،ولكنها اكتشفت أن تلك الأمة ليست أكثر من ظاهرة صوتية ،واليوم والقس الأمريكي المغمور "تيري جونز" يدعو جهراً وعلناً إلى حرق القران الكريم،وردود الفعل العربية والإسلامية على ذلك لن تخرج في سقفها الأعلى عن مسيرة هنا ومظاهرة مدجنة هناك.
وعملية الاستهداف للمقدسات والعقيدة الإسلامية ليست حوادث فردية أو معزولة أو تصدر عن أناس مهووسين أو مجانين ومعتوهين كما تصور ذلك الجهات الرسمية الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية الغربية والمؤسسات والمراجع الدينية اليهودية وبعض المؤسسات الكنسية المتطرفة كالكنيسة المسيحية الصهيونية،بل كما هو الحال في الديانة الإسلامية هناك جماعات متطرفة ومتشددة تغذي الفكر العصبوي والانغلاقي وإقصاء الأخر ونفي وجوده وتشوه جوهر الدين الإسلامي خدمة لأهدافها ومصالحها وأغراضها الخبيثة.
وبالعودة لحرق المسجد الأقصى والدعوة لإحراق القرآن الكريم ، فهذه الأعمال درست وخطط لها بعناية من قبل الجهات التي تقف خلف هؤلاء المنفذين،فعملية ومحاولة حرق المسجد الأقصى بتوقيتها وتاريخها مرتبطة بذكرى خراب وتدمير الهيكل المزعوم في 21 آب وكذلك الدعوات لحرق القرآن الكريم تجري تحت حجج وذرائع الاحتجاج على أحداث 11/9/ 2001 ،واختير لها يوم عيد الفطر السعيد إمعاناً في إذلال الأمة العربية والإسلامية وامتهان كرامتها،كما حصل في إعدام الشهيد القائد صدام حسين.
إن ما يشجع على مثل هذه الممارسات والأفعال مرتبط بأكثر من عامل،يقف في مقدمتها المواقف الرسمية للأنظمة الحاكمة في دول أوروبا الغربية،حيث في أكثر من مرة حظي فيها من نشروا كاريكاتيرات ورسوم مسيئة للرسول محمد (صلعم) بالتشجيع والتكريم والتي كان آخرها تكريم رئيسة الوزراء الألمانية "ميركل" للصحفي الذي نشر رسوم مسيئة للرسول، وهذا من شأنه تعزيز وتعميق نزعات التطرف والانغلاق والصراعات الدينية،ويصب في خانة خدمة المجانية للمتطرفين والمهووسين من كل اتباع الديانات السماوية.
وأيضاً الحالة الراهنة للأمة العربية والإسلامية وما تعانيه من ضعف وانهيار وخنوع واستسلام للقوى الخارجية،وإفقارها وتجويعها وقمعها لشعوبها،من شأنه أن يغذي ويعزز مثل هذه الظواهر والمظاهر،فعلى سبيل المثال لا الحصر فنشوء فكر القاعدة وكل الحركات الإسلامية غير الجهادية،والتي يقوم فكرها على الانغلاق والتطرف وجدت ضالتها في حالة العجز والانهيار التي تعيشها الأمة،وقيام الغرب والأمريكان باحتلال العراق وأفغانستان،لكي تقوم بأعمال وأفعال من شأنها أن تلصق تهمة التطرف و"الإرهاب" بالدين الإسلامي،وهناك من يعمل على تغذية ودعم تلك الجماعات والحركات،وما تقوم به من أعمال وممارسات،بعيدة كل البعد عن النضال والمقاومة،بل تجد في كثير من الأحيان تقوم بالقتل من أجل القتل،وهذا يوسع من دائرة جبهة المعادين عالمياً للإسلام على أساس أنه مصدر ومنبع "الإرهاب" والتطرف في العالم وليس دين محبة وتسامح،بل مثل هذه الأفعال غير الجهادية،شكلت الذريعة لأمريكا والغرب المجرم لتدمير كل من العراق وأفغانستان واحتلالهما خدمة لأهدافهما ومصالحهما،وأيضاً استفادت أمريكا وأوروبا من ذلك،لكي تصف كل أعمال المقاومة والنضال والكفاح المشروعة التي تقوم بها وتمارسها الشعوب المقهورة والمضطهدة والمحتلة بأنها أعمال "إرهابية"،وكان أولى ضحايا ذلك نضال شعبنا الفلسطيني ومقاومته والذي حتى اللحظة الراهنة يدفع ثمن تلك الأفعال والممارسات المشبوهة لتلك الجماعات،والتي يستغلها الاحتلال الإسرائيلي للتحريض على نضال شعبنا المشروع ومقاومته،ووصفها بأنها شكل من أشكال "الإرهاب"،ولكي يبرر حالة البطش والقمع والتنكيل بحق شعبنا ومقاومته.
وكذلك فحالة العجز والانهيار والتفكك التي تعيشها الأمة وعدم قدرتها على التصدي ولجم كل القوى والجماعات التي تستهدف الأمة في رموزها ومعتقداتها من شأنه أن يشجع تلك الجماعات على التمادي في استهداف الرموز والعقيدة الإسلامية،فأمة تستدخل الهزيمة وتتآمر على أوطانها وتشارك في احتلالها واغتصابها،كيف لها أن تحمي مقدساتها وعقيدتها؟فالجميع يعرف ما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات شبه يومية من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة،والتي تجد لها حواضن في قمة الهرم السياسي الإسرائيلي،من أجل السيطرة على المسجد الأقصى،فالحفريات مستمرة من تحته ومن حوله وبالقرب منه،والكنس تقام ملاصقة له ويقتحم بشكل شبه يومي،والهدف تقسيمه او هدمه وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه،وردود الفعل العربية والإسلامية لا تتجاوز السيمفونية المعهودة من بيانات الشجب والاستنكار وأقصى عبارات التنديد والوعيد والتهديد التي ليس لها أي رصيد عملي وفي الواقع،وبالتالي لا غرابة في أن يتجرأ القس " تيري جونز" أو غيره ويقوم بالتهديد بحرق القرآن أو هدم المساجد الإسلامية،أو أن تقوم رئيسة وزراء المانيا بتكريم من يسيء للرسول الكريم وغيره.
فأمة مغرقة في الذل والهوان وتطلق العنان لجماعات مغرقة في التطرف والانغلاق لكي تسيء للدين والتراث الإسلامي،لكي تبرر استمرار بقائها في الحكم وقمعها لشعوبها لا يتوقع منها شيئاً لا حماية وطن ولا مقدسات ولا عقيدة ولا ورموز دينية،ف"ميريكل" رئيسة وزراء المانيا لو شعرت أن مصالحها في العالم العربي والإسلامي مهددة لما تجرأت على تكريم صاحب الرسومات المسيئة للرسول محمد (صلعم)،وكذلك الحال مع القس جونز.
أمة تستباح أوطانها وأعراضها ومقدساتها ورموزها الدينية ومصدر تشريعها ولا تحرك ساكناً،أمة لا تستحق الحياة،فهذه الأمة بحاجة الى ثورة شاملة تطال كل شيء البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة،فالأزمة بنيوية وعلاجها يكون بالتغير الشامل وليس بالترقيع والخطب والشعارات،وهي بحاجة الى قوى تغير حقيقية وجدية صاحبة مشروع نهضوي وتنويري يعيد للأمة وحدتها ولحمتها بعيداً عن العصبوية والإنغلاق وقادرة على مواكبة التغيرات والتطورات العالمية والدولية في كل الصعد والمجالات والميادين،وتغلب مصالح الأمة وأهدافها على المصالح القطرية الضيقة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
أخوكم
عبد المغني شريف
وعملية الاستهداف للمقدسات والعقيدة الإسلامية ليست حوادث فردية أو معزولة أو تصدر عن أناس مهووسين أو مجانين ومعتوهين كما تصور ذلك الجهات الرسمية الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية الغربية والمؤسسات والمراجع الدينية اليهودية وبعض المؤسسات الكنسية المتطرفة كالكنيسة المسيحية الصهيونية،بل كما هو الحال في الديانة الإسلامية هناك جماعات متطرفة ومتشددة تغذي الفكر العصبوي والانغلاقي وإقصاء الأخر ونفي وجوده وتشوه جوهر الدين الإسلامي خدمة لأهدافها ومصالحها وأغراضها الخبيثة.
وبالعودة لحرق المسجد الأقصى والدعوة لإحراق القرآن الكريم ، فهذه الأعمال درست وخطط لها بعناية من قبل الجهات التي تقف خلف هؤلاء المنفذين،فعملية ومحاولة حرق المسجد الأقصى بتوقيتها وتاريخها مرتبطة بذكرى خراب وتدمير الهيكل المزعوم في 21 آب وكذلك الدعوات لحرق القرآن الكريم تجري تحت حجج وذرائع الاحتجاج على أحداث 11/9/ 2001 ،واختير لها يوم عيد الفطر السعيد إمعاناً في إذلال الأمة العربية والإسلامية وامتهان كرامتها،كما حصل في إعدام الشهيد القائد صدام حسين.
إن ما يشجع على مثل هذه الممارسات والأفعال مرتبط بأكثر من عامل،يقف في مقدمتها المواقف الرسمية للأنظمة الحاكمة في دول أوروبا الغربية،حيث في أكثر من مرة حظي فيها من نشروا كاريكاتيرات ورسوم مسيئة للرسول محمد (صلعم) بالتشجيع والتكريم والتي كان آخرها تكريم رئيسة الوزراء الألمانية "ميركل" للصحفي الذي نشر رسوم مسيئة للرسول، وهذا من شأنه تعزيز وتعميق نزعات التطرف والانغلاق والصراعات الدينية،ويصب في خانة خدمة المجانية للمتطرفين والمهووسين من كل اتباع الديانات السماوية.
وأيضاً الحالة الراهنة للأمة العربية والإسلامية وما تعانيه من ضعف وانهيار وخنوع واستسلام للقوى الخارجية،وإفقارها وتجويعها وقمعها لشعوبها،من شأنه أن يغذي ويعزز مثل هذه الظواهر والمظاهر،فعلى سبيل المثال لا الحصر فنشوء فكر القاعدة وكل الحركات الإسلامية غير الجهادية،والتي يقوم فكرها على الانغلاق والتطرف وجدت ضالتها في حالة العجز والانهيار التي تعيشها الأمة،وقيام الغرب والأمريكان باحتلال العراق وأفغانستان،لكي تقوم بأعمال وأفعال من شأنها أن تلصق تهمة التطرف و"الإرهاب" بالدين الإسلامي،وهناك من يعمل على تغذية ودعم تلك الجماعات والحركات،وما تقوم به من أعمال وممارسات،بعيدة كل البعد عن النضال والمقاومة،بل تجد في كثير من الأحيان تقوم بالقتل من أجل القتل،وهذا يوسع من دائرة جبهة المعادين عالمياً للإسلام على أساس أنه مصدر ومنبع "الإرهاب" والتطرف في العالم وليس دين محبة وتسامح،بل مثل هذه الأفعال غير الجهادية،شكلت الذريعة لأمريكا والغرب المجرم لتدمير كل من العراق وأفغانستان واحتلالهما خدمة لأهدافهما ومصالحهما،وأيضاً استفادت أمريكا وأوروبا من ذلك،لكي تصف كل أعمال المقاومة والنضال والكفاح المشروعة التي تقوم بها وتمارسها الشعوب المقهورة والمضطهدة والمحتلة بأنها أعمال "إرهابية"،وكان أولى ضحايا ذلك نضال شعبنا الفلسطيني ومقاومته والذي حتى اللحظة الراهنة يدفع ثمن تلك الأفعال والممارسات المشبوهة لتلك الجماعات،والتي يستغلها الاحتلال الإسرائيلي للتحريض على نضال شعبنا المشروع ومقاومته،ووصفها بأنها شكل من أشكال "الإرهاب"،ولكي يبرر حالة البطش والقمع والتنكيل بحق شعبنا ومقاومته.
وكذلك فحالة العجز والانهيار والتفكك التي تعيشها الأمة وعدم قدرتها على التصدي ولجم كل القوى والجماعات التي تستهدف الأمة في رموزها ومعتقداتها من شأنه أن يشجع تلك الجماعات على التمادي في استهداف الرموز والعقيدة الإسلامية،فأمة تستدخل الهزيمة وتتآمر على أوطانها وتشارك في احتلالها واغتصابها،كيف لها أن تحمي مقدساتها وعقيدتها؟فالجميع يعرف ما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات شبه يومية من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة،والتي تجد لها حواضن في قمة الهرم السياسي الإسرائيلي،من أجل السيطرة على المسجد الأقصى،فالحفريات مستمرة من تحته ومن حوله وبالقرب منه،والكنس تقام ملاصقة له ويقتحم بشكل شبه يومي،والهدف تقسيمه او هدمه وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه،وردود الفعل العربية والإسلامية لا تتجاوز السيمفونية المعهودة من بيانات الشجب والاستنكار وأقصى عبارات التنديد والوعيد والتهديد التي ليس لها أي رصيد عملي وفي الواقع،وبالتالي لا غرابة في أن يتجرأ القس " تيري جونز" أو غيره ويقوم بالتهديد بحرق القرآن أو هدم المساجد الإسلامية،أو أن تقوم رئيسة وزراء المانيا بتكريم من يسيء للرسول الكريم وغيره.
فأمة مغرقة في الذل والهوان وتطلق العنان لجماعات مغرقة في التطرف والانغلاق لكي تسيء للدين والتراث الإسلامي،لكي تبرر استمرار بقائها في الحكم وقمعها لشعوبها لا يتوقع منها شيئاً لا حماية وطن ولا مقدسات ولا عقيدة ولا ورموز دينية،ف"ميريكل" رئيسة وزراء المانيا لو شعرت أن مصالحها في العالم العربي والإسلامي مهددة لما تجرأت على تكريم صاحب الرسومات المسيئة للرسول محمد (صلعم)،وكذلك الحال مع القس جونز.
أمة تستباح أوطانها وأعراضها ومقدساتها ورموزها الدينية ومصدر تشريعها ولا تحرك ساكناً،أمة لا تستحق الحياة،فهذه الأمة بحاجة الى ثورة شاملة تطال كل شيء البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة،فالأزمة بنيوية وعلاجها يكون بالتغير الشامل وليس بالترقيع والخطب والشعارات،وهي بحاجة الى قوى تغير حقيقية وجدية صاحبة مشروع نهضوي وتنويري يعيد للأمة وحدتها ولحمتها بعيداً عن العصبوية والإنغلاق وقادرة على مواكبة التغيرات والتطورات العالمية والدولية في كل الصعد والمجالات والميادين،وتغلب مصالح الأمة وأهدافها على المصالح القطرية الضيقة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
أخوكم
عبد المغني شريف
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني