من طرف abeereid_2007 الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:12 am
جمال الصليعي شاعر تونسي حاضر بقوة في المشهد الشعري التونسي والعربي .أصدر الى حد اليوم ديوانين : الاول صدر سنة 2001 محتويا على قصيدة واحدة مطوّلة بعنوان وادي النمل . اما الثاني وهو الذي تهتم به هذه الدراسة فقد صدر سنة 2009 بعنوان : من انباء القرى . ويقف نص جمال الصليعي متحديا مصرا على التحدي . هو يتحدي الكلام الذي يقال عنه بان يطمح إلى أن يرتقي إلى مستواه , فيحاول قدر الجهد الوصول إلى عمق معاناته وجدية اشتغاله على الحرف وأوجاعه. لقد لبى النص فينا ما نحتاج إلى أن يقال فلا يقال غالبا ويقال أحيانا .أخذنا إلى مجامع البوح الأصفى فكيف نكتفي أمامه بالتصفيق؟ وكيف نكتفي بالإعجاب أو الملاحظة الانطباعية العابرة ؟ كلنا نجمع انه يستحق منا ما هو أكثر . صحيح إلى حد بعيد ما قالته مقدمة الديوان(1) في إحدى إشراقاتها : إن شعر جمال" يقيل قول القائلين" .لكن شعر جمال أيضا يحرك السواكن الموجعة ويحرض فن القول على كل لسان.ذلك أن مشروع جمال ليس قولا عابرا ولا قولا جميلا ولا قولا مكتنزا في العمق والغور. بل أظنه انخراطا في معركة ثوابت . هي معركة ذات حضارية يراد لها الوأد لكنها تقاوم بطرق شتى. من بينها ما يكتنهه صوت جمال . ولذلك لا بد لهذا الصوت من صدى . ولا بد ان يكون هذا الصدى جديا عميقا مكتنزا في تفاعله النقدي . ولكي نمسك بخطوط التناول أسوق مداخلتي في شكل أسئلة من المتداول النقدي تبحث عن أجوبة .
فقد قيل عن هذا الديوان إنه ديوان جامع .لذلك نسأل :
* سؤالنا الأول : هل يمثل هذا الديوان شعر جمال تمثيلا صادقا ؟
ما توصلت إليه شخصيا من شعر جمال عبارة عن ثلاثة وثمانين عنوانا (2).صدر منها "وادي النمل" في ديوان مستقل فبقي اثنان وثمانون في انتظار النور العام . خرج إلينا ديوان" من أنباء القرى" ليمسح تاريخيا ستة وعشرين عاما من كتابة الشعر: أول العناوين "لغتي" مؤرخة في 1983 وآخر القصائد مؤرخ في 2009 .
لكن الديوان لا يضم إلا واحدا وعشرين نصا . لم يعترف الشاعر إلا بربع ما كتب . وقد نؤيده إذا ما احتفظ بالمحاولات الأولية لنفسه . وقد نكون معه إذا ما أصر على تخطي مرحلة الخطابية المباشرة ممثلة مثلا في "عرب العمائم" و"بانت سعاد" و"التوقيع" او "الى بعض مصر". وقد نؤيده اذا ضحى بالتنوع الاغراضي فاسقط قصائد الغزل والمدحيات النبوية في سبيل القضايا الأساسية قضايا الامة العربية . لكننا نسمح لانفسنا بان نعترض على حضور لما لا يجب ان يحضر وفق هذه المقاييس وعلى غياب ما لا ينبغي ان يغيب ايضا . حضر قصيد "لغتي" وحيدا عن قصائد الثمانينيات كإعلان شعري في وجه الحداثة لكنه إعلان تجاوزه الشاعر نفسه وديوانه أوضح دليل .فلغته لم تعد بالوضوح الذي قد كان وهي الآن لا تسمي الأشياء بأسمائها وتعبق بالصور الإيحائية المستندة الى القرآن والتراث والى الحاضر المعيش أيضا . أخر القصائد الخطابية التي لم يتضمنها الديوان هي "هوامش " 1991 واولى القصائد الانتقالية المثبتة في الديوان هي "عزف على حرف مشدود "1992 ولعل قصيد " طقوس لزائرة اخرى " اقرب دلالة على الزائرة الجديدة المنتظرة كمرحلة جديدة في مسيرة فن القول . واغلب قصائد النقلة الحق ترجع الى 1993 .لست اجد من تفسير لهذا النضج الفني ولهذه المراجعات العميقة المتعمقة في هموم الذات اثناء هذه التواريخ المتقاربة الا التاثر بحرب الخليج الثانية .واسمح لنفسي ان اؤكد ان الشاعر جمال الصليعي قد ولد فنّيا يوم كتب قصيدة
" والعنكبوت" سنة 1993 .ولهذا كنت انتظر ان يبدأ ديوانه بهذا التاريخ تاركا ما قبلة للذكرى او لاقلام الدراسين .هذا اعتراض اول اما الثاني فهو اعتراض على غياب وتحويرات واقتطاعات .غاب نص "يوسف والتاويل 2001 وغاب نص محاولة في القول " 2003 وغابت نصوص اخرى . و ابتسر نص " موكب " المنشور صفحة 81 وقد كان يغطي 10 صفحات كاملة فإذا به لا يتجاوز الصفحات الثلاث ... والقائمة تطول . لكن ما يستوجب الوقوف عنده امران : الأول هو ذلك الجمع بين قصائد متفرقة في ثلاثية سماها الشاعر " ثلاثية الطور" وهي تمسح تاريخيا ثلاث عشرة سنة فالقصيدة الاولى فيها إسراء أرخت سنة 1994 والثانية عروج مؤرخة في 2002 أما الأخيرة "عند مدين" فهي مؤرخة في 2007 ورغم وحدة البحر والقافية التي لم تخرج عن الفاء بتغيير حركة المُجرى بين كل قصيدة واخرى ورغم التناص مع قصة سيدنا موسى متصاعدا متناميا من قصيدة الى تاليتها الا ان اللصق والجمع لا يبدو مقنعا امام قوة الخيوط الجامعة بين كل القصائد العمودية بحورا وتناصا قرآنيا ونفسا صوفيا وبعدا غزليا اوفخريا .تدور كل قصائد جمال الصليعي على سبعة بحورتواجدت كلها في ديوانه الجديد بنفس الخصائص الفنية كالمزج وتغليب المقاطع المفتوحة والترتيب الاستعمالي . بحر البسيط الذي نظمت عليه الحركات الثلاث يحظى ايضا بقصيدتين اخريين لتصل نسبته الى 5من 21 فياتى بعد المتقارب الذي له نسبة 6 من 21
والكامل 6 من 21 / ثم الطويل 3 من 21 / و الوافر 3 من21 /ثم الرمل 2 من 21 / ثم المحدث 1 من21 وهو بحر انتقال يختص بالمقاطع القريبة من النثر تمهد لتغيير البحر او للربط بين مقاطع عمودية .وهو ما يعني استمرارا للبحور المركبة ( ملمح من عمود الشعر التقليدي ) وان كان استعمالها اقل من البحور الصافية الزاحفة على العروض خاصة بحر الكامل المتصاعد ( ملمح من القصيدة الاحيائية ). اما المزج بين التفعيلات فيحيل على الانقلاب التفعيلي في شعرنا المعاصر.هذه خصائص عامة لا تشد قصيدة الى قصيدة فقط بل تلحم كامل التجربة الشعرية و لا تبرر بالتالي الإيهام بان ما كتب هو ثلاثية واحدة لها روابطها الفنية والدلالية الخاصة بها .
الامر الثاني هو منطق الترتيب في قصائد الديوان . لقد عدل الشاعر عن الترتيب التاريخي الى تداخل بين النصوص "طارفها وتالدها ". الا ان الترتيب لا يبدو عشوائيا ولا عفويا .ارى فيه دلالات درامية او قصصية او ملحمية : ثمة بحث عن سردية ما ليحكي الديوان حكاية متنامية . يظهر ذلك في بطل هو " انا ملحمية " هي عبارة عن اشخاص جماعيين انبعاثيين...عرب من ماضينا وحاضرنا يتكلمون معا عبر القصيدة. وثمة ما يقول عنه شليغل: "ان الملحمة ذاتية موضوعية في آن واحد " مضيفا و"خاصية الملحمة انها تنطق وتتنبأ بمصير الامة او الجنس البشري" ( 3 ). وثمة من خصائص الملحمة ايضا القصصية و والطول والمعارك المصيرية للامة والانبعاث المستمر أي النهوض بعد سقوط لشخوص/ نماذج تعاني من الصراع الداخلي والخارجي . كل هذا نجده في الديوان . فثمة بداية تاملية ثم نسق تصاعدي يصل الى قمته مع نص سيدالراجمين (ص167) والى اقصى القمم مع نص "لغة القبائل" ( ص 173) ثم كانت النهاية بالافق المفتوح مع نصي الاسوار والجوال . اراد الترتيب ان يلخص تجربة ومسارا فأعطانا ديوانا ومسيرة صراع ملحمي لامة عربية ماتزال واقفة بنخلها وصحرائها وضادها ومائها. ينتهي الديوان والابواب مفتوحة والصراع مشرع امام جوال يتقحم الاسوار رغم مرارات الجراح الذاتية . والامر لا يقتصر على الديوان الجديد فقط بل يتعداه الى شعر جمال برمته . لقد تصاعد ت الكتابة الملحمية عند جمال الصليعي منذ نص العنكبوت ( ص 137) الى الطوفان ( ص 131والنص اسبق في تاريخ الكتابة ألحق في ترتيب الديوان ) الى وادي النمل (كتبت في 1997) لتصل الى اعلى قممها مع نص لغة القبائل ( كتبت في 2002).والحق ان الشاعر قد احرج نفسه بكتابة لغة القبائل . يصعب حقا كتابة قصيدة اخرى بعد لغة القبائل بنفس اكتنازها وامتلائها وشموخها فلم تكتب قصيدة بعدها في مستواها . كتبت محاولة القول وهي نص مختلف في سخريته المرة .وكتبت ثلاثية الطور وهي معالجة لكتابة اقدم .وكتبت من انباء القرى واجد القصة والاسطورة فيها قد خنقتا الصوت الملحمي فيها . وكتبت غزة ورايي ان الحدث قد ضغط على الشاعر فاخرج نصا لم يكتمل بعد .اما القصيدة المشتركة فلنا معها وقفة . يؤكد الديوان بجمعه بين مرحلتين متباينتين نقلة من القصيد الى الملحمة بما اختاره من قصائد قبل 1993 وما اختاره بعد هذا التاريخ. اما لماذا كانت القمة الملحمية مع لغة القبائل وتوقفت عندها إلى حد اللحظة الراهنة ؟ اظن ان الاجابة تكمن في ان نص جمال الشعري يتماهى مع تاريخ امته وينتفض مع حواسم معاركها واشراقاتها البطولية ويستسلم للاحباط وانخفاض النبرة مع استسلامها وهدوئها . كتبت لغة القبائل متجاوبة مع تحرير جنوب لبنان ولم يستعد جمال صوته الملحمي الا في بعض المقاطع من قصيدة غزة.
السؤال الثاني : ما الجديد في الإصدار الجديد ؟
لقد سبق ان درسنا الخصائص الفنية لشعر جمال الصليعي في بحوث منشورة بمجلة "الحياة الثقافية"( اكتوبر2000) وتناولنا قصيدة وادي النمل في بحث مستقل وكذلك قصيدة لغة القبائل في بحث آخر.لكننا اليوم امام ديوان جديد فما الجديد فيه ؟
· لأول مرة في نص لجمال الصليعي نجد اشارة غير عربية . فعالمه كان خالص العروبة يقابل فيه غالبا بين ماض وحاضر . وفي هذا الديوان احالة غربية تستدعي كتاب نيرون روما وكتاب الأمير لمكيافلي ( ص 47) لتقابلها بعذرية عربية قديمة وانسانية مهجرية حديثة .
· لأول مرة يكتب شاعران قصيدة واحدة مشتركة بينهما . ويستغرب الامر مع جمال الغارق في كتابة نص فريد بلغة مميزة فكيف يلتقي في الكتابة مع غيره . ليس الامر دراسة او رواية لتكتب فصلا بفصل . لذلك اظن انه من السهل ان ننعرف الى ما كتبه جمال من سطور ومقاطع . والامضاء المشترك في الاخير حيلة لا تنطلي علينا ...
· لاول مرة ايضا يتجاسر جمال الصليعي على قداسة اللغة العربية فيسمح لنفسه ان يشتغل عليها بالتكسيروالتهشيم لقواعدها الدلالية بحثا عن الايحاء المتكامل . انظر الى نحت المصطلحات الجديدة مثلا : انيجاعل واتجعلفيها وقتلائيل وفقرائيل وجهلائيل وإفعائيل
· لاول مرة ايضا تنزل القصيدة من عليائها وشموخها الى التفاصيل الدرامية الساخرة . سياق سردي وومضات وصفية تحكي عن تفاصيل المعيش عرسا وعشاء واكلات بنبرة يوظف فيها التهكم بما يشبه الكوميديا السوداء .
( لقد بدأ الشاعر خاصيته الاسلوبية هذه مع نص"محاولة في القول" لكن النص لم يثبت في الديوان لذلك تجسم الملمح الاسلوبي في قصيدة من "انباء القري" كمظهر جديد ) .
وما تبقى من خصائص فنية لا جديد فيه سوى الاستمرار والايغال في نهج فني مختار منذ التسعينات يتمثل في ثنائبات متزاوجة :
· المزاوجة بين التصريح والتلميح . لقد تخطينا اللغة الواضحة والخطاب المباشر الى لغة شعرية لها خصوصياتها مفردة وتركيبا . نحن امام لغة ماء وأسماء .كم من مرة نلتقي مع التسمية "قل سمني "...وكم من مرة نواجه الماء " نعرف الماء وقد اجرت لنا الانهار ذكرا " وكم من مرة ينادي الشاعر الماء " يا ماء " ( ذكرت اللفظة في الديوان 30 مرة تقريبا ما عدا مجالها الدلالي كالأنهاروالسيول والانواء مثلا )
· المزاوجة بين الملحمية والغنائية : لغة القبائل ملحمة شعرية متكاملة ولو قورنت مثلا بقصيدة موكب المغرقة في الوجدانية لتبين الجمع بين الملحمية والغنائية سواء داخل القصيدة الواحدة او بين القصائد.
· المزاوجة بين النثر والشعر :فالشاعر يعول على تفعيلة المحدث للوصل إلى مقاربة النثر لكنه كذلك يصغر المتابة للربط بين المقاطع الشعرية بجمل نثرية .
· المزاوجة بين العامية والفصحى ( نص عزف على حرف مشدود ص 119)
· المزاوجة بين البحور: بواصل الشاعر تكسير وحدة البحر بانتقالات داخل القصيدة الواحدة بين الكامل والوافر والرمل والمحدث ( في نصين هما من أنباء القرى ولغة القبائل ) .
· المزاوجة بين الشعر الحر والشعر العمودي .(نص سيد الراجمين مثلا )
· المزاوجة بين المركز والاطراف :يختار الشاعر ما يمكن ان نسميه البنية العنكبوتية للقصيدة وذلك بالاشتغال على نص قرآني كقطب دلالي مولد ينطلق منه نسيج يلم خيوط القصيدة التي تكون في الاخير بؤرة ومحيطا او مركزا وتفريعات عنكبوتية .
· المزاوجة بين الذاكرة والراهن عبر التناص الشعري الذي يستدعي النص الشعري القديم لمحاورته ( مالك بن الريب منطلقا ) في مراوحات ناسجة بين الذاكرة والمعيش.
· المزاوجة بين الصوفية غيبة ووعيا والعذرية فضاء غزليا موظفا توظيفا سياسيا وايديولوجيا.
( انظر مقدمة الكتاب عن جمال الصليعي شاعرا عذريا )
كل هذه الخصائص تدفع الى السؤال عن قيمة هذا الديوان الفنية . بعبارة اخرى :
· السؤال الثالث : أين نضع شعر جمال الصليعي في الخارطة الكرونولوجية والطوبوغرافية للشعر العربي ؟ يجيب احد الشعراء التونسيين :" جمال الصليعي مرحلة من الشعر العربي متجاوزة. لذلك فانني واياه طرفا نقيض فاما ان يلغيني واما ان الغيه . وان القي معه في أمسية شعرية واحدة التقاء لنقيضين لا يقوم احدهما الا بانتفاء الآخر".( 4 ).
وكي نفهم هذه المواقف السائدة في المتداول النقدي التي تربط بين جمال والشعر التقليدي الشفوي ذي النسق الفحولي لا بد ان نرسم معالم الخريطة الشعرية بوضوح .
اولا : يفترض زمنيا اننا خرجنا من عصور الانحطاط الى عصر النهضة فالحداثة ثم مابعد الحداثة .ونحن بالضبط في اتون الصراع الانتقالي من الحداثة الى مابعدها ؟ نسمع اصواتا تعترض : هل دخل العرب حقا الى الحداثة حتى بنتقلوا الى مابعد الحداثة ؟ وكيف يعبر الشعر عن حالة وهمية ليس لها رصيد في الوجود التاريخي الحقيقي ؟ ثم ما علاقة هذا بالشعر ؟ اليس الامر تآمرا على الهوية الحضارية والشعرية بأسماء ذات إغراء زائف ؟ هذا ما يؤمن به جمال الصليعي فيقول مثلا في آخر قصائده :
كان عرسا باهرا
بيع الزمان
تبسمت شفة القناع
حضر العشاء
الأرض فوق الطاولة ...
قشرت الحداثة والسياسة و السوانح من نساء الارض
بعد حين خرج الفلاسفة الكبار
الكبار بلا سبب
مستشرقون تناسلوا
مستشرقون بلا سبب
شعراء ما بعد الحداثة
والنساء النساء بلا سبب . ( الديوان ص 50)
قد نوافقه وقد لا نتفق معه . لن يسفر الجدال الا عن اختلاف في التسميات . ومهما يكن الامر فان الواقع الشعري يشهد مساحة اختلاف كبيرة بين من يكتب مقتنعا بشعر جديد مستحدث يسميه شعرالحداثة ومن يكتب بلغة أكثرجدة يسميها شعر ما بعد الحداثة ومن يصر على النهج الراسخ يبرره بالاصالة او الوضوح . ولا يخلو الأمر من دخلاء استسهلوا الدخول من الأبواب المفتوحة لغرض في نفس يعقوب كشاعرة أنثى جدا تبحث عما تبحث عنه الإناث من أمثالها او شاب مترف يبحث عن لقب يتزين ويتفاخر به . لا يهم .المهم أكثر أن الواقع الشعري يشهد معارك طاحنة بين هذه التيارات الشعرية تشهر فيه سيوف الاقصاء والطرد من جنة الشعر. تكثر احتجاجات من نوع : وهل هذا شعر؟ وهل تسميه حقا شاعرا ؟ وهل يوجد شعر بدون وزن وتفعيلة ؟ الاختلاف اذن حقيقة واقعية. والتطور سنة لا تنكر. ورفض اية ظاهرة واقعية لا يعني انعدام وجودها بل هو الحفر تحت اسس شرعيتها وشرعية استمرارها حفرا لا يستند الى معطيات فنية بقدر ما يرتكن الى الايديولوجيا والسياسة .هي في المحصّلة مشاريع مجتمعية وحضارية مستقبلية متناحرة . وما يجب ان يحكمها عوض الانغلاق الفكري الاقصائي او التكفيري هو الاشتغال على النصوص والحوار النقدي القائم على احترام المختلف والصراع المتحضر .لنستمع الى الاصوات قبل ان ندين أي صوت .ولنحتكم الى احترام الاخر قبل ان نطلق رصاص الاحكام التهجينية . وأظنه انه من القواعد الاساسية في هذا الشان:
· القناعة بنسبية الذائقة الشعرية زمانا ومكانا .
· القناعة بحتمية التطور على المستوى الفردي والجماعي والحضاري .
· القناعة بحتمية الاختلاف في الابداع والتلقي والتقييم .4
· القناعة بما قاله المتنبي :" ويبقى على الدهر القصيد" بمعنى ان الدخيل دخيل حتى وان كان صاحب النص في حد ذاته (فقد بقي المتنبي الشاعرالحكيم مثلا ونسينا وجهه المتكسّب) ولا احد قيّم على البيت ليطرد منه الدخلاء . التقبل والزمن والذائقة النقدية هي الفيصل الأول والأخير. هذا على المستوى الزمني اما على المستوى الثاني فان الشعر العربي تعاقبت عليه في القرنين العشرين والحادي والعشرين اربعة مراق شعرية هي القصيدة الإحيائية ثم القصيدة الرومنطيقية ثم القصيدة الواقعية ثم القصيدة النثرية وقد اختزلت هذه المراقي في ثلاثة أنماط كبرى هي القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر. بعضهم يسوق التعاقب بشكل أعمق فيقول ان الشعرية العربية مرت بثلاث مراحل هي الشعرية النسقية القائمة على البيت ( انطباق التوقع على المنجز) ثم شعرية المفاصل القائمة على التفعيلة ( والانزياح بما يعنيه من كسر للمتوقع المرتقب ) ثم شعرية الصورة او ما يسمّى بالشعر الرؤيوي او شعرية المخايلة (5) .ان عمق القطيعة بين المرحلتين الأوليين والمرحلة الأخيرة دفعت نقادا آخرين الى تبني تقسيم ثنائي لا يفرق الا بين شعر إنشادي هو استمرار للطابع الشفاهي للشعر وشعر رؤيوي يؤصل التجربة الشعرية في بيئتها الكتابية"الصوروية" باعتبارنا قد تخطينا الشفاهية الى الكتابة والتدوين منذ قرون وباعتبارنا قد دشنا عصر الصورة منذ عقود . ولا يجدي نفعا ان ننكر على اصحاب كل مشروع حقهم في الاختلاف ما دامت دواوينهم في السوق وأمسياتهم الشعرية تصل اصداؤها الى الأسماع وثمة جمهور تتقبل ذائقته أشعارهم حتى وان كانوا من كتاب قصيدة النثر او قصيدة اللقطة. و
أين نضع شعر جمال الصليعي في كل هذا ؟ الإجابة المستسهلة والعدوانية تضعه زمنيا في دائرة الشعر التقليدي الأصيل . وتضعه فنيا ضمن شعر النسق شعر المشافهة والإلقاء وتحقق المتوقع .لكن رايي الخاص ان جمال شاعر مترحل لا يقيم طويلا تحت خيمة واحدة يدفعة القلق الى التطور لكن بعمق ورسوخ قدم في اليات الاشتغال على قصائد كل مرحلة .قصائده الاخيرة تقوم على التناص والتناص القراني بصورة خاصة .لكننا نجد ايضا تناصا شعريا يستحضر القصيدة الاحيائية والقصيدة الرومنطيقية المهجرية اضافة الى القصيدة الجاهلية . هذه الخيارات الفنية مقصودة وواعية. هي تنتخب من ذائقة صافية وتشير الى مراحل تأثر وتطور في الحياة الخاصة و الإبداعية. لكن "مشكلة" جمال في إلقائه . إلقاؤه ساحر ولا احد يستطيع ان يفصل النص عنه . قصائده الأخيرة ليست شفوية ولا إنشادية بل هي إلى " الاسطرة " والملحمة والتشكيل الدرامي اقرب ورغم ذلك يطوعها الإلقاء الى الإنشاد . وكانت قصائد مثل العنكبوت والطوفان منذ بداية التسعينات قد أفلحت في النقلة من النسق العمودي الى الشعر التفعيلي وكانت وما زالت اجمل وأنفذ حين تلقى. كان جمال يرفض النشر لان الفصل بين القصيدة والانشاد ينقص من قيمتها . واظن ان جمال يقتنع شعوريا او لا شعوريا بما يصر على انه يرفضه ربما لانه لا يقيم تطابقا مخلا أو متداخلا بين المشروع السياسي الذي يطرحه والعمل الفني الذي يقدمه فان تكون عروبيا لايمنع مطلقا ان تكتب قصيدة حداثية او بعد/ حداثية عمودية او حرة او نثرية اذا تمكنت من الآليات دون ان تغرك التسميات , مع الحفاظ على ثوابت اهمها شعرية اللغة والهم العروبي والمقوّم الايقاعي. ان الذي يحكم على جمال الصليعي بعد الاستماع الي إلقائه يظلمه كما ان الذي يحكم عليه دون سماعه وهو يلقي قصائده يظلمه .واظن ان الخطأ يكمن في أحكامنا الجاهزة التي لم تتحرر من ثنائية القاء الشعر القديم او قراءة نصوص الشعر الجديد . القاء جمال الصليعي خدمه وساهم في انتشاره لكنه ايضا حجبه عن متلقيه وظلم نصوصه . هو القاء ضار نافع في آن .وليس الصليعي وحيدا في هذا الخط . الم يسمعوا بمحمود درويش ومدرسته؟ لماذا يوضع درويش مع الحداثيين ويصنف الصليعي مع التقليديين رغم ان التجربة بحق متقاربة في نصوص كثيرة ؟يقول درويش : " نحن محتاجون الى العودة الى الاصالة " ويضيف "" لا بد للقصيدة من شيء من الكلاسيكية "؟( 6). القضية في جوهرها موقف من الذات و الهوية وموقف من ماهية الشاعر و الشعر. ان الحملة على شعر جمال الصليعي حملة على التزام فني ومضموني وحملة على مشروع مجتمعي واخلاقيات الذات والكيان أكثر من أسبابها الفنية والذوقية . ولو ألقى جمال قصائد أدونيس لتنكر لها من يتحمس لها كقرآن جديد. ثمة حملة على الشاعر صاحب الموقف والمبدأ ولا يهم بأي تقنية فنية كتب. الشاعر الحق عندهم يجب ان يحمل بيمينه زجاجة خمر متأبطا بيساره حسناء من ضحايا الأضواء ثم يجب ان يكتب على الجبين المنافق :" كل كلامي للبيع والمبادلة خاصة لمن يموّل أو يترجم " . الشاعر المقاوم يجب أن يموت كي يترك المكان للشاعر السمسار شاعر المناولات والمقاولات وأرخص الخمارات .
ومن المرتاد النقدي " موضة " النسوية والتأنيث : فما زالت التصنيفات النقدية تتوالى باحثة عن ايغال اعمق متجاوزة الاطار العربي الضيق الى الافق العالمي والانساني الاشمل فطرحت انكسار الشعرية الى مفصلين اساسيين هما المفصل الفحولي الذكوري ومفصل تانيث الابداعية الفنية و الادبية والنشاط الانساني عموما .الفارق الاكبر هو في مقصدية الصوت . اذا كان الصوت متجها الى الخارج وفاعليته وثوقية يقينية تعنى بالمحيط وتجلي الذات عليها فنحن في صميم الابداعية الفحولية.اما اذا انكسر الصوت الى الدواخل ليعاني النسبية والهم الذاتي متاثرا بجراحات العالم في داخله فنحن امام القصيدة الحديثة .من هذا المنظور يبدو مشروعا ان يسأل : هل ان ما يكتبه جمال قصيد بصيغة المذكر ام قصيدة بعلامة التأنيث المبجلة ؟
يستبطن السؤال موقفا من عمود الشعر العربي .ويفرّق بين نسقين متعاقبين من الشعر : الاول الشعر الذكوري حيث الفحولة في البناء واللفظ والإيقاع :تعددية أغراضية وتركيبية بحور وتصاعدية انفاس الى حد الوصول الى بيت القصيد ودائما ليس ثمة الا بيت واحد لكل قصيد .اما مضمونيا فثمة خطاب ومغزى ومعنى مبلغ. واذا كان ثمة وظيفة جمالية فهي هادفة وموظفة من اجل النص كمؤسسة في محيط . تأنيث القصيدة عنى فيما عنى تضحية بنصف بحور الشعر العربي وهي البحورا لمركبة لصالح البحور الصافية البسيطة وعنى ايضا انكفاء النص على ذاته وانكساراته فغدا إبحارا في العوالم الداخلية وتناقضاتها دون رسالة نبوة وإصلاح يحملها الشعر او يتكلفها الشاعر .لذلك لم يعد في القصيدة بيت واحد هو بيت القصيد . القصيدة قمم وانحدارات متلاحقة من التدفق التعبيري.
السؤال في حقيقته مرتبط في عمقه بالتنظير السوسيولوجي بنقلة انسانية من النظام الابوي البطريركي الى النظام النووي حيث النواة زوجية التكوين انثى وذكرا ( وكأنه من شروط الذكورة النووية ان تنعدم فيها الفحولة ). وربما تكون الشعرية العربية قد انتقلت حسب ما يحاول عبد الله الغذامي ان يقنعنا من القصيد الى القصيدة أي من الفحولة والذكورة وعمود الشعر الى القصيدة المؤنثة (7) . واذا كان الامر بهذا الشمول فلا وجه لتلمس صداه في اشعار جمال الصليعي .الا ان السؤال كالعادة لمز من الطوارف بأن صوت جمال قديم متجاوز.
واطروحة البحث تسلم ان جمال أسس في مرحلة من شعره للقصيد الفحل .لكنه تجاوزذلك منذ اول التسعينات منذ كتابته نص العنكبوت ونص الطوفان . صحيح ايضا انه لم ينتقل إلى القصيدة المؤنثة .فهو لم يتجاوز القصيد الى القصيدة. بل عبر الى الملحمة. بعبارة اخرى ان نقلة جمال الصليعي كانت من القصيد الى الملحمة . لو رجعنا الى الديوان كدوال ومفردات لتوضح من ناحية إحصائية ان الشاعر يميل الى مفردة القصيد (5مرات) اكثر من القصيدة(2) . ولو رجعنا الى الديوان لنسأل كيف تمت النقلة من القصيد الى الملحمة لتوضح ان هذا الديوان غيض من فيض وعينة اكثر من دالة .
* السؤال الثالث : اين تتجلى الملحمية في شعر جمال الصليعي ؟
ان الملحمة تركيبة موحدة بين الذات والموضوع تتسم بالقصصية والطول والابطال الانبعاثيين من الرماد يلتحم فيها الصوت الفردي بالتعبيرة الجماعية لصياغة بطولات شعب او امة اثناء معاركها المصيرية الحاسمة .تمزج الملحمة ايضا بين السرد والوصف والحوار لتغوص في بواطن الابطال وهم يصارعون الياس والاحباط من الداخل ويصارعون واقعهم الخارجي المليء بدواعي الفشل والانحدار. ترسخ الملحمة من خلال ذلك نبوءة بمصير الجماعة تأكيدا على عظمتها مهما تلاقت عليها الحراب . ان الشاعر في الملحمة صوت شعبه تعلو نبراته الحماسية مع مواقف العزة والنصر والبطولة وينتكس مع خوالج التشكيك والاحباط خلقا للتوتر المؤكد للحقيقة الانتصارية الاخيرة .ولذلك تخلق الملحمة ايقاعها الخاص المركب من الحماسة والخفوت المشكك ومن النبرة الحكمية الرصينة . اضافة إلى لغة قوية فخمة احيانا استبطانية قريبة من البوح النفسي احيانا اخرى وهي طورا تهكمية ساخرة سخرية مرة من الذات اكثر من سخريتها من الاخر. لكنها تصنع لنفسها دائما معجما دلاليا ينصهر مع الجماعة ورموزها .وما نريد ان نثبته في شعر جمال هو توافر هذه الخواص الملحمية في كل نص .وتوفرها ايضا بين كل النصوص . بمعنى ان ما كتبه جمال منذ ان طلق القصيد الخطابي المباشر أي منذ ان كتب نص " و..العنكبوت" سنة 1993 يشكل ملحمة واحدة . هي ملحمة الكيان العربي المقاوم لعوامل الانهزام في الداخل والخارج .اقرؤوا في العنكبوت : فاجمع بقاياك... انفلت
من قبضة الزّمن الرتيب
ومن غبار الميـتـين
من ربقة الجسد الصّليب
ومن غروب الآفلين
وعش على وجع القصيد
إنّا ألـنّا تحت دمعتك الحديد فانزف
انزف لقد غلب الحديد
واقرؤوا خاتمتها الملحمية :
خذ ما لديك بقوّة
واشمخ يراودك الصّباح
واجمع بقاياك انفلت
من قبضة الوهن الرّديء
ومن خيوط العنكبوت
هذا زمان الآفـلــين
فلا يخالجك الأفول
واصنع نهارك ربّما... عبق النّهار
بما يبشّره الصّباح... !
وليست خاتمة الطوفان بعيدة عن هذا الصراع الدامي داخل النفس العروبية وخارجها . الا تقول مكثفة دلالات اللعة لغة وحضارة وهوية وامة :
ضاد يا آيتي الأخرى
وعلاتي
وميراثي
وإيراثي
وممتنع الخيول
كيما أقوال بأنّني ماض
على وجع الطريق
على مرارات التخلي
وانسحاب الصحب، يا... قلق الأفول.
وليست اللغة وحيدة في هذا التكثيف والتراكب الدلالي الذي تشف فيه اللفظة عما تحتها من مسميات أخرى مختلة .هو يتحدث عن الماء والاسماء والنخل والصحراء والبروق . ويتحدث عن "هي " غائمة صوفية وغزلية وعذرية ووطنية وربما ذات دلالة ذاتية . ويتحدث عن " نحن " و"هم " عن "جبارين " وطوارف " .ودود وسوس ...و"انا " تنزف ولا تستسلم . تعاني همّا مختلفا :
هذا الهمّ أكبر من مساحيق الشّمال
ومن مرارات الجنوب
وأجلّ من حجر المديح يشيّد أضرحة العبيد
هذا انتفاض الطّير مذبوحا على شفة الحديد
هذا دبيب الماء بين منافذ العطش القديم
هذا رفيف الرّوح مقبوضا
على طين سقيم ( لغة القبائل )
لكن الصوت لا بد ان يعلو مع كل اشراقة بطولة و نصرواستعيدوا اذا اردتم شاهدا كل نهاية لاية قصيدة فالشاعر لا يساوم في تفاؤله بانتصار امته ولا يشكك ابدا في عظمتها .
خذينا في جنوب الله من لبنان
في كتب الشّهادة
في سباق الواثقين إلى الجنان
خذينا...
عند طفل يولد التّاريخ من نعليه إذ يمشي
فتهتزّ العروش الصّفر والأعداء
إذ يرمي... ولم يرم.. ( لغة القبائل )
لست احتاج إلى ادلة كثيرة على ان صوت جمال صوت ملحمي ينطق مفردا بدلالات جمع وجمعا على لسان مفرد .هو واحد من " نحن " . نحن الذين " قرأوا تاريخ العرب بما "توجب أن يقال فلا يقال" . قرأوه منذ الجاهلية إلى انتفاضة الحجارة الثانية .فما رأوا فيه إلا " دماء حمرا يسكبها الشموخ على اليباب " . وما خرجوا إلا بملحمة عز نظيرها .كيف لا وهذه أمة تحارب قبائل وأفرادا فتهزم جيش امبراطورية الروم في ذي قار . وتحارب بجيش من المتطوعين في سبيل الله فتهزم جيش إمبراطورية الفرس.وقل الأمر نفسه عن صمود طويل الأمد أمام حملات صليبية "عالمية" تخرج فيه منتصرة بعد كل حملة .وإذا لم تكن ممن يستريحون لبطولات الماضي فأمامك الحاضر بصور أكثر إشراقا مهما شكك الطوارف . سل عن حملة نابليون وسل عما لاقته جيوش الاستعمار في كل قطر وعن حروب التحرير وعن المد الناصري وانظر كيف هزم المناضل عتاد الحداثة العسكري في جنوب لبنان وأمامك فلسطين فهذه ملحمة بطولية لوحدها .ففيها يقاوم المواطن العربي مهما كان بسيطا مؤامرة عالمية تشكك في الحق وتزيّف مفاهيم السلم و" الطبع " والتطبيع " .أظنك لا تشك في صدق ملحمة الحجارة وفي بطولات الصمود في غزة :ثم ألا تصدق مع الجبابرة بما قاله أحد الشعراء : "إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة".
منقول عن دراسة بحثية للأستاذ سامي بالحاج علي
تحياتي
عبير عيد
مشرفة
عدل سابقا من قبل abeereid_2007 في الأحد ديسمبر 12, 2010 9:24 am عدل 2 مرات
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني