جيلنا القادم ... ومعطياته

كنا نحن الجيل الحالي مفتخرين بأنفسنا نستقبل عامنا الدراسي بفرحة والآمال ننتظر بلهفة نهاية الفصل بنجاح وتحقيق هدفنا للوصول الى أن نكون من أوائل الصف لنعود لعائلتنا نزف ثوب الفرح فنعطي لأبانا نجاحا وللأم الغالية فرحة يفتخرون بها ويسعدون وعندما اصبحنا في الثانوية العامة ازددنا عزيمة وأصرار على أن نبلغ الهدف الأكبر وتحقيق الآمال المرجوة ممن سهر اليالي على راحتنا وأيقظوا لنا أصابعهم شموع تضيئ لنا دربنا المظلم فنعود ونشد الوثاق متحملين عثرات كثيرة متخطينها بالأرادة القوية والثقة بالنفس لنجتاح حاجز الثانوية بكل نجاح ونتوج بة من ربى وتعب وأعطى ...........



نعم تلك كانوا جيل المستقبل الغد الواعد وصاعد وتلك حراس الوطن وبناتة الأحرار شيدوا أنفسهم لخدمة وطنهم بكل ما ستططاعوا من قوى ستحضروا العزيمة والاصرار والأرادة القوية ليشقوا طريقهم الى النجاح وليكونوا يد فاعلة في وطنهم ولكن كيف هم شباب اليوم شباب المستقبل الصاعد



شابني أن أرى تلك البناة بتلك الأنحلال وتقليد الأعمى والأخلاق الرذيلة للأسف ,فأين رقابة العائلة التي أفنت عمرها لتصنع الطبيب او المهندس ولتنفجع!!!!!! بتلك الهاوي الطائش المتبذل غير المتحمل للمسؤولية والمندرج تحت شعار الأنفتاح صاحب الخصر الساحل والشعر المتشعب والهاوي على حافة الطريق فما هو مفهوم الأنفتاح في نظر شباب اليوم وجيل المستقبل الواعد ؟ وما هو الأنفتاح الحقيقي؟



كم هو الأسى يملئ قلبي وفكري عندما أفكر وأنظر بتلك الجيل الصاعد جيل الغد وكم صدمتني الخيبة عندما رئية الأفكار التي شغلة وملكت عقول الجيل القادم لتحولهم الى الفساد ونظرة الرديئة وتقليد الاعمى ، مغلقين أعينهم رابطين على قلوبهم وأفكارهم بغشاوة يرون أنفسهم في قمة الأنفتاح والتطور والحضارة ولا يدرون أنهم طمسوا أنفسهم وألقوا بها بقبوا حالك الظلام فلوا حاولوا أن يفتحوا أعينهم فلن يشاهدوا ألا الظلام فهم من صنعوه بفكرهم الذي أرشدهم أن الحضارة والأنفتاح على الغرب كان فقط بتقليد الأعمى والمزيف لملابسهم وكلامهم ومأكلهم وعاداتهم ونقل كل شيئ جديد عندهم من عالم الفن وسينما وصرعات الموضة وتقنيات التواصل الفاحش فهم حققوا بذلك ما شيدة الغرب لهم من متاهات ليقعوا فيها مسرعين دون أن يعلموا بأنهم وقعوا في أسوار الأنفتاح المزيف والقضاء على الفكر فكان بذلك جيل الصم البكم ولكنهم لا يعلموا بأن اساس الأنفتاح وتطور الحضارات قد كان من العرب وليس الغرب كان لعلماء العرب ابن سينا والخوارزمي والرازي وغيرهم الأثر الكبير في فتح أول ابواب الحضارة والأكتشافات تم هرع الغرب ليأخذوا كتشافات العرب ويدرسوها ويكملوا البناء في حين كان العرب ملتهين ومندرجين تحت أسوار الانفتاح الزائف تاركين بذلك تلك المكتشفات والبحوث والدراسات القيمة متجهين الى التقليد الغربي الزائف والرخيص من عالم الفن والافلام وصرعات فوأسفي على شباب الأمة العربية فكم شابني أن أرى تلك الجواهر الثمينة البريئة أن يعثوا عليها الغبار ويشوب برائتها السواد لتفقد قيمتها وتصبح صورة بلا كيان.


د. بسام التلهوني