سلسلة مؤامرات بني صهيون على العالم العربي

أخي الدكتور اسماعيل

تحية وبعد

هذه الؤامرات ليست الا محاكاة لواقعنا المؤلم والمخزي

ولقد تكالبت علينا الامم الغربية كما تتكالب الأكلة على قصعتها

نسال الله ان يعود للعرب وحدتهم

لك جزيل الشكر

محمد نصار

قبل إحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين الحبيبة وضع الصهاينة استراتيجية مدروسة بدقة متناهية مبنية على أسس علمية للحرب الباردة والساخنة وعلى أن الماء هو أساس التواجد والإستمرارية فقد خططوا ليس فقط لتوفيره بل للسيطرة على مصادر المياه في فلسطين أولاً لبناء كيانهم وكذلك للسيطرة على مصادر مياه البلدان المجاورة لإضعافها، فقد قال زعيمهم هرتزل حينها "إن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة -القديمة- هم مهندسو المياه، فعليهم يعتمد كل شيء من تجفيف المستنقعات إلى ري المساحات الجديدة وإنشاء محطات توليد الطاقة الكهرومائية" ويتضح أيضاً من شعارهم من علمهم البغيض "من الفرات إلى النيل" والذي لا يعني فقط المساحة بل السيطرة على النهرين العظيمين وما بينهما في المنطقة.
منذ 1951 عمل هذا الكيان على تجفيف بحيرة الحولة لاستصلاح أراضي كان قد احتلها من فلسطين فعمل على جر مياه نهر الأردن لريها وبعدها قام ببناء محطة توليد كهربائية عند جسر بنات يعقوب شمالي بحيرة طبريا ثم بدأ العمل بمجموعة مشاريع مائية باسم "مشروع المياه الوطني" والذي يهدف إلى تحويل مياه نهر الأردن العلوي والذي يطلق على الجزء من بحيرة طبريا والحولة وروافده الشمالية (الحاصباني، بريغيت، والدان، وبانياس) حول الكيان مياهه إلى المنطقة الساحلية لسقاية الأراضي التي خطط لاستصلاحها ولتوفير المياه لمستوطناته التي ستقام ثم أعلن الكيان الصهيوني في عام 1964 تدفق مياه نهر الأردن للنقب وذلك بواسطة مضحات ضخمة وبتكاليف باهضة تم تغطيتها من أرووبا والولايات المتحدة.
وقام اليهود بضخ مياه عادمة من مصانعهم وحولوا مياه الينابيع المالحة لنهر الأردن الخالد ليصبح ضحلاً ومكب للمياه العادمة في الصيف لا يصلح للاستخدام البشري وكم تسمم للمياه حصل نتيجة لضخ الصهاينة لمياه عادمة في مياه الشرب للأردن، أما فيما يخص نهر اليروموك فقد عمل الكيان بشتى الوسائل للحصول على حصة من هذا النهر رغم وجوده داخل الأراضي الأردنية والسورية وقد تمكن من ذلك في إتفاقية وادي عربة المشؤومة والتي نصت على " يوافق الأردن على أن تضخ إسرائيل كمية إضافية مقدارها 20م.م3 من نهر اليرموك شتاءاً مقابل موافقة إسرائيل على النقل للأردن ما هو مبين في الفقرة (2/أ) خلال فترة الصيف" وقد تجاهلت هذه الإتفاقية الحقوق الأردنية في مياه بحيرة طبريا وكذلك حق الأردن في مياه حوض نهرالأردن العلوي والذي تم تحويله بالكامل للأراضي المحتلة.
لقد أصبحت الأردن من أفقر خمس دول مائياً نتيجة لتلك السياسات الإستعمارية ولعدم إكتراث الحكومات المتعاقبة لهذا الخطر المحدق، فلا بد من التحرك السريع لحل هذه الكارثة بتشكيل لجنة وطنية على أعلى المستويات لحل الكارثة المائية تقوم بالعمل على متابعة جر مياه الديسى وحماية هذا المشروع بإتفاقيات دولية والحقيقة بان الأردن أجتذب شركة تركية كاستراتيجية لحمايته من هذا الكيان، والتي يجب أن تعمل (هذه اللجنة الوطنية) على وضع خطط ومتابعة تطبيقها لدعم مياه نهر الأردن ولا بد كذلك من العمل على تحلية مياه البحر الأحمر فهي أولوية وطنية للعمق الأمني الأستراتيجي الأردني ولا بد أيضاً من التركيز على المشاريع المائية الصغيرة من بناء أبار المياه وخزانات ضخمة لاستغلال مياه الأمطار الذي يذهب زهاء أكثر من تسعين في المئة منها سدى، ولا بد من الإنتهاء من مشاريع الحفائر المائية الصحراوية وإلا لن يبقى لدينا زراعة ولا مواشي بعد أعوام قليلة نتيجة للتراجع المستمر لشح المياه، ولا حتى مياه كافية للشرب والاستخدام اليومي.
المؤامرات الصهيونية لم تنتهي هنا فقد عمل على محاولة التلاعب في مياه نهر النيل منذ فترة زمنية فقد حرضوا دول جوار حوض النيل (أوغندا، تنزانيا، كينيا وأثيوبيا) على إلغاء الإتفاقية البريطانية لعام 1929م بخصوص إعطاء مصر حق الفيتو للإعتراض على أي سد يقام على نهر النيل وكذلك علت أصوات من تلك الدول بأن حصص مياه النيل يجب أن توزع بشكل عادل على كل الدول التي يمر بها بل وشجع ودعم هذا الكيان إثيوبيا للبدء بإقامة سد ضخم عليه، بالإضافة إلى الدعم غير المباشر لحركة تحرير السودان والمطالبة بإنفصال الجنوب للسيطرة على مياه نهر النيل، علاوة على الطلب المقدم من هيرتزل لحكومة بريطانيا أنذاك كان يطالب فيها بجر مياه نهر النيل لصحراء سيناء واحتلالها لإقامة المستوطنات هناك لكن المشروع قد رفض لتكلفته الباهضة، مازالت المؤامرات الصهيونية على المياه العربية مستمرة وهذا غيضٌ من فيض ولا بد من العمل بشكل جدي وبتعاون عربي تركي على مستوى الدول الشقيقة والجامعة العربية والمؤتمر الإفريقي لتحييد الدور الصهيوني ومؤامراته.


تحياتي للكاتب على هذه المقالة

د. اسماعيل الحوراني