رائعة جداً
تحياتي
وكل الشكر
تحياتي
وكل الشكر
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
2 مشترك
علمني البحر.... دعوة إلى التأمل
a_2011_e- عدد المساهمات : 138
نقاط : 23915
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 02/06/2011
شاهر الدوسري- عدد المساهمات : 57
نقاط : 25815
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/04/2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
[size=25][b][b]{ دَعَوهَ لِلتأَمُلَ } :::عَلَمنِي الَبَحـرَ:::[/b]
عندما يقُدر لنا الله أن ونكون في رحلة إلى البحر، يزينها البعد عن
[b][b]صخب الدنيا، وانقطاع الاتصالات مع كل أحدٍ إلا مع الله، [/b][/b]
[b][b]البحر وما أدراك ما البحر! [/b][/b]
[b][b]إنه مدرسةٌ إيمانية! وفرصة لملء هذا القلب بتعظيم الله، إذ لا صلاح له،[/b][/b]
[b][b]ولا سعادة إلا بأن يكون هذا القلب معظماً لله، ومخبتاً لخالقه، مملوءاً[/b][/b]
[b][b]بإجلاله وهيبته. [/b][/b]
[b][b]إن السير في البحر، هو من جملة امتثال الأمر الإلهي في القرآن للتفكر[/b][/b]
[b][b]والنظر والاعتبار ..[/b][/b]
[b][b]ألم يقل الله: [/b][/b]
[b][b]{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ[/b][/b]
[b][b]بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}؟![/b][/b]
[b][b]ألم يقل الله: [/b][/b]
[b][b]{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ[/b][/b]
[b][b]الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }؟[/b][/b]
[b][b]أم كيف يتم تحقيق اليقين في قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ}[/b][/b]
[b][b]إلا بمثل هذا السير في الأرض، والنظر في ملكوت الله؟![/b][/b]
[b][b]ألم يمدح الله المتفكرين في خلق السماوات والأرض؟: [/b][/b]
[b][b]{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ[/b][/b]
[b][b]وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً[/b][/b]
[b][b]سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[/b][/b]
[b][b]إن السير في الأرض قد يشترك فيه المؤمن والكافر، لكن المؤمن له في[/b][/b]
[b][b]كل شيء عبرة، وفي كل أمر فكرة، تذكره بالله، والدار[/b][/b]
[b][b]الآخرة وبحقيقة هذه الدنيا ..[/b][/b]
[b][b]المؤمن قد يخرج للنزهة البرية، وقد يمخر عباب البحر، لكنه يعود بفوائد[/b][/b]
[b][b]وعوائد إيمانية، هي أعظم مما يقع من أُنْسٍ عارضٍ مع الصحب والأصدقاء .. [/b][/b]
[b][b]لقد ذكرتني عظمة البحر ـ وأنا بين أمواجه ـ عظمةَ خالقه، وأنه لا يخلق[/b][/b]
[b][b]العظيم إلا عظيم، جل في علاه.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر نعمة التوحيد ـ وأنا أرى الأمواج تتلاطم من حولي ـ[/b][/b]
[b][b]وتذكرت حينها قول الله: { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ[/b][/b]
[b][b]كَفُورًا}![/b][/b]
[b][b]فالحمد لله الذي جعلنا لا نستغيث إلا به في البر والبحر والجو.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر ـ وأنا أمخر عبابه ـ شيئاً من معاني قوله تعالى: [/b][/b]
[b][b]{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ[/b][/b]
[b][b]كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}،[/b][/b]
[b][b]وبقوله سبحانه:[/b][/b]
[b][b]{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا[/b][/b]
[b][b]نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.[/b][/b]
[b][b]سبحان الله! هل تصورت الأمر؟ هب أن كل شجرة في الأرض،[/b][/b]
[b][b]في بره وبحره[/b][/b]
[b][b]صارت أقلاماً، ثم تحوّلت هذه البحار العظيمة إلى محابر، فصارت[/b][/b]
[b][b]الأقلام تكتب كلمات الله، والبحار من ورائها بحار، ما نفدت ولا[/b][/b]
[b][b]انتهت كلماته سبحانه وبحمده[/b][/b]
[b][b]علمني البحر عظيم فضل الله علينا به، فهو أحد مستودعات الرزق[/b][/b]
[b][b]لكبرى في الأرض: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا[/b][/b]
[b][b]وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ[/b][/b]
[b][b]وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } فاللهم اجعلنا من الشاكرين![/b][/b]
[b][b]علمني البحر وأنا أرى منظر الصيادين يصيدون السمك يسرَ هذه الشريعة[/b][/b]
[b][b]حيث أباحت لنا ميتة البحر: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا[/b][/b]
[b][b]لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}.[/b][/b]
[b][b]وقلتُ في تفسي ـ وأنا أرى ما يقع لبعض الصيادين من تتابع بعض الأسماك[/b][/b]
[b][b]دفعة واحدة في الشبكة أو في السنارة ـ: ماذا لو لم يجز لهذا الصياد أن[/b][/b]
[b][b]يأكل إلا ما ذُكي؟! [/b][/b]
[b][b]إذن لفسد أكثر صيده، ولباء بالتعب، فالحمد لله على هذه الشريعه[/b][/b]
[b][b]السمحة[/b][/b]
[b][b]علمني البحر التفكر فيما أرى من آيات الله التي جعلها في هذا البحر:[/b][/b]
[b][b]سفنٌ كبارٌ، تحمل آلاف الأطنان من النفط أو الأرزاق ..[/b][/b]
[b][b]فتذكرتُ حينها قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ}!وتذكرتُ: [/b][/b]
[b][b]{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ[/b][/b]
[b][b]إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }.[/b][/b]
[b][b]هل تأملتَ ـ أيها المؤمن ـ هذه الحِكَم؟ {لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ}! [/b][/b]
[b][b]وهل فتشت عن أثر هذا التأمل في تحققك بهذين الوصفين: {إِنَّ فِي ذَلِك[/b][/b]
[b][b]لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } صبّار عن محارم الله، وشكور لنعمه[/b][/b]
[b][b]فلم يكفرها.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر ـ وأنا أرى طيراً ينقر نقرةً عابرة على سطحه ـ شيئاً من معاني[/b][/b]
[b][b]قوله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يحدثنا عن قصة موسى مع الخضر عليهما[/b][/b]
[b][b]السلام المخرجة في الصحيحين ـ: "يا موسى ما نقص علمي وعلمك من[/b][/b]
[b][b]علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر" أي: لم يأخذ. [/b][/b]
[b][b]علمني البحر أن من يغوص فيه ولو لأمتار قليلة، ويرى هذا التنوع العظيم[/b][/b]
[b][b]في أنواع المخلوقات البحرية: فهذه أسماك كبيرة وتلك صغيرة، وهذه[/b][/b]
[b][b]ألوانها تأخذ باللب، وتلك شعب مرجانية، وهذه أعشاب بحرية، [/b][/b]
[b][b]وفي كل شيء له آية **** تدل على أنه واحد[/b][/b]
[b][b]إن هذا التنوع في المخلوقات لأعظم دليل على كمال قدرة الله،[/b][/b]
[b][b]وعظيم قيوميته، فمن يرزق هذه المخلوقات إلا هو؟ ومن يحفظها إلا هو؟[/b][/b]
[b][b]ومن يقوم عليها إلا هو! إنه الله الذي {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ[/b][/b]
[b][b]وَلَا نَوْمٌ}، { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ[/b][/b]
[b][b]شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ }؟.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر عِلْماً أورثني شعوراً لا أستطيع وصفه! لقد مرّ من أمام[/b][/b]
[b][b]ناظريّ ـ وأنا أرى هذه الأسماك بأحجامها المختلفة وألوانها[/b][/b]
[b][b]البديعة المتنوعة ــ أسماء وصور لعلماء ودعاة في الحاضر والغابر:[/b][/b]
[b][b]{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}! فتذكرتُ عظيم فضل الله[/b][/b]
[b][b]عليهم حين منّ عليهم بتعليم الناس الخير، وتذكرتُ عندها الحديث[/b][/b]
[b][b]الذي صح موقوفاً عن ابن عباس، وروي مرفوعاً من طرق أخرى لا بأس[/b][/b]
[b][b]بها: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في[/b][/b]
[b][b]حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".[/b][/b]
[b][b]وهذا ـ لعمر الله ـ الشرف الذي لا يلحقه شرف![/b][/b]
[b][b]ملائكةٌ! ونمل! وحيتان! لا يعلم عددهم إلا الله تستغفر لمعلم[/b][/b]
[b][b]الناس الخير؟![/b][/b]
[b][b]علمني البحر درساً عظيماً في فهم شيء من معاني قوله تعالى ـ وهو[/b][/b]
[b][b]يضرب لنا مثلاً في مآل أعمال الكفار ـ: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ[/b][/b]
[b][b]يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ[/b][/b]
[b][b]يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.[/b][/b]
[b][b]ظلمات بعضها فوق بعض![/b][/b]
[b][b]لقد رأيت من هذه الظلمات ظلمتين، فهالني الأمر، فكيف بمن غاص[/b][/b]
[b][b]ليعيش ظلمات الأخرى؟ إنه مشهد يعز على الوصف[/b][/b]
[b][b]هذه حقيقة عمل الكافر إذا مات على كفره وإن كان يحمل أعلى[/b][/b]
[b][b]الشهادات، أو يتبوأ أعلى المناصب، فهنئياً لمن على التوحيد والسنة.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر أنه دواء ناجع لعلاج الكبر![/b][/b]
[b][b]فمن شعر بشيء من الفخر التعالي على العباد، أو القهر بغير حق[/b][/b]
[b][b]فليحمل نفسه يوماً، ولينطلق إلى هذا البحر ليعرف قدره،[/b][/b]
[b][b]وأن الكبر لا يليق إلا بالجبار المتكبر![/b][/b]
[b][b]لقد تذكرتُ، وأدركتُ شيئاً من حكمة الله أن جعل البحر المحطة[/b][/b]
[b][b]الأخيرة في حياة رأس من رؤوس المتكبرين المفسدين في هذه الدنيا: [/b][/b]
[b][b]{حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل[/b][/b]
[b][b]وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}![/b][/b]
[b][b]علمني البحر أن ركوبه فرصةٌ لتنمية عبادة التفكر التي تورث الخوف[/b][/b]
[b][b]والرجاء والحب للرب العظيم، وأن هذا التفكر من أعظم ما يبني[/b][/b]
[b][b]قواعد الإيمان.[/b][/b]
[b][b]..همسة ..[/b][/b]
[b][b]إن تربية القلب على عبادة التفكر والتدبر في آيات الله الشرعية[/b][/b]
[b][b]والكوينة من أقصر الطرق لصلاح القلب، ودفعِ أمثال هذه الواردات، فإن[/b][/b]
[b][b]القلب إذا امتلأ بتعظيم الله، فإنه يوشك أن يستحي أن يستمر في التفكير[/b][/b]
[b][b]في معصية الله، فضلاً عن الاستمرار في مواقعتها، وإن وقع فلا يلبث أن[/b][/b]
[b][b]يغشاه الحياء والندم، وهكذا في جهاد ومجاهدة حتى تستقر قدمه على[/b][/b]
[b][b]الطريق، وإلى أن يلقى ربه؛ لقاء المحب لحبيبه.[/b][/b]
[b][b]"اللهم املأ قلوبنا من تعظيمك وإجلالك،[/b][/b]
[b][b]وارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة[/b][/b]
[b][b]" اللهم آمين"[/b][/b]
[b][b]مما راق لي[/b][/b]
[/size][/b][size=25][b][b]{ دَعَوهَ لِلتأَمُلَ } :::عَلَمنِي الَبَحـرَ:::[/b]
عندما يقُدر لنا الله أن ونكون في رحلة إلى البحر، يزينها البعد عن
[b][b]صخب الدنيا، وانقطاع الاتصالات مع كل أحدٍ إلا مع الله، [/b][/b]
[b][b]البحر وما أدراك ما البحر! [/b][/b]
[b][b]إنه مدرسةٌ إيمانية! وفرصة لملء هذا القلب بتعظيم الله، إذ لا صلاح له،[/b][/b]
[b][b]ولا سعادة إلا بأن يكون هذا القلب معظماً لله، ومخبتاً لخالقه، مملوءاً[/b][/b]
[b][b]بإجلاله وهيبته. [/b][/b]
[b][b]إن السير في البحر، هو من جملة امتثال الأمر الإلهي في القرآن للتفكر[/b][/b]
[b][b]والنظر والاعتبار ..[/b][/b]
[b][b]ألم يقل الله: [/b][/b]
[b][b]{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ[/b][/b]
[b][b]بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}؟![/b][/b]
[b][b]ألم يقل الله: [/b][/b]
[b][b]{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ[/b][/b]
[b][b]الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }؟[/b][/b]
[b][b]أم كيف يتم تحقيق اليقين في قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ}[/b][/b]
[b][b]إلا بمثل هذا السير في الأرض، والنظر في ملكوت الله؟![/b][/b]
[b][b]ألم يمدح الله المتفكرين في خلق السماوات والأرض؟: [/b][/b]
[b][b]{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ[/b][/b]
[b][b]وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً[/b][/b]
[b][b]سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[/b][/b]
[b][b]إن السير في الأرض قد يشترك فيه المؤمن والكافر، لكن المؤمن له في[/b][/b]
[b][b]كل شيء عبرة، وفي كل أمر فكرة، تذكره بالله، والدار[/b][/b]
[b][b]الآخرة وبحقيقة هذه الدنيا ..[/b][/b]
[b][b]المؤمن قد يخرج للنزهة البرية، وقد يمخر عباب البحر، لكنه يعود بفوائد[/b][/b]
[b][b]وعوائد إيمانية، هي أعظم مما يقع من أُنْسٍ عارضٍ مع الصحب والأصدقاء .. [/b][/b]
[b][b]لقد ذكرتني عظمة البحر ـ وأنا بين أمواجه ـ عظمةَ خالقه، وأنه لا يخلق[/b][/b]
[b][b]العظيم إلا عظيم، جل في علاه.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر نعمة التوحيد ـ وأنا أرى الأمواج تتلاطم من حولي ـ[/b][/b]
[b][b]وتذكرت حينها قول الله: { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ[/b][/b]
[b][b]كَفُورًا}![/b][/b]
[b][b]فالحمد لله الذي جعلنا لا نستغيث إلا به في البر والبحر والجو.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر ـ وأنا أمخر عبابه ـ شيئاً من معاني قوله تعالى: [/b][/b]
[b][b]{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ[/b][/b]
[b][b]كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}،[/b][/b]
[b][b]وبقوله سبحانه:[/b][/b]
[b][b]{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا[/b][/b]
[b][b]نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.[/b][/b]
[b][b]سبحان الله! هل تصورت الأمر؟ هب أن كل شجرة في الأرض،[/b][/b]
[b][b]في بره وبحره[/b][/b]
[b][b]صارت أقلاماً، ثم تحوّلت هذه البحار العظيمة إلى محابر، فصارت[/b][/b]
[b][b]الأقلام تكتب كلمات الله، والبحار من ورائها بحار، ما نفدت ولا[/b][/b]
[b][b]انتهت كلماته سبحانه وبحمده[/b][/b]
[b][b]علمني البحر عظيم فضل الله علينا به، فهو أحد مستودعات الرزق[/b][/b]
[b][b]لكبرى في الأرض: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا[/b][/b]
[b][b]وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ[/b][/b]
[b][b]وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } فاللهم اجعلنا من الشاكرين![/b][/b]
[b][b]علمني البحر وأنا أرى منظر الصيادين يصيدون السمك يسرَ هذه الشريعة[/b][/b]
[b][b]حيث أباحت لنا ميتة البحر: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا[/b][/b]
[b][b]لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}.[/b][/b]
[b][b]وقلتُ في تفسي ـ وأنا أرى ما يقع لبعض الصيادين من تتابع بعض الأسماك[/b][/b]
[b][b]دفعة واحدة في الشبكة أو في السنارة ـ: ماذا لو لم يجز لهذا الصياد أن[/b][/b]
[b][b]يأكل إلا ما ذُكي؟! [/b][/b]
[b][b]إذن لفسد أكثر صيده، ولباء بالتعب، فالحمد لله على هذه الشريعه[/b][/b]
[b][b]السمحة[/b][/b]
[b][b]علمني البحر التفكر فيما أرى من آيات الله التي جعلها في هذا البحر:[/b][/b]
[b][b]سفنٌ كبارٌ، تحمل آلاف الأطنان من النفط أو الأرزاق ..[/b][/b]
[b][b]فتذكرتُ حينها قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ}!وتذكرتُ: [/b][/b]
[b][b]{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ[/b][/b]
[b][b]إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }.[/b][/b]
[b][b]هل تأملتَ ـ أيها المؤمن ـ هذه الحِكَم؟ {لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ}! [/b][/b]
[b][b]وهل فتشت عن أثر هذا التأمل في تحققك بهذين الوصفين: {إِنَّ فِي ذَلِك[/b][/b]
[b][b]لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } صبّار عن محارم الله، وشكور لنعمه[/b][/b]
[b][b]فلم يكفرها.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر ـ وأنا أرى طيراً ينقر نقرةً عابرة على سطحه ـ شيئاً من معاني[/b][/b]
[b][b]قوله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يحدثنا عن قصة موسى مع الخضر عليهما[/b][/b]
[b][b]السلام المخرجة في الصحيحين ـ: "يا موسى ما نقص علمي وعلمك من[/b][/b]
[b][b]علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر" أي: لم يأخذ. [/b][/b]
[b][b]علمني البحر أن من يغوص فيه ولو لأمتار قليلة، ويرى هذا التنوع العظيم[/b][/b]
[b][b]في أنواع المخلوقات البحرية: فهذه أسماك كبيرة وتلك صغيرة، وهذه[/b][/b]
[b][b]ألوانها تأخذ باللب، وتلك شعب مرجانية، وهذه أعشاب بحرية، [/b][/b]
[b][b]وفي كل شيء له آية **** تدل على أنه واحد[/b][/b]
[b][b]إن هذا التنوع في المخلوقات لأعظم دليل على كمال قدرة الله،[/b][/b]
[b][b]وعظيم قيوميته، فمن يرزق هذه المخلوقات إلا هو؟ ومن يحفظها إلا هو؟[/b][/b]
[b][b]ومن يقوم عليها إلا هو! إنه الله الذي {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ[/b][/b]
[b][b]وَلَا نَوْمٌ}، { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ[/b][/b]
[b][b]شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ }؟.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر عِلْماً أورثني شعوراً لا أستطيع وصفه! لقد مرّ من أمام[/b][/b]
[b][b]ناظريّ ـ وأنا أرى هذه الأسماك بأحجامها المختلفة وألوانها[/b][/b]
[b][b]البديعة المتنوعة ــ أسماء وصور لعلماء ودعاة في الحاضر والغابر:[/b][/b]
[b][b]{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}! فتذكرتُ عظيم فضل الله[/b][/b]
[b][b]عليهم حين منّ عليهم بتعليم الناس الخير، وتذكرتُ عندها الحديث[/b][/b]
[b][b]الذي صح موقوفاً عن ابن عباس، وروي مرفوعاً من طرق أخرى لا بأس[/b][/b]
[b][b]بها: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في[/b][/b]
[b][b]حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".[/b][/b]
[b][b]وهذا ـ لعمر الله ـ الشرف الذي لا يلحقه شرف![/b][/b]
[b][b]ملائكةٌ! ونمل! وحيتان! لا يعلم عددهم إلا الله تستغفر لمعلم[/b][/b]
[b][b]الناس الخير؟![/b][/b]
[b][b]علمني البحر درساً عظيماً في فهم شيء من معاني قوله تعالى ـ وهو[/b][/b]
[b][b]يضرب لنا مثلاً في مآل أعمال الكفار ـ: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ[/b][/b]
[b][b]يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ[/b][/b]
[b][b]يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.[/b][/b]
[b][b]ظلمات بعضها فوق بعض![/b][/b]
[b][b]لقد رأيت من هذه الظلمات ظلمتين، فهالني الأمر، فكيف بمن غاص[/b][/b]
[b][b]ليعيش ظلمات الأخرى؟ إنه مشهد يعز على الوصف[/b][/b]
[b][b]هذه حقيقة عمل الكافر إذا مات على كفره وإن كان يحمل أعلى[/b][/b]
[b][b]الشهادات، أو يتبوأ أعلى المناصب، فهنئياً لمن على التوحيد والسنة.[/b][/b]
[b][b]علمني البحر أنه دواء ناجع لعلاج الكبر![/b][/b]
[b][b]فمن شعر بشيء من الفخر التعالي على العباد، أو القهر بغير حق[/b][/b]
[b][b]فليحمل نفسه يوماً، ولينطلق إلى هذا البحر ليعرف قدره،[/b][/b]
[b][b]وأن الكبر لا يليق إلا بالجبار المتكبر![/b][/b]
[b][b]لقد تذكرتُ، وأدركتُ شيئاً من حكمة الله أن جعل البحر المحطة[/b][/b]
[b][b]الأخيرة في حياة رأس من رؤوس المتكبرين المفسدين في هذه الدنيا: [/b][/b]
[b][b]{حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل[/b][/b]
[b][b]وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}![/b][/b]
[b][b]علمني البحر أن ركوبه فرصةٌ لتنمية عبادة التفكر التي تورث الخوف[/b][/b]
[b][b]والرجاء والحب للرب العظيم، وأن هذا التفكر من أعظم ما يبني[/b][/b]
[b][b]قواعد الإيمان.[/b][/b]
[b][b]..همسة ..[/b][/b]
[b][b]إن تربية القلب على عبادة التفكر والتدبر في آيات الله الشرعية[/b][/b]
[b][b]والكوينة من أقصر الطرق لصلاح القلب، ودفعِ أمثال هذه الواردات، فإن[/b][/b]
[b][b]القلب إذا امتلأ بتعظيم الله، فإنه يوشك أن يستحي أن يستمر في التفكير[/b][/b]
[b][b]في معصية الله، فضلاً عن الاستمرار في مواقعتها، وإن وقع فلا يلبث أن[/b][/b]
[b][b]يغشاه الحياء والندم، وهكذا في جهاد ومجاهدة حتى تستقر قدمه على[/b][/b]
[b][b]الطريق، وإلى أن يلقى ربه؛ لقاء المحب لحبيبه.[/b][/b]
[b][b]"اللهم املأ قلوبنا من تعظيمك وإجلالك،[/b][/b]
[b][b]وارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة[/b][/b]
[b][b]" اللهم آمين"[/b][/b]
[b][b]مما راق لي[/b][/b]
مواضيع مماثلة
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني