أصول النقد الجماعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



أحد الدروس التي حضرتها كانت بعنوان " أصول النقد الجماعي " منذ أكثر من 5 سنوات تقريبا ، قبل هذا الدرس لم أعلم أنه هناك فرق بين النقد الجماعي والنقد الفردي أو أن هذا له أصول والآخر له أصول مختلفه ، ولله الحمد قمت بتدوين أبرز النقاط المذكورة في الدرس ، بعد ذلك بمدة قمت بالبحث عن هذا الموضع أكثر ، وكانت هذه الحصيلة التي أضعها بين أيديكم ، لعل فيها جديدا يصحح بعض المفاهيم الخاطئة لدينا ، أو الاساليب الغير سليمة التي نقوم بها دون ادراك ..





*النقد في اللغة :
العطاء


يقال نَقَدَ :
أي أعطى


انتقد :
أخرج منها الزيف


ناقَدَهُ :
ناقشه في الامر


مرادفات النقد :
النصح




* لماذا النقد ..؟؟


شرعيا : هو التواصي بالحق ..
الانتقاد واجب شرعي في حقل الدعوة ليبيّن له الحق وليشد من عزم اخوانه إذا أصابوا ولا يداهنهم على الباطل والخطأ ، بل يجامل بالحق " المؤمن هادٍ ودليل وأمين " ، فهو يهدي الى الحق ويدل على الخير ويأتمن على أخطاء اخوانه وزلاتهم ..



*الأمور التي تستحق النقد ..؟؟


يبيّن لأخوانه وجهة نظره بالتي هي أحسن متأدبا وناصحا ومقوما ، متى ما رأى أنه محق ، والفرد مسئول مسئولية عامه لتصحيح المسار الدعوي ، والنقد يكون ايجابا وتشجيعا مثل أن يشجع قيمة حسنه في عمل قام به اخوانه أو يذكر لهم ايجابياتهم دون مجاملة ، أو علاج السلبي وتقويمه مثل أن يذكر لهم السلبيات دون استقصادها ويحاول أن يساعدهم على تقويمها ..



*آداب النقد ..؟؟


1- تحري الصدق والنقد لا يبنى على الظن ..
" كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب " ..


2- تحري القصد والسبب وأن تبتغي مرضاة الله عز وجل ..
" إنما الاعمال بالنيات " ..


3- تحري الأسلوب ..
" لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " ..
يقول فتحي يكن : " الغلظه مفتاح غلق القلوب وصم الاذان " ..


4- تحري الموضوعية والإعتدال وذلك بتقديم الدليل الشرعي ..
وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع، ولكنا لا نعرض للأشخاص فيما اختلف فيه بطعن أو تجريح ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا ..


5- رحابة الصدر والتقبّل ..
" وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " ..




* الفرق بين النقد الايجابي والنقد السلبي ..؟؟


الايجابي هو الذي تتحقق فيه هذه الاداب ..
والنقد السلبي الذي يكون ذاتي وشخصي ..




* النقد الجماعي من منظور تربوي :-


تعمدني بنصحك في انفرادي .. وجنبني النصيحة في الجماعة
فان النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا أرضى استماعه
فان خالفتني وعصيت قولي .. فلا تجزع اذا لم تعط طاعه


رحم الله الامام الشافعي قال فأوجز .. ومن طبيعة البشر أنها تنفر نفور شديد من النصيحة أو الانتقاد أمام الملأ حتى وان كان فيما يقال أو ينتقد شيء من الصحة ، في المقابل هناك تقدير واحترام لمن يتعمد النصح الفردي والانتقاد الفردي ، فيشعر المنصوح أو المنتقد أنه مختار وان من ينتقده مخلص في نقده لا يريد من ذلك تشهير أو فضح ..


تنتشر في منتدياتنا انتقادات وتقييم لأشخاص أو جماعات ، دون الالتفات الى أن النقد الذي أصله النصح والتقويم قد يكون جارح في ألفاظه أو خاطئء في بياناته أو غير مبني على أسس سليمة تضمن توصيل الانتقاد ( أمام الملأ ) بصورة لا تحسب على الناصح ولا تضر المنصوح ..


لذلك هي دعوة أن يكون هناك نوع من الحذر في التقييم أو الانتقاد أو النصح العلني ، آخذين بالاداب الشرعية والأصول الانفة الذكر ، حتى لا يقع الأخ الناصح في مطب التجريح والقذف واساءة الظن والتشهير والفضح ، يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم " من ستر مؤمنا ستره الله يوم القيامه " ، كذلك لا ننسى التفريق بين توصيل اراءنا للشخص المعني أو توصيلها للعامه ، فالشخص المعني أو المنتقد يكون نقده ونصحه عن طريق التواصل الشخصي الفردي أولا ، أما توصيل آراءنا للعامه عن الشخص المنتقد أو المنصوح فهنا يكون في اطار الادب واحسان الظن وتحري القصد والتأكد من المعلومات ، فكما أننا لا نحب أن يشهّر بنا فلا نقوم بالتشهير بالاخرين ..



أخيرا ..
الموضوع قابل للنقاش وأسأل الله تعالى أن أكون قد استعدت معلوماتي أولا ..


وأن أكون قد أثريتكم بمادة خفيفه لطيفه ..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد سلوايه ..