من طرف سمير الغامدي الأربعاء يوليو 20, 2011 8:51 am
جداريات لزمن الآتي
جدارية أولى
حنظلة الأبابيل المهاجر
في حكاية أولى صار القتلة رسل الحرية وملائكة الرحمة التي تطرق كل الأبواب , وصاروا يسيرون في الشوارع والساحات مبشرين بزمن آخر لا يكون فيه للطغاة مكان , دمروا المدينة فوق أهلها لتصبح ركاما , ولم يهتم أحد لهذا الجراح وتلك الجثث , لأنه هذا كان خارج التغطية لشاشات السوداء والزرقاء والبيضاء التي شاركت الغزاة المؤامرة .
وبعيدا عن كل هذا لازال رسل الحرية يرسلون برقيات لذاك الطاغية , عله يكف عن قتل شعبه كما قالوا .. عله يرحل ويترك للقتلة أن يبنوا بلاد أسد الصحراء من جديد , كما يريدون , كي يروضوا فيها الأسود والنمور والنسور كي تركع لهم , وبين هذا وذاك كانت رفاة المختار ترفض هذه الصفقة القذرة , وكل ما في ليبيا كان يرفض تلكم الجرائم تحت أية ذريعة كانت .
((أموت ويبقى داخلي حلم قديم , بأن يعود هؤلاء السكرى إلى شموخهم اليعربي , ويعرفوا أنهم قد ضلوا مرات حين تعلقوا بحبال الغزاة الواهية .. حين استقدموهم كي يصنعوا حريتهم ))
ذهبت صرخات المختار أدراج الرياح , وظلت طرابلس الغرب جرحا موصدا في البيداء العربية , فيما لازال بعض أبناء الصحاري لجراحها يهللون , ولكل قتيل فيها يرجمون . أراد أن يبتعد قليلا فيما لازالت الأزاهير التي أينعت عند قدميه تقول ,, أن للشمس التي عرفها يوما موعدا آخر معه , أجل لديها بعد مواعيد أخرى ولن يستطيع الغزاة أن يسرقوها ثانية , لأن الضلالة لا تولد في قلوبنا مرتين .. لا لن تولد في قلوبنا مرتين .
قمرين ووردة
ملايين العيون كانت تراقب موكبهم .. ملايين العيون تعلقت بالشاشة وهي تتأمل وجوههم , وليس من يستطيع أن يسكت صوت القذائف في طرابلس الغرب , أو يأمر الغزاة إلى أوطانهم أن يرجعون , وفي كل سطر بعد جرحا ونزيفا وموتا .
لم يكن موت طرابلس مثل كثير من المدن , فقد ماتت ملايين المرات بغدر أبناءها , حارت أن من يقتلها جاء بأمر من أبناءها , الذين أسموا أنفسهم بررة , فيما كانت نعوش الطفولة تقول ,, أنه الغزاة سيظلون غزاة , ولن يتطهروا عن هذا الدم المباح من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب , وقد كان لون الدم واحدا .. وكان عربيا بامتياز , ولم يكن هؤلاء الأخوة الثلاثة إلا حكاية في معركة خاسرة .
كان دمهم يقول أنهم أبرياء من كل الجرائم .. أنهم أبرياء , وأن الغزاة هم الذين جاؤوا إليهم , وأنهم لم يقتلوا أحدا , لأن أكبرهم كان في الحادية عشر وصغارهم كانت في الخامسة , وكان للقذائف رأيا آخر , ماتت الأقمار على الأبواب , ومات ألف جرح , ومع هذا فلم يجد هذا الدم العربي المباح من يتعاطف معه , رغم أن الأب أيضا كان بين الشهداء , ولكن من يجرؤ أن يطلق عليهم شهداء في هذا الزمن الخاسر المباح .. من يجرؤ ؟؟؟!!!
وماتت الزنابق في طرابلس ولم تجد من يدعوها إلى ذاك المآتم هناك , لأن الغزاة أسموها حربهم تلك عدالة وحرية , فكم بعد سينزف الجرح العربي المباح كي ندرك أن هذا الدم دمنا , وأن هذه البراءة الموءودة كانت ستكون صبحا آخر لأقماري ؟؟؟!!! فأحالوها ألف جرح في داري وقرب أسواري , فهل تموت البراءة كل يوم في طرابلس ولا يحرك أحدا ساكنا , لأنها كما قيل حرية عدالة..
حرية وعدالة ؟؟؟!!!
آه كم لوثوك أيتها العدالة .. أيتها الحرية , وتركوا للغربان أن تعشش في قممك , وأنت ما أنت ستبقين , فوق كل جراحنا ولن تكوني مثل بلداننا وأشواقنا أرضا يبابا لكل الغزاة .. لكل الغزاة .
نقل عن: كتائب الفتح المبين
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني