يا إخوتنا في مصر كفوا بلاءكم عنا :
لما قامت الثورةُ في مصر ، كانت قلوبنا مع الإخوة المصريين لحظةً بلحظة وساعةً بساعة . كنّا نُصلّي ونسألُ النصرَ لهم ، ونبتهلُ إلى الله بأن لا تطول معاناتهم ، وأنْ لا يتأخر سقوطُ طاغيتهم ... أحببنا لأجلهم مَنْ أيَّدهم ودافع عن قضيتهم ، وكَرِهْنَا مَنْ حادَّهم ووقف ضدَّهم . وكان من جملة الأسماء اللامعة في الحراك المصري ، أستاذُ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة ، الذي كان يظهر على القنوات الفضائية يومها ، مدافعاً عن الثورة ، مناهضاً لأعدائها ، حتى أوشك أن يصبح أحد رموزها البارزين ، وأعلامها اللامعين .
ثم قامت ثورةُ الكرامة السورية ، وجَرَتِ القنواتُ الفضائية على عادتها باستضافةِ عددٍ من المفكرين والمحللين ، من تونس والأردن ومصر وفلسطين ، فسَعِدْنا بأغلبِ مُداخلات النُّخَبِ العربية ، وشَقِيْنَا بأغلبِ كلام الإخوة المصريين .
نسمعُ لمعالي وزير الإعلام الأردني السابق الأستاذ صالح القلاب ، فتلتئم جراحنا ، وتقوى عزيمتنا ، ويخفُّ بكلامه مصابنا ، ويَهُونُ علينا الموت دون غايتنا ، فحرارة دفاعه عنا ، تشعرنا بأن هنالك قلوباً تحزن لحزننا ، وتألم لألمنا ، وتساندنا في محنتنا ...
ونسمعُ بالمقابل كلامَ الإخوة من رجالاتِ مصرَ ونُخَبِهَا ، فنحسُّ وكأنهم مغيَّبُون عن تاريخهم ، منقطعون عن أُمّتهم . فلا هُمْ مع العَرَبِ في تطلعاتهم ، ولا هُمْ مَعَ المسلمين في أمانيهم . تراهم يتحدَّثُون عن قضايا أيِّ قطرٍ عربي حديثَهُمْ عن إحدى ولايات " ألاسكا " في المحيط الهادي ، أو جزيرة "جرينْ لاند" في منطقة القطب الشمالي . وكأنما قلوبهم قُدَّتْ من حجارةِ ثمودَ ، الذين جابوا الصخر بالواد ، أو كأن ما يحل بنا من قتل وإبادة وتشريد .. لا يعنيهم في قليل ولا كثير .!؟
كنتُ أمسِ أستطلعُ القنوات الفضائية ، عبر جهاز التلفزيون ، فرأيتُ الدكتور حسن نافعة ، وعدداً من الضيوف على قناة [ B . B. C ] العربية ، يتناولون الشأن السوري بالحديث . فجلستُ أستمعُ مُصغياً باهتمام بالغ ، وأكثرُ ما كان يعنيني من هذه الحلقة ، كلامُ الدكتور حسن نافعة بالذات ، فقد سمعته قبل ذلك يتحدث عنا مرتين ، ولم يعجبني أسلوبُ كلامه ، ولا طريقةُ تحليلِه ، فكنت انتظر منه هذه المرة ، أن يتكلم بما ينتظر منه إخوانه السوريون ، من مواساة لهم في محنتهم ، وتعبير عن هواجسهم وتطلعاتهم . ورجوتُ أن يكون موقفُه من الحراك السوري ، على غرار موقفه السابق من الحراك المصري .. ولكنه فاجأني بكلامٍ أقلَّ ما يقال فيه : " ليتَهُ كان سَكَتْ " . فهو يرى إعطاءَ المراقبين مزيداً من الوقت ، ليتسنَّى للنظام مزيدٌ من القتل . وكان الأولى أن يقول : بوجوب إيقاف شلال الدم أولاً ، ثم لِيأخُذِ المراقبون بعد ذلك ما شاءوا من الوقت .. ولم يُقدِّرْ - سامحه الله - أنه في كل نصف ساعة يسقطُ منا شهيدٌ ، فتفجع به أمٌّ ثكلى ، وتبكيه زوجٌ أيّم ، وتندبه ابنةٌ مسكينة ، ويفتقدُه أبٌ محزون . ولم يعلم – حفظه الله – أنه في كل لحظة انتظارٍ ، تُنتهَكُ فيها حرماتٌ ، ويُروَّع آمنون ، ويُقتل أطفال ، وتُغتصَبُ نساء ... وأنه لا مجال لإعطاء المزيد من الفرص ، لهذه العصابة المجرمة من آل الأسد . وقد آن للأمة أن تتخلى عن الجلاد ، وتقف مع الضحية ... واللافتُ للنظر حقاً ، أنَّ الدكتور الفاضل كانَ يتكلم بحياديةٍ تامة ، وسلبية كاملة ، وبرود بعيد عن أي إحساس ..
فلماذا هذه الحيادية المقيتة يا دكتور ؟ لماذا تتحدثُ عنا وكأنك تتكلم عن شعب من بلادِ واقِ الواق ؟ لماذا تتناولُ قضيتنا وكأنها لا تعنيك ؟ أليس الشعبُ السوري والشعبُ المصري أقربَ الشعوب العربية لُحمةً ، وأكثرَها صلةً ، وأشدَّها تقارباً ؟ ألسنا ننتمي نحنُ وأنتم لأصلٍ واحد هو العروبة ؟ ودينٍ واحد هو الإسلام ؟ وتاريخٍ واحد تقاسمنا فيه السراء والضراء ؟ اشتركنا معاً في صدِّ الصليبيين ، ثم اشتركنا معاً في صدِّ التتار ، ثم اشتركنا معاً في طرد الاستعمار الحديث .
أتذكرُ يوم العدوان الثلاثي ، أم كنتَ يومها صغيرا لا تدرك معنى : أنْ يكون وطنُك في شدَّةٍ ويتخلَّى عنه الأشقاء ؟ ولعلك لم تقرأ فيما بعد عن وقفة الشعوب العربية مع مصر في تلك المحنة ؟ لقد خرجت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ، تندد بذلك العدوان الغاشم على الشقيقة مصر .؟ لذلك أستأذنك في إخبارك بما لا تعلم ، أو تعلم وتتجاهل أنك تعلم ..
يا سعادة الدكتور : لقد هَجَرَ السوريون يومها بيوتهم ، وغادر أبناؤهم مدارسهم ، ولازم الجميعُ شوارع دمشق وحلب وحمص وحماة وسائر المدن السورية ، حتى ضاقت بهم الميادينُ والساحات ، نَعَمْ ، لقد خرجوا ينددون بثالوثِ الإجرام ، ويطالبون الدولة أن تزودهم بالسلاح ، وترسلهم إلى أرض الكنانة ، للمشاركة مع إخوانهم في ميادين القتال ، للدفاع عن سيادة مصر ، والحفاظ على حقها في تأميم القنال .!؟
ولو رجعنا أكثرَ فأكثرَ إلى صدر الإسلام ، لرأينا أنّ مصر وسوريا جسدان بروح واحد . وأنه لا غنى لأيٍّ منهما عن الآخر .. وقد أدرك هذه الحقيقة عمرو بن العاص رضي الله عنه ، واكتشف بثاقب نظره ، أن الفتح الإسلامي لن يستقر في بلاد الشام ، ما لم تُفْتَحْ مصرُ ، وتُظلُّهما معاً رايةُ الإسلام .
أما بعد : فلستَ وحدك الذي خذلنا يا دكتور ، لقد سبقك إلى مثل هذه الخطيئة الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل .!! والحقيقة أنه كان آخر ما يجول بخاطرنا ، أن رجلا نابغة في مركز الأستاذ هيكل يبيع نفسه للشيطان ، ويختم تاريخه كله بهذا الموقف المخزي من الثورة السورية .
- لقد أنكر الرجلُ أنْ يكون ما يحدث في سوريا ( ثورة ) مستدلاً بالهدوء الذي تشهده دمشق وحلب ، مما يمنعُ - في رأيه - أن يسمى الحراك السوري ( ثورة ) ... وفات الصحفي المخضرم أن الهدوء في تلكما المدينتين ، هو من باب " مكرهٌ أخاك لا بَطَل " فإن النظام الأمنيَّ السوري قد كبلهما بأغلال فولاذية ، حالت بينهم وبين أي حراك .
- وزعم هيكل أنّ هنالك محاولات تركية وغربية مستميتة لتكرار السيناريو الليبي ، وإيجاد بنغازي جديدة في سورية ، وهو ما حاولوا فعله في كلٍّ مِنْ : تل كلخ ، ودير الزور ، وجسر الشغور ، ودرعا .. منبهاً إلى دور كلٍّ من المخابرات الأردنية والإسرائيلية في درعا ..!
وهذا محضُ افتراء ، وكذبٌ مكشوف ، فالغربُ ما زال يخذلنا منذ اللحظة الأولى وحتى اليوم ، ولم توافق الدول الغربية على إصدار أي قرار يدين جرائمَ الأسد ونظامه المدلل ، الذي تسانده إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة .
فكيف جاز لهيكل أن يُسَوِّقَ لفكرة المؤامرة التي يدعيها النظام الخائن القاتل .؟ ومن أعطاه الحق باتهام الشعب السوري بالتآمر والخيانة لصالح إسرائيل .!؟ تلكم هي الطعنة النجلاء ، التي وجهها الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل لشعبنا العظيم . لقد رمانا جميعا بالخيانة العظمى ، ولم يستثنِ ، وتلك الزلة التي لن يغفرها له التاريخ على مر الزمن .
فيا إخوتنا أبناءَ الكنانة :
نحتسبُ عند الله صبرنا على خذلانكم لنا في محنتنا ، ونسألكم بالله بعد اليوم ، إما أن تقولوا خيراً ، وإما تكفوا شركم عنا . فظلم الإخوة مؤلم وفظيع :
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً : على المرءِ منْ وقعِ الحسامِ المُهنَّدِ
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
يا إخوتنا في مصر كفوا بلاءكم عنا
ابو ياسر السوري- عدد المساهمات : 20
نقاط : 22857
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/11/2011
أسال الله تعالى أن تصل هذه المقالة إلى سمع إخواننا المصريين الأشقاء
وأن يهدينا وإياهم إلى سواء السبيل
أخي أبا ياسر أبدعت وأجدت وأفدت بارك الله بك
وأن يهدينا وإياهم إلى سواء السبيل
أخي أبا ياسر أبدعت وأجدت وأفدت بارك الله بك
أخي في الله/ أبو ياسر السوري
شغلتني ظروفي فترة طويلة عن زيارة المنتدى
واليوم حين دخلت وقعت عيناي أول ما وقعت على عنوان مقالتك فساءني العنوان جدا
وبعد قراءتي لكلماتك ازددت سوءا بل وخجلا من تصريحات أبناء أم الدنيا
لكن ثق أننا جميعا في مصر نتألم لما يحدث في سوريا وتنفطر قلوبنا على شهدائها تماما
مثل شهدائنا في مصر فهم كما ذكرت أشقاءنا في العروبة وفي لإسلام
وأود أن تعلم أن رأي الدكتور حسن نافعة والأستاذ هيكل ليس له بالضرورة أن يعبر عن أراء جميع المصريين
فأنا مصرية وأستطيع أن أنقل إليكم جميعا وبصدق دعوات الشيوخ والأمهات لكم بالنصر والانتصار على الظلم
وتنديد شبابنا بما يحدث بكل أسى على الأراضي السورية ونحن لا ننشعر ذلك من فراغ فقد اكتوينا بنفس النار
وتجرعنا مرارة كأس الطغاة من قبل ، وإنه ليؤسفنا جميعا ما يقوم به بشار اليوم ليس فقط من قتل وتشريد وطغيان
بل لسحقه المدمر لتاريخ الأسد الذي ظل حبه متربعا في قلوب الجميع لسنوات طويلة.
وأنا من مصر أتقدم بالاعتذار عما بدر من بعضنا لكل سوري أو عربي أو مسلم تضرر من هذا الكلام الذي وصفه أخي الفاضل بالبلاء.
أختكم من مصر
صفاء عبد المرتضى
شغلتني ظروفي فترة طويلة عن زيارة المنتدى
واليوم حين دخلت وقعت عيناي أول ما وقعت على عنوان مقالتك فساءني العنوان جدا
وبعد قراءتي لكلماتك ازددت سوءا بل وخجلا من تصريحات أبناء أم الدنيا
لكن ثق أننا جميعا في مصر نتألم لما يحدث في سوريا وتنفطر قلوبنا على شهدائها تماما
مثل شهدائنا في مصر فهم كما ذكرت أشقاءنا في العروبة وفي لإسلام
وأود أن تعلم أن رأي الدكتور حسن نافعة والأستاذ هيكل ليس له بالضرورة أن يعبر عن أراء جميع المصريين
فأنا مصرية وأستطيع أن أنقل إليكم جميعا وبصدق دعوات الشيوخ والأمهات لكم بالنصر والانتصار على الظلم
وتنديد شبابنا بما يحدث بكل أسى على الأراضي السورية ونحن لا ننشعر ذلك من فراغ فقد اكتوينا بنفس النار
وتجرعنا مرارة كأس الطغاة من قبل ، وإنه ليؤسفنا جميعا ما يقوم به بشار اليوم ليس فقط من قتل وتشريد وطغيان
بل لسحقه المدمر لتاريخ الأسد الذي ظل حبه متربعا في قلوب الجميع لسنوات طويلة.
وأنا من مصر أتقدم بالاعتذار عما بدر من بعضنا لكل سوري أو عربي أو مسلم تضرر من هذا الكلام الذي وصفه أخي الفاضل بالبلاء.
أختكم من مصر
صفاء عبد المرتضى
أؤيد كلام الأخت الفاضلة صفاء
أحسن الله إليكما وجزاكما الله خبراً
أحسن الله إليكما وجزاكما الله خبراً
صفاء عبد المرتضى كتب:أخي في الله/ أبو ياسر السوري
شغلتني ظروفي فترة طويلة عن زيارة المنتدى
واليوم حين دخلت وقعت عيناي أول ما وقعت على عنوان مقالتك فساءني العنوان جدا
وبعد قراءتي لكلماتك ازددت سوءا بل وخجلا من تصريحات أبناء أم الدنيا
لكن ثق أننا جميعا في مصر نتألم لما يحدث في سوريا وتنفطر قلوبنا على شهدائها تماما
مثل شهدائنا في مصر فهم كما ذكرت أشقاءنا في العروبة وفي لإسلام
وأود أن تعلم أن رأي الدكتور حسن نافعة والأستاذ هيكل ليس له بالضرورة أن يعبر عن أراء جميع المصريين
فأنا مصرية وأستطيع أن أنقل إليكم جميعا وبصدق دعوات الشيوخ والأمهات لكم بالنصر والانتصار على الظلم
وتنديد شبابنا بما يحدث بكل أسى على الأراضي السورية ونحن لا ننشعر ذلك من فراغ فقد اكتوينا بنفس النار
وتجرعنا مرارة كأس الطغاة من قبل ، وإنه ليؤسفنا جميعا ما يقوم به بشار اليوم ليس فقط من قتل وتشريد وطغيان
بل لسحقه المدمر لتاريخ الأسد الذي ظل حبه متربعا في قلوب الجميع لسنوات طويلة.
وأنا من مصر أتقدم بالاعتذار عما بدر من بعضنا لكل سوري أو عربي أو مسلم تضرر من هذا الكلام الذي وصفه أخي الفاضل بالبلاء.
أختكم من مصر
صفاء عبد المرتضى
الأخت الأستاذة صفاء عبد المرتضى ... تحية وبعد :
لم أتأخر في كتابة الجواب على ما تفضلت به من تعليقيك على مقالي :
1 – يا إخوتنا في مصر كفوا بلاءكم عنا .
2 – يا فخامة الرئيس منصف أنصف .
إلا للسبب نفسه ، الذي أخرك عن فتح الإيميل ...لذلك أسارع الآن في الكتابة إليك شاكرا ومعتزا بكريم اهتمامك بما سبق أن كتبتُ ، وأشكرك ثانيا لتعاطفك مع إخوتك المقهورين في سوريا .! ومما لا شك فيه ، أنني لم أقصد في عتابي للإخوة المصريين التعميم ، فالشعب المصري والسوري يحملان لبعضهما نفس مشاعر الود والتقدير ... وإنما كان عتبي على المواقف غير المتوقعة ، من الأبراج العالية في عالم الصحافة والسياسة .. ولا أخفيك أنني أرسلت مقالا آخر للأستاذ هيكل ، وقد قسوت فيه عليه على مقدار تقديري السابق له .
أكرر شكري .. وأسفي إن كنت تسببت لحضرتك بشيء من الإزعاج .
أخوك : أبو ياسر السوري
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني