منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

ملتقى أدبي يهتم بفنون الأدب العربي من شعر قديم ومعاصر ويحوي عدداً من التراجم والسير الأدبية والمقالات والقصص والروايات

بعد التحية على الزوار الراغبين بالإنضمام لهذا المنتدى التسجيل بأسمائهم الحقيقية أو ألقابهم أو أي اسم أدبي يليق بالمنتدى بعيداً عن أي أسماء تخل بسمعة المنتدى وتسيء إليه، وسوف تقوم إدارة المنتدى بالرقابة على الأسماء غير اللائقة أدبياً ثم حجبها ..... إدارة المنتدى

المواضيع الأخيرة

» ملحمة شعرية مهداة الى الشاعرة عائشة الفزاري / د. لطفي الياسيني
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» وما غير الطبيعة من سِفر
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» طال ابتهال المصطفى
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Emptyالأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

التبادل الاعلاني


    الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟

    avatar
    أسعد قصاب


    عدد المساهمات : 51
    نقاط : 24897
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010

    الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟ Empty الإعلام والإسلام ... أيهما مسخر للآخر؟؟؟؟

    مُساهمة من طرف أسعد قصاب الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:04 am

    الإعلام والإسلام أيهما مُسخَّر للآخر ؟؟
    بقلم : عاهد ناصرالدين


    إن الإعلام له الأهمية الكبرى للدول والشعوب ، ولكل دولة سياسةٌ إعلامية متميزة تعرض المبدأ الذي تحمله عرضاً قوياً مؤثراً من شأنه أن يحرك عقول الناس ويخدم قضايا الأمة ،والأصل في الإعلام الصدق والنزاهة والأمانة في النقل للمعلومات والأخبار.

    والعمل الإعلامي يكون وفق ما يحمله الإنسان من وجهة نظر فهو خاضع عندنا كمسلمين للأحكام الشرعية ولا يجوز فيه الكذب والتضليل؛ فالصحفي أو ناقل الأخبار عليه نقل الأخبار بدقة وأمانة ، وعمله مقتصر على النقل والتعليق عليه من وجهة نظره التي يحملها والمحلل أو الناقد السياسي عليه التأكد من الخبر والجهة التي صدر عنها وتحري الصدق والتمييز بين الخبر الصحيح والخبر المفخخ والمشكوك في صحته والذي خضع لعملية تبييض وغسيل.

    وجميع وسائل الإعلام في الوقت الراهن تلعب دورا كبيرا في مدى وصولها إلى أكبر قطاع من الناس ، وسهولة تعامل هذه الوسائل مع الناس ، ومدى تفاعل الجمهور معها ،خاصة لأنها تبث المعلومة أو الخبر بشتى الطرق بالكلمة المقروءة أو المسموعة أو المرئية ، ولها الدور البارز في توجيه الرأي العام والتأثير فيه.

    فهل الإعلام في الوقت الحاضر موظف لخدمة الإسلام وعقيدته وأحكامه ؟؟ أم يقوم بدور آخر ؟؟

    ليس من الغريب في ظل الحرب التي يقودها الغرب عن طريق الحكام وأدواتهم أن نسمع ونقرأ الفتاوى المعتدلة والغريبة والتي تتوافق مع المصالح الغربية من علماء السلاطين الذين أخضعوا الدين للتحريف والتبديل والتغيير ، لإبعاد المسلمين عن مشروعهم الحقيقي ،وإبقاء الأمة تابعة ذليلة ، ونهبا لكل طامع ومرتعا لكل فاسد .

    وأغلب ما يتم طرحه مجانب للصواب والفهم الصحيح ؛ بل مبعد للأمة عن المشروع الحقيقي للأمة الإسلامية ، وعندما يتداخل من يبين الحقيقة والصواب يحاول مقدم البرنامج قطع الحديث عليه .

    وقد قام الكفار وأعوانه ببث الأفكار الغربية الخبيثة منها :-
    1-الحوار بين الأديان
    وهي فكرة غربية خبيثة دخيلة ، لا أصل لها في الإسلام لأنها تدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأديان ، بل تدعو إلى دين جديد ملفق ، يعتنقه المسلمون بـدلاً من الإسلام للحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة كنظام ، لأنه يهدد مبدأهم وحضارتهم ، ويقضي على مصالحهم ونفوذهم .
    وهناك أهداف فرعية منها صبغ العالم بصبغة الحضارة الرأسمالية ، وصياغة شخصية المسلم صياغة جديدة ، بحيث لا يجد غضاضة في ترك الواجب وفعل الحرام ، ثم إفساد الذوق الإسلامي لديه ، وقتل الحمية للإسلام في نفسه ، فلا يبغض الكفر والكافرين ، ولا يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر .
    فيأتون بعلماء يروجون لهذه الفكرة الخبيثة الدخيلة .
    2- العولمة
    فإن الدعوة إلى العولمة الثقافية لا تخرج في حقيقتها عن محاولة لتذويب الثقافات والحضارات وإلغاء الخصوصيات الحضارية لصالح حضارة الغالب .. وعالم المسلمين يعد أول المستهدفين .. ذلك أن الثقافة الإسلامية التي تشكل هوية الأمة ، لذلك فالاستهداف يتركز حول عقيدة الأمة الإسلامية ؛ لأن الدين ليس أمرا مفصولاً عن الثقافة .
    3- الوسطية
    إنَّ مصطلح الوسطية أو الحل الوسط ، لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الإعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظة ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي هو – في رأيهم – قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة.


    فيتم تسويق الوسطية عبر الفضائيات وعلماء السلاطين ،وبدل أن ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدّعون أنها موجودة في الإسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفردية والجماعية ، وبين الواقعية والمثالية ، وبين الثبات والتغيير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا إفراط ولا تفريط ...
    4- فكرة الإسلام المعتدل
    سمعنا ونسمع عن فرية الإسلام المعتدل ( الإسلام الأمريكي) ، وسمعنا ونسمع عن دعمه من الغرب ووصف القائمين عليه بالأصدقاء والمعتدلين !!
    ويبدو أن قادة الغرب قد أيقنوا بعودة الإسلام للحكم الحتمية ، نظراً لتوجه المسلمين نحو تطبيق الإسلام في معترك الحياة بإقامة الخلافة ؛ فعمدوا إلى خط آخر وهو تمييع هذا الإسلام ، من خلال طرح ما يسمى بالإسلام المعتدل .
    ومن الممكن أن توصل دول الكفر هؤلاء (المعتدلين) إلى الحكم في أي لحظة ، ليكونوا سداً أمام عودة الإسلام الحقيقي والخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .
    فما هي آلية التعامل مع أصحاب هذا المنهج الذي أصبح وبكل وضوح يطرح ما يميّع الإسلام ويقرّبه من الحضارة الغربية الكافرة أي أن هذا المنهج أصبح عائقاً واضحاً أمام القائمين على النهضة في العالم الإسلامي اليوم .
    ولا تعجب أن يتحول دور العالم من البناء إلى الهدم ؛ فترى في زماننا هذا قادة الحرب على الإسلام ومعاول هدمه وتخريب عقيدته ونظمه وحضارته ،وتمييع أحكامه ، من العلماء أو المفكرين ،ولا تعجب ، أن يكون فيه العلماء تبعاً للحكام يقعدون لهم الفتوى بما يشتهون وإن كان مخالفاً للإسلام، ويشترون آخرتهم بعرض من الدنيا زائل .


    والعلماء ورثة الأنبياء هم أكثر الناس قدرة على قيادة هذا المشروع الكبير؛فهم قادة الأمة وهداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات،وهم أمل الأمة الإسلامية في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، واستعادة هويتها بعد أن عمل المستعمرون على تغييرها ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة .

    تصدر أحيانا بعض الفتاوى المخالفة للشرع، والتي تتنافى مع ثقافة الأمة الإسلامية وأخلاقياتها، مما يجعلها عرضة للانتقاد والتشنيع من أعدائها، ووسيلة للدعاية ضد ثقافة الإسلام وأحكامه، كما أن هناك أصحاب الأقلام المسمومة والمأجورة من أبناء جلدتنا، فينبروا للكتابة والتحليل بالطعن والتشويه خدمة لأعداء الأمة، وفي هذه الأحوال يصاب بعض المسلمين بالحيرة والارتباك في كيفية التعامل مع هذا الفتاوى؛فيقع البعض في شرك الدول الاستعمارية الكافرة، ويصبح بوقاً لما تريده هذه الدول.
    لا شك أن الاستعمار وأعداء الأمة في كل زمان يستغلون أي حدث مهما كان للطعن في أفكار وأحكام الإسلام، ويضعون منهجية إعلامية ودعائية لتمرير وتحقيق أهدافهم الخبيثة، كما يعملون على جعل أبناء المسلمين ضمن دائرة الاستهداف للإسلام لمحاربته والحيلولة دون وجوده في معترك الحياة .

    نعم تخرج علينا في كل وقت وحين فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ملأت الصحف والمجلات ، وأمضت وقت الفضائيات ، وأشغلت الناس بفتاوى مضلّّلة من أشخاص لم تُعرف عنهم التقوى ولا الخبرة في تنزيل الأحكام على الوقائع ، ولا تمرُّس في الفتوى ؛ فأصبحت الفتاوى وكأنها بضاعة رخيصة لا واقع لها في حياة المسلمين ؛ فتشغل المسلمين بجدال عقيم لا فائدة منه إلا لأعداء الأمة الإسلامية الذين يتربصون بها الدوائر.

    فتاوى تبيح وتلك تحرم كالفتوى التي تعتبر كيان يهود المغتصب لفلسطين جارا يجب الإحسان إليه ، في الوقت الذي صدرت فيه فتوى تبيح إقامة الجدار الفولاذي بين مصر وغزة هاشم ، والفتوى التي تحرم الاستشهاد في سبيل الله ضد المحتل المغتصب واعتباره انتحارا.

    فتاوى تروِّج لما هو محرم في الإسلام ومعلوم من الدين بالضرورة ؛كالميسر والقمار الذي يُروج تحت اسم اليانصيب الخيري ورعاية الأيتام والمعوقين ، والخمر تحت اسم المشروبات الروحية ، قال ابن ماجة في سننه فيما يرويه عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه - قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليشربن ناس من أمتى الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات . يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير " وإسناده صحيح ، والربا باسم المرابحة والفائدة والتوفير0
    فتاوى تروِّج مفاهيم الإباحية والاختلاط بين الجنسين تحت دعاوى "الفن والتطور"0


    وإرضاع الكبير لإباحة ما حرم الله ، وإجازة شرب الخمر للمرأة بسبب الوحم ،وجواز الفطر لمن يلعب أثناء الصيام، وإباحة شرب الدخان خلال نهار رمضان على أن لا تكون أكثر من سيجارتين .
    واعتبار تقبيل الشاب للفتاة ذنبا صغيرا ، والمسؤولية فيه على المجتمع الذي ترتفع فيه تكاليف الزواج .
    وأنه يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف رأسها إذا كانت تعيش في الغرب كي لا تتميز عنهم ،ولا داعي للشهود في الزواج ولا للولي ويكفي التفاهم بين الشاب والفتاة على الزواج شريطة أن يكونا في بيت واحد .

    وأيضا في ظل الصراع الدائر في فلسطين والبرامج السياسية المختلفة في الساحة الفلسطينية فإن الآراء تتعدد وتتباين حول المواقف التي تتخذ ، ومن ذلك موضوع الهدنة أو التهدئة هل هي جائزة شرعا ؟ أم غير جائزة ؟ فتجد من يستدل بنصوص لا تنطيق على المسألة ولا تعالج الواقع مع أن الإسلام أتى بكل المعالجات لأية قضية من قضايا المسلمين ، وموضوع الهدنة قد تم بيانه في الفقه الإسلامي، وهو غير خاضع للأهواء وليس مطلقا بل هو خاضع للضوابط الشرعية والتي تحقق المصلحة الشرعية التي يقتضيها نشر الدعوة الإسلامية ، وهي من الأعمال السياسية التي تخدم مصلحة الدعوة الإسلامية ، ولم تأت الهدنة في الفقه في سياق الخضوع للعدو والإستسلام له، ولا في سياق التنازل عن أرض الإسلام والمسلمين والمقدسات ؛ فلا يصح عقد هدنة أو صلح على أرض هاجمها عدو أو اغتصبها ، لأن الواجب في مثل هذا الحال رد العدو ، يقول صاحب المغني: (ولما كانت البلاد الإسلامية تعتبر كلها دارًا لكل مسلم فإن فريضة الجهاد في حالة الاعتداء تكون واقعة على أهلها أولاً وعلى غيرهم من المسلمين المقيمين في بلاد إسلامية أخرى ثانيًا لأنهم وإن لم يُعتدَ على بلادهم مباشرةً إلا أنَّ الاعتداء قد وقع عليهم بالاعتداء على بلد إسلامي هو جزء من البلاد الإسلامية) 0

    وأمر عقدها أو عدم عقدها متروك إلى رأي الخليفة واجتهاده ، لأن الخليفة نصب ناظرا ، ومن النظر حفظ قوة المسلمين وبلاد المسلمين ، وذلك إذا رأى الإمام مصلحة في ذلك للمسلمين، أو كان أهل الإسلام في ضعف؛ فإن للإمام أن يصالح ويعقد الهدنة مع من يراه لصالح المسلمين

    ويتم الترويج في وسائل الإعلام لما يرى بعضهم جواز الهدنة مع كيان يهود المغتصب لفلسطين معتمدا على مهادنة الرسول – صلى الله عليه وسلم - قريشا عام الحديبية ، وهذا صحيح ولكن جواز الهدنة مقيد بوجود المصلحة الشرعية ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مسيره إلى الحديبية بلغه أن مواطأة كانت بين أهل خيبر ومكة على غزو المسلمين ، وانه بادر بعد رجوعه من الحديبية مباشره إلى غزو خيبر وإرسال الرسل إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام ، مما يدل على أن هدنة الحديبية كانت لمصلحة الدعوة وتتعلق بالجهاد ونشر الإسلام 0

    فمن هنا لا تصح الهدنة شرعا عند عدم وجود هذه المصلحة ، لأن الهدنة في واقعها ترك القتال المفروض شرعا على المسلمين , وهذا الترك لا يجوز إلا في حال يقع وسيلة للقتال ، فتكون الهدنة حينئذ قتالا معنى ، قال تعالى : { فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } محمد(35)

    والإعلام يروج أيضا أن الهدنة شرعا لا تكون إلا لمصلحة الجهاد في سبيل الله ولكن الواقع وضغطه يفرض علينا إجراء الهدنة مع يهود وليس بالإمكان أكثر مما كان مستشهدا بقوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } الأنفال 61؛ فإن هذا القول غير صحيح وفيه تأويل ولي لأعناق النصوص الشرعية 0 وتعامل مع الواقع الذي يورث الذل والهوان للمسلمين 0

    وقد أورد الإمام الشهيد سيد قطب في تفسيره في ظلا ل القرآن في قوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } الأنفال 61 "ولقد استطردت - بعض الشيء - في هذا البيان وذلك لجلاء الشبهة الناشئة من الهزيمة الروحية والعقلية التي يعانيها الكثيرون ممن يكتبون عن "الجهاد في الإسلام" ; فيثقل ضغط الواقع الحاضر على أرواحهم وعقولهم ; ويستكثرون على دينهم - الذي لا يدركون حقيقته - أن يكون منهجه الثابت هو مواجهة البشرية كلها بواحدة من ثلاث:الإسلام , أو الجزية , أو القتال , وهم يرون القوى الجاهلية كلها تحارب الإسلام وتناهضه ; وأهله - الذين ينتسبون إليه وهم لا يدركون حقيقته ولا يشعرون بها شعوراً جدياً - ضعاف أمام جحافل أتباع الديانات والمذاهب الأخرى ; كما يرون طلائع العصبة المسلمة الحقة قلة بل ندرة ; ولا حول لهم في الأرض ولا قوة . . وعندئذ يعمد أولئك الكتاب إلى لَيِّ أعناق النصوص ليؤلوها تأويلاً يتمشى مع ضغط الواقع وثقله ; ويستكثرون على دينهم أن يكون هذا منهجه وخطته !

    إنهم يعمدون إلى النصوص المرحلية , فيجعلون منها نصوصاً نهائية ; وإلى النصوص المقيدة بحالات خاصة , فيجعلون منها نصوصاً مطلقة الدلالة ; حتى إذا وصلوا إلى النصوص النهائية المطلقة أوّلوها وفق النصوص المقيدة المرحلية ! وذلك كله كي يصلوا إلى أن الجهاد في الإسلام هو مجرد عملية دفاع عن أشخاص المسلمين , وعن دار الإسلام عندما تهاجم ! وأن الإسلام يتهالك على أي عرض للمسالمة . والمسالمة معناها مجرد الكف عن مهاجمة دار الإسلام ! إن الإسلام - في حسهم - يتقوقع , أو يجب أن يتقوقع داخل حدوده - في كل وقت - وليس له الحق أن يطالب الآخرين باعتناقه , ولا بالخضوع لمنهج الله , اللهم إلا بكلمة أو نشرة أو بيان ! أما القوة المادية - الممثلة في سلطان الجاهلية على الناس - فليس للإسلام أن يهاجمها إلا أن تهاجمه , فيتحرك حينئذ للدفاع !

    ولو أراد هؤلاء المهزومون روحياً وعقلياً أمام ضغط الواقع الحاضر , أن يلتمسوا في أحكام دينهم ما يواجه هذا الواقع - دون ليّ لأعناق النصوص - لوجدوا فيه هذه الواقعية الحركية في أحكامه وتصرفاته المرحلية التي كان يواجه بها ضغط الواقع المشابه لما نواجهه نحن اليوم ; ولاستطاعوا أن يقولوا:إنه في مثل هذه الحال كان الإسلام يتصرف على هذا النحو , ولكن هذه ليست هي القواعد الدائمة ; إنما هي الأحكام والتصرفات التي تواجه الضرورة ."

    والإعلام لا يريد أن ينقل المعلومة كما هي ؛ فهو يتفنن في إغداق وإغراق الناس في جدل وأخذٍ ورد ،وإن كانت بعض الفتاوى صحيحة مثل"فتوى تبيح لملايين السعوديين الإفطار في رمضان " هذه الفتوى من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ،ورخصة الإفطار في نهار رمضان مع القدرة على القضاء أو عدمها .
    لكن موضوع الإثارة والتشكيك حتى في صياغة العنوان هو الأمر المستغرب بل المستهجن "فتوى تبيح لملايين السعوديين الإفطار في رمضان"
    فهل هذه الرخصة خاصة بالسعوديين "لملايين السعوديين " أم عامة لكل مسلم أصيب بهذا المرض ؟
    هل هذه الرخصة خاصة بهذا المرض أم عامة لجميع الأمراض التي لا يستطيع المريض الصيام إن أصيب بها ؟؟
    فلماذا هذه الصياغة ؟؟؟
    أهي استخفاف بالدين ؟؟؟
    أهي استخفاف بالفتوى ؟؟
    ما الذي يضير في ارتفاع عدد الآخذين بهذه الرخصة إذا أبيح لهم الفطر شرعا
    أليس "مَن" من ألفاظ العموم في قوله تعالى {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة184
    وفي قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة 185.


    إن المشروع الحقيقي يكمن في جمع طاقات الأمة ووعيها الصحيح على إسلامها وفهمها الدقيق لأحكام شرعها وإعادة ثقتها بدينها ، لتعمل على إعادة الحكم بما أنزل الله .

    والعلماء ورثة الأنبياء هم أكثر الناس قدرة على قيادة هذا المشروع الكبير؛فهم قادة الأمة وهداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات ، وهم أمل الأمة الإسلامية في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، واستعادة هويتها بعد أن عمل المستعمرون على تغييرها ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة .

    وفي الختام هذه دعوة إلى كل الإعلاميين , إلى الوقوف إلى جانب أمتهم في محنتها التي تمر بها منذ زوال سلطان الإسلام عنها, و أن يكونوا عونا لها لتنهض من كبوتها بتقديم الأخبار الصادقة الصحيحة لها والتحليل الدقيق الذي يسلط الضوء على الأحداث كما هي حتى تعي الأمة واقعها وعيا دقيقا , ثم بتقديم المعلومات الدقيقة تاريخيا و واقعيا و فكريا و سياسيا, و أن يكون الإسلام هو المقياس في هذه الأعمال الإعلامية التي يجب في الأصل أن تسير بالأمة بموضوعية و حرص في طريقها لتحقيق نهضتها و إعادة عزتها و بناء وحدتها التي حرص عليها الله و رسوله في القرآن الكريم و السنة المطهرة .

    { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } التوبة (105).



    تحياتي

    أسعد قصاب

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 2:37 pm