قرأت وتابعت ،ما قاله ياسر الحبيب عن عائشة رضي الله عنها ,وما نجم عن ذلك من ردود فعل ومقالات ،لا تقل تسطيحا في رطانة انشائها ،عما قاله الحبيب في شأن عائشة.
وعلى مدى عشرة ايام من البحث والتقصي وأنا أتساءل واقلب الأمر على وجوهه كافة ,هل أرد على الحبيب بعيدا عن قاموس الشتائم كما نفعل دائما ، أم أتجاهل الأمر على قاعدة العبارة المشهورة "انه لا يستحق الرد "..
واخترت الرد ونقبت، فوجدت بعض المواقع قد ذكرت ما قاله الحبيب في صيغة فتوى أو جواب على سؤال من سائل ولا أستطيع أن اورد السؤال هنا ليس حجرا على المعلومة بل لان فيه إسفافا ويثير حفيظة القراء في الأديان كلها او اللاأديان.
ومنذ الفقرة الاولى ،تشككت فيما قاله الحبيب في محاضرته التي أوردتها بعض المواقع عن عائشة وخاصة انه يطلق على نفسه صفة "الداعية "ويزعم أنه يعتمد على "نصوص صريحة في مصادر أهل الحق وقرائن لا تقبل اللبس في مصادر اهل الخلاف.
واكملت مقالته, فأصابني الغثيان من داعية يبدأ اسفافه باللعنات ،فرجعت الى موقعه المسمى بالقطرة للتثبت من المعلومة من مصدرها الاصلي على اعتبار ان المواقع الالكترونية ليست اجمالا محكمة علميا وبعضها يفبرك ,وحادثة فبركة الاهرام في قصة الصور وقيادة المباحثات ليست بعيدة.
وتمعنت في كل ما كتب الداعية من محاضرات على موقعه ولقاءات، فلم أجد الا الركاكة والتجني على عائشة.
يبني الحبيب مقالته كاملة على ان عائشة كانت تعيش عقدة نفسية (.....)بسبب عدم اهتمام الرسول "ص"بها ,ومنذ قراءة هذه الاتهامات الباطلة نستطيع ان نؤكد ان الحبيب قد ذهب في الخطأ كل مذهب وكان واهيا في مقدار عقله كما هو في مقدار علمه فلم يرد في أي من المراجع الموثوقة ما يشير الى ذلك من قريب أو بعيد بل ان ما ذكرته المصادر يؤكد عكس ذلك ,ومنها ما ذكره البخاري في كتاب فضائل اصحاب النبي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة ، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها ، قلت ثم من؟ قال : ثم عمر بن الخطاب ، فعدَّ رجالاً" .
كما يذكر البخاري ايضا قول الرسول "ص" : "يا أم سلمة لا تؤذوني في عائشة ، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وما اورده مسلم في صحيحه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة رضي الله عنهما : "أي بنية ، ألست تحبين ما أحب" فقالت : بلى ، فقال "فأحبي هذه" ( يعني عائشة.) فيه اكثر من دلالة على حب الرسول الكريم لعائشة ،حتى حين تعرضت لمنافسة شديدة من أمهات المؤمنين وذلك أمر طبيعي فهي وهن من طينة الانثى حتى وان عشن في بيت نبوة .
وتقول الرواية -وقد وردت في عدة مصادر- " أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم أرسلن فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله ، فاستأذنت عليه وهو مضطجعٌ ، فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم : أي بنيَّة ألستِ تحبين ما أحب؟..
.فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه فأخبرتهن بالذي قالته ، وبالذي قال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم ، فقلن لها : " ما نراكِ أغنيتِ عنا من شيء ، فارجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم فقولي له : إن أزواجك ينشدنك ـ أي يسألنك ـ العدل في ابنة أبي قحافة " . فقالت فاطمة : " والله لا أكلمه فيها أبداً " .
ثم أرسلن زينب بنت جحشِ زوج النبي صلى الله عليه وسلَّم ، وكانت تضاهي عائشة عند رسول الله في الحظوة والمنزلة ، فتكلَّمت في ذلك فلم تُجْدِ في كلامها شيئاً . ثم قال عليه الصلاة والسلام معلناً مكانة زوجه عائشة : " إنها ابنة أبي بكر " .
واما قول الحبيب عن اثر وجود الجدري والبثور الكثيرة في وجهها ، فلا يتجاوز الترهات والاسفاف ولا يستقيم مع ما اوردته المصادر عنها "فهي ذات صبا وعينين واسعتين وشعر جعد ووجه مشرق مشرب بالحمرة" وتورد الكثير من المصادر الموثوقة ان عائشة كانت بيضاء البشرة ونحيلة الجسم في شبابها وبمرور السنوات أمتلأت لحما وبدنت ..ويسجل لعائشة جرأتها في ادق التفاصيل حول الزينة كما في رواية عقبة بنت بكةُ حين سألتها “فقالت لها عائشة :
"ان كان لك زوج واستطعت ان تنزعي مقلتيك فتضعيهما احسن مما هما فافعلي"
اما استشهاد الحبيب بتفسير القمي /ج2 صفحة 377 من ان عائشة خرجت الى البصرة لقتال علي وما دار بينها وبين طلحة من حوار حول "المحرم" ,فلا تسنده الوقائع,وتجمع مصادر عديدة ان هذه الرواية ضعيفة وفيها اشكالات .
استغرب من داعية ان يبدأ مقالته باللعنات وينتهي باللعنات ,وان احصينا مجموع اللعنات فسنجدها خمسة وذلك يدلل على ان ما كتبه من مفردات اذل واقل مما يلتفت اليه ولكني استمعت لمحاضراته وقرأت مقالته لانبه الى قوالب المسخرة في تناول التاريخ ..وللحديث صلة .
اللهم أيدنا بنصر من عندك
محمد فياض
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني