القرآن الكريم ... أغلى نعمة وأحلى هدية للبشرية

شكرا الك ساره على هذه المشاركة الرائعه متلك

نحمد الرب الرحيم .. الذي أنزل الكتاب .. هداية ورحمة للعالمين .. لم يجعل له عوجا .. قيما .. مباركا .. مهيمنا علي الكتاب كله .. سراجا منيرا .. متشابها مثاني .. تقشعر منه جلود الخاشعين الوجلين .. ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .. من طلب الهداية فبه السبيل .. ومنه الطريق .. ومن ارتضي الضلالة والعمي مده بهما الرحمن مدا .. أما بعد ..

أحبتي .. وقرة عيني .. ورفقاء دربي .. ومأوي روحي .. وشفاء بدني وقلبي .. طابت لكم الحياة والحيوان .. وسعدتم هنا بالإيمان .. وفي الآخرة برؤية الرحمن .. موضوع لذيذ .. خفيف .. ممتع .. كلنا يحتاجه .. ألا وهو مائدة القرآن .. التقطنا من هذه المائدة شيئا رائعا .. عسي أن تطيب به نفوسكم .. وهو الآيات المتشابهه فكيف نؤلف بينها .. ونرشف معناها..

لماذا هذه الآية ( أولم يسيروا ..) .. والأخري (أفلم يسيروا ..) ؟ ..
ولماذا هنا (إليه مرجعكم ..) وهناك (إلي الله مرجعكم) ؟
ولماذا هذه (كذلك يطبع الله ..) وتلك (كذلك نطبع ..) ؟
ولماذا قال لأهل النار ( فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ) ولأهل الجنة ( وفتحت أبوابها ..) لماذا زادت الواو هنا ؟ هل هو حرف زائد أم أن له مكانته ووزنه ومعناه في كتاب الله ؟ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. تنزيل من حكيم حميد ..



أما الذي في الأعراف ( اسكن ) من السكني التي معناها : اتخاذ الموضع مسكنا ، يعني - اتخذلك مسكنا من الجنة - لأن الله - تعالي - أخرج إبليس من الجنة بقوله كما في الأعراف : ( اخرج منها مذءوما مدحورا ، وخاطب آدم فقال : ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) .. أي اتخذاها لأنفسكما مسكنا ( فكلا من حيث شيئتما ) فكانت الفاء أولي : لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمانا ممتدا ، ولا يمكن الجمع بين الإتخاذ والأكل فيه ، بل يقع الأكل عقيبه ..

وهاهما الآيتان :
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ .. 35 البقرة وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ الأعراف آية 19..

وزاد في آية البقرة (رغدا ) .. لما زاد في الخبر تعظيما بقوله : (وقلنا) فهو سبحانه المتحدث بصيغة الجمع للتعظيم .. فجاء الكرم بكلمة (رغدا ).. بخلاف سورة الأعراف فإن فيها (قال) والفرق واضح بين قلنا , وقال .. وقد ذهب الخطيب لمعني جميل ومقنع .. وهو أن ما في الأعراف خطاب لهما قبل الدخول .. وما في البقرة بعد الدخول .. نفع الله بها من كان له قلب .. أو ألقي السمع وهو شهيد .. والحمد لله رب العالمين
المرة القادمة بإذن الله .. ( يذبحون أبناءهم .. يقتلون أبناءهم .. ويذبحون أبناءهم ) في ثلاث آيات مختلفات فلماذا زادت الواو في الأخيرة ..

إلى اللقاء
ساره صالح